الخميس، 19 أبريل 2012

قضية جنوب اليمن .. مشروع استعماري أم حقوق وقضية شعب؟

كتبت – إلهام محمد علي
 شبكة الإعلام العربية "محيط
مناضلون داخل الوطن واجتماعات ومباحثات تغرد خارجه للبحث عن حل لقضيتهم الجنوبية ؛بعدما سلبت أراضيهم ونهبت مستحقاتهم وشعروا بالتفرقة بينهم وبين أبناء الشمال .. كل هذا جعلهم يتمسكون بحقهم في الانفصال لينعموا بثروات بلدهم ؛ لكن هناك من يحبط عزيمتهم النضالية تجاه مبدئهم وقضيتهم ويقول أنها مشروع استعماري قام بتخطيطه من قبل شخصيات إقليمية ودوليه .. لكن السؤال الذي يفرض نفسه في المرحلة الراهنة هو ما آليات حل قضية جنوب اليمن ..؟

شبكة الإعلام العربية "محيط " نقلت عديد من وجهات النظر حول ذلك وخرجت بالحصيلة التالية .
ويقول أ. عبد الله قاسم الشرعبي : بأن الوقت الراهن لا يبشر بخير .. فمشروع الانفصال في الوقت الحالي ليس هو المشروع الأمثل للجميع سواء في الشمال أو الجنوب خصوصاً بعد دخول الساحات الجنوبيه من قبل عده اطراف داخليه وخارجية سيرت الموجه في اتجاه مصالحها .

وكشف الشرعبي وهو ناشط حقوقي ومثقف يمني بأنه حصل انقسام في الرأي مع غياب الفكر بداخل الساحات في الجنوب حتى على مستوى الإخوة الذين يرون أنه لابد من الانفصال ، ولا نستطيع التكهن بما قد يحدث في الأيام القادمة فالمسألة اصبحت في طور غير معروف لكثره الأحدان وتسارع مجرياتها على الساحة الجنوبية ؛ فهناك ايادي كثيرة تريد البطش بالأرض مع عدم مراعاة أن هناك انسان هو مالك الأرض وحاميها وأن شعب الجنوب بكل ما يحمله من طيبة قلب ورجاحة عقل أكبر من يستغل من أي طرف كان وأنه وحده قادر على تحديد مصيره.
مشروع استعماري
ويرى العديد من أبناء المناطق الشمالية أن دعوات الانفصال ما هي إلا مشروعا استعماريا يقوده مرتزقة في الجنوب كما يقول ذلك رئيس دائرة حزب الحق في ذمار عبد الله الشعري ؛ وقال : نحن مع كل من له قضية شرعية و مطالب حقوقية وطنية فروح القضية الجنوبية حقوقية وليست انفصالية .
ويشير إلى أن حل قضية الجنوب ليس بالانفصال بل بحل قضايا الناس في المناطق الجنوبية من استرجاع أراضيهم التي نهبت ؛ وتساويهم مع أهل الشمال بحيث تفعل المواطنة المتساوية بين الطرفين .
وبحسب رأيه فيقول بأن مشروع الجنوب ما هو إلا هدف استعماري إقليمي دولي كبير يقوده شخصيات خارجية تستخدمهم سعيا منها للسيطرة على دول الخليج العربي .
غير أن الصحفي اليمني المرابط في ساحة الشهداء في مدينة المنصورة عدن يقول بأن الاعتراف بالقضية الجنوبية وفق التعاريف والمسميات هي كلمة سر فتح باب اي حوار او نقاش مع الشعب الجنوبي عن رؤيته لحل القضية الجنوبية ، وأي تجاهل لها سيجعل اي حوار او نقاش او حل مقدم من اي اطراف اخرى تدعي تمثيل الشارع الجنوبي ليس اكثر من كلمات تتناثر في سماء مفتوحة يقدمها المتحدثون كــ وجبة للرياح تنشرها في اي مكان غير الشارع الجنوبي.
ويستبعد الحيمدي بأنه لا يوجد في صنعاء من لديه الاستعداد للجلوس على طاولة حوار او تفاوض على اساس هذا المبدأ لعدم رغبة رغبتهم بسماع صوت الشارع الجنوبي الهادر والذي يقول أن قضيتنا ليست حقوق ولا أراضي وبيوت ؛ وإنما هي قضية شعب وهوية بدأت حين غاب الدينار الجنوبي القوي من السوق وحضر الريال اليمني الهزيل وتم تعميم وفرض كل ما هو شمالي ومحو كل ما هو جنوبي من بنك وعملة وشركة طيران وصحيفة ووكالة انباء ونظام تعليمي وإداري وتغير مسميات الاشياء من اماكن وشوارع ومؤسسات رافقها تصفية وخصخصة المصانع والمؤسسات الانتاجية الجنوبية وتشريد موظفيها وإحلال عمالة شمالية مع ما شهدت مؤسسات الدولة المختلفة وخصوصا الامنية والعسكرية من تسريح جماعي للكوادر الجنوبية.
أسباب ثورة جنوب اليمن
ويضيف الحميدي أنه وإلى جانب نهب الاراضي والبيوت وفرض واقع المواطنة وفق درجات وترتيبات تضع المنتصر في المرتبة الاولى في صنع القرار والتحكم بثروة البلد ومقدراته والمهزوم درجة عاشرة كل هذه المعطيات دفعت او صنعت هذا الغضب الجنوبي الذي يمضي اليوم نحو هدف واحد هو النضال السلمي لنيل الحرية والاستقلال .
لا جنوب ولا فيدرالية 
فإذا كان النظام قد تعامل مع القضية الجنوبية عبر المعالجات العشوائية التي اعتمدت على العنف والمحاكمات والاعتقالات القسرية الى جانب شراء الذمم والولاءات نجد الجدد يمارسون ما هو ابشع عبر حملات الاصلاح وحميد الاحمر التي تقول ان لا قضية في الجنوب وان الشارع الجنوبي كله مع الوحدة ولا يحتاج حتى الى فدرالية معتمدة على امتلاك وسائل الاعلام المحلية والخارجية التي تخفي الصورة الحقيقية للقمع والقتل والتشريد والتنكيل الذي نتعرض اليوم في الشارع الجنوبي كما تخفي سيولنا الهادرة في كل شارع وساحة المطالبة بالحرية والاستقلال وتجد من يشيع بل يشن حملاته المكثفة على ان الحراك قد صار مسلح مثيرين فزاعة الغزو الشيعي على الشارع الجنوبي هؤلاء هم من اباحوا دمائنا في 94م تحت شعار الشيوعية .

وعلي محسن وجنرالات الحرب المنشقين باسم حماية الثورة في الشمال وهم من يقررون اليوم صيغة الحلول للجنوب وتبقى ان اقول ان الشارع الجنوبي اليوم بحاجة فقط من قياداته في الخارج ان تبذل جهود جبارة للتعريف بالقضية الجنوبية في الخارج وكسر الحصار الاعلامي والسياسي المفروض علينا حتى نتمكن من ايصال الصورة الحقيقية للعالم العربي والإسلامي والغربي عن حقيقة ما يجري في الجنوب من جرائم قتل وإبادة .
هل أعجبك الموضوع:

ليست هناك تعليقات :