الجمعة، 13 أبريل 2012

الجنوب ... وأبعاد مايحدث في ( أبين)

بقلم : اكرم احمد باشكيل
الجنوب بكل جغرافيته يشكل خارطة سياسية عصية في أحداث منطقة شبه الجزيرة العربية برمتهامنذ فجر التاريخ الإسلامي وحتى عهد الصراعات المذهبية والطائفية التي عصفت بالدولة الإسلامية في نشأتها وتبعثرها.. كانت مركزا قويا في الإسناد والدعم وكذلك هي معقلا حصينا لبعض التمردات على الدولة المركزية في المدينة والشام والعراق ..

ومن منطلقات هذه القراءة لخصوصية المكان في الجغرافيا السياسية يمكننا فهم مايجري اليوم على هذه الخارطة بكل إعتمالاتها إذ أن ماتفرزه صراعات المذاهب بكل اعتمالاتها الطائفية وما يحاط ويغلف بها من أطماع سياسية فجة هي جوهر مانراه اليوم في كثير من مناطق الجنوب على هيئة خلط الاوراق وتمييع قضية محورية تحاول أبراز وجودها بما تقدمه من تضحيات على ارض الواقع بأشكال سلمية عجز معهاالنظام المحتل في لجمها أو كبتها أو حتى فرملتها بل أن الطامة الكبرى حين إنتقلت هذه العدوى الى مركزه وكانت بمثابة ضربة قوية للإنقضاض عليه لايزال يترنح منهاوهو مكابر في تعنته إتجاه مقاوتها..
هنا تأتي المفارقة الجديدة لما يحدث في( أبين )حيث أنها تاريخيا تقع على مفترق طرق في الحسم العسكري القبلي في صراعات المنطقة في كل الأحداث وهي بذات القدر تمثل اليوم في القراءة التأملية تطورا مفصليا في المتغير الموضوعي للقضية الجنوبية للإعتبارات التالية:
1- إنها شكلت في 22/فبراير2012م حاجزا منيعا حين ميزت بين الإنتماء القبلي والإنتماء السياسي وإختارت لنفسها البقاء التاريخي المكاني وهي بذلك حسمت معركة جد مهمة في الحركة الشعبية الجنوبية والقضية الكبرى لها وقد نجحت بإمتياز مع مرتبة الشرف وعكست عنوانا عرضا لوعي ابناء هذه المنطقة التي أصابهم قرح النظام الشمولي ولم يفت في عضد الإنتماء المكاني لهم وفضلوا خيار البقاء مع المكان على خيار الذهاب مع( الإبن).
2- وهي تقفت اليوم في مناهضة المشروعات المبعثرة لوحدة الجنوب أرضا وإنسانامن خلال الإستنهاض الشعبي بكل إضيافه لمقاومة مده بل وإنهاء نفوذه- كم نراه اليوم في لودر- الذي يأخذ عناوين وتلونات غير حقيقية فيما ترفعه من شعارات الهدف منها إحداث إرباك على مستوى الجنوب وخلخلة الحركة الشعبية العارمة التي تنادي بالتحرير وحق تقرير المصير لشعب الجنوب.
3- إن القيادة على رأس هرم النظام المركزي في صنعاء باتت تشغله شخصيات من ذات المنطقة الجنوبية الأبية ( أبين) وهي أيضا تشكل إحدى المفارقات السياسية في تطور الأحداث على الساحة الجنوبية وهي علامة يمكننا أن نجيرها لصالح القضية إذاأحسنا فن التعامل معها بقدر من المرونة مع عدم التفريط بثوابت العمل الضابطة للأهداف.
من كل ذلك يمكننا فهم ماذا تعني ( أبين) في هذه المرحلة بالذات من مراحل القضية الجنوبية وماهي منطلقات الإسناد في العمل إشتغاليا عليهاوكيفية التحفيز لها بحيث يمكننا توسيع دوائر إندياحها لتشمل مساحة أكبر في مواجهة المشروع الإحتلالي البغيض الذي ينقلنا من مربعه الى مربعات أضيق على مستوى الخارطةالجغرافية الجنوبية وكيف يلعب بكروت اللحظة الأخيرة وهوفي حالة من أسوأحالات الإحتضار الأخير... ولهذا فأن ( أبين ) أمدتنا في هذا الظرف العصيب بخطين متوازيين معا في الإشتغال على قضية التحرير هما خط التطهير من هذه العناصر المنتدبة من النظام في قتالنا وخط العمل السياسي الموازي له وهما جناحان يتآلفان ولايتعارضان وبحاجة الى التقااط بديهي سريع من قيادات العمل الميداني للإشتغال عليهما..
إذن الوقت لايتيح لنا فرصا أخرى للتأمل فقط يحتاج منا الى إستعادة ذهنية سريعة لتقصي ماهو متاح وماهو ممكن والإنتقال الى الفعل المبرمج والمنظم غير العشوائي وتجنب الخسائر الفادحة في كل شيء وأهمها أرواح البشر لأنها غالية عند رب السماء فضلا عن عباده.. فقط ربماحينها يصدق المثل الشعبي القائل ( ياويل صنعاء من دثينه ) .

http://www.a7raar.org/news.php?id_dept=2&id=246
هل أعجبك الموضوع:

ليست هناك تعليقات :