صدى عدن / خاص
تمر قضية شعبنا الجنوبي العادلة هذه الأيام بفترة هامة وحاسمة على الطريق نحو استعادة الدولة الجنوبية التي كانت قائمة إلى ما قبل مايو 1990م ، حيث تتبلور مقترحات وتدرس أفكار وتناقش رؤى عدة في سبيل تحقيق ذلك من قبل قيادة شعب الجنوب النازحة في الخارج بالاشتراك والتشاور مع قيادة الانتفاضة الثورية الشعبية في الداخل من جهة وبين أطراف دولية وإقليمية تسعى إلى لعب دور حاسماً من أجل حل هذه القضية التي باتت تؤرق العالم ودول الجوار على وجه الخصوص
وتسبب صداع مزمن لهم خصوصاً في ظل استمرار وتوهج انتفاضة الشعب الجنوبي التواق إلى تحرير أرضه وإعلان فك الارتباط مع الطرف الشمالي الذي غدر بالوحدة الطوعية السلمية التي تمت بين الطرفين في 22/ مايو / 1990م عندما اجتاح أرض الجنوب في صيف 1994م في حرباً همجية حولت حلم الوحدة إلى كابوس في حياة أبناء الجنوب وقتلت طموحهم في وحدة حقيقية مبنية على الشراكة العادلة .
اليوم وبعد كل الأطروحات والمشاريع التي تم عرضها من قبل جهات عدة في سبيل حل سلمي للقضية وانقسام القيادة الجنوبية في اتجاهين رغم توحد الهدف الذي ينشدونه حيث الرئيسان علي ناصر والعطاس والقياديان صالح عبيد ومحمد علي أحمد ومعهم قيادات جنوبية أخرى تؤيد خيار الفيدرالية الثنائية ذات المرحلة الانتقالية لمدة خمس سنوات تحت إشراف دولي وإقليمي يعقبها استفتاء شعبي لشعب الجنوب للاختيار إما البقاء في الوحدة الاندماجية الحالية أو الاستمرار تحت مظلة الفيدرالية بشكل نهائي أو إعلان استقلال الجنوب واستعادة دولته السابقة وعاصمتها عدن ،وهو أحد الخيارات التي قوبلت برفض بعض قوى الداخل وحظيت بتأييد قوى أخرى محلية وإقليمية ودولية .
بينما كان الطرف الثاني بقيادة الرئيس علي سالم البيض والمناضل حسن أحمد باعوم قد اختارو طريق الاستقلال المباشر دون اللجوء إلى خيار الفيدرالية الممهدة للاستقلال وهو الخيار الذي حظي هو الآخر بتأييد محلي لكنه قوبل برفض إقليمي دولي .
ومع استمرار الوضع على ما هو عليه طيلة الفترة الماضية جاء التحرك الخارجي الساعي لحل القضية ووضع حلاً عادلاً لها لتتبلور معه قناعات جديدة برزت في الآونة الأخيرة حيث علمت ( شبكة صدى عدن الإخبارية ) من مصادر مطلعة أن هناك توجه جديد لتيار الاستقلال التي ربما قد اقتنعت بخيار الفترة الانتقالية لمدة خمس سنوات تحت إشراف الامم المتحدة وليس تحت حكومة مركزية ومثل هذا الخيار التي أجمعت علية قوى الاستقلال هو نفس المشروع الذي يتبناة لقاء القاهرة ولكن بدون كلمة الفيدرالية ياتي هذا بفعل ضغط الأسرة الدولية التي أصرت على أن هذه الخيار هو الأنسب في الوقت الراهن، وبعد مشاورات ومداولات عديدة تبلورت قناعات لدى تلك الرموز الاستقلالية بالمضي قدماً مع التوجه العالمي الساعي لحل قضيتنا وعدم التقوقع في زاوية محصورة قد تفقد قضيتنا زخمها الدولي الذي حظيت به مؤخراً ..!
المعلومات التي حصلت عليها ( شبكة صدى عدن الإخبارية ) تفيد إلى توجه جديد لتلك الرموز لوضع مشروع جديد على الطاولة يهدف إلى قبول أن يدخل الجنوب فترة انتقالية لمدة خمس سنوات بشرط الإشراف الدولي المباشر وليس تحت وصاية نظام صنعاء على أن يتم الإعلان بعدها عن استقلال الجنوب وفك ارتباطه مع الشمال دون اللجوء ربما إلى استفتاء لتقرير المصير ..!!
ومن خلال هذا التوجه نلاحظ أنه يتناسق مع مشروع الفيدرالية المشروطة التي طرحها سابقاً لقاء القاهرة مع اختلافات جوهرية في المشروعين ..!!
وفي ظل هذه التطورات الملحوظة التي تسابق الوقت في محاولة جادة لوضع حداً لمعاناة أبناء الجنوب نجدها فرصة نحن في ( شبكة صدى عدن الإخبارية ) لنتوجه بدعوة صادقة إلى كل القيادات الجنوبية بمختلف توجهاتها إلى سرعة الاتفاق على مسار واحد يقنع العالم بتوحد الصف الجنوبي ويؤكد عزم وحرص جميع الجنوبيين على استعادة دولتهم .
كما ندعوهم إلى الاستماع إلى الصوت الخارجي المؤثر الذي يجدد مرة بعد أخرى دعواته إلى توحيد الصوت الممثل لشعب الجنوب تحت مظلة واحدة والدخول في حوار مع الطرف الشمالي لطرح مشروع استعادة الدولة بالطرق الممكنة والملبية لتطلعات أبناء الجنوب ..!!
نأمل أن تشهد الأيام القادمة استجابة لهذه المناشدات ونسمع عن اتفاق جنوبي – جنوبي لتمثيل شعب الجنوب في أي استحقاق يسعى لحل قضيتنا الجنوبية العادلة بعيدا عن صراع التسميات والمصطلحات التي تفرق ولاتوحد طالما الهدف من الجميع هو الجنوب.. نأمل ذلك قريباً وإنا لمنتظرون .!!
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق