الثلاثاء، 27 مارس 2012

الصحفى الاسبانى خافيراسبونوزا المقاومون الانفصاليون يعلنون تحرير إقليم قرب عدن في عرين الذئاب الحمر جنوب اليمن


الاسباني خافيير سبينوزا في رحلتة الي اليمن مطلع شهر فبراير وهو ذاته الصحفي الذي خاطر بحياته وذهب الي حمص وخرج منها بأعجوبة المصير أون لأين ينشر نص الترجمة التي ترجمها د حسان ثابت محاضر في علم النفس كلية التربية ردفان :-
خافيير اسبينوسا "ردفان" اليمن
مراسل خاص
عندما تحركنا على الطريق سقطت قذيفة على التل وفي الحال ارتفعت أعمدة الدخان، ويصيح أحدهم لا شيء حصل على الطريق إلى ردفان وضع المقاومون متاريس وخنادق بين الجبلين المطلة على الطريق  ، والجبال مرسوم عليها أعلام (ج.ي.د.ش) التي وجدت في الفترة من 67ـ 90م المجموعة يقودها صالح قايد ضابط سابق في جيش الجنوب، وهو عاطل منذُ هزيمة بلاده في الحرب مع جيش الشمال.

هنا ابتدأنا الإقليم المحرر ـ الجنوب الحر ـ مرسوم على كل صخرة.
 الذي يقرب من 3000 من وحدات الاحتلال -هكذا يطلقون على الجيش اليمني -لايبعدون عنا إلا كيلومترات قليلة حيث نتعرض للقصف أكثر من مرة ويستعملون ما لديهم من مدافع ودبابات وحتى الطيران، ولكن يعرفون أنهم في هذا الإقليم مهزومين, الإنجليز هنا قد تلقنوا دروس ودفعنا دماء كثيرة هذا ما يقوله قايد.
الذي كأنما يستعيد ذكرياته من القرن الماضي ,وبريطانيا تعرف جيداً لقرب الإقليم من عدن وبالأخص هنا في ردفان حيث كان أجداد هؤلاء النشطاء قد
حققوا الانتصارات عند بدء التمرد على الاحتلال البريطاني في اكتوبر 63م وكان يطلق عليهم الذئاب الحمر.
نريد استعادة دولتنا الوحدة لم تجلب لنا شيء سوى المذلة حسب قول صالح العطفي أحد المقاومين.
ردفان إقليم جبلي يبعد حوالي 80 كم من عدن جنوب اليمن الهدف الأساسي للحركة الانفصالية التي بدأت عام 2007م إعادة (ج.ي.د.ش) التي ذابت أثناء الوحدة مع الشمال حيث زاد القمع والتنكيل في هذا الإقليم التابع لدولة الجنوب السابق مستغلين الاحتجاجات الشعبية في اليمن الشمالي.
وبالتزامن مع خروج علي عبدالله صالح من البلاد في يوم 22 فبراير فإن الحركة الاستقلالية تحرز تقدم وقد أصبحت حقيقة لا مفر منها.
في العاصمة السابقة للجنوب التي تنتشر فيها أعلام الجنوب بكثرة، فقبل عامين في زيارتي لهذه المدينة لم أرى أي علم يرتفع فيها وأثناء زيارتي للمرة الثانية أجد الأعلام مرفوعة فوق سطوح المنازل وعلى الطرقات ومرسومة على جدران الشوارع وحتى بالقرب من مراكز الشرطة وفي الأماكن التي يتخذ
منها الرئيس مقراً له (القصر الجمهوري بعدن) وبجانب المعسكرات ترى آثار محو الكتابات باللون الأسود لمحو الشعارات التي يرددها أبناء الجنوب
للاستقلال والحرية، وما زالت الشعارات التي يرددها الجنوبيون تعتبر جريمة في قانون الحكومة ولكن الثورة الجنوبية قد زادت من إضعاف الحكومة في
صنعاء وقدرتها على التحرك لتنفيذ القوانين.
يشرح باشا با شراحيل الهجوم الذي تعرض له منزله وآثار القصف ما زال واضح على مقر صحيفة الأيام التي تعرضت للقصف في 2010م حيث تعتبر الأيام مساندة للحركة الانفصالية وهي الأكثر انتشاراً في اليمن ولكن مساندتها للقضية الجنوبية اضطر الرئيس علي عبدالله صالح  لإعطاء الأوامر بإغلاق الصحيفة
والاعتداء عليها في 2010م وقد اتسعت الحركة الجنوبية بفضل الأيام وفقاً لاعتراف المدير يقول باشا با شراحيل (إن أسباب طلب الانفصال هو إهمال الدولة اليمنية لأبناء الجنوب) ولهذا عندما تخرج الناس إلى الشوارع تطلب الاستقلال وهذا منذُ ما قبل سنتين، وفي ردفان وحسب قول جهاد علوي (ناشط محلي) إن الأطفال لا يؤدوا تحية العلم في الصباح في المدارس وإنما يهتفون ويغنون شعارهم الجديد شعار الاستقلال بلادي بلادي  بلاد الجنوب  جمهورية عاصمتها عدن.
إن الخط الرئيسي إلى ردفان حيث يعيش ما يقرب من 200 ألف شخص يعانون من الأوضاع الصعبة ويؤكدون في السنوات الأخيرة أن كثير من المساكن قد هدمت حسب النشطاء ما يقارب 186 منزل قد تعرض للهدم شبه الكامل وثلاثة وستين شخص ماتوا خلال المواجهات.
وكان آخرهم صالح قايد الذي قتل قبل عشرة أيام في المواجهات مع الجيش والأمن وقد نزح كثير من السكان في عام 2011م.
وخلال زيارتنا لردفان زرنا المتحف ووجدنا أن الجيش اليمني قد استخدم المتحف الذي كان يحتوي على آثار الثورة وتاريخ الذئاب الحمر وقد حوله الجيش اليمني إلى مطبخ ولم يبقى إلا النصب التذكاري للشهيد لبوزة أول شهيد من المحاربين في ذلك الزمن عندما كان النضال ضد الاستعمارالبريطاني.
الآن يسود المنطقة هدوء محفوف بالتوتر والخطر حيث وضعوا العسكر قطع مجنزرات ومدفعية التي تشاهد من قبل السكان القاطنين في المنطقة والشيء
الوحيد الذي له علاقة بصنعاء هو مركز الشرطة الذي يتكون من جنود من ردفان ولكنهم ممنوعين من التجول في الشوارع أو الدوريات وباقين في ثكناتهم حسب قول عزيز الذي يعمل مدرساً محليا
إن سلطات الدولة اليمنية قد ضعفت في عدن والجيش اليمني قد  وضع أسلحته ودباباته في مواقع إستراتيجية مثل الميناء والبنك المركزي ومواضع أخرى
مثل فندق ميركيور عدن حيث يسكن الزوار الرسميين الأجانب.
أما ممثل الحكومة في عدن عبد الكريم شايف فقد قلل من أهمية وخطورة الاحتجاجات في الجنوب وقال أن أعلام الجنوب المنتشرة  يرسمونها في الظلام
وأن أغلبية السكان مع الوحدة ونحن نحترم حرية التعبير والديمقراطية ولا نواجه إلا في حالة الدفاع عن الذات.
ولكن رغم قول شايف فأن الصراع مع الانفصاليين قد سبب مئات القتلى ويقدر باشراحيل أن حوالي 1300 شهيد قد سقطوا منذُ 2007م وأن الجرحى والمعاقين والمعتقلين بالآلاف كماكانت صور الشهداء في كل مكان كما في حي الشيخ وساحة الحرية بالمنصورة.
وفي ساحة الحرية التي تدار من قبل شباب الجنوب في المنصورة يرتفع علم كبير للجنوب لعشرات الأمتار موضوع فوق أحد الفنادق ويمكن رؤيته لمسافة تبلغ عدة كيلومترات.
إن الناس في الجنوب مطلبهم استعادة الدولة وهذه الساحة قد تعرضت للاعتداء في الثلاثين من ابريل من قبل قوات الأمن والجيش معززة بالدبابات والمدرعات التي ما زالت آثار جنازيرها والدمار الذي أحدثته الرصاص والقذائف ماثلاً في الطرقات والمباني وفي كل مكان.
وكان الهجوم كما يقول نشطاء قد أدى إلى مقتل شخصين وقد لوحظ قيام الشباب بقطع الشوارع بالحجارة والأخشاب والأشجار على الطرق المؤدية إلى الساحة.
 وبشأن الانتخابات في 21 فبراير يقول الجنوبيون هذه انتخابات الاحتلال ولا تعنينا ونحن نريد الاستقلال هذا ما أكده محمد عبد البالغ 24 عام وهوالمتحدث على لسان المحتجين.
ويعتبر أكبر قيادي في ردفان هو الدكتور ناصر الخبجي (45عام) البرلماني السابق وهولم يمانع في استقبال الصحفي في مقيل القات في عدن وقال الخبجي
نحن بحاجة إلى العدل وكان يجلس بجانب العلم الجنوبي وصورة الرئيس السابق الزعيم  الانفصالي  علي سالم البيض المنفي في الخارج . وكان الخبجي  يمضغ القات وهو يشاهد قناة الجنوب التي تبث من لندن بالأبيض والأسود تعرض مقاطع من الكفاح المسلح ضد بريطانيا في الستينات من القرن الماضي في عدن،ويقول نحن نقود حراك سلمي وقد حافظنا على سلميته رغم القمع من قبل السلطة وقد لا نستطيع  الاستمرار في السلم فقد يضطر الناس  إلى المقاومة وحمل السلاح وهذا حق شرعي أما الثورة اليمنية فهي ليست موضوعنا ولا تخصنا فنحن نريد استعادة الدولة التي سرقت منا.
هل أعجبك الموضوع:

ليست هناك تعليقات :