المبحث الرابع: الاستحواذ وتبديد الثروات الطبيعية
في هذا المبحث يستعرض الباحث نماذج للنهب والتبديد للثروات الطبيعية, وذلك على النحو التالي:ــ
1ــ الاستحواذ وتبديد الثروات النفطية
تثبت الدراسة المقدمة من قبل د. حسين مثنى العاقل تحت عنوان " الوحدة والنفط وقرار استباحة محافظات الجنوب" كيف تم الاستحواذ والتبديد للثروة النفطية. فخلال الفترة 1994م ــ 2009م, بلغت حصة الدولة من انتاج النفط الخام ( 1309 ) مليون برميل. بقيمة تساوي ( 46.5 ) مليار دولار تقريبا. من هذه الكمية تم استخراج حوالي ( 1060 ) مليون برميل من محافظات الجنوب. بما قيمته ( 37.7 ) مليار دولار. أي بنسبة تساوي ( 81% ) تقريبا. وبسبب توزيع الثروة غير العادل لم يحصل الجنوب من ثروته الناضبة, الا على نسبة تقل عن ( 25% ).
وبدلا من استخدام عائدات النفط بصورة تعطي اقتصاد اليمن ( الدفعه القوية ) التي تضمن دوران ماكنة النمو الاقتصادي دون توقف, فقد تم انفاق عوائد هذه الثروة الناضبة بصورة غير فعالة, اوعلى مشاريع ذات جدوى اقتصادية منخفظة, او على مشاريع بدوافع عسكرية, او على مشاريع تفاخرية. وادى ذلك الى ضياع فرصة تاريخية قد لا تتمكن اليمن من الحصول على مثلها في المستقبل المنظور.
2ــ الاستحواذ وتبديد الثروات المائية
تؤكد بيانات وزارة الزراعة بانه خلال الفترة 1994ــ 2006م, قامت الدولة ببناء ( 1146 ) سد وحاجز تم بناء معظمها في الجبال التي تقع في المحافظات الشمالية.
ان انشاء هذا العدد الكبير من السدود والحواجز المائية بصورة عشوائية وبدون دراسة استراتيجية لجدواها الاقتصادية يمثل تبديدا مزدوجا للثروات الطبيعية. فمن جهه هي ضياع لمليارات الدولارات المتاتية من تصدير النفط الذي يستخرج جله من الجنوب, ومن جهه اخرى تساهم السدود والحواجز في انخفاض ما يصل الى الوديان من مياه السيول. مما يقلص مساحة الاراضي المزروعه ويؤثر سلبا على خصوبتها.
وكمثال على ذلك فان مياة السيول لوادي( تبن ) لم تصل الى بعض الاراضي الزراعية في محافظة لحج وجميع الاراضي الزراعية في محافظة عدن منذ ( 18 ) عام. اي منذ عام 1992م. ولا شك في ان السدود والحواجز المائية العشوائية احد اهم اسباب انخفاض مستوى تدفق السيول في هذا الوادي.
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق