الخميس، 29 نوفمبر 2012

الإصلاح منفردا في مواجهة الحراك ودعاة الانفصال

تزايد المد الرافض للحوار والوحدة ومطالبات للخارج بالتدخل في ظل التحضير لاحتفالات شطرية بالجلاء
صحيفة الوسط تقرير - خاص
في ظل محاولات داخلية وخارجية لاقناع الفصائل المختلفة بالدخول في الحوار يتصاعد المد الرافض للحراك في محافظات الجنوب من خلال تسيير مظاهرات رافضة للحوار ومطالبة بالانفصال في موازاة تزايد الرفض من قبل كيانات جنوبية مختلفة، وفي هذا السياق قال بيان صادر عن المكتب التنفيذي للملتقى التشاوري لأبناء الجنوب في صنعاء
إن الخطوات التي اتخذت حتى الآن من قبل المجتمع الدولي ما هي إلا خطوات لمعالجة مشكلة قائمة بين فرقاء السلطة في صنعاء استناداً إلى المبادرة الخليجية التي لم تتطرق للقضية الجنوبية.
وأضاف أن قيادة الملتقى "شرح مخرجات لقاء القاهرة وبالذات الوثائق التي سلمت للمبعوث الأممي جمال بن عمر التي تشير إلى أن الحراك الجنوبي ليس ضد الحوار أو المفاوضات من حيث المبدأ، ولكن الظروف الحالية غير مهيأة لحوار ندي وبناء عليه، فلا بد من أن تتخذ الدولة مجموعة من الإجراءات للتهيئة لعقد أي حوار في المستقبل القريب".
وحمل الولايات المتحدة، باعتبارها دولة عظمى وعضوية دائمة في مجلس الأمن الدولي وراعية للمبادرة الخليجية، المسؤولية الأساسية في تصحيح المسار لمعالجة عدم الاستقرار في اليمن الذي يعكس نفسه على أمن واستقرار المنطقة والعالم خلافا لما سارت عليه قرارات مجلس الأمن الأخيرة والتي لم تتبن الأسس السليمة لحل القضية الجنوبية بما يرتضيه أبناء الجنوب .
وعلى ذات السياق وفي الوقت الذي أعلنت "لجنة الحوار الجنوبية" رفضها لمؤتمر الحوار الوطني بسبب ماقالت إن المؤتمر اغفل قضية الجنوب في مشروعها" رحب البيان الصادر عن اللجنة التي يرأسها الدكتور محمد حيدرة مسدوس بالاتفاق السياسي الذي تم التوقيع عليه في القاهرة بين القادة حيدر العطاس وحسن باعوم وعبدالرحمن الجفري، معتبرة هذا الاتفاق خطوة بالاتجاه الصحيح في خدمة الاصطفاف الجنوبي نحو وحدة الهدف ونأمل أن تتواصل الجهود مع جميع القوى الجنوبية المناضلة باتجاه وحدة الهدف والقيادة للثورة الجنوبية السلمية التحررية.
وقال البيان إن اللجنة واصلت اجتماعاتها الهادفة إلى توحيد مكونات الحراك الجنوبي في يوم الاثنين 19 نوفمبر 2012 وذلك في إطار النقاط الأربع التي يجري بحثها، مشير إلى أن الاتفاق تم على:
أولا: ترحب اللجنة بالاتفاق السياسي الذي تم التوقيع عليه في القاهرة بين القادة حيدر العطاس وحسن باعوم وعبدالرحمن الجفري وتعتبره خطوة بالاتجاه الصحيح في خدمة الاصطفاف الجنوبي نحو وحدة الهدف ونأمل أن تتواصل الجهود مع جميع القوى الجنوبية المناضلة باتجاه وحدة الهدف والقيادة للثورة الجنوبية السلمية التحررية .
ثانيا: تؤكد اللجنة موقفها الثابت مما يسمى (الحوار الوطني) في صنعاء وهو ان هذا الحوار يقوم على مرجعيه أغفلت القضية الجنوبية في مشروعها، وبالتالي فإنه لا يمكن ان يكون طريقا لحل قضية شعب الجنوب.
ثالثا: تشيد اللجنة بالجهود المبذولة من قبل الإخوة في اللجان التحضيرية لمهرجان 30 نوفمبر وناشدوا القائمين على هذا العمل العظيم التواصل مع كل الأطراف لتأكيد زمان ومكان موحدين، وتؤكد اللجنة على أنها مستعدة للحضور إلى أي مهرجان متفق حوله وان المطلب الوحيد هو وحدة الجميع عليه.
رابعا: تدعو اللجنة بقية المكونات الجنوبية إلى التواصل مع اللجنة من اجل توحيد الهدف وتوحيد القيادة الجنوبية والبرنامج الجنوبي للثورة الجنوبية السلمية التحررية.
خامسا: تؤكد اللجنة ان هدفها كان ومازال هو السعي المنظم لتوحيد القيادة الجنوبية على الهدف المتفق عليه وان الباب مفتوح لمشاركة الجميع.
إلى ذلك جددت الهيئة الشرعية الجنوبية نزولها الميداني الى مديريات ردفان قبل يوم أمس الاثنين لغرض البدء في تشكيل الهيئة بالمديريات وشهدت مدينة الحبيلين لقاء لهذا الغرض القيت فيه كلمات ومداخلات من قبل رئيس الهيئة الشرعية الجنوبية الشيخ حسين بن شعيب والشيخ محمد بن مشدود، حيث دعوا الجميع الى المشاركة الفعالة في ذكرى نوفمبر باعتبارها يوم الجمعة الجامعة جمعة دقة ساعة الاستقلال.
وتم التأكيد على مراعاة الاخلاق الحميدة والدينية اثناء المظاهرات باعتبار أن الثورة التحررية هي ثورة اخلاق وتحرر، ثورة صدق وأخلاق وأمانة و تسامح، لا باعتبار من أن الغاية تبرر الوسيلة
وعلى ذات الاتجاه دعا عضو مجلس الشورى اليمني يحيى عبدالله قحطان إلى إيجاد عاصمة بديلة بدلا عن العاصمة اليمنية صنعاء كونها لا تناسب أن تكون عاصمة لدولة مدنية في ظل وجود المليشيات المسلحة فيها وسيطرتها عليها.
وقال "قحطان" إن المبادرة الخليجية جاءت لتحل مشاكل الأطراف السياسية في الشمال ولم تتطرق إلى مسألة الجنوب على الإطلاق ولم تأت إلى حل مشكلة القضية الجنوبية وكانت فيها مغيبة .
وطالب قحطان في الملتقى التشاوري لأبناء الجنوب الذي عقد فعالياته في العاصمة صنعاء الدول الراعية للمبادرة الخليجية إلى إيجاد مبادرة خليجية أخرى لحل القضية الجنوبية.
وفي الملتقى اعتبر رئيس المكتب التنفيذي سعيد اليافعي أن من يطالبون قيادات الجنوب في الخارج إلى العودة لليمن عليه أن يدرك أن الرئيس عبدربه منصور هادي ورئيس الحكومة محمد سالم باسندوة لم يستطيعا توفير الحماية لنفسيهما فكيف سيتم توفير الحماية لتلك القيادات حين عودتها إلى اليمن .
وقال "اليافعي" إن على ابناء الجنوب تشكيل مجلس تنسيقي أعلى للقيادات على غرار اللقاء المشترك يضم كافة المكونات الجنوبية تحت سقف واحد.
من جهته اعتبر الأمين العام لحزب تحرير الجنوب صالح صايل أن من سيمثل الجنوب في مؤتمر الحوار الوطني فقد طعن الحراك السلمي الجنوبي من الخلف.
وقال نحن نطالب باستقلال تام للجنوب وانفصال ليأتي جيل طاهر يستطيع بعدها تحقيق الوحدة بالطريقة التي عجز عن تحقيقها الساسة في هذا العهد ويجب أن تتبدل العاصمة صنعاء بعاصمة أخرى غير صنعاء فهي لا تصلح لذلك كونها مقسمة لعدد من المليشيات.
واتهم "صايل" اللجنة الفنية للحوار الوطني بتقديم اسماء وهمية يمثلون أطراف بعينها في صنعاء لغرض تمثيل الجنوب، مطالبا بأسماء يتم اختيارها من قبلهم هم وليس من قبل الشماليين حد وصفه.
وعلى نفس السياق أكد ناصر الفضلي -أمين سر المجلس الأعلى للحراك الجنوبي- رفضهم للنسبة التي أقرتها فنية الحوار ومطالبتهم التفاوض ندا بند وإعادة الجنوب لأهله، وقال الفضلي "إن القرارين الصادرين من قبل مجلس الأمن رقم (2014) و(2051) بشأن الحفاظ على أمن ووحدة اليمن بأنهما لا يعنيان الحراك الجنوبي".
وفيما يعد تفهما لمطالب الجنوبيين من الشماليين فقد نقلت الخليج أن مشائخ قبليين في اليمن تقدموا بما أسموها مبادرة لحل عادل عملي للقضية الجنوبية، دعوا فيها إلى "حدوث اتفاق سياسي بين أطراف العملية السياسية في الشمال والجنوب تحت إشراف ورقابة الوسيط الدولي جمال بن عمر وممثلي الأطراف الإقليمية والدولية الراعية للمبادرة الخليجية، أو صدور قرار رئاسي يصدره رئيس الجمهورية وحكومة الوفاق الوطني لحسم صياغة نظام الدولة الذي يحافظ على اليمن في نظام اتحادي فيدرالي من إقليمي الشمال والجنوب" .
واعتبر خمسة عشر شيخاً قبلياً مبادرتهم تلك مساهمة لإيجاد مخرج لحالة انسداد الأفق التي تحيط بالمحادثات المتعلقة بمشاركة الحراك الجنوبي وأطراف العملية السياسية والمدنية والاجتماعية الجنوبية في الحوار الوطني العام، ومن منطلق الحرص الوطني على نجاح العملية السياسية الجارية والمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، وعدم انهيار آمال وطموحات الشعب والمجتمع الإقليمي والدولي في نجاح العملية الانتقالية وحماية السلم العام .
وقالوا في مبادرتهم التي تم نشرها: إن مشاركة أبناء الجنوب بكل أطيافه السياسية والحركية والاجتماعية في الحوار الوطني والعملية السياسية يحتاج إلى التسوية السياسية السابقة للحوار لعلاج الجروح في الجنوب، معتبرين أن الوحدة الطوعية التي قامت في الشمال والجنوب بقرار سياسي واسناد من الشارع في البلدين آنذاك في 22 مايو/أيار 1990 تلقت ضربة قاسية بحرب صيف 1994 وما أعقبها من تراكم مآسي ومظالم كبيرة في المحافظات الجنوبية والشرقية أدى إلى انطلاق الحراك الجنوبي 2007 وما رافق هذه الأحداث من مشاعر السخط ونزوع الجنوب إلى الرغبة في دولة مستقلة .
وطالبوا بأن "تتكفل الدولة برد المظالم وإعادة الحقوق إلى أصحابها وإنصاف الشهداء والمبعدين والمخفيين قسراً في مختلف محافظات اليمن للملمة الجروح لتهيئة الجو الودي للحوار الشامل"، مؤكدين "أن الحوار يجب ألاّ يستثني أحداً ولا يمس بأية تركيبة ديموغرافية أو جيوسياسية تاريخية سواءً على مستوى الشمال والجنوب" .
ودعا المشائخ في نهاية مبادرتهم "إلى تأجيل موعد انعقاد مؤتمر الحوار الوطني لإتاحة الوقت الكافي لإبرام الاتفاق السياسي بشأن حل القضية الجنوبية وصياغة أسس الحوار وإقناع جميع الأطراف بالمشاركة" .
اللافت أن جميع المشائخ الذين أطلقوا المبادرة لحل القضية الجنوبية التي باتت التحدي الاكبر لتجاوز الوضع المتأزم في البلاد ينتمون إلى أربع محافظات شمالية في اليمن، وقد رفعوا مبادرتهم إلى الرئيس عبدربه منصور هادي ورئيس وأعضاء حكومته وأطراف العملية السياسية اليمنية واللجنة الفنية للحوار الوطني والدول الراعية للمبادرة الخليجية و بن عمر مساعد الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه الخاص إلى اليمن.
وكان القيادي ناصر النوبة في مهرجان لانصار الحراك الجنوبي في مدينة عتق بمحافظة شبوة بحضور عبر عن تفاؤله بجلسة مجلس الامن الدولي القادمة.
وقال النوبة في كلمة له أمام المهرجان: إن على مجلس الامن الاستجابة الى ارادة وتطلعات الشعب الجنوبي, كما استجاب للشعب السوري، مطالبا مجلس الامن بعدم الكيل بمكيالين.
وعلى المستوى الميداني والتحضير للاحتفال بمناسبة ذكرى الاستقلال في الثلاثين من نوفمبر القادم مازالت مكونات تنشط في الدعوة إلى المظاهرات والمسيرات الرافضة للحوار والمطالبة بالانفصال، حيث نظم المئات من طلاب جامعة عدن مظاهرة ابتدأت في ساحة العروض بخور مكسر، اعقبها مسيرة حاشدة توجهت الى مقر الامم المتحدة الاثنين الماضي للمطالبة باستقلال الجنوب وسلم نشطاء شباب هيئة الامم المتحدة رسالة رسمية تطالب بدعم جهود استقلال الجنوب، وحمل المشاركون لافتات كُتب عليها "نريد أن نعيش بسلام" وأعلام دولة الجنوب السابقة.
ونظمت التظاهرة الطلابية استجابة للدعوة التي أطلقتها منسقية طلاب جامعة عدن والتي دعت قبل أيام طلاب جامعة عدن الى التظاهر استباقا لاجتماع أممي سيعقد في الـ 28 من هذا الشهر سيتم فيه مناقشة مستجدات الأوضاع في اليمن.
كما شهدت محافظات حضرموت شبوة، والضالع، وأبين، ومديريات الحبيلين، وردفان وعدن مسيرات نوعية، جاب فيها المتظاهرون الشوارع الرئيسة بمناسبة يوم الأسير الأسبوعي الذي يصادف كل خميس، ودعوا الى مسيرة حاشدة باتجاه مدينة عدن كبرى مدن الجنوب، للمشاركة في احتفالات الذكرى الـ 54 للاستقلال في تشرين الثاني/نوفمبر.
وردد المتظاهرون شعارات ترفض الحوار الوطني في شمال اليمن، وحملوا أعلام دولة الجنوب وصور الرئيس الجنوبي السابق، علي سالم البيض، والمعتقلين من عناصر "الحراك الجنوبي" واعتبروا المشاركة في الحوار خيانة للقضية الجنوبية.
كما انطلقت مسيرة حاشدة جابت عدداً من شوارع مديرية الشيخ عثمان في عدن ضمن الفعاليات التصعيدية الرافضة للحوار الوطني المزمع عقده في العاصمة صنعاء خلال الفترة القليلة القادمة ،ورفع المشاركون في الفعالية أعلام دولة الجنوب السابقة وصور الشهداء والجرحى الذين سقطوا في فعاليات سلمية سابقة نفذها الحراك الجنوبي.
وفي مايعد تطوراً لافتاً في مواجهة الحراك ومن يدعون للانفصال عبر تسيير مظاهرات مضادة مما يهدد بالتصعيد والدخول في مواجهات قد تؤدي إلى مواجهات داخل الشارع الجنوبي.
دعا مجلس تنسيق القوى الثورية الجنوبية الذي يسيطر عليه الإصلاح كافة أبناء عدن وعموم المحافظات للمشاركة في فعاليات الذكرى الـ( 45 ) لعيد الاستقلال الوطني ,.
وقال الناطق الرسمي للمجلس ورئيس اللجنة التنظيمية للثورة الشبابية الشعبية بعدن المهندس/ علي قاسم إن الاحتفال بذكرى الاستقلال يأتي هذا العام وقد تخلص شعبنا اليمني من نظام صالح الاستبدادي العائلي وقد تحققت بعدها الكثير من أهداف الثورة .
وأكد قاسم أن الاحتفال الكبير في 30 نوفمبر سوف يكون رسالة واضحة للجميع على العزم بمواصلة النضال لتحقيق كافة أهداف الثورة والسعي بقوة لحل القضية الجنوبية العادلة من بوابة الحوار الوطني الشامل والذي سوف ينطلق في ديسمبر القادم.
ودعا قاسم أبناء عدن للمشاركة الفاعلة في جميع فعاليات الاحتفاء بذكرى نوفمبر والتي ستختتم بالمسيرة المليونية في مدينة كريتر عصر يوم الجمعة القادمة.

هل أعجبك الموضوع: