الثلاثاء، 3 يناير 2012

رجل دين شمالي يصف الحراك الجنوبي بالفتنة والارتباط بإيران ويشبهه بثورة القرامطة والباطنية

على ذمة موقع عدن الغد[رجل دين شمالي يصف الحراك الجنوبي بالفتنة والارتباط بإيران ويشبهه بثورة القرامطة والباطنية]
شن رجل دين شمالي هجوماً عنيفاً على الحراك السلمي في الجنوب المطالب باستقلال الجنوب عن الشمال في تسجيل صوتي انتشر على نطاق واسع على شبكة الانترنت يعود لخطبة جمعة على مايبدو.
وفي التسجيل الصوتي يتساءل الشيخ "محمد الإمام" وهو تلميذ رجل الدين السلفي الراحل "مقبل بن هادي الوادعي": "من أذن لحزب الحراك أن يقتل وأن يقطع الطرقات وأن يفعل ويفعل, ومن أذن لغيره ممن يفسدون داخل البلاد من أذن لهم بهذه الأعمال الشيطانية الإجرامية".
ويتزعم "الإمام" جماعة دينية تعتمد على تفسيرات متشددة للدين الإسلامي وتطلق على نفسها وصف "السلفيون" انتساباً إلى "السلف الصالح" وتنأى بنفسها عن وصف "التحزب" وتتهم – رغم تكتلها وانكفائها على نفسها - الجماعات الدينية والسياسية الأخرى بالتحزب الذي تعتبره محرماً في الشريعة الإسلامية.
واسم "الإمام" هو اسم الشهرة الذي اشتهر به "محمد بن عبد الله الريمي" الذي ينتمي إلى محافظة "ريمة" والذي يدير حالياً مركز دار الحديث في منطقة "معبر" بمحافظة ذمار جنوب العاصمة اليمنية صنعاء.
وتدين السلفية في اليمن بالتبعية للمذهب الوهابي في المملكة العربية السعودية وهو نسخة متشددة من المذهب الحنبلي, وتمثل مصنفات "ابن تيمية" مرجعاً مهماً للمتأخرين في هذا المذهب.
وهذا المذهب يحرم الخروج على الحكام, ويرى وجوب طاعتهم, ويعتبر الخروج عليهم شقاً لعصا المسلمين, كما يدعو لتطبيق حد الحرابة على الخارجين على الحاكم, وكان "الإمام" قد هاجم أواخر العام المنصرم الناشطة البارزة في الشمال "توكل كرمان" عقب حصولها على جائزة "نوبل" للسلام.
واستدل "الإمام" في سياق خطبته التي خصصها للحديث عن الحراك الجنوبي بالنص القرآني الكريم " إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ", متسائلاً "أهؤلاء عندهم احتكام إلى شرع الله, مادامت القضية ليس فيها رجوع إلى شرع ولا تحكيم إلى شرع الله , إذن هذا هو التمرد على شرع الله والاعتداء على حقوق عباد الله رب العامين سبحانه, وهذه طريقة كل من يريد الملك أنه لايبالي بمايلحق به العباد والبلاد من أضرار وفساد ومن شر وعناد, لأنه يريد أن يتوصل إلى أمور دنيوية من ملك ورئاسة وأموال, يريد أن يتوصل إليها".
وأضاف "أيها المسلمون لقد تكلمنا عن الرافضة ونأتي إلى الكلام على حزب الحراك, حزب الحراك فضحه الله, وهو القائل سبحانه (وَاللّهُ مُخْرِجٌ مَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ)".
وقال الإمام أن الحراك "بدأ بالحقوق", مضيفاً "ولكن الدسائس كبيرة, الدسائس على البلاد اليمنية على هذا الشعب المسكين الذي يتعاطف مع أصحاب الترويجات وأصحاب الدعوات البائرة إلا من رحمه الله".
وتماشياً مع معتقدات "ابن تيمية" ترى الجماعة السلفية في اليمن أن الشيعة هم العدو الأول للمسلمين, وأنهم "روافض" و"أخطر على الإسلام من اليهود والنصارى".
واتهم "الإمام" الحراك بأنه "ارتبط بدول خارجية, دول تسعى إلى أن يكون لها ملك ودولة في داخل بلادنا, وفي شعبنا ومجتمعنا, والذي قد ظهر للناس ونشر وسمعه من سمعه أن هذا الحزب مرتمي بين أحضان إيران", مضيفا" معلوم عند المسلمين جميعاً أن إيران تعد العدة وتخطط الخطط وتقوم بالمؤامرات للقضاء على الوطن العربي, للقضاء على العرب والتخلص منهم وإقامة دول لها في داخل الوطن العربي, على وجه التعيين في داخل وقلب الجزيرة العربية".
وأضاف دون الإشارة إلى دلائل "هكذا افتضح حزب الحراك وظهر علي سالم البيض الذي لا بيض الله وجهه, ظهر بهذه المؤامرة على هذه البلاد, وهذا الذي ظهر, والذي يخفى عنا ويغيب يعلمه الله, وهو سبحانه بالمرصاد لمن يتآمر على الشعوب ويتآمر على الآمنين ويتآمر على المتحدين وعلى المتآخين".
وقال في خطبته "يكفي أن حزب الحراك افتضح أنه مسير من قبل إيران, مسير من قبلها, من أجل أن تقوى الضربة في داخل البلاد على الشعب وعلى الدولة, ويحصل إقامة مايريدون, هكذا ظهرت الأمور كما تعلمون".
وأضاف "نعلم أن هنالك دولاً أخرى تعمل ضد هذا البلد", معتبراً أن "حزب الحراك لم يأتي بجديد فهو ثائر كما ثائرت القرامطة الباطنية في المكر والغدر بالمسلمين والسعي في الإطاحة بشعوبهم ودولهم, وكما ثار أبوه الحزب الاشتراكي الذي قتل من المسلمين خمسة وعشرين مليوناً, إنها ألوان ودعايات وشعارات أما الحقائق فهي حقائق هكذا".
كما اعتبر أن "شعبنا اليمني بحاجة إلى أنه يستيقظ وينتبه على نفسه, القضية ليست نريد حقوق وانتهى بل إقامة دول ولو سحق الشعب وأبيد ودمر, هذا الذي لا يبقي لنا ديناً ولا تبقى لنا دنيا".
ويعتبر السلفيون أنفسهم أنهم "الفرقة الناجية" وهو وصف ورد في أحد النصوص النبوية ذكر فيه افتراق المسلمين على ثلاث وسبعين فرقة "كلها في النار إلا واحدة", لكن السلفيين انشقوا على أنفسهم في مرات كثيرة كان آخرها انقسامهم عقب وفاة الزعيم الروحي "مقبل الوادعي" إلى فريقين أحدهما يتزعمه أبو الحسن المأربي, والآخر يتزعمه الشيخ "ربيع بن هادي المدخلي" وهو التيار الذي ينتمي إليه "الإمام".
وتورط "الوادعي" في موقعة "جهيمان" الشهيرة في المملكة العربية السعودية التي درس فيها قبل أن يعود إلى صعدة لنشر المذهب الوهابي في مجتمع زيدي شيعي منذ مئات السنين.
وفي سياق هجومه على الحراك قال الإمام أن "حزب الحراك مترابط ومتنسق ومنسق ومتعاون مع الحوثيين الذين قد عرفوا أنهم آلة لإيران أنهم آلة للدولة الإيرانية, وهكذا فتجد أن من حزب الحراك إذا جاء رجل من الشمال قالوا أنت من عمران أو ما بعد عمران, إن كان من هذه الجهة قالوا لا عليك شيء باعتبار أنهم شيء واحد مع الحوثيين في الفتن في الشر والفساد وفي السعي إلى إهلاك العباد, وإن كان من غيرها تقوم القيامة, إنهم غرسوا شراً مستطيراً في البلاد أنهم أوجدوا في المجتمع اليمني شماله وجنوبه أوجدوا العداء والشحناء والبغضاء وجعلوا الشعب يتنافر مع بعضه بعضاً إلا من رحمه الله".
واعتبر أن "الحرب الحاصلة في اليمن ليست حرباً بين دولة وبين بعض أفرادها تمردوا عليها, وإنما هي حرب خارجية دولية ضد هذا البلد, هذه الحرب يسوقها ويجرها ويتآمر من أجل إقامتها غير دولة ولكن الدولة التي قد ظهرت وانكشف أمرها هي إيران وكفانا بهذا أننا نعلم علم اليقين أن اليمن يراد أخذها ويراد لها شر ما يراد من أنواع الفتن ولهذا كما ترون القضية مستمر, المدد بالأسلحة, بالأموال, المظاهرة الواحدة التي يعملها حزب الحراك إنهم يتلقون ملايين من قبل من يدعمهم من دول إلى جانب أموال أخرى, صحيح هذه الأموال الطائلة قد لايتحصل المساكين في حزب الحراك منها على شيء, ربما قتل من قتل منهم لكن هذه الأموال يأخذها حمران العيون يأخذها قادة حزب الحراك خصوصاً الذين هم خارج اليمن, فإن تسنى في المستقبل أن تقوم دولة جاؤوا يمسكون هم".
وتساءل "كم تضرر إخواننا في المحافظات الجنوبية بسبب دعوة حزب الحراك وإثارته الفتن وسعيه في الفساد في الأرض, فهم أول المتضرر فما هو إن كان عندهم رحمة وإن كان عندهم صدق أنهم يغارون على أهل الجنوب, فلماذا يسهل عليهم أن يكون مجتمعهم ضحايا هذه الفتن, من المشرد عند حزب الحراك وفي تلك الأماكن إنه الأخ المسلم الذي في المحافظات الجنوبية, هو الذي يعاني من هذه الفتن, وهو الذي يتعرض للأخطار بسبب هذه الفتن".
وقال أن "المطلوب من جميع المجتمع أننا نعقل وندرك ونعلم أن هذه الفتن عريضة واسعة طويلة وأنها تستهدف المجتمع كله وأنها لن تقف عند حد إلا أن يحصل النصر من الله, وأن يحصل منا أننا نجتنبها ونبتعد عنها الرجال والشباب والشيبان, ولا نسعى بالمكر ولا بالتعاون ولا بالمال ولا بالرجال ولا بالسلاح ولا بالاجتماعات ولا باللقاءات ولا بالمظاهرات ولا بأي شيء, نجتنبها وندعو الله أن يكفينا شرها وأن يجنبنا إياها هذا إن كنت تريد ان تسلم وإلا فكما ترون أن الشعب هو ضحية الفتن قبائله وأهل مدنه هذا أمر واضح جداً فلا تتسلق الأحزاب على شعبنا".
وأضاف "إني لكم من الناصحين وأخص بالنصح إخواننا في المحافظات الجنوبية حفظهم الله وحرسهم الله من فتنة الحراك وغيرها ودفع الله عنهم وزاد الله عز وجل في أمنهم واستقرارهم فإن هذه الفتنة إذا لم يكن عندهم تحذير منها وتنفير عنها واجتناب عنها فإنهم سيعرضون إلى ما لاتحمد عقباه, نعم هكذا طبيعة الاحداث تتآمر على البلاد وعلى العباد وقد تتظاهر بشيء من الخير وقد تعلن وترفع شعاراً يظن أنها صادقة وهي على شر مستطير فلا تغتروا بمظاهر هذه الأحزاب وما ترفعه من الشعارات, فارجعوا إلى العلماء واسألوهم عن ما يعرفون من هذه الأحزاب وعن ما يدركون وعن ما وصلوا إليه من خلال النظرة في سابقها وفي لاحقها وفي أحوالها وفي غير ذلك".
وأضاف "تجد في حزب الحراك أناس لا يصلون, الحراك تهييج عظيم لمن يرغب في الشر, لمن عنده اندفاع إلى سفك الدماء إلى زهق الأرواح, هكذا تأتيك الفتن, المطلوب منا جميعاً ان نحافظ على ديننا, دينك الآن هو الذي يستهدف لا تظن أن القضية واقفة عند أمور دنيوية بل إن أعظم ما يتضرر به المسلمون في دينهم إذا جاءت الفتن يحارب الدين, ألا وإن حزب الحراك أول من حارب حارب العلماء وهي طريقة الحزب الاشتراكي من سابق, وهذا يسير عليها, محاربة العلماء عدم قبول الرجوع إلى العلماء, عدم قبول ما يقوله الدعاة من التحذير من الفتن, من دعوة المجتمع إلى البعد عنها, يرون هذا عدواً لهم, إذا حذر مع أنه مصلح وليس مفسد".


هل أعجبك الموضوع:

ليست هناك تعليقات :