رمزي الشعبي \خاص عدن الغد
أستطاع الشاب العشريني صاحب الصوت الشجي وتقاسيم الوجه الطفولية نجيب المُقبلي من انتزاع لقب [نجم الخليج] بكل جدارة بعد معركة فنية ضاريّة شُهد لها بالكفاءة العاليّة, وكان لهذا التتويج أثرةُ البالغ في نفوس الجنوبيين وعبروا عنة بفرحة لا توصف واحتفال بهيج في كلّ مدن وقرى الجنوب وكانت تلك الفرحة لِتكتمل لولا ظهور بعض الأصوات الضالة والمتأخرة على الركب الجنوبي لِتُنادي مجددا بالبحث والتفتيش بجينات واصول ابناء الجنوب في عدن.
خلال تصفُحي للأنترنت صادفتُ موضوعا يبعثُ على الغثيان وتشمئز له الأنفُس يُعيد انتاج تلك العقلية المريضة أبان الثمانينات من القرن المنصرم والتي عززتها سلطة صنعاء فيما بعد لمدة عقد ونصف من الزمن لإثارة الفتن والحقد والضغائن بين الجنوبيين ليتسنى لها تنفيذ سياستها الاستعمارية في الجنوب.
لم تكن تلك السياسة الاستعمارية القبيحة لتنجح لولا وجود تلك العقلية المريضة في نفوس بعض الجنوبيين والتي كُنا نعتقد أنها مرتبطة بِحقبة من الزمن ولكن أتضح لنا أنها مرتبطة بأولئك الناس الذين عبّدو الطريق لِتلك العصابة لِتعميق هذا الشُرخ في الجسد الجنوبي.
وبعد أعوام كثيرة وبعد أنّ جاء عام [التصالح والتسامح] والذي خرج الجنوبيين عن بكرة ابيهم للاحتفال به مازال هُناك للأسف جنوبيون يسيرون عكس التيار.
ما دفعني للخوض في هذا الموضوع مُكرهاً هو اصرار بعض الجنوبيين دون علمً او دراية في تعميق الهوة فيما بينهم وتقطيع النسيج الاجتماعي الجنوبي من خلال الإنكار للأخر وتوزيع صكوك الهوية الوطنية الجنوبية على من يشاؤون متناسيين بأن كُلّ الجنوبيين سواسية وأنهم جميعا شُركاء في الوطن, فكيف نستطيع أنّ نُفهما هؤلاء النفر, يحضُرني هنا تصريح صحفي للقيادي في الحراك الجنوبي العميد علي السعدي قال فيه:[ أن التفتيش في الجينات لم يكن يوما هدف او نهج سياسي للحراك الجنوبي على الاطلاق ، واضاف قائلا نحن نعتبر شعب الجنوب هم من كانوا عائشين في الجنوب واصبحوا ضمن النسيج الجنوبي ولم يحدث ابدا ان ادلى الحراك بخطاب رسمي قال فيه شماليون او أي شيء من هذا القبيل ونحن لدينا الكثير من الاخوة في الحراك الجنوبي من كل مكان ولم يسألهم احد من اين انتم طالما هو موجود من قبل عام 90م وفي الجنوب ولد وتربا ونشأ وتعلم وعمل في الجنوب فهو جنوبي ))
بالأمس القريب تمّ الهجوم على الشاب المعلاوي نجم الخليج نجيب المُقبلي وهو من أهدى لقبة للجنوب عامة وعدن خاصة, فلماذا هذا الجحود بحقة اولا وبحق الجنوب ثانيا!؟
الهجوم على الشاب الخلوق نجيب المُقبلي وإنكار علية جنوبيتة لم يكن مبررا ولا منطقيا, فمن خلال قراتي للموضوع والردود التي صاحبته تبين لي سبب سُخطهم هو أنّ تعز هي الاُخرى احتفلت بتتويج هذا الشاب, فهل هذا سبب كافي لتجريدة من جنوبيتة وإرجاع أصوله الى تعز!!!؟منطق غريب وفي قمة العنُصرية.
ليس هذا الهجوم على الشاب نجيب هو الأول ولن يكون الأخير طالما هناك من يُغذون نيران سلطة صنعاء التي بدأت تأكل الجسد الجنوبي, فعليكم الكف عن تغذية تلك النار المستعرة وعليكم الارتقاء بقضيتكم فالقضية الجنوبية أكبر وأسمى من أن تُحصر في اُصول هذا أو ذاك.
بقي لنا أنّ نقول أنّ عدن عروس البحر العربي لا تلفظ ابناءها بل تحتضنهم بدفئها وحنانها وانها فتحت قلبها قبل أذرُعها لكل الجنوبيين والشماليين المسالمين على حدٍ سواء وليس الغازين وستبقى عدن كذلك مُحبة لجميع ابناءها فلا تفرقوا بين الام وابنائها. وعليكم التكاتف مع اخوانكم وعدم فتح جبهات اخرى انتم فيّ غنى عنها.
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق