وسط
تحفظات عبرت عنها صنعاء ضمنياً حيال المراقبة الدولية على سير تنفيذ اتفاق المبادرة
الخليجية التي اعتبرها مؤيدون للنظام وضعاً لليمن تحت الوصاية الدولية، واصل مبعوث
الأمين العام للأمم المتحدة جمال ابن عمر زيارته إلى محافظات البلاد المختلفة، التي
تخللتها لقاءات مع المسؤولين وشباب الثورة وممثلين عن قوى الحراك الجنوبي لاستكمال
عناصر تقريره المقرر أن يقدمه إلى مجلس الأمن الدولي في ال 14 من الشهر الجاري في شأن
مدى التقدم المحرز في تنفيذ المبادرة الخليجية وقرار مجلس الأمن
.
وعقد
المبعوث الأممي على مدى يومين سلسلة لقاءات في محافظتي تعز وعدن ضمت مسؤولين محليين
وقادة في المعارضة وممثلين عن شباب الثورة، كما التقى أمس الرئيس صالح الذي صار بموجب
اتفاق التسوية الخليجي رئيساً فخرياً لمدة تسعين يوماً، وبحث معه مستجدات الأوضاع ومسار
تنفيذ اتفاق التسوية الخليجي .
واستأثر
ملف القضية الجنوبية بجانب كبير من مباحثات المبعوث الأممي الذي زار مدينة عدن عدة
ساعات وسط حال غليان عبرت عنه تحركات الناشطين من أنصار الحراك الجنوبي المطالب بفك
الارتباط واتجاه قيادات الحراك إلى تصعيد مطالبها سعياً إلى تنفيذ قرارات مجلس الأمن
الدولي الصادرة في العام 1994 .
وترافقت
زيارة ابن عمر مع تفاعلات كبيرة في الشارع الجنوبي إذ كست أعلام دولة الجنوب السابقة
سائر شوارع مدينة عدن، كما كتبت على أكثر الشوارع شعارات تدعو للانفصال، ونصبت أعلام
دولة الجنوب السابقة على أكثر المنازل والمرافق والمحال التجارية والسيارات
.
واحتشد
الآلاف من أنصار الحراك الجنوبي في مطار عدن لاستقبال المبعوث الأممي الذي قال معارضون
إنه حمل رسالة إلى قادة الحراك الجنوبي بالانخراط في العملية السياسية في إطار الحل
المرسوم ضمن قرار مجلس الأمن .
وبحث
المبعوث الأممي في سلسلة لقاءات جمعته مع ممثلين عن شباب الثورة السلمية في محافظة
عدن وناشطين في الحراك الجنوبي وممثلي بعض الأحزاب والتنظيمات السياسية وشخصيات اجتماعية
وناشطين في المجتمع المدني قادة مكونات الحراك الجنوبي عدداً من الملفات والوثائق ذات
الصلة بمطالب الجنوبيين بتقرير المصير وأخرى ترصد انتهاكات نظام صالح خلال الشهور الماضية،
غير أنه أبلغ هؤلاء أنه لا يحمل في الوقت الراهن أي تصور لحل القضية الجنوبية ووعد
بنقل مطلبهم إلى الأمم المتحدة .
وأكد
ابن عمر أن القضية الجنوبية ستظل قائمة وأنها موضع اهتمام وبحث المنظمات الدولية وعلى
رأسها الأمم المتحدة، مشيراً إلى أن قضية الجنوب تأتي على رأس أولويات الحل بالنسبة
للمبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية .
وقال
المتحدث الرسمي للمجلس الوطني الأعلى لتحرير دولة الجنوب الدكتور عبدالحميد شكري إن
لقاء قواعد الحراك مع المبعوث الأممي إلى اليمن كان ايجابياً ويصب في مصلحة القضية
الجنوبية، مؤكداً أن الحراك الجنوبي لن يقبل بأي حل من الحلول التي تسعى الأطراف السياسية
في اليمن إلى فرضه على أبناء الجنوب ومنهم قادة الجنوب السابقون أو المجتمع الدولي
.
وقال
ناشطون إن ابن عمر أبلغ قادة الحراك عدم قدرته على اعطائهم وعوداً حيال مطالبهم بفك
الارتباط وتقرير المصير، وأكد التزامه برفع تقرير إلى مجلس الأمن الدولي عن كل ما يدور
في الساحة الجنوبية .
وفي
موازاة المواقف المناهضة للحكومة الانتقالية والتي عبر عنها شباب الثورة في أكثر ساحات
الاعتصام بالعاصمة والمحافظات، بدت الساحة الجنوبية مغايرة كلياً مع تصاعد النزعة المطالبة
بالانفصال وفك الارتباط ورفض التعاطي مع المعادلة السياسية القائمة، ما أشاع المخاوف
من تداعيات خطيرة قد تلقى بتأثيرات سلبية حادة على ملف التسوية السياسية لأزمة نقل
السلطة، وتتحول إلى قنبلة موقوتة مقبلة في البلاد .
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق