الأربعاء، 6 فبراير 2013

جنوب اليمن ساحة مبارزة بين الإخوان والانفصاليين

العرب أونلاين \فجر الجنوب,متابعات
تصريح ناري لقيادي بالحراك الجنوبي يوحي ببوادر تحوّل جنوب اليمن إلى ساحة صراع مفتوح بين تيار الإخوان المسلمين الذي استمد دفعا قويا من الظروف الصعبة الراهنة للبلاد، والانفصاليين الذين يعملون على اغتنام ذات الظروف للعودة إلى وضع الدولتين.
صنعاء- حذّر القيادي في الحراك الجنوبي ناصر الخبجي من مسيرة يعتزم حزب الإصلاح المنتمي لتيار الإخوان المسلمين تنظيمها في ساحة العروض بعدن
كبرى مدن جنوب اليمن، كاشفا عن مجيء الآلاف من المتظاهرين من خارج المحافظات الجنوبية للمشاركة فيها.
ويوحي التصريح بوجود محاذير من تحوّل جنوب اليمن إلى ساحة صراع مفتوح بين الإخوان المسلمين الذين استمدوا دفعا قويا من الظروف الصعبة الراهنة للبلاد، والانفصاليين الذين يعملون على اغتنام ذات الظروف للعودة إلى وضع الدولتين الذي كان قائما حتى تسعينيات القرن الماضي.

ويتخوّف يمنيون من أن يُـستخدم حزب الإصلاح الإخواني -كقوة صاعدة- ورقة لإحباط مسعى الانفصاليين. وبذلك يقع جنوب اليمن، في حال النجاة من الانفصال، تحت براثن الإخوان الباحثين عن ملء الفراغات.

وقال الخبجي، رئيس مجلس الحراك الجنوبي في محافظة لحج جنوب اليمن أمس، ليونايتد برس انترناشونال "إن ذلك يعد تصعيدا سياسيا ومغامرة غير محسوبة العواقب".

وحمّل قيادات الأخوان المسلمين "المسؤولية عن أية ردود أفعال غاضبة قد تعمق الكراهية ضد الشمال" بسبب المسيرة التي دعا حزب الإصلاح إليها في 11 فبراير الحالي.

وأضاف "إذا تمت فعالية في الجنوب فإننا نعتبر ذلك استفزازا لمشاعر أبناء الجنوب، بل نعتبره عدوانا شائنا على شعب الجنوب واستهدافا مباشرا له".

وقال الخبجي "هذا الشعب رفض الوحدة والاحتلال والحوار مع المحتل، وقد عبّر عن هذا بالمسيرات المليونية الأخيرة الشهر الجاري، وبمقاطعته التامة للانتخابات الرئاسية التي جرت في 21 فبراير من العام الماضي".

ونظم الحراك الجنوبي مهرجانا ضخما في 13 يناير الماضي شارك فيه عشرات الآلاف في ذكرى "التصالح والتسامح" رفعت فيه لافتات تطالب بعودة جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية التي اتحدت مع الجمهورية العربية اليمنية عام 1990.

وكانت حرب طاحنة نشبت بين شريكي الوحدة في العام 1994 انتهت بهزيمة الجنوب، الذي كان يقوده الرئيس الجنوبي السابق علي سالم البيض.

كما احتشد الآلاف في عدن يوم 27 يناير الماضي بهدف إيصال رسالة لبعثة مجلس الأمن التي كانت تزور العاصمة اليمنية صنعاء.

وأضاف الخبجي "هناك قوى تقليدية مأزومة في صنعاء لم تفق من الصدمة ومن الفعاليات المليونية الأخيرة لشعب الجنوب، وهي تكابر وترفض الاعتراف بحق شعب الجنوب في التحرير والاستقلال والانعتاق من الاحتلال، معتقدة أن القوة العسكرية والنفوذ القبلي والسياسي سيحميها من صمود ثورة شعب الجنوب".

وقال إن "شعب الجنوب يستند إلى عدالة قضيته وإلى الإرادة الشعبية في التحرير والاستقلال، بينما تلك القوى ليس لها قضية إلا مصالحها الخاصة وتحاول نقل المعركة إلى الجنوب عبر أدواتها".

واعتبر الخبجي محاولة إقامة فعالية تدعم الوحدة اليمنية في الجنوب واستقدام متظاهرين من المحافظات الشمالية إلى الجنوب عملا خطرا.

وقال "ندعو تلك القوى إلى الكف عن ذلك وندعو أبناء الشمال ألا يستجيبوا لهذه الفعاليات لأن حضورهم في ظل الاحتقان الشعبي في الجنوب سيعمق روح الكراهية".

ودعا أبناء الجنوب إلى "عدم المشاركة أو الاستجابة لهذه الدعوات واستخدام التكتيكات السلمية والمشروعة في الوقوف أمام من يريد إحباط ثورة شعب الجنوب".

وكان الخبجي عضوا في مجلس النواب اليمني منذ عام 2003، إلا أنه قدم استقالته منه فور انطلاق الحراك الجنوبي عام 2007، كما يعتبر من أوائل المؤسسين للحراك.

ودعا الخبجي من أسماها بالقوى المحبة للسلام في المنطقة والعالم إلى التدخل لوقف هذه الفعاليات والتداعيات، محملا قيادات حزب التجمع اليمني للإصلاح ومن يشاركها أي ردود أفعال غاضبة قد تعمق الكراهية ضد الشمال.

وجدد تأكيده على رفض الحراك الجنوبي المشاركة في مؤتمر الحوار الوطني المقرر عقده في صنعاء ضمن مقررات مبادرة التسوية السياسية.

وقال إن الحراك الجنوبي "لن يشارك إلا في تفاوض بين دولتين تحت رعاية دولية وإقليمية وإن جنوب 2013 ليس جنوب 1994".

وكان من المقرر عقد مؤتمر الحوار الوطني الذي نصت عليه المبادرة الخليجية في نوفمبر الماضي وتعذر ذلك لرفض الحراك الجنوبي المشاركة في أعماله، حيث اشترط عقده خارج اليمن وعلى أساس أن يكون التمثيل فيه بين دولتي الجنوب والشمال قبل قيام الوحدة عام 1990.

يشار إلى أن الحراك الجنوبي بدأ في يوليو 2007 كحركة مطلبية تنادي بعودة نحو 70 ألفا من الموظفين المدنيين والعسكريين الذين فقدوا مراكزهم إثر حرب أهلية بين شمال اليمن وجنوبه، انتهت باجتياح قوات الشمال للجنوب.

ليست هناك تعليقات :