الأحد، 10 مارس 2013

أطياف «الحراك الجنوبي» يعرضون مطالبهم على الأمم المتحدة

البيان الأماراتية\فجر الجنوب متابعات
دبي - نضال حمدان
اجتمع مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن جمال بن عمر أمس، في دبي، مع قادة من أطياف الحراك الجنوبي قبل تسعة أيام من حلول موعد الحوار الوطني الذي يرفض بعض المشاركين في «مشاورات» الأمس الانضمام إليه ويصرّون على تحرير الجنوب واستقلاله.

 
وقال رئيس حزب رابطة أبناء اليمن عبدالرحمن الجفري إن هدف الاجتماع هو التحضير لاجتماع واسع بالتنسيق بين الأمم المتحدة ومجلس التعاون لدول الخليج العربية، في حين قال المستشار السياسي للرئيس اليمني السابق سالم صالح محمد لـ «البيان» إنّ محادثات الأمس، التي تمثّلت فيها كل تكتلات الحراك الجنوبي، كانت ودية وناقشت أكثر من وجهة نظر، في حين ركّز الرئيس اليمني الجنوبي السابق علي ناصر محمّد على ضرورة التزام حسن النوايا وعلى تقرير المصير.
وحذّر علي ناصر، في كلمة افتتح بها الجلسة التشاورية التي عقدت بعيداً عن الإعلام، من العنف وأمل في فتح كوّة في جدار عدم الثقة الذي يلف المشهد السياسي وشدّد على ضرورة الالتزام بالعهود، وأهمية وجود ضمانات، معتبراً إياها أقوى من العقوبات.
وقال الرئيس علي ناصر إن «الجنوب ليس حزباً بل شعب له قضية»، وشدّد على ضرورة الشعور بنبض الشارع وتوفير المناخ المناسب لحوار شامل بعد ترسيخ مناخ الثقة.
وقال سالم صالح محمد لـ «البيان»، في اتصال هاتفي بعد الجلسة المغلقة الأولى من الحوار الذي ترعاه الأمم المتحدة حيال ملف الحراك الجنوبي والتي استغرقت ما يزيد على ساعتين، إنّ الجلسة الأولية كانت ودية وناقشت أكثر من وجهة نظر، وأكد على انه لا خيار محدداً تم التداول حوله وان الحوار جرى من دون شروط وتحلّل من أي ارتباط بمؤتمر الحوار الوطني في 18 الجاري.
وكشف صالح أن تنسيقية اللقاء ممثلة بممثل الأمم المتحدة جمال بن عمر تلقت رسالة من نائب الرئيس الأسبق علي سالم البيض، فيما أفادت مصادر أن الرسالة تضمنت مطالب تياره، التي ابتعدت عن أجواء التوافق، وتضمنت استبدال القوات اليمنية بقوات سلام أممية، على أن يكون التحاور بين دولتين جنوبية وشمالية.
وقال إنّ الحوار، الذي امتد في جلسة ثانية مغلقة حتى قبيل المغرب، «أعطى كل وجهة نظر حقها ووقتها من النقاش والبحث عن نقطة التقاء بين الأطراف»، مؤكّداً عدم وجود أي صراعات أو فرض وجهات نظر «لأنّ المطلوب هو الحلول الإيجابية بعيداً عن استخدام الإرهاب بشقيه الجسدي والفكري».
وعن ما يطالب به البعض من مقاطعة مؤتمر الحوار الوطني المرتقب والرفض التام للعودة إلى دولة الوحدة تمسكاً بخيار الانفصال قال سالم صالح: «لا نريد أن نكرر الخطأ الذي حدث في 1990 بالتوجه إلى الوحدة دون استفتاء الشعب... لذا علينا أن نترك في هذه المرة للشعب أن يقول رأيه بعيداً عن العواطف أو الضغوط».
وطالب السلطة في اليمن بأخذ القضية الجنوبية مأخذ الجد، مركزاً على أن الأمر «ليس مجرّد مظالم مطروحة» ولفت إلى أن الشارع في الجنوب سبق القيادات السياسية بمسافات في الحراك والمطالبة بحقوقه.
وعن مواقف الفصائل الجنوبية من استحقاق مؤتمر الحوار الوطني قال إن الأمر متروك لكل طرف من أطراف الحراك الجنوبي بأن يتخذ موقفه وفق قناعاته، منتقداً «تجاهل اللجنة الفنية للحوار 20 نقطة»، طالب بها الحراك الجنوبي في الجولات الحوارية الاستشرافية.
وشدد على ضرورة إعادة الكثير من المؤسسات الجنوبية التي دمرت في العام 1994 وإنهاء العقلية العسكرية الثأرية ضد الجنوب»، مستهجناً استخدام السلطة القوة المفرطة في أحداث 21 فبراير المنصرم في عدن والتي أسفرت عن 15 قتيلًا و81 جريحاً واصفاً اياها بـ «اليوم الرهيب».
وعن آفاق اللقاءات التي تجري برعاية الأمم المتحدة بما فيها لقاء الأمس، الذي جرى في فندق غراند حياة، رد سالم صالح محمّد على استفسار «البيان» بالقول: «نحاول تأسيس شيء من العمل الديمقراطي.. ثقافة جديدة، عبر قبول الآخر وإنهاء الثأر من الآخر. وتابع القول: «صحيح أنها ثقافة جديدة ستزعجنا لأننا غير متعودين عليها لكنها الطريق الأمثل للمستقبل».
تحرير واستقلال
أمّا رئيس حزب رابطة أبناء اليمن عبدالرحمن علي الجفري فكان أكثر حدة في طرحه، ورفض رفضاً قاطعاً رداً على سؤالين لـ «البيان» أي إشارة إلى إعادة صوغ الوحدة.. وقال، قبيل انطلاق الحوار الجنوبي الجنوبي برعاية الأمم المتحدة ومبعوثها إلى اليمن، إنّ الهدف من اللقاء هو التحضير لاجتماع واسع يضم كل الطيف الجنوبي بالتنسيق بين الأمم المتحدة ومجلس التعاون لدول الخليج العربية.
وتابع الجفري القول: «لا تفريط في ما طرحناه في الرياض.. ولا تفريط في ما يطالب به شعبنا في ساحات النضال... سنسير في هذا النهج ونحاول قدر الإمكان بإقناع المجتمع الدولي والإقليمي في أن يقف إلى جانب قضيتنا».
ورداً على سؤال لـ «البيان» عن سقف المطالب وخيار الانفصال، قال: «لا وجود للوحدة حتى ننفصل.. الوحدة لم تنفذ وفي العام 1994 كان هناك احتلال للجنوب لذلك نحن نطالب بالتحرير والاستقلال».
وشارك في اللقاء الاستشرافي مختلف تيارات الحراك الجنوبي وكان الرئيس علي ناصر محمّد حاضراً فيما غاب نائب الرئيس اليمني السابق علي سالم البيض، الذي أرسل ممثلين، ورئيس المجلس الأعلى للحراك الجنوبي حسن باعوم.
هل أعجبك الموضوع:

ليست هناك تعليقات :