الجمعة، 18 مايو 2012

مقابلة- زعيم انفصالي يمني يتعهد بمكافحة تنظيم القاعدة


بيروت (رويترز) -
 قال زعيم انفصالي يمني إن على حكومات الدول الأخرى أن تدعم الانفصاليين الذين يريدون إعادة إنشاء دولة جنوب اليمن لأنها ستسحق الإسلاميين المتشددين الذين سيطروا على أجزاء كبيرة من المنطقة.

وفي مقابلة في وقت متأخر يوم الأربعاء قال علي سالم البيض آخر رئيس لدولة الجنوب الاشتراكية التي تداعت وحدتها مع الشمال التي تشكلت في 1990 لتنزلق الى حرب أهلية بعد ذلك بأربع سنوات إن الدولة اليمنية الموحدة التي تقاتل الآن إسلاميين مرتبطين بتنظيم القاعدة في حالة من الضعف لا تسمح بإنقاذها.
وقال البيض بشأن الدولة التي يقودها الرئيس عبد ربه منصور هادي الذي خلف علي عبد الله صالح في فبراير شباط بعد اضطرابات استمرت نحو عام "انها توليفة من العصب القبلية والعسكرية والأمنية التي تتناحر بشأن من يسيطر على السلطة."
وأضاف "إنهم غير قادرين على بناء دولة ديمقراطية مدنية. العقلية الشمالية لا تستطيع أن تعيش داخل دولة بينما العقلية الجنوبية لا تستطيع أن تعيش بلا دولة."
وتتصاعد المشاعر الانفصالية في الجنوب حيث التف الحراك الجنوبي وهو حركة انفصالية فضفاضة في عامي 2006 و2007 حول ضباط جنوبيين تم تسريحهم من الجيش. ويقود الحراك حملة احتجاجية واجهتها قوات الأمن بالقوة ويقول نشطاء من الحراك الجنوبي إن قوات الأمن لجأت أيضا إلى الاعتقالات والتعذيب.
ويمثل البيض خطا متشددا في الحراك يريد الاعتراف بالجنوب كدولة ذات سيادة كما كان قبل عام 1990 خلال محادثات بشأن مصير اليمن. ويقترح آخرون حكما اتحاديا يستمر لما بين ثلاثة وخمسة اعوام قبل إجراء استفتاء على الانفصال.
وتشارك المانيا في جهود لإقناع الجنوبيين بالمشاركة في حوار وطني نصت عليه المبادرة التي توسطت فيها دول الخليج والتي بموجبها تخلى صالح عن السلطة. وستتناول هذه المحادثات شكاوى الجنوب في إطار يمن موحد.
وشهدت الانتفاضة العام الماضي انقسام الجيش الى فصائل مؤيدة وأخرى مناوئة لصالح تقاتلت وقاتلت ميليشيات قبلية مما زاد مخاوف الولايات المتحدة والسعودية من اندلاع حرب أهلية وانهيار الدولة وهو ما من شأنه أن يزيد تنظيم القاعدة في جزيرة العرب جرأة.
ويقول مسؤولون امريكيون إنهم أحبطوا في الفترة الماضية مؤامرة للتنظيم لتفجير طائرة ركاب كانت الأحدث ضمن سلسلة هحمات فاشلة خطط لها التنظيم ضد أهداف امريكية وسعودية انطلاقا من اليمن منذ عام 2009.
وترفع جماعة أخرى هي أنصار الشريعة علم تنظيم القاعدة فوق أجزاء من جنوب اليمن استولت عليها من القوات الحكومية اثناء الانتفاضة العام الماضي وفي مارس آذار هزمت القوات اليمنية التي حاولت استردادها.
وأثار تقدمها اتهامات بأن صالح الذي لعب دورا بارزا لفترة طويلة في استراتيجية مكافحة الإرهاب الأمريكية سلم أراضي للمتشددين ليخلق عدوا جديدا تكون هناك حاجة إلى صالح لقتاله.
وأشار البيض الى استخدام الإسلاميين ضد الجنوب في الحرب الأهلية كدليل على علاقة مستمرة منذ فترة طويلة.
وقال "هذه القوة لا تهددنا وحسب بل تهدد الدول المجاورة والملاحة في بحر العرب واي تطلعات الى التحضر."
وأضاف "نريد من القوى الدولية والإقليمية التنبه الى هذه الحقيقة ودعمنا في مواجهة القاعدة لإخراج بلادنا من هذه الكارثة."
وأضاف "نستطيع القضاء على القاعدة بقليل من الدعم الدولي."
وقال البيض الذي عاش بالمنفى في المانيا وعمان منذ سحقت قوات صالح القوات الجنوبية في الحرب الأهلية إن قوات الحراك تلعب دورا بين الميليشيات الإقليمية التي تقاتل جماعة انصار الشريعة حاليا في محافظة أبين بالجنوب.
وشنت حكومة هادي حملة على جماعة انصار الشريعة في ابين بمشاركة بعض المدربين العسكريين من الولايات المتحدة التي كثفت حملة هجمات بطائرات دون طيار منذ تولى هادي الحكم.
واعترف البيض بوجود انقسامات في الحراك الجنوبي لكنه قال إن هناك توافقا بشأن هدف إعادة انشاء الدولة التي كانت لديها مؤسسات قوية نسبيا ومعايير افضل للتعليم والتنمية من اغلب الدول العربية.
وأضاف "90 في المئة من الجنوبيين ايا كانت انتماءاتهم السياسية يتفقون على استعادة دولتهم وليس الانفصال لأننا عرضناه طوعا لخدمة مشروع أعظم واحتللنا منذ ذلك الحين."
وقال إنه مستعد لتلقي دعم من المنطقة لتعزيز هذه القضية بما في ذلك من ايران التي تتهمها الولايات المتحدة بالتدخل في جنوب اليمن لتوسيع نفوذها.
وأضاف "ايران مجرد واحدة من دول المنطقة وليست الوحيدة الموجودة (في اليمن). هناك علاقات وتفاعل معهم جميعا."
وقال "نرحب بأي احد يريد التعاون معنا ونفضل اشقاءنا في الدول المجاورة الذين يعرفوننا والذين هم الأقرب لنا ليأخذوا زمام المبادرة لإنقاذنا من هذا الاحتلال."
من جوزيف لوجان
(إعداد دينا عادل للنشرة العربية - تحرير مصطفى صالح


هل أعجبك الموضوع:

ليست هناك تعليقات :