( بقلم : صلاح محمد العمودي ) شبكة الطيف
دارت الايام وشاءت الاقدار ان تضع الجنوبيين وجه لوجه امام من رفض الوحدة سلما عام 90 وساهم فيها حربا عام 94 بدء من ام الصحن وانتهاء بفتاوى التكفير والإبادة الجماعية , الجنوبيون وافقوا عام 90 على وحدة الشطرين كمشروع وطن ,ورفضوها عام 94 كمشروع نهب , ومن سخرية الاقدار انهم يواجهون اليوم من رفض عام 90 وحدة الشطرين كمشروع وطن ورحب بها عام 94 كمشروع نهب وفيد , معادلة تاريخية صعبة وسياقها العام لا يطرح قضايا خلافية بامتياز وإنما يقر بانسداد منافذ حلها على ارضية الشراكة
· كان الجنوبيون بالأمس في وحدتهم السلمية يحاولون قدر الامكان بتطرف مبالغ فيه وصل الى حد التسول ان ينتصروا لمشروعهم الوحدوي الذي استثمروا فيه كل مدخراتهم السياسية والثقافية والاقتصادية والتعليمية وحتى النفسية لأكثر من نصف قرن وفرض عليهم حرصهم ان يجعلوا باب تنازلاتهم مفتوحا على الاخر ففعلوا , ولكن الاصوات المتذمرة والمحذرة مما يحدث ظلت تسمع بين الحين والأخر ,فيما اصبح طريق العودة مسدودا على الخيارات الامنة
عدم وجود هؤلاء في المشهد الوحدوي السلمي عام 90 الذين يشكلون بتحالفاتهم الاستراتيجية مع رأس النظام ونفوذهم القبلي المؤثر في مجتمعهم التقليدي واقعا لا يمكن تجاهله في جوانب مصيرية كهذه ,كان يتطلب من الطرف الجنوبي ان يأخذه على محمل الجد وسببا كافيا لإعادة النظر في مشروع الوحدة برمته بحجة ان توافق كل القوى لم ينضج بعد ومازالت هناك تحفظات لدى الغير كفيلة بنسف المشروع الوحدوي السلمي من اساسه وهذا الذي حصل بتشجيع ودعم من رأس النظام حينها والرئيس المخلوع حاليا الذي كان يوقع على اتفاقات الوحدة بيد وبالأخرى يوجهه باستمرار سياسة التآمر على شريكه والتهيئة لشن حرب على الجنوب يفرض على اثرها اجندته التي صاغها بالتوافق مع حلفائه الذين كانوا الى جانبه في قرار فرض الوحدة بقوة السلاح بينما سجلوا غيابا فاضحا عند التوقيع على اقرارها سلميا عام 90
في عام 94 , وبعد اربع سنوات من مكايدات سياسية على السطح لها ضحاياها الى التخطيط لعمل عسكري واسع يجري في الخفاء له اهدافه , حدث ما كان ينتظره الطرف التواق الى فرض الوحدة بالقوة , لقد اعلن باب التنازلات عن افلاسه , كان ذلك لا يعني فقط دعوة تجار الفيد والغنائم لاتخاذ قرار بالجاهزية والاستعداد وإنما كان حجة مشروعة طال انتظارها لدق طبول الحرب وإلهاما كافيا بالانتصار فيها , فأغلقت ابواب الوحدة السلمية واتخذت ما يسمى بقوات الشرعية الدستورية بوابة الحرب طريقا لها باتجاه الجنوب لإخضاعه بقوة السلاح لوحدة الضم والإلحاق وعودة الفرع الى الاصل ,فلم يكن امام الذين افلستهم تنازلاتهم إلا ان تتفرق اياديهم ويخسروا ليس فقط مشروعهم الوحدوي الذي صدعوا به رؤوسنا صباحا ومساء منذ اكثر من نصف قرن وإنما وطنهم كله فلم يجدوا في جعبتهم غير الشتات فتقاسموه فيما بينهم داخليا وخارجيا
في 7/7/94 وضعت الحرب اوزارها وتفرغ زعماء الفيد الوحدوي لتوزيع الغنائم فيما بينهم كل حسب نفوذه ووجاهته فيما ذهب فتاتها لمن يستحقه , هذه كمرحلة اولى تبعتها فيما بعد مراحل (تشليح )الجنوب من امكاناته البشرية والمادية وشفط ثرواته ومدخراته وإهدار طاقاته ودمه وإخضاعه (للشمللة) بشكل سافر ومفضوح بغية طمس كافة مرجعياته التاريخية والفكرية والثقافية والاجتماعية وغيرها من مقومات حياته التي كانت في متناول يده توارثها ابا عن جد لقد كان اللواء علي محسن الاحمر صادقا في اعترافه مؤخرا حين قال ان الجنوب مستعمر
اعتراف صريح كهذا ومن شخصية متنفذة كتلك يضع هواة ممارسي السياسة في الملاعب الرمادية تحت الاضواء الكاشفة لا يفصلهم عن نيل لقب الفضيحة غير نزولهم الى ارضية الملعب ولهذا فان إستراتيجية الخلاف مع هؤلاء تأخذ طابعا اخر ليس له علاقة بالرؤى والأفكار والبرامج وإنما تتلقفها مسميات اخرى تتناسب مع المسمى بينما الواقع يقول ان الجنوبيين امام خيارين لا ثالث لهما اما البقاء تحت سيطرة الاحتلال او النضال من اجل انتزاع الاستقلال
amodisalah@yahoo.com
دارت الايام وشاءت الاقدار ان تضع الجنوبيين وجه لوجه امام من رفض الوحدة سلما عام 90 وساهم فيها حربا عام 94 بدء من ام الصحن وانتهاء بفتاوى التكفير والإبادة الجماعية , الجنوبيون وافقوا عام 90 على وحدة الشطرين كمشروع وطن ,ورفضوها عام 94 كمشروع نهب , ومن سخرية الاقدار انهم يواجهون اليوم من رفض عام 90 وحدة الشطرين كمشروع وطن ورحب بها عام 94 كمشروع نهب وفيد , معادلة تاريخية صعبة وسياقها العام لا يطرح قضايا خلافية بامتياز وإنما يقر بانسداد منافذ حلها على ارضية الشراكة
· كان الجنوبيون بالأمس في وحدتهم السلمية يحاولون قدر الامكان بتطرف مبالغ فيه وصل الى حد التسول ان ينتصروا لمشروعهم الوحدوي الذي استثمروا فيه كل مدخراتهم السياسية والثقافية والاقتصادية والتعليمية وحتى النفسية لأكثر من نصف قرن وفرض عليهم حرصهم ان يجعلوا باب تنازلاتهم مفتوحا على الاخر ففعلوا , ولكن الاصوات المتذمرة والمحذرة مما يحدث ظلت تسمع بين الحين والأخر ,فيما اصبح طريق العودة مسدودا على الخيارات الامنة
عدم وجود هؤلاء في المشهد الوحدوي السلمي عام 90 الذين يشكلون بتحالفاتهم الاستراتيجية مع رأس النظام ونفوذهم القبلي المؤثر في مجتمعهم التقليدي واقعا لا يمكن تجاهله في جوانب مصيرية كهذه ,كان يتطلب من الطرف الجنوبي ان يأخذه على محمل الجد وسببا كافيا لإعادة النظر في مشروع الوحدة برمته بحجة ان توافق كل القوى لم ينضج بعد ومازالت هناك تحفظات لدى الغير كفيلة بنسف المشروع الوحدوي السلمي من اساسه وهذا الذي حصل بتشجيع ودعم من رأس النظام حينها والرئيس المخلوع حاليا الذي كان يوقع على اتفاقات الوحدة بيد وبالأخرى يوجهه باستمرار سياسة التآمر على شريكه والتهيئة لشن حرب على الجنوب يفرض على اثرها اجندته التي صاغها بالتوافق مع حلفائه الذين كانوا الى جانبه في قرار فرض الوحدة بقوة السلاح بينما سجلوا غيابا فاضحا عند التوقيع على اقرارها سلميا عام 90
في عام 94 , وبعد اربع سنوات من مكايدات سياسية على السطح لها ضحاياها الى التخطيط لعمل عسكري واسع يجري في الخفاء له اهدافه , حدث ما كان ينتظره الطرف التواق الى فرض الوحدة بالقوة , لقد اعلن باب التنازلات عن افلاسه , كان ذلك لا يعني فقط دعوة تجار الفيد والغنائم لاتخاذ قرار بالجاهزية والاستعداد وإنما كان حجة مشروعة طال انتظارها لدق طبول الحرب وإلهاما كافيا بالانتصار فيها , فأغلقت ابواب الوحدة السلمية واتخذت ما يسمى بقوات الشرعية الدستورية بوابة الحرب طريقا لها باتجاه الجنوب لإخضاعه بقوة السلاح لوحدة الضم والإلحاق وعودة الفرع الى الاصل ,فلم يكن امام الذين افلستهم تنازلاتهم إلا ان تتفرق اياديهم ويخسروا ليس فقط مشروعهم الوحدوي الذي صدعوا به رؤوسنا صباحا ومساء منذ اكثر من نصف قرن وإنما وطنهم كله فلم يجدوا في جعبتهم غير الشتات فتقاسموه فيما بينهم داخليا وخارجيا
في 7/7/94 وضعت الحرب اوزارها وتفرغ زعماء الفيد الوحدوي لتوزيع الغنائم فيما بينهم كل حسب نفوذه ووجاهته فيما ذهب فتاتها لمن يستحقه , هذه كمرحلة اولى تبعتها فيما بعد مراحل (تشليح )الجنوب من امكاناته البشرية والمادية وشفط ثرواته ومدخراته وإهدار طاقاته ودمه وإخضاعه (للشمللة) بشكل سافر ومفضوح بغية طمس كافة مرجعياته التاريخية والفكرية والثقافية والاجتماعية وغيرها من مقومات حياته التي كانت في متناول يده توارثها ابا عن جد لقد كان اللواء علي محسن الاحمر صادقا في اعترافه مؤخرا حين قال ان الجنوب مستعمر
اعتراف صريح كهذا ومن شخصية متنفذة كتلك يضع هواة ممارسي السياسة في الملاعب الرمادية تحت الاضواء الكاشفة لا يفصلهم عن نيل لقب الفضيحة غير نزولهم الى ارضية الملعب ولهذا فان إستراتيجية الخلاف مع هؤلاء تأخذ طابعا اخر ليس له علاقة بالرؤى والأفكار والبرامج وإنما تتلقفها مسميات اخرى تتناسب مع المسمى بينما الواقع يقول ان الجنوبيين امام خيارين لا ثالث لهما اما البقاء تحت سيطرة الاحتلال او النضال من اجل انتزاع الاستقلال
amodisalah@yahoo.com
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق