عدن - صدى عدن - محمد عباس ناجي
وكان هذا الوصف صادقاً بالنسبة لهم, فعلي سالم يستحق أكثر من ذلك, فقد قدم لهم مالم يقدموه هم لوطنهم, فقد قدم لهم وطن مساحته ثلاثة اضعاف مساحة وطنهم اعتقادا منه أنه حقق الحلم الذي تربى عليه والمتمثل في الوحدة,وأنه بذلك حقق منجز تاريخي عظيم.
عندما وقع المناضل علي سالم البيض زعيم الحزب الاشتراكي اليمني السابق على اتفاق الوحدة مع الجمهورية العربية اليمنية عام 1990م كانت وسائل الاعلام في صنعاء تطلق عليه لقب الأستاذ, ويصفه المثقفون أنه وطني,وأنه دخل التاريخ من أوسع أبوابه باعتباره حقق الوحدة, حتى أن الدكتاتور علي عبدالله صالح قال في كلمة له في تعز عام 1991م "أن الفضل في تحقيق الوحدة يعود لعلي سالم البيض".
وكان هذا الوصف صادقاً بالنسبة لهم, فعلي سالم يستحق أكثر من ذلك, فقد قدم لهم مالم يقدموه هم لوطنهم, فقد قدم لهم وطن مساحته ثلاثة اضعاف مساحة وطنهم اعتقادا منه أنه حقق الحلم الذي تربى عليه والمتمثل في الوحدة,وأنه بذلك حقق منجز تاريخي عظيم.
غير أن الزعيم البيض ما أن عبر عن اعتراضه النظري والسياسي على التوجهات التي بداء يمارسها حكام صنعاء تجاه الجنوب وشعبه حتى بدأت وسائل إعلام الجمهورية العربية اليمنية ومثقفيها يصفوه بأبشع الأوصاف, وأنه عميلا للسعودية والولايات المتحدة الأمريكية, وأنه خرج من التاريخ عندما أعلن استعادة دولة جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية في 21 مايو 1994م. بل وصل بهم الحال إلى وصفه بأنه ليس يمني ولا جنوبي, وإنما هندي. فكانت ردة فعل الزعيم البيض بالمقابل, ولاسيما بعد ظهوره على وسائل الاعلام منتصف عام 2009م ليس كره الوحدة فقط ومن شنوا الحرب على الجنوب, وإنما حتى كرهه للكثير من أبناء الجنوب والتشكيك بولائهم لقضية شعبهم لمجرد أن لديهم رؤية تختلف قليلا عن رؤيته, ولو حتى في التكتيك للوصول إلى الهدف, واصبح لا يثق إلا بمن يسبحون بحمده ويبتهلون لشكره.ولأن تصرفه يقوم على هذا الاساس منذ خروجه من عُمان عام 2009م لم تحقق ثورة شعب الجنوب وحراكها السلمي التحرري الكثير مما كنا نحلم به كبسطاء ومواطنين جنوبيين.ونكتفي بهذا التلميح لأننا لا نريد نشر الغسيل أكثر. ونسأل الله في سابع سماه أن يهدي الزعيم البيض ويعيده إلى جادة الصواب.
اليوم يتكرر الأمر ذاته, مع الزعيم الجنوبي الأخر عبدربه منصور هادي. فعندما بداء الاشقاء في الجمهورية العربية اليمنية يشعرون أن الهدية التي قدمها لهم الزعيم الجنوبي السابق البيض على وشك استعادتها من قبل اصحابها, بداء مثقفي الجمهورية العربية اليمنية يصفوه بأروع وأنبل الأوصاف, وأنه الوحيد القادر على تمحل مسئولية هذه المرحلة, وأنه سوف يدخل التاريخ من أوسع أبوابه على حسب وصف الزعيم اليمني الديني الشيخ عبد المجيد الزنداني, وغيره كثيرين بما فيهم العميد/ احمد علي عبدالله صالح. بل إن وسائل الاعلام بكل انواعها ـ سلطة ومعارضة ـ اصبحت تصفه هذه الأيام بالقائد الرمز, وبدأت تنشر كلماته في كتب باعتبارها كلمات رجل وطني. بل سلموا له قيادة دولتهم, وكل ذلك ثمن رخيص مقابل أن يقسم بأن يحافظ على بقاء اليمن الجنوبي تحت سيطرتهم, فهم يدركون ما يفعلون.
لهذا نقول للزعيم عبدربه منصور هادي إننا نقدرك كزعيم جنوبي كما نقدر الزعيم البيض, وكل زعماء الجنوب السابقين, ونأمل منك أن لا تكرر ذات الخطأ, وعليك أن تعلم أن الاشخاص الذي أعلنوا ويعلنون اليوم أنك دخلت التاريخ من أوسع أبوابه أنه سوف يأتي اليوم الذي يعلنون فيه أولئك الاشخاص انفسهم عن خروجك من التاريخ ويصفونك بأبشع الأوصاف. وإذا كنت قد أديت القسم, ومن الصعب عليك التراجع عنه , فإن الدين الاسلامي دين يُسر وليس دين عُسر, واعطاء للإنسان مساحة كبيرة للتراجع عن أخطائه, وحل خطئك بسيط. وهو أن تدفع كفارة مقدراها ثلاثة ألف ريال يمني لتطعم بها عشرة مساكين, وأنا على استعداد لدفعها نيابة عنك,فقط أبلغني قبل أو بعد استلام المعاش بأيام قليلة حتى أتمكن من دفعها, فقد أصبح معاشي الذي استلمه من الدولة التي ترأسونها لا يغطي متطلباتي ومتطلبات أسرتي مدة عشرة أيام, ومع ذلك إنه مبلغ رهيد اقدمه لوطني, فقد قدم غيري روحه ودمه.
كما نأمل من الزعيم عبدربه منصور هادي عدم اصدار قرارات تعيينات لأشخاص جنوبيين تحمل طابع المناطقية مثل: فلان بن فلان اليافعي أو الضالعي أو العولقي أو.... حتى يقال إنك بدأت بتعين أشخاص من أبناء اليمن الجنوبي, لأن مثل هذه التعيينات لا تسمن ولا تغني من جوع ولن تغير في شيء بالنسبة لقضية شعبنا, فهؤلاء الاشخاص المعينين أو من سيتم تعيينهم لم ولن يؤثروا في مسار القضية الجنوبية, فهي قضية شعب وطن يقعان تحت احتلال الدولة التي ترأسها.. قضية أصبح حملتها الاساسيون شبان وشابات جنوبيون مؤمنون بحتمية انتصارها, وشعارهم قوله تعالى" مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا " صدق الله العظيم.
المواطن الجنوبي/ محمد عباس ناجي.
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق