الجنوب الحر - جنيف
أثارت حلقة نقاش عقدت بمقر الأمم المتحدة بمدينة جنيف السويسرية قضية الجنوب وجذور الصراع مع الشمال اليمني شارك فيها ممثلين عن الحراك الجنوبي ودبلوماسيين يمنيين وممثلي دول كبرى ومنظمات عالمية.
جاء ذلك في حلقة نقاش عقدت مساء أمس الجمعة دعت إليها منظمة ليبريشن لحقوق الإنسان ضمن الدورة الـ ( 19 ) لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة.
جاء ذلك في حلقة نقاش عقدت مساء أمس الجمعة دعت إليها منظمة ليبريشن لحقوق الإنسان ضمن الدورة الـ ( 19 ) لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة.
وفي حلقة النقاش التي حملت عنوان " جذور الصراع بين الجنوب والشمال في اليمن " أدار الناشط الحقوقي الجنوبي الأستاذ / سعيد طالب الجلسة التي تحدث فيها كمتحدثين رسميين كل من : القيادي بالحراك الجنوبي أحمد عمر بن فريد , وجيري سمبسون الخبير لدى منظمة هيومن رايتس ووتش , والأستاذ / عادل مطلق الناشط الحقوقي الجنوبي .
وقد حضر النقاش ممثل مكتب المفوضية السامية لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة , ومندوب بعثة الولايات المتحدة الأمريكية لدى الأمم المتحدة , ونظرائه في كل من ألمانيا والمكسيك والعراق , وممثل لمركز الدراسات السويدية , وعدد كبير من ممثلي المنظمات الحقوقية بالإضافة إلى السفير اليمني في سويسرا الدكتور / إبراهيم العدوفي والسفير الصومالي .
وفي بداية النقاش تحدث السيد جيري سمبسون ممثل منظمة هيومن رايتس ووتش عن واقع حقوق الإنسان بشكل عام في الشمال وفي الجنوب وما تعانيه المنظمة من صعوبات وعراقيل في عملها , ثم أعقبه في الحديث القيادي بالحراك الجنوبي أحمد بن فريد الذي تطرق في حديثه إلى استعراض لمحة تاريخية لواقع الجنوب قبل وأثناء الاحتلال البريطاني ومرحلة النضال الوطني في الجنوب ضد الاستعمار وتعدد الحركات الوطنية الجنوبية وما أنجزته في نضالها بإيصال قضية الجنوب إلى الأمم المتحدة حيث استشهد بن فريد بنصوص صدرت من قبل لجنة تصفية الأمم المتحدة بشأن حق الجنوب في الاستقلال مركزا إلى أن نص هذا القرار لم يذكر هذه المنطقة ب ( اليمن ) .
وفي محور آخر من حديث بن فريد استعرض إرهاصات الوحدة وظروف انجازها بطريقة ارتجالية وما حدث أثناء المرحلة الانتقالية من مكائد سياسية استهدفت القيادات الجنوبية قبل أن يقرر نظام صنعاء التخطيط للحرب الشاملة لاحتلال الجنوب وهو ما تم فعلا صيف 1994 , وكان لطرح نص فتوى الشيخ عبد الوهاب الديلمي في حديث بن فريد تأثير واضح على مسامع الحضور .
وفي المحور الأخير استعرض بن فريد ما حدث بعد الحرب من ممارسات "احتلالية" عنصرية عانت منها مؤسسات الدولة الجنوبية ككل في المرحلة الأولى قبل أن تمتد بعد ذلك لتطال نيرانها شعب الجنوب بصورة عامة , ما أدى إلى نهضة الشعب الجنوبي وخروجه في ثورته السلمية التي انطلقت عام 2007 م .
عقب ذلك قدم الناشط الحقوقي الجنوبي عادل مطلق عرضا مصورا لمشاهد فيديو مدة 14 دقيقة اطلع عليها الحضور في القاعة وتضمنت لقطات لأحاديث مجموعة كبيرة من أركان الدولة العسكرية والسياسية والدينية اليمنية التي أدانت نفسها بنفسها من خلال الاعتراف بما ارتكبته في الجنوب من جرائم في حق الجنوب .
في نهاية حلقة النقاش طلب السفير اليمني في سويسرا مداخلة عبر فيها عن ما كان يتأمله من الحضور مناقشته حول مستقبل اليمن ووحدته , معتبرا أن ما تحدث به بن فريد نوع من إثارة الكراهية بين أفراد الشعب الواحد حد قوله , وهاجم السفير اليمني الناشط سعيد طالب من خلال توجيه انتقادات شخصية كانت محط استهجان الحاضرين.
في نهاية الاجتماع تحدث بعض الحاضرين مبدين اعترافهم بأن جوانب من تاريخ الجنوب كانت غائبة عنهم تماما مبدين تفهمهم كل الطموحات المشروعة لشعب الجنوب .
وتأتي هذه الحلقة الخاصة عن الجنوب بعد يوم من مشاركة أمين عام المرصد الجنوبي لحقوق الإنسان "ساهر" المحامي عبد الرحمن المسيبلي في ندوة سياسية مماثلة أقيمت في مقر الأمم المتحدة بجنيف تطرقت إلى الانتهاكات التي يتعرض لها الشعب في اليمن الجنوبي السباق في ثورته السلمية ثورات الربيع العربي.
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق