الخميس، 12 يناير 2012

توضيح تاسع للحراك بعيدا عن ما قيل من أكاذيب هذا ماحدث في اجتماعات بيروت الثلاث

 فجر الجنوب/محمد حيدرة مسدوس
ان ما دفعني الى هذا التوضيح هو ما تسرب من أكاذيب إعلامية حول لقاء بيروت تقول بأنني انكرت وجود الحراك الوطني السلمي الجنوبي ، وان علي ناصر متمسك بالتغيير، والعطاس بالفيدرالية ... الخ ومازالت هذه الاكاذيب تتوارد. فلو كان علي ناصر والعطاس متمسكين بذلك لما حضرا إلى بيروت . اما ما قيل على لساني فكيف انكر وجود الحراك وانا اعتبر نفسي من المؤسسين والمرشدين له وأولادي موجودون فيه ميدانيا!!.
كما ان مثل ذلك لا يدخل في اي عقل غير عقل من سربه . والسؤال الذي اود طرحه ، هو : إن كان الهدف إبعادي عن المسرح السياسي ، فأنا على استعداد لتركه إذا كان ذلك يخدم القضية وسوف أوظف ما تبقى من حياتي لكتابة مذكراتي ، لأنه لا يوجد من عرف جبال ووديان الجنوب وسكانها من باب المندب غربا الى سلطنة عمان شرقا كما عرفتها أنا . وإذا كنت ابحث عن مصالحي الشخصية كما يقول مسرب الخبر لكنت قبلت المناصب التي ظلت تعرض علي من قبل النظام الى درجة انهم طلبوا مني قبولها او مغادرة اليمن . اما حول اجتماعاتنا في بيروت ، فاود القول بأنني قد سعيت منذ البداية إلى وحدة الرؤساء الثلاثة انطلاقا من ادراكي بان صنعاء ضعيفة امامهم وقوية امام غيرهم . فهي تستطيع ان تنكر على غيرهم تمثيل الجنوب كما انكرت ذلك على الجنوبيين الموظفين معها ، ولكنها لا تستطيع ان تنكر ذلك عليهم . وبصرف النظر عن حبنا او كراهيتنا لهم فانه لابد من التسليم بذلك . فقد سعيت الى توحيدهم كما أسلفت، ونتيجة لهذا السعي تم اللقاء في بيروت وكان له هدفان اثنان لا ثالث لهما وهما : وحدة الرؤية ووحدة القيادة فقط. وكنت أفكر بأننا إذا لم نتفق على ذلك فسوف نتفق على نفس المبدأ الذي اتفقنا عليه مع حركة ((تاج)) قبل ظهور الحراك ، وهو : ان الهدف واحد والباقي تكتيك . امّا ما تحدثت به أنا شخصيا في لقاء بيروت فيمكن إيجازه في التالي: 

أولا ما تحدثت به في الاجتماع الأول:  
في الاجتماع الاول الذي عقد ظهر يوم 24\12\2011م مع الأخ البيض قبل وصول الأخ علي ناصر والأخ العطاس ، شرحنا للبيض أهمية اللقاء وأهمية وحدة الرؤية ووحدة القيادة ، وأوضحت له بأن الشعار الشرعي الذي يسمح لمن يرفعه بالحديث نيابة عن شعب الجنوب هو ((حق شعب الجنوب في تقرير مصيره)) وهو الجامع لكل الشعارات. وقلت له إن ما يحتاجه هذا الشعار هو فقط استشارات دولية لمعرفة أية سلبيات له حتى نتجنبها ، وقلت له أيضا إنني اعتقد بأنه لا يملك الحق أي طرف سياسي جنوبي أو حتى الأطراف السياسية الجنوبية كلها مجتمعة أن تدعي تمثيل الجنوب خارج هذا الشعار ، لان صنعاء تستطيع ان تدحض اي شعار آخر غير هذا الشعار، مع العلم انه في حد ذاته يتضمن الاحتلال ، وإذا ما رفضته تكون بالضرورة قد أعلنت للعالم استعبادها لشعب الجنوب . 
ثانيا ما تحدثت به في الاجتماع الثاني:

في الاجتماع الثاني الذي عقد يوم 25\12\2011م بحضور الأخ علي ناصر والأخ العطاس ، طلبت منهم السماح لي في البدايه بطرح بعض المسلمات التي كنت أراها أساساً للحوار ، وهي : 

1- إن القضية التي نحن بصددها هي قضية وطن وليست قضية سلطة ، وهي لذلك باقية ببقاء الشعب وليست باقية ببقائنا . وهذا يعني أننا إذا ما فشلنا في حلها سيأتي من يحلها من الأجيال القادمة . 

2- ان حل هذه القضية يشترط وحدة الجنوبيين حاضرا أو مستقبلا ، لأنه إذا ما ادعى أي طرف تمثيلها سيكذبه الطرف الآخر . وهذا ما سيؤدي إلى صراع بين الجنوبيين لصالح صنعاء على حساب حلها . 

3- ان هذه القضية لا يمكن فهمها وفهم حلها فهما صحيحا إلا باعتراف الشماليين بشماليتهم واعتراف الجنوبيين بجنوبيتهم ، لأنه بدون ذلك يسقط المفهوم السياسي لها أصلا وتصبح حقوقية. 

4- انه ليس هناك مستقبل لأية وحدة سياسية إلا بالوحدة الاقتصادية وبالتجانس الاقتصادي بين طرفيها. وهذا ما لم يكن موجودا عندنا منذ خطوة 22 يونيه 1969م في الجنوب ، لان هذه الخطوة حولت شكل الاقتصاد الوطني في الجنوب من الخاص إلى العام وجعلته يختلف عن شكل الاقتصاد الوطني في الشمال 180 درجة. 

5- أن الشمال مجتمع قبلي لا يرغب العيش في ظل دوله وبالذات شماله ، والجنوب مجتمع مدني لا يستطيع العيش إلا في ظل دولة . وهذا يعني انه من الصعب موضوعيا الجمع بين الاثنين . 

6- انه طالما ونحن أصحاب قضية وطنية واحدة ، فانه لا يجوز من حيث المبدأ أن نختلف عليها أو أن نكون أكثر من واحد . 

7- انه لابد أن ندرك بان العمل السياسي لا يستقيم إلاّ بالولاء للفكرة وليس بالولاء للإفراد . ولكن العمل السياسي عندنا في الجنوب قد كان ومازال قائما على الولاء للأفراد ، وهو ما أدى بنا إلى ما نحن فيه . فعلى سبيل المثال كل واحد منكم الآن يتواصل مع الموالين له في الداخل ولا يتواصل مع غيرهم ، وهذا ما يجعل الولاء لكم وليس للفكرة ، وهو تدمير للعمل السياسي وتمزيق للحراك . 

8- لكون العمل السياسي يشترط الولاء للفكرة ، فانه بذلك يشترط الفردية . وهذا يعني بان من يرى نفسه أكثر من واحد في العمل السياسي لا يصلح من حيث المبدأ للعمل السياسي ، لأنه يؤدي إلى نفس النتيجة ويحول العمل السياسي إلى عمل عصابات . ((هذه المسلمات الثمان التي كنت أراها أساساً للحوار)) . 

وبعد ذلك تحدثت لجنة الوساطة المشكلة من قبل مؤتمر القاهرة بما عندها ، واقترح الأخ علي ناصر جدولة ما تم عرضه في نقاط للنقاش ورفع الجلسة إلى اليوم الثاني ، وتمت الموافقة على ذلك بالإجماع. 

ثالثا ما تحدثت به وما تم في الاجتماع الثالث :

في الاجتماع الثالث الذي عقد مساء يوم 26\12\2011م تمت جدولة أعماله في النقاط الثلاث التالية: 

- النقطة الاولى : ان هناك قضية واحدة وهدفاً واحداً مجمعاً عليه ، وهو استعادة الدولة المسلوبة . وعند مناقشة هذه النقطة قال احمد الربيزي لابد من استبدال كلمة المسلوبة بكلمة المحتلة ، وتمت الموافقة على ذلك بالإجماع . 

- النقطة الثانية: أن وحدة الصف الجنوبي بكل أطيافه السياسية هي الأساس في الانتصار للقضية وهي مطلب الجميع ، وقد تمت الموافقة على هذه النقطة بالإجماع أيضا . 

- النقطة الثالثة: انه لابد من إيجاد قيادة سياسية تجمع بين خبرة القدامى وطاقة الشباب انطلاقا من ان خبرة القدامى بدون طاقة الشباب تكون ميتة، وان طاقة الشباب بدون خبرة القدامى تكون عمياء . وقلنا انه لابد ان تكون هذه القيادة من الداخل والخارج ، وان يكون الداخل هو الاساس . وعند الحديث عن هذه الأداة السياسية قلت: إن العالم معترف بالحراك كممثل لقضية الجنوب وليس الاحزاب ، وعليكم توحيد الحراك بتوحيد كم ، لان وحدة الحراك تتوقف على وحدتكم . وبعد استكمال النقاش في النقاط الثلاث والموافقة عليها طلبت تحديد المكان والزمان لعقد لقاء تمهيدي يضم ممثلين عن الحراك وممثلين عن كل الاطراف الجنوبية الاخرى من اجل تشكيل لجنة تحضيرية لمؤتمر وطني جنوبي شامل يقر هذا الهدف السياسي المتفق عليه ويوحد القيادة . اما ما حصل بعد ذلك فلا داعي لنشره خدمه للقضية. وكل ما أريد إضافته هنا هو: أننا قد اتفقنا مع قادة الحراك منذ البداية، بعدم الطاعة للرؤساء الثلاثة إلا موحدين، واطلب منهم الآن الثبات على هذا المبدأ. 

إن من يبني أفكاره على قوانين الواقع الموضوعي الملموس يستحيل ان تكون خاطئة، لان المقياس الموضوعي للعمل السياسي هو في ميزان الحق والباطل قبل ان يكون في ميزان القوى وصراع الإرادات ، وعلم الاجتماع يقول ان من يملك الفكرة الصحيحة ملك القرار الصحيح . وصدقوني ان ازمتنا هي ازمة فكرية قبل اي شيء آخر، وانها هي السبب في مأساتنا منذ البداية. حيث ان القيادة الصحيحة هي قيادة العقل قبل ان تكون قيادة الإرادة، لان العقل هو مرجعية الفعل وليس الفعل مرجعية العقل كما كان عندنا منذ البداية حتى الآن، إذ أن الارادة لاحقه وليست سابقه للعقل بالضرورة. ولابد من الإدراك بأن الإرادة والفعل الارادوي بدون العقل يؤديان الى الهلاك ، وهو بالفعل ما ادى بنا الى الهلاك. ولهذا ومن اجل تجنب الهلاك فانني اطلب من الجميع بان نتفق اولا على نقطة الانطلاق التي ينطلق منها تفكيرنا السياسي لحل القضية، فاذا ما انطلقنا بتفكيرنا السياسي من واحدية اليمن ، فان رؤية جماعة القاهرة لحل القضية تكون على صواب ، ويكون المعارضون لها على خطأ وانا واحد منهم ، واذا ما انطلقنا بتفكيرنا السياسي من ان اليمن يمنان كما كان في الواقع وكما هو موثق في المنظمات الدولية الى يوم 22 مايو 1990م ، فان رؤية جماعة القاهرة لحل القضية تكون على خطأ ويكون المعارضون لها على صواب . وبالتالي فانه لابد من حسم هذه المسألة حتى نتفق ، لأنه بدون حسمها سنكون في خطين متوازيين لا يلتقيان. وعلى هذا الاساس فانني ادعو الجميع الى ان ننطلق بتفكيرنا السياسي لحل القضيه من ان اليمن يمنان، هما: اليمن الجنوبية واليمن الشمالية وسوف تكون رؤيتنا لحل القضيه موحده ، لاننا اذا ما انطلقنا بتفكيرنا السياسي من ان اليمن يمنان سنرى بوضوح ان مشروع الوحدة قد تم إسقاطه بالحرب وان الحرب قد فكت الارتباط بين الشمال والجنوب في الواقع وفي النفوس وان الوضع القائم في الجنوب منذ الحرب ليس وحدة وانما هو اسوأ من الاحتلال وانه من حق شعب الجنوب ان يرفض هذا الوضع وان يقرر مصيره بنفسه دون وصاية عليه . وبالتالي نوحد القيادة على أساس ((تقرير المصير)) . واذا كان هناك اصرار على غير ذلك فممكن ان نطلب مستشارين في القانون الدولي ونعطيهم حيثيات القضية من بدايتها ونطرح لهم شعار التحرير والاستقلال ، وشعار الفيدرالية ، وشعار تقرير المصير ، وما يرجحونه نجمع عليه .
هل أعجبك الموضوع:

ليست هناك تعليقات :