حسن يافعي
خاص عدن الغد
لم تكن حرب صيف عام 94م منتجاً يمنياً خالصاً، وإنما كانت تقف وراء هذا المشهد قوى دولية وإقليمية ومحلية، وكان دور الجيش اليمني (الشمالي) والقوى المتحالفة معه فيها هو المنفذ لهذا السيناريو المراد تطبيقه في هذه المنطقة الحساسة من العالم وذلك بعد انشغال الاتحاد السوفييتي عن حلفائه بإعادة ترتيب أوضاعه الداخلية عن طريق القيام بإصلاحات تعمل على إنقاذ النظام السوفييتي الذي أوشك على الانهيار من الداخل. ولأن بيروستريكا ميخائيل جورباتشوف (رئيس اتحاد الجمهوريات السوفييتية حينها) لم تجدِ نفعاً فقد شهد العالم تفكك هذه الدولة العظمى وانحسار نفوذها، وبالمقابل توسع نفوذ القوة العظمى الأخرى (أمريكا) التي عملت على بسط هيمنتها السياسية والاقتصادية والعسكرية على العالم وتصفية مناطق النفوذ الروسي فيه.
ولقد كان القضاء على الحزب الاشتراكي في الجنوب بالذات ( والشمال) أحد الأهداف المتوخاة من تلك الحرب الظالمة (94م) بدليل التصفيات التي تمت للعديد من قياداته منذ قيام الوحدة. وكان آخرها اغتيال عضو المكتب السياسي للحزب جار الله عمر جهاراً نهاراً و في القاعة التي شهدت انعقاد مؤتمر لحزب الإصلاح ووسط كبار قياداته.
إن استهداف الحزب الاشتراكي من قبل قوى محلية وإقليمية ودولية معناه أنه حزب غير مرغوب فيه (أو غير مرضي عنه) بحجة تبنيه للفكر والنهج الاشتراكي وارتباطه بالاتحاد السوفييتي ودول المنظومة الاشتراكية الذين كانوا عادة ما يوصمون من قبـــــــــــل أجهزة إعلام المعسكر الآخر ( الرأسمالي) بأنها دول تحكمها أحزاب شيوعية ملحدة. وقد سرى هذا الوصف، للأسف، على الحزب الاشتراكي اليمني وأعضائه، واستغل بخبث ودهاء في حرب هذه القوى على الجنوب في حرب 94م والتي كان يُروج لها بأنها شنت لتخليص الجنوب من حكم الاشتراكيين الشيوعيين الذين لا يؤمنون بالله أو بالدين.
ونظراً لأن ذات القوى التي أطاحت بحكم الاشتراكيين في الجنوب وقضت على دولتهم هي التي في يدها الآن ملف القضية الجنوبية و لديها ( لاعتبارات دولية) حق القول الفصل فيها والتي، أيضاً، لازالت تنظر لهذا الحزب بريبة وحذر شديدين، وترى أنه ليس من مصلحتها عودته إلى السلطة وحكم الجنوب مرة أخرى. هذه القوى – في رأيي - لم ولن تنسى له أنه كان في يوم من الأيام يهدد حلفائهم ومصالحهم في المنطقة بالأسلحة المتطورة الروسية ويعمل على تصدير الثورات والفكر الاشتراكي إلى دول الجوار التي تحتضن مصالحه الإستراتيجية.
وبما أن الحزب الاشتراكي كذلك كان وما يزال داعماً ومؤيداً للحراك الجنوبي السلمي فإن نظرة تلك القوى إلى الحراك الجنوبي السلمي والقضية التي يحملها، بلا شك، سوف تتأثر سلباً بحقيقة موقفها من هذا الحزب، وهي لذلك تحاول أن تفرض قناعاتها في ما يتعلق بحل القضية الجنوبية، وتمارس من أجل ذلك ضغوطاً على القوى التي تتبناها من أجل القبول بها.
وعلى هذا الأساس فإنه يتوجب على القيادات الجنوبية في الحزب الاشتراكي تفهم هذا الأمر جيداً، وإدراك الحقيقة التي قد تكون مُرةً عليهم وهي أنهم وحزبهم يقفون عقبة في طريق اعتراف القوى الإقليمية والدولية بقضية شعبهم وحقه في تقرير مصيره واستعادة دولته. كما أن سياسات الّتجمُل لن تُقنع تلك القوى بحسن نياتهم وطيهم لصفحة الماضي. ولذا فإن الطريق الوحيد والمختصر لإثبات محبتهم لوطنهم وشعبهم هي في أن يتواروا (ولو مؤقتاً) عن الساحة، ويقبلوا بأن يكون الحراك هو حزب كل الجنوبيين في هذه المرحلة.
خاص عدن الغد
لم تكن حرب صيف عام 94م منتجاً يمنياً خالصاً، وإنما كانت تقف وراء هذا المشهد قوى دولية وإقليمية ومحلية، وكان دور الجيش اليمني (الشمالي) والقوى المتحالفة معه فيها هو المنفذ لهذا السيناريو المراد تطبيقه في هذه المنطقة الحساسة من العالم وذلك بعد انشغال الاتحاد السوفييتي عن حلفائه بإعادة ترتيب أوضاعه الداخلية عن طريق القيام بإصلاحات تعمل على إنقاذ النظام السوفييتي الذي أوشك على الانهيار من الداخل. ولأن بيروستريكا ميخائيل جورباتشوف (رئيس اتحاد الجمهوريات السوفييتية حينها) لم تجدِ نفعاً فقد شهد العالم تفكك هذه الدولة العظمى وانحسار نفوذها، وبالمقابل توسع نفوذ القوة العظمى الأخرى (أمريكا) التي عملت على بسط هيمنتها السياسية والاقتصادية والعسكرية على العالم وتصفية مناطق النفوذ الروسي فيه.
ولقد كان القضاء على الحزب الاشتراكي في الجنوب بالذات ( والشمال) أحد الأهداف المتوخاة من تلك الحرب الظالمة (94م) بدليل التصفيات التي تمت للعديد من قياداته منذ قيام الوحدة. وكان آخرها اغتيال عضو المكتب السياسي للحزب جار الله عمر جهاراً نهاراً و في القاعة التي شهدت انعقاد مؤتمر لحزب الإصلاح ووسط كبار قياداته.
إن استهداف الحزب الاشتراكي من قبل قوى محلية وإقليمية ودولية معناه أنه حزب غير مرغوب فيه (أو غير مرضي عنه) بحجة تبنيه للفكر والنهج الاشتراكي وارتباطه بالاتحاد السوفييتي ودول المنظومة الاشتراكية الذين كانوا عادة ما يوصمون من قبـــــــــــل أجهزة إعلام المعسكر الآخر ( الرأسمالي) بأنها دول تحكمها أحزاب شيوعية ملحدة. وقد سرى هذا الوصف، للأسف، على الحزب الاشتراكي اليمني وأعضائه، واستغل بخبث ودهاء في حرب هذه القوى على الجنوب في حرب 94م والتي كان يُروج لها بأنها شنت لتخليص الجنوب من حكم الاشتراكيين الشيوعيين الذين لا يؤمنون بالله أو بالدين.
ونظراً لأن ذات القوى التي أطاحت بحكم الاشتراكيين في الجنوب وقضت على دولتهم هي التي في يدها الآن ملف القضية الجنوبية و لديها ( لاعتبارات دولية) حق القول الفصل فيها والتي، أيضاً، لازالت تنظر لهذا الحزب بريبة وحذر شديدين، وترى أنه ليس من مصلحتها عودته إلى السلطة وحكم الجنوب مرة أخرى. هذه القوى – في رأيي - لم ولن تنسى له أنه كان في يوم من الأيام يهدد حلفائهم ومصالحهم في المنطقة بالأسلحة المتطورة الروسية ويعمل على تصدير الثورات والفكر الاشتراكي إلى دول الجوار التي تحتضن مصالحه الإستراتيجية.
وبما أن الحزب الاشتراكي كذلك كان وما يزال داعماً ومؤيداً للحراك الجنوبي السلمي فإن نظرة تلك القوى إلى الحراك الجنوبي السلمي والقضية التي يحملها، بلا شك، سوف تتأثر سلباً بحقيقة موقفها من هذا الحزب، وهي لذلك تحاول أن تفرض قناعاتها في ما يتعلق بحل القضية الجنوبية، وتمارس من أجل ذلك ضغوطاً على القوى التي تتبناها من أجل القبول بها.
وعلى هذا الأساس فإنه يتوجب على القيادات الجنوبية في الحزب الاشتراكي تفهم هذا الأمر جيداً، وإدراك الحقيقة التي قد تكون مُرةً عليهم وهي أنهم وحزبهم يقفون عقبة في طريق اعتراف القوى الإقليمية والدولية بقضية شعبهم وحقه في تقرير مصيره واستعادة دولته. كما أن سياسات الّتجمُل لن تُقنع تلك القوى بحسن نياتهم وطيهم لصفحة الماضي. ولذا فإن الطريق الوحيد والمختصر لإثبات محبتهم لوطنهم وشعبهم هي في أن يتواروا (ولو مؤقتاً) عن الساحة، ويقبلوا بأن يكون الحراك هو حزب كل الجنوبيين في هذه المرحلة.
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق