الثلاثاء، 13 ديسمبر 2011

مخاوف من نزعات انفصالية باليمن



















وصل المبعوث الأممي جمال بن عمر مساء أمس الأحد إلى محافظة عدن، كبرى مدن جنوب اليمن، في زيارة خاطفة استمرت لساعات، وذلك في إطار زيارته الحالية إلى مدن يمنية لتقييم ما تم تنفيذه من بنود قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2014 والمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، وسط مخاوف من تعقيد الملف الجنوبي في ظل استمرار المطالبة بالانفصال.

وأجرى بن عمر مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون خلال الزيارة عددا من اللقاءات مع مسؤولين في المحافظة وممثلين عن فصائل ومكونات الحراك الجنوبي المطالبة بانفصال الجنوب، واستمع إلى جميع الأطراف وتسلم من قيادات الحراك عددا من الملفات والوثائق، غير أنه أطلع المشاركين في اللقاء على أنه لا يحمل في الوقت الراهن أي تصور لحل القضية الجنوبية، لكنه وعد بنقل مطلبهم إلى الأمم المتحدة.
حل دولي:
وينظر إلى هذه الزيارة، وهي الأولى لمبعوث أممي إلى عدن منذ بدء الاحتجاجات المطالبة بتنحي الرئيس علي عبد الله صالح، على أنها تمهيد لإسهام دولي قادم في حل القضية الجنوبية، خاصة أنها تأتي بعد يومين من لقاء جمع المبعوث الأممي بزعيم الحركة الاحتجاجية الجنوبية المطالبة بالانفصال حسن باعوم في العاصمة صنعاء، بعد ساعات من إفراج السلطات اليمنية عنه.
وبحسب مصادر في الحراك الجنوبي، فإن باعوم تمسك خلال اللقاء بمطلب الجنوب في الانفصال، ودعا بن عمر إلى زيارة محافظة عدن وطرح القضية الجنوبية على طاولة مجلس الأمن.

وكانت مصادر تحدثت للجزيرة نت في وقت سابق قد أشارت إلى أن بعض القيادات اليمنية أبدت مخاوفها خلال مباحثات التوقيع على المبادرة الخليجية في الرياض من تعقيدات ملف الجنوب، لكنها قوبلت بطمأنة خليجية أكدت على بذل مساع مشتركة للعمل على تقريب وجهات النظر بين القيادات الجنوبية في إطار حل القضية.

ومما يصعد من المخاوف المتعلقة بالملف الجنوبي أن قوى وفصائل في الحراك الجنوبي المطالب بفك الارتباط مع دولة الوحدة التي تمت في عام 1990 كثفت خلال الأسابيع الماضية من نشاطها بإقامة سلسلة فعاليات مركزية في محافظة عدن وكبرى مدن الجنوب.

وترافقت تلك الفعاليات مع حملة نفذها ناشطون في الحراك ظهرت بشكل لافت على جدران عدد من شوارع المدينة من خلال رسم شعارات تدعو للانفصال، وأعلام الدولة الجنوبية سابقاً.

خطورة التعقيدات
ويخشى ناشطون وسياسيون خطورة التعقيدات بجنوب اليمن في ظل استمرار النزعات الانفصالية والمواجهات المسلحة بمحافظة أبين بين الجيش وعناصر من تنظيم القاعدة في جزيرة العرب.

وبحسب النائب في البرلمان اليمني عن مدينة تعز القاضي أحمد سيف حاشد، فإن الظروف في الجنوب تزداد تعقيداً، في ظل إصرار بعض فصائل الحراك الجنوبي على التمسك بخيار الانفصال، ورفض التعاطي مع المعادلة الراهنة في البلاد بما تشهده من تغيرات كبيرة جداً لا تسمح بالانفصال.

واعتبر حاشد في تصريح للجزيرة نت أن مطلب الانفصال غير ممكن لعدم وجود تيار سياسي واحد يسيطر على المشهد الجنوبي، محذرا من وجود تدخل في المشهد الجنوبي من جانب "قوى تسعى لخلق بؤر توتر وصراعات، وجماعات يدفع بها بعض النافذين لتفجير الوضع في المحافظات الجنوبية وخلق وضع صدامي سيؤدي باليمن إلى نتائج كارثية".
وقال النائب اليمني إن النظام وبعض القوى في المعارضة قادرة على خلق معوقات كبيرة جدا في المشهد الجنوبي، لافتا إلى أن الحل الأنسب لليمن هو دعم الاتحاد الفدرالي كمشروع مستقبلي، دون أن يحول هذا من حق أبناء الشمال في أن يكون لهم فدرالية في إقليم الشمال.
وكانت بيانات لناشطين من شباب الثورة السلمية المطالبين برحيل نظام الرئيس صالح في ساحة الاعتصام بمدينة عدن والمكلا أفادت بتعرضهم لاعتداءات متكررة من قبل عناصر شابة عقب فعاليات لأنصار الحراك الجنوبي سقط خلالها عشرات الجرحى.
ودعا بيان صادر عن شباب الثورة بعدن الجمعة الماضية أبناء المدينة إلى التنبه لما تسعى له بقايا النظام من محاولات مكشوفة ومخططات ترمي لزرع الفتنة وإشعال الصراع، وذلك عقب إصابة عشرة معتصمين أثناء رشقهم بالحجارة من قبل عناصر شابة كانت ترفع شعارات الحراك الجنوبي.
المصدر:الجزيرة
هل أعجبك الموضوع:

ليست هناك تعليقات :