الأربعاء، 7 ديسمبر 2011

الشعب طهرَّ صفوفه من الفاسدين

المحامي صالح العمودي
نقلا عن السياسي برس
لقد كنت ممن يؤيد الفوضى السياسية الفكرية في الشارع الجنوبي , فيغرق الشارع السياسي الجنوبي بالأفكار والمعلومات والتوجهات والتنظيمات والتكتلات , فتحدث الفوضى المعلوماتية خط الدفاع الأول عن العمل الحقيقي والمنظم مايؤدي إلى عجز النظام عن الإمساك بالمعلومة الصحيحة أو العمل الصحيح ويحمِّله تكاليف باهظة للوصول إلى عملية الاختراق البنَّاء وهذا ماحدث .


وعلى الجانب الآخر نتمكن من الوصول بأقصى سرعة لتعريف المواطن الجنوبي أين ما كان بكل ما يدور في الساحة الجنوبية وتعريفه بحقيقة القضية الجنوبية بكل أبعادها القانونية والتاريخية والسياسية والاقتصادية والديمغرافية والمستقبل الذي ننشده للأجيال القادمة من وراء استعادة دولة الجنوب .
والفوضى نظرية يمكن تطبيقها في كل المجالات ,, ولكنها سلاح ذوحدين فإذا سقطت من أيدي من يعملون عليها قد تؤدي إلى نتائج عكسية , وهذا مالم نشاهد مؤشراته في الجنوب حتى الآن ,,, فالفوضى التي نشدناها وصلنا إليها ,, وأصبحت معطيات الحاضر والماضي القريب كلها أمام الشعب الجنوبي .
ومؤشرات نجاح نظرية الفوضى أصبحت ملموسة ,, فهاهو الشعب الجنوبي قد بدا في استعادة الجيد من موروثه الفكري والاجتماعي ,, وتخلص من السيئ إلى الأبد ,,, ثم قام بتعلم الجيد المفيد من الفكر ,, ووظفها في بناء الجنوب الجديد بدون وصاية ولافرض ولاتبعية ,,, وقريباً سينتقل الشعب الجنوبي إلى البناء السياسي التقدمي قولاً ومضموناً ,,,
ويكفي أن نقول أن الشعب الجنوبي من خلال تطبيقها أستطاع التخلص من الأبوية التي مارسها عليه رؤساء الجنوب السابقين فاسقطهم وأحرق صورهم ,, وتخلص من الفكر العدائي الموجه نحو السلاطين والمشايخ بعد أن وجد المعلومة الصحيحة بين ركام المعلومات المنثورة على الساحة ,, فرفع صورهم ورفع علم الإتحاد في كل أنحاء الجنوب حتى في حضرموت التي لم تكن منظمة للإتحاد , ولكن رابط الأرض والتاريخ والقومية و التضحية ومشاركة السرَّاء و الضرَّاء أقوى من رابط قطعة قماش تمثل علم الحزب الذي مزَّق البلاد والعباد ,,
قد يقول البعض أنَّ الحراك الجنوبي أعاد إنتاج الحزب الاشتراكي , فهاهم أعضاء اللجنة المركزية يقودون كل مكونات الحراك , واغلبهم رفض الاستقالة من الحزب الاشتراكي الوحدوي اليمني ,,, وقد يقول البعض أنَّ كل شعوب الأرض تتعلم من أسفارها إلاَّ الجنوبيين , فهاهم حراك الخارج (الجناح الفدرالي) أعادوا أنتاج أسوء مجموعة في الحزب الاشتراكي فقدموهم قيادة لمؤتمر القاهرة الذي أنعقد في الشهر الحالي ,,, وقد يقول البعض أن قوى الاستقلال في الحراك الجنوبي هذه الأيام تعدُّ العدَّة لعقد مؤتمرها الشهر القادم في تركيا ,,, فهل ستكون مخرجات مؤتمرهم إعادة أنتاج لمفسدين الحزب الاشتراكي و مفسدي المؤتمر الشعبي العام الذين انظموا إلى ثورة التغيير اليمنية ؟؟؟
قد يقول البعض ذلك ,, لكن الحقيقة أن الشعب الجنوبي أعاد إنتاجهم ليستخرج ما تبقى لديهم من فائدة أو قدرات يدَّعونها فعصرهم عصرت القبر ليخرج مافي أحشائهم من أفكارٍ خيِّرة وشريرة خلال مرحلة الفوضى السياسية الفكرية ,, ليمنعهم من اطلاقها في مراحل البناء السياسي للجنوب الجديد ,, وحتى تتولد لدى الشعب الجنوبي مناعة تحميه من أفكار هؤلاء الذين لا يستحون من التصريح باستمرارهم بنهج الحزب والتمسك به ,, ولم يفكروا بإصدار كتيب أو حتى نشرة حزبية يعبِّرون فيها عن مراجعات حزبية عن أخطاء فكرية أو تنظيمية أو تطبيقية أو إدارية بحق الوطن أو ..... قام بها الحزب خلال فترة حياته ,,, بل ويتبجحون أنَّ دولة الحزب كانت دولة النظام و القانون .
لقد أعاد إنتاجهم العباقرة ,, وقدموهم على الصفوف , وسلموهم قيادة الحراك لسنوات , وصبروا عليهم ,, ليثبتوا للشعب الجنوبي أنَّ هؤلاء كما كانوا في السابق لايتفقون ,, ولا يتوبون لله ولا يعتذرون للشعب ,, ولا يحسنون إلاَّ التفريق والتمزيق والتخوين ,,, وقد ثبت ذلك للشعب الجنوبي ,, فقرر قراره فيهم في مهرجان 30 نوفمبر فألقى بهم من على منصة مهرجان المنصورة وهو يردد لا قيادة بعد اليوم قائدنا حسن باعوم ,,, 
واليوم على الشعب الجنوبي أن ينطلق إلى المرحلة الأكثر خطورة من تطبيق نظرية الفوضى ,, والمتمثلة في ترتيب المعطيات حسب الحاجة إليها وإعادة بناء الفكر السياسي العصري التقدمي للجنوب الجديد بما يتوافق مع معتقداتنا الدينية والاجتماعية ,, ثم ننطلق إلى تشكيل القيادة الجنوبية الجديدة للجنوب الجديد التي تقودنا إلى تحقيق الهدف .
المحامي صالح العمودي
ناشط في الحراك الجنوبي
2 ديسمبر 2011
هل أعجبك الموضوع:

ليست هناك تعليقات :