الخميس، 10 نوفمبر 2011

فهمي هويدي : ربيع الثورات العربية أنطلق من جنوب اليمن ممثلا بالحراك السلمي

فهمي هويدي : ربيع الثورات العربية أنطلق من جنوب اليمن ممثلا بالحراك السلمي        


صدى عدن / القاهرة / جمال حيدرة/ هاني الأ
أقامت صحيفة ايلاف اليمنية ندوة تحت عنوان السيناريوهات المحتملة لسقوط علي عبدالله صالح شارك فيها عدد من المفكريين والاعلاميين والمثقفيين والبرلمانيين من اليمن ومصر على رأسهم أ/عبد الحليم قنديل والاستاذ فهمي هويدي والاستاذ محمد القدوسي والبرلماني اليمني شوقي القاضي الذين تحدثوا جميعا عن مآلات سوداء تنتظر صالح ان هو استمر في في المراوغة والكذب على المجتمع الدولي الذي بات يطالبه اليوم بالتوقيع على المبادرة الخليجية. "صدى عدن " كانت حاضرة ومتابعة لهذه الندوة
التي قال فيها المفكر العربي فهمي هويدي ان ربيع الثورات العربية بدأ في جنو ب اليمن في العام 2007م بانطلاق الحراك الجنوبي السلمي الذي غيب عن التغطية الاعلامية العربية والدولية لعدة اسباب،منها حساسية الوضع اليمني على دول الخليج والخشية من انتقال العدوى اليها،
و استبعد المفكر والكاتب المصري فهمي هويدي ان تسمح القوى الدولية والاقليمية في المنطقة للثورة اليمنية ان ترى النور، مشيرا الى انها ترى ان نجاح تلك الثورة يهدد منابع النفط في دول الخليج المجاور لليمن لاسيما المملكة العربية السعودية التي حرص على ان يؤكد في حديثه انه في مجال التحليل والاستقراء لواقع موجود على الارض وليس لاستعداء او تبني مواقف سياسية مضادة لزيد او عمرو، مؤكدا ان من المستبعد أن يكون هناك أي سيناريو قادم في اليمن بعيدا عن السعودية والحسابات الغربية التي لم تكن بعيدة عن الثورة اليمنية في الستينات من القرن الماضي.
واضاف هويدي في الندوة السياسية ان السعودية وفي ظل الوضع العربي المشلول وغياب مصر القوي عن المشهد السياسي العربي تسعى لان تكون الصوت العربي الابرز ومحور القرار، مؤكدا ان اليمن تأتي ضمن الحصة السعودية، وأن استعادة الوطن يحتاج الى تكلفة عالية وأجل طويل لأن الثوار اليمنيين يواجهون لوحدهم صالح والسعودية والغرب من خلفه..
وتابع هويدي الى ان القابعين في مكاتبهم المكيفة وعلى الكراسي الوثيرة يختلقون العديد من المبررات والمخاوف على الساحات والثورة وهي ليست بالدقة والحجم الذي يصورونه وتختلف تقديراتهم تلك مع الشباب في الساحات جملة وتفصيلا..
وقال انني عندما ارى علي عبدالله صالح يتبادر الى ذهني انه عاد من القبر وانه الرجل الذي عاد من الاخرة وكان الاجدر به ان يبحث عن مخرج سوي للخروج واخراج نفسه واسرته واليمن من مصير مجهول قد يكون بالغ الثمن، مؤكدا انه ليس مع السلمية التي تقتل الابرياء وتواجه بالقتل اليومي والقنص وانه لابد للثوار ان يبحثوا عن بدائل تصعيدية ثورية تنتزع حقهم في اسقاط هذا النظام وبناء دولتهم اليمنية الحديثة.
من جانبه تحدث البرلماني والناشط الحقوقي شوقي القاضي عن ملامح نظام علي عبدالله صالح وأنه لا ينظر للنجاح من خلال التنمية بل من خلال مدى استمراره في الحكم، مشيرا إلى أن فريق عمل سلطة صالح تجمع لعدة أسباب أهمها المغانم التي تمنحها وتوفرها لهم السلطة بالإضافة للسياسة التي انتهجها صالح طوال فترة حكمة والمتمثلة في القاعدة التي كان يعتبرها القاعدة الذهبية للحكم وهي (فرق تسد) وبالتالي طبقها مع مختلف شرائح المجتمع وقواه السياسية.
واوضح القاضي في مشاركته الخاصة بندوة (السيناريوهات المحتملة لعلي عبدالله صالح) ان نظام صالح اصبح معزولا وانه لايستطيع حشد مناصرين له إلا في ميدان السبعين فقط، مشيرا الى ان اقل من 60 شخصا هم من تجاوبوا مع دعوته لاقامة ساحة مؤيدة له في محافظة عدن، وانه فشل في اقامة اي تجمعات مؤيدة ومناصرة له في تعز وفي غيرها من المحافظات، وبالتالي فانه يحمل في جنباته جينات الفناء ولم يعد مقبولا بقاءه كنظام يحكم اليمن.
وفيما أكد الكاتب والسياسي المعارض عبدالحليم قنديل رئيس تحرير صوت الأمة والمنسق العام السابق لحركة كفاية المصرية على أن الثورات العربية ستنتقل من قُطر إلى قُطر ولن تبقِ رئيسا عربيا يريد ان يحكم شعبه بالتابيد ومابعد الديكتاتورية، وأن جميع أنظمة الحكم متشابهة وجميعها أنظمة وراثية وتعتمد على الخازوق الأمني "حسب وصفه". كما اكد أن المواقف الدولية متخاذلة من ثورة الشباب السلمية في اليمن
وتوقع قنديل في مداخلته التي الهبت القاعة بالتصفيق للعديد من المصطلحات التي كان يستخدمها لوصف واستقراء الوضع اليمني ومقارنته بغيره في مصر وليبيا وغيرها من دول الربيع العربي، توقع سيناريو استمرار علي عبدالله صالح بالمراوغة حتى يصل الى الحرق حتى التفحم بعد ان نجاه الله من الحرق التام في حادث النهدين.
وشبه الكاتب الصحفي والمحلل السياسي محمد القدوسي النظام اليمني بالمومياء المحنطة وبالتالي فان الثوار اليمنيين يواجهون أعوان هذه المؤمياء التي يحركونها وهي مهمة ليست بالعسيرة، مستهجنا الدعوة الى حوار المومياوات، مقترحا تشكيل مجلس رئاسي لليمن من التيارات المختلفة بدلا عن القائد الفرد الواحد.
وتطرق القدوسي لمذكرات الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر والتي قال فيها أن التجمع اليمني للإصلاح أُنشىء وفق اتفاق الأحمر مع صالح وهو ما أثار موجة من الانتقادات والموافقات من الحاضرين.
بعد ذلك فتح باب التعقيبات من قبل القاعة، حيث أوضح الإعلامي عارف الصرمي بعض السيناريوهات التي قد تنزلق اليها اليمن خلال الفترة القادمة من تدمير للبلد برمته من قبل الرئيس لتطبيق سياسة الأرض المحروقة وسط عناد المواقف بين الشباب والسلطة والمعارضة، وفق تعبيره.
فيما هاجم الدكتور عبدالله الشعيبي في مداخلة له اللقاء المشترك واعتبره غير صالح للحكم بعد انتهاء حكم صالح، منتقدا بشدة فتاوى بعض قيادات التجمع اليمني للإصلاح في القضية الجنوبية، وتساءل لماذا لايُصدر الإصلاح اليوم فتاوى في صالح كتلك التي أصدرها في 94م في المحافظات الجنوبية، وطالبهم بالاعتذار عن تلك الفتاوى التي وصفها بانها كانت دعوة صريحة لاستباحة الجنوب، الامر الذي اثار لغطا في القاعة التي ضجت لفترة ليست بالقصيرة مابين مؤيد ومعارض لاثارة خلافات الماضي، وان الثورة تجب ماقبلها وان هناك خلافات لابد من طرحها على طاولة الحوار بعد نجاح الثورة مباشرة وليس محلها اليوم، وفق تصور البعض..
في حين حدد علي سيف حسن رئيس منتدى التنمية السياسية محددات سيناريو صالح والذي أعتبره سيناريو خاص يمني، واعتمدت تلك المحددات على ثلاث ركائز أولها غياب عنصر المفاجأة في العمل الثوري في اليمن وكذلك حضور سياسة درء المفاسد في التعامل الخارجي مع اليمن وآخرها غياب مهارة الحصاد من القوى السياسية المعارضة والتي فوّتت الكثير من الفرص في إسقاط النظام.
وكانت الشاعرة اليمنية الدكتورة ريم بحيبح قد القت قصيدة شعرية نالت استحسان الحاضرين، اوضحت فيها السيناريو الذي تتوقعه لصالح وهو التشرد والمطاردة.
محمد الخامري رئيس تحرير صحيفة إيلاف أدار الندوة واوضح في كلمته الافتتاحية للندوة أن الأوضاع غير المستقرة في اليمن هي التي دعت صحيفة إيلاف إلى نقل مكان الندوة التي درجت ايلاف على تنظيمها بصورة شبه شهرية في صنعاء، الى تنظيمها اليوم ولأول مرة الى العاصمة المصرية القاهرة، مشيرا الى أن اختيار القاهرة لم يكن اعتباطا قدر ماكان مدروسا من حيث الثقل المصري في الثقافة العربية ووجود النخب المثقفة التي يمكن ان ترقب مايعتمل في اليمن من زاوية محايدة وكبيرة وبالتالي تحلل وتستقرئ وتقول فيُسمع لها، اضافة الى ان القاهرة وعلى مدى التاريخ كانت
المؤيد الاول للشعب اليمني في سبيل بحثه عن حريته وكسر الطوق المفروض عنه.





























هل أعجبك الموضوع:

ليست هناك تعليقات :