مدونة فجر الجنوب
ملاحظة لابد منها:
كشف اللواء المنشق علي محسن الأحمر الأخ غير الشقيق لعلي عبدالله صالح في تصريح خص بة مارب برس أن الرئيس صالح هو من يقف وراء دسائس أحداث الحجرية التي استهدفت مشايخ تعز وأنه هو من يقف وراء أحداث 13 يناير من عام 1986م التي أدت للاقتتال بين فصائل الاشتراكي، وقال: "هذا الماكر هو من أثار فتنتها وأذكى نار جحيمها بين أخوتنا أعضاء الاشتراكي، وهو من دبر اغتيال الشيخ جابر الشبواني الذي أرسله في وساطة بمأرب,للأطلاع على نص المقابلة كاملة أضغط هنا
حرب 13 يناير او حرب الرفاق كما يحب البعض تسميتها:
هي حرب حدثت بين الرفقاء في اليمن الجنوبي وكانت مدعومة من القادة الموالين للشمال برئاسة علي ناصر محمد وبين الجناح اليساري الذي يتزعمه علي سالم البيض والرئيس السابق عبد الفتاح إسماعيل.
أحداث:
لم تكن ثمة حاجة إلى الانتظار طويلاً للتأكد من أن ما حصل في 13 يناير-كانون الثاني من العام 1986 كان زلزالاً سياسياً بكل معنى الكلمة. لم يهز الزلزال اليمن فحسب، بل هزّ أيضاً المنطقة المحيطة بها. هز الزلزال منطقة الخليج وهز الضفة الأخرى من البحر الأحمر أي القرن الأفريقي. وفي لحظة الزلزال، فهم قليلون أن للحدث ابعاداً دولية تتجاوز اليمن والمنطقة، نظراً إلى أن ما وقع في ذلك اليوم كان الدليل الأوّل على بدء انهيار الأتحاد السوفياتي... وقد احتاج انهيار القوة العظمى الثانية في العالم خمس سنوات أخرى ليصبح أمراً واقعاً. وقعت أحداث 13 يناير في ما كان يسمّى "جمهورية اليمن الديموقراطية الشعبية". وقتذاك، كان رئيس الدولة في جنوب اليمن علي ناصر محمد. والأهم من ذلك أن علي ناصر كان يشغل موقع الأمين العام للحزب الاشتراكي اليمني الذي لم يكن يختلف في شيء عن الأحزاب الشيوعية التي كانت تحكم دول أوروبا الشرقية وتتحكم بها لمصلحة الأخ الأكبر الذي اسمه الاتحاد السوفياتي. كانت اليمن الجنوبية جزءاً لا يتجزأ من المنظومة الأشتراكية. كانت في الواقع العملي استثماراً سوفياتياً في منطقة استراتيجية أرادت القوة العظمى الثانية في العالم أن تمتلك فيها موطئ قدم يجعلها على مشارف منابع النفط في دول الخليج وخطوطه. وبكلام أوضح أتاح الوجود العسكري للاتحاد السوفياتي في اليمن الجنوبية أن يكون على حدود المملكة العربية السعودية التي كانت ولا تزال أكبر منتج للنفط في العالم. انفجر الوضع في عدن يوم 13 يناير 1986. احتدم الصراع على السلطة بين "الرفاق" طوال أشهر عدّة، وغدر علي ناصر بخصومه قبل أن يغدروا به. كان مفترضاً ان يحضر كعادته اجتماعاً دورياً للمكتب السياسي للحزب في مقر اللجنة المركزية في حي التواهي في عدن. ولكن بدل أن يحضر، أرسل حراسه على رأسهم حّسان(شاب من ردفان) لقتل خصومه الذين كانوا أعدوا خطة للأنتهاء منه، حسب رواية أنصاره. وما يمكن أن يوفّر لهذه الرواية صدقية معينة، أن الأطراف المتصارعة كانت مستعدة للمواجهة العسكرية. وفي المجزرة التي التي وقعت في مقر اللجنة المركزية، حيث كان مفترضاً أن ينعقد اجتماع المكتب السياسي، قُتل نائب الرئيس علي عنتر الذي لم يتوقف عن التحريض العلني على علي ناصر منذ فترة طويلة وذهب إلى حدّ توجيه تهديدات مباشرة له. كذلك، قتل صالح مصلح قاسم وزير الدفاع وعلي شائع هادي وزير الداخلية. وفي المعركة التي قتل فيها الثلاثة اصيب حسّان في مقتل وفارق الحياة بعدما أفرغ رصاصات رشاشه الصغير في اجساد الخصوم المباشرين لرئيس الدولة والأمين العام للحزب في تلك الأيام. ومن المفارقات أن معظم الذين حضروا اجتماع المكتب السياسي كانوا يحملون أسلحة بما يدل على مدى الثقة المتبادلة بين الرفاق في الحزب الواحد. وكانت النتيجة ان الدماء غطت أرض الغرفة التي كان مقرراً ان تستضيف الاجتماع. وظلت رائحة الدم تنبعث منها إلى ما بعد أسبوعين من المجزرة. نجا من المجزرة عدد من أعضاء المكتب السياسي بينهم علي سالم البيض وعبد الفتاح إسماعيل. لكن الأخير قضى على الأرجح لدى محاولته الانتقال في عربة عسكرية مصفّحة إلى مكان آمن بعيداً عن مقر اللجنة المركزية في التواهي إذ أصيبت العربة بقذيفة أطلقت من حاجز أقامه رجال البحرية الموالين لعلي ناصر. وكان قائد البحرية آنذاك أحمد الحسني الذي تربطه علاقة مناطقية بعلي ناصر. أمّا البيض الذي صار لاحقاً الأمين العام للحزب الاشتراكي، فقد استطاع الوصول إلى مكان آمن على الرغم من أنه اصيب برصاصة في بطنه في أثناء محاولته الابتعاد عن مكان المجزرة سالكاً طريقاً أخرى غير التي سلكها عبد الفتاح إسماعيل. ما بدأ بمجزرة قبل أنعقاد اجتماع للمكتب السياسي تخلّف عنه علي ناصر الذي أنتقل سرّاً إلى مسقط رأسه في محافظة أبين فيما أرسل سيارته وحارسه الشخصي إلى مكان الاجتماع بقصد التمويه، تحوّل إلى حرب أهلية تواجه فيها رفاق الأمس عبر القبائل التي ينتمون إليها. وخرج علي ناصر خاسراً من تلك الحرب التي قضت عملياً على النظام في الجنوب. مع مرور الزمن، يتبين أن أحداث 13 يناير 1986 لم تكن مجرد صراع على السلطة بين تكتلين ينتمي كل منهما إلى مناطق معينة في اليمن الجنوبية، وحتى في ما كان يسمى اليمن الشمالية قبل الوحدة، نظراً إلى أنه كان هناك تكتل شمالي داخل الحزب الحاكم في الجنوب. ما يتبين اليوم هو أن الصراع الذي احتدم بين الرفاق كشف قبل كل شيء أن الاتحاد السوفياتي بعد سنة من وصول ميخائيل غورباتشوف إلى السلطة لم يعد قادراً على التحكم بالأوضاع في دولة بعيدة تدور في فلكه، حتى لا نقول دولة ذات نظام من صنعه. افلتت الأمور من يد السوفيات في تلك المرحلة. ويروي مسؤولون سابقون في عدن أن صراعاً خفياً كان يدور بين الأستخبارات المعروفة ب"كي.حي.بي" وهي تابعة للحزب وبين الاستخبارات العسكرية التي بقيت مؤيدة لعلي ناصر الذي سعى إلى نوع من الأنفتاح الداخلي من جهة وعلى الجوار من جهة أخرى. وكان الدليل الأبرز على مدى الوهن الذي بدأ يعاني منه الأتحاد السوفياتي أن «يخت» ملكة بريطانيا، في ذلك الحين، ساعد في إخراج مواطنين سوفيات وجدوا أنفسهم وسط المعارك التي شهدتها عدن. لم يستطع الاتحاد السوفياتي التدخل حتى من أجل انقاذ مواطنيه، فيما تدخلت بريطانيا التي كانت تحكم جنوب اليمن قبل نيله الاستقلال في العام 1967 كاشفة أنها لا تزال لاعباً ولو ثانوياً في المنطقة... كانت أحداث عدن الدليل الأول الملموس على أن العالم بدأ يتغيّر جذرياً وأن الاتحاد السوفياتي في الطريق إلى خسارة الحرب الباردة بعدما فشل في إنقاذ النظام في اليمن الجنوبية. على الصعيد الاقليمي، كانت أحداث 13 يناير بداية النهاية لأول وآخر نظام ماركسي يقوم على أرض عربية. وقد أدى فشل التجربة في ما كان يعرف باليمن الجنوبية إلى جعل دول الخليج، التي كانت لبعضها حساسية خاصة تجاه كل ما له علاقة بالاتحاد السوفياتي، تتنفس الصعداء. أكثر من ذلك لم يمض وقت طويل الاّ وانهار نظام آخر مشابه على الضفة الأخرى من البحر الأحمر هو نظام منغيستو هايلي مريم في أثيوبيا. وثمة ملاحظة أخيرة في هذا المجال ، أي الصعيد الإقليمي للحدث، تربط بين انفجار الوضع في عدن واحتدام المعارك بين العراق وإيران وقتذاك وارتباط بعض القوى في الجنوب بعلاقات ما مع النظام الإيراني أدت إلى توفير قواعد لأطلاق نوع معيّن من الصواريخ كان هذا النظام في أشدّ الحاجة إليها! بالنظر إلى أحداث 13 يناير، يتبين بوضوح أن الحدث لم يكن مجرد حدث عادي على الرغم من أن الذين تورّطوا فيه لم يدركوا في البداية معناه وأبعاده يمنياً وأقليمياً ودولياً. كان المؤشر الأول إلى بداية انهيار الاتحاد السوفياتي والمؤشر الأخير إلى أن الوحدة اليمنية ستتحقق لا محال.
[عدل] روايــة الأستاذ / علي سالم
وعودة لقراءة الحدث المفصلي في حياة اليمن بشكل خاص نورد لكم روايــة الأستاذ / علي سالم البيض الأمين العام للحزب الاشتراكي اليمني وهو يروي لنا تفاصيل ما جري في قاعة المكتب السياسي صبيحة يوم الاثنين 13 / يناير 86م.. الساعة العاشرة والربع.. ساعة الصفر الذي حددها بعض قيادات الحزب لارتكاب المجزره.
يقول على سالم البيض :
ما حدث شيئا لم يكن متوقع بالنسبة لنا فلقد حضرنا صباح 13 يناير إلى قاعــة الاجتماعات 0
لمواصلة الاجتماع الذي بدأناه في يوم 9 يناير يوم الخميس الماضي 0 ومواصلتا للمناقشات.
التي قد بدائناها كان علينا أن نحضر الاجتماع يوم الاثنين الذي كان علي ناصر غير متحمس لانعقاد هذه الاجتماعات من بعــد المؤتمر ولكن بعدما بدئنا الاجتماعات ودخلنا في بعض الأحاديث الخاصة بكثير من المواضيع المعلقه اتفقنا أن نواصل اجتماعاتنا 0 يوم الاثنين 13 يناير وحضرنا كالعادة وحضرت أنا شخصيا متأخر قليل حوالي الساعــة عشره وعشر في هذاك اليوم.
ولم احضر الساعة العاشرة تماما وبعد دخولي قعدت بجانب الرفيق صالح مصلح قاسم وكان على يساري وبين الرفيق علي عنتر يفرق بيني وبينه أربعــه مقاعد على اليسار وهو يقع إلى يمين كرسي الأمين العام.
أول مقعد على الطاولة بجانب الأمين العام (علي ناصر محمد) وجلس بعض الرفاق على يسار كرسي الأمين العام منهم عبد الفتاح إسماعيل وسالم صالح وعلي شايع وآخرين
وكنا بدائنا جالسين نتحدث كالعادة والكراسي التي تفرق بيني وبين علي عنتر الاربعه هذي كلها من العناصر التابعة لعلي ناصر أو التي تآمر ت معه ونحن لم نلحظ ولا واحد منهم في القاعـة لم يكن ببالنا هذا ولم نكـن نفكر أن الناس يتآمـروا.
جلسنا بشكل طبيعي أنا أتحدث وكان الرفيق علي عنتر يفتح شنطته وهو واقف ويتحدث معنا، نتبادل الحديث أنا وهو وصالح مصلح قاسم ولكنه يبعد عنا بأربعة كراسي.
ثم دخل أحد الحرس يحمل شنطة الأمين العام ويمر من وراء ظهر علي عنتـر ووضعها بجانب كرسي الأمين العام وعاد لما عاد فجأة الا ونسمع إطلاق النار التفتنا التفت وإذ بي أشوف إطلاق النار في ظهر علي عنتر من قبل هذا الحارس حسـان اخذ رشاش عنده نوع اسكروبي 42 طلقه.
وبدا يطلق النار على علي عنتر من فوق إلى تحـت وتوقف عليه الرشاش بعدما أطلق عدت طلقات كلها صارت في ظهر الرفيق علي عنتر وهو كان واقفا
نحن بسرعة نزلنا تحت الكراسي وأخذنا مسدساتنا وحاولنا نطلق النار على الحارس هذا وكان يوجد في الجانب الآخر اثنين حرس آخرين دخلوا واحد يحمل دبة شاي قال أيضا للامين العام والآخر بعـده يطلقون النار على المجموعة الأخرى في الصف الثاني من الاجتماع.
وفجأة والقاعة كلها تمطر رصاص ونحن حاولنا أن نضرب هذا الحارس هو عاد من جديد وبدا يطلق النار.
وكان الوضع صعب لأنه كثر رش النيران علينا في القاعة بعد ذلك وجدنا مجموعه من رفاقنا على الأرض.
الرفيق صالح مصلح والرفيق علي شايع والرفيق علي عنتر طبعا أول واحد ضرب في مقعده ووقع على الأرض والرفيق علي اسعد خارج القاعة والرفيق علي صالح ناشر في غرفة صغيره تقع بجانب القاعـة.
غرفة السكرتارية هؤلاء الرفاق كلهم على الأرض وعلينا الرصاص مستمر من الخارج قاموا أيضا بإطلاق النار على كل الحراس الذي معنا وصفوهم تصفيه جسديه وبقينا نحن في القاعـة لوحدنا ما عندنا أي شيء إلا مسدساتنا,
حاولنا ان نستعين بمسدسات رفاقنا الذين استشهدوا أصبح مع الواحد أكثر من مسدس للدفاع وجلسنا ساعات في هذه الوضعية الصعبة ثم استطعنا أن نستنجد,
سمعنا صوت لحارس من حراسنا في الخارج حاولنا أن نأخذ ستاره ونقطعها ونعملهــا في شكل حـبل وننزلها من الخلف على شان يربطوا لنا بندقية، وفعلا ربطوا لنا أول بندقية وثاني بندقية وأصبحنا نملك اثنتين بندقيات داخل القاعة نحن الأحياء.
الذي بقينا وحاولنا نسعف رفاقنا ولكن البعض منهم استشهد والبعض حاولنا أن نربطهم بالستائر لكن لا توجد أي وسائل للإسعاف نستطيع من خلالها أن ننقذهم,
بعد ذلك قررنا أن ننسحب إلى غرفة أخرى إلى مكتب محمد عبد الكريم هو المكتب المالي للجنة في سكرتارية اللجنة المركزية لكي نقوم بالاتصال بالخارج وقمنا بالاتصال برفاقنا بالخارج.
قمت أنا بالاتصال بكثير من الجهات نطلب منهم على الجميع أن يبذل جهـد لإيقاف هذه الكارثة الذي تعرض لها الحزب الاشتراكي اليمني وعلى رفاقنا أن يهبوا للدفاع عن الحزب وصيانة
وضلينا في اللجنة المركزية حتى الساعة السابعة مساء طبعا رفاقنا استشهدوا الذين أصيبوا ما كان بيدنا نعمل أي حاجه والمنطقة الأخرى كلها محاطة منهم بكل قوتهم ولربما يعتقدوا أن الناس انتهت وما فيش أحد باقي نحن بقينا على اتصال واستطعنا في المساء أن نخرج من هناك بعد أن نسقنا مع الرفاق في القوات المسلحة مع الدروع بالذات هذه هي القصة.
المصدر:موقع ويكيبيديا :
المصدر:موقع ويكيبيديا :
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق