في اعتقادي ان كثيرا
من الجنوبيين مروا بعده مراحل في نظرتهم وتطلعاتهم حول ما ينبغي ان تكون عليه العلاقة
السياسيه بين الشمال و الجنوب.
ولعل مراحل التحول
الفكري التي مر بها الاكثريه منهم سارت على خُطى متشابهه وهي:بدايةً تاييد الوحده ثم
رغبه في فدراليه مرحليه مشروطه وصولا الى الرغبه الجامحه في الانفصال التام
هذا مع يقيني التام
بان هناك شريحه معتبره العدد من الذين انتقلوا مباشره من الرغبه بالوحده الى التطلع
الجامح للانفصال ثم ان هناك اقليه ممن بقوا مخلصين لفكره الابقاء على الوحده مع محاوله
اصلاحها مساويه لاقليه اخرى لم تحسم امرها بعد (وساطلق على هذه الفئه كنيه "المترديين"
كي اعود اليها لاحقاً في المقال)
ومهما كان الراي
الذي انتقاه احد من الجنوبيين لنفسه فيحق له طرحه ويلزمنا احترامه ليس قولا وتلبيسا
بل فعلا وحقا
. والملفت ان التحول
السريع بين هذه المراحل الثلاثه المختلفه تتجه ناحيه الزياده في شريحه الاستقلايين
على حساب شريحتي الفدراليين والغير حاسمي امرهم بينما تبقى شريحه الوحدويين تراوح محلها
عددا وتكويننا
هناك اسباب ملحه
وبينه لهذا التحول التراكمي تجاه الاستقلال كُتب وسيكتب عنه الكثير ويكفي ان اضيف ثلاثه
منها طرأت او انجلت في الاسابيع الاخيره:
1.اصبح جليا لاغلبيه
الجنوبيين ان مخاض الثوره الشبابيه في الشمال –التي كان يعلٌق عليها بعض الجنوبيين
شيئا من الامل في زحزحه اوضع ايجابا -نتج عنه مولودا ميتا بالنسبه لقضيه الجنوب فهي
تراوح مكانها في احسن الاحوال ان لم تكن اسواء مما كانت عليه.
2.اصبح واضحا ان الامور
تسير تجاه تأزم قد يصل الى عنف مستعر وعصبيه متبادله بين الجانبين فتبين للكثيرين من
العقلاء ان الحل الامثل-بل لاحل غيره-هو الانفصال وسيلي ذلك تعاون كبير بين شعبين تربطهما
اواصر كثيره
3.اتضح للجنوبيين
ان وضعهم الاقتصادي سيتحسن ويفوق الدخل القومي للفرد منهم عشره اضعاف التطرائ دخل الفردي
القائم الان على اقل تقدير (تبعا لقله السكان وكثره موارد الجنوب).ويكون ذلك اعلى من
اي ظروف اصلاحيه قد تطرئ تحت خيمه الوحده.
والملفت ان الدراسات
الاقتصاديه تنبئ ان من شان ذلك ان يرفع المستوى الاقتصادي في الشمال كتاثير تسلسي ثانوي
شبه حتمي.
والاهم من هذا
– في نظري- ان هناك ايضا اسباب لفئتي "الوحدويين" و "المترديين"
من الجنوبيين لم يُكتب عنها الكثير وساحاول ان اناقش بعض الاسباب التي دعت فئه من الجنوبيين
ان تتخذ هذه المواقف ومن ثم مناقشه السبل لاقناعهم بان سبيل الاستقلال للجنوب العربي
هو الامثل:
1.هناك من يرى ان
هناك قدسيه للوحده وان الوحده ما اتت الا لعوده الفرع (الجنوب) الى الاصل.(الشمال)
هولاء هم قله قليله من الجنوبيين وهم الفئه
التي يصعب اقناعها على الرغم من المسوغات الكثيره التي يفترض ان تبدد اعتقادهم
هذا.
2.هناك من يعتقد ان
الوحده فرضا دينيا وهذا تلبيس شرعيا لا اساس له وفي الامكان اقناع هذه الشريحه بذلك
ما لم قد تحجرت قلوبهم وغقولهم فلا مكان –شرعا-لوحده اسلاميه مبنيه على ظلم ونهب وفساد فالقضية سياسية بامتياز تحتاج الى نظره شرعيه توازن
بين المصالح والمفاسد وان عُمل بذلك يكون الاستقلال اقرب للمصلحه العامه وقد.بٌينت
ذلك في مقال بعنوان
"
الفقره الخامسه-نصيحه ام فتوى؟"
1.هناك من لديه خلط
معرفي بين ماهيه واهميه الهويه الثقافيه/التاريخيه والهويه السياسيه الواقعه وهولاء
من السهل اقناعهم وقد كتبت في هذا مقالاً بعنوان "خصوصيه الهويه و الاجماع –ركنا
الاستحقاق الاخلاقى والقانوني للانفصال" بينت فيه مواطن الضعففي هذا الخلط وتفنيده.
2.هناك تخوف او توجس
من الاستقلال من بعض شرائح الشعب الجنوبي بين شريحتي "الوحدويين" و
"المترديين" (خاصه المترديين منهم)
و يجب علينا سبر
غور هذا التخوف ودحضه وطمانه المتخوفيين وهذا من الاهميه البالغه بمكان اذ انهم يكوٌنون
فئه مهمه لايستهان بقوتها وفاعليتها ثم –وقبل كل شئ- هم قسم نن شعبنا الجنوبي قريب
جداً الى قلوبنا.
وهذه الفئات المتوجسه
هي:
1.فئه الجنوبيين من
اصول شماليه ( وقد كتبت في ذلك عده مقالات منها مقالا من جزئين بعنوان "صنوف وعناصر
الشطط في الخطاب المتبادل حول ماهيه عدن"
وخلاصه القول في هذا الموضوع ان هولاء مننا ونحن منهم ويجب طمانتهم على اساس مكين ومتين
ان هذا ما نعتقده بكل جوانحنا
2.فئه المنتمون الى
حزب الاصلاح من الجنوبيين وهذه فئه مهمه جدا ساتوسع في الحديث عنها واليها في مقال
لاحق لاهميتها
3.فئه الجنوبيون :ممن
يطلق عليهم احيانا " السبعينين" ( وهم من اضطُروا الى الهجره من الجنوب الى
الشمال في بدايه السبعينيات)
الجنوبيون :ممن -ولظروف موضوعيه مرحليه جليه- حاربوا الى جانب ما كان يثطلق عليهم "قوات الشرعيه" في حرب 1994
الجنوبيون :ممن -ولظروف موضوعيه مرحليه جليه- حاربوا الى جانب ما كان يثطلق عليهم "قوات الشرعيه" في حرب 1994
وساتوسع في الحديث
عن هاتين الشريحتين الجنوبيتتن في مقال لاحق لاهميتهم البالغه في مجريات الامورا
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق