(بقلم :عبدالوهاب محمد الشيوحي )
شبكة الطيف الاخبارية
( لابد ان نكبر بحجم الجنوب ) , تعقيباً على مقال العميد السعدي , ( على امل ان نكبر بحجم الجنوب )
شبكة الطيف الاخبارية
( لابد ان نكبر بحجم الجنوب ) , تعقيباً على مقال العميد السعدي , ( على امل ان نكبر بحجم الجنوب )
طالعت مقالة الوالد العميد علي محمد السعدي المنشورة في موقع عدن الغد يوم الاربعاء 9/5/2012 والتي هي اشبة بتصريح تطميني يبشر به العميد المحترم ويسكّن به القلوب والعقول الجنوبية التي يعلم يقيناً انها ترقب عن كثب كل حركة وسكنة لقادة الجنوب , راجية ان يروي هؤلاء القادة ضمئها في رؤية قيادة جنوبية موحدة تحمل الهم الجنوبي بإخلاص وحكمة واقتدار , أكانت هذا الاتحاد اندماجي بمعنى إن ينصهر الجميع في مكون واحد , او اتحاد جبهوي .
إن العقبة الكأدئ التي تقف اليوم في طريق قطف ثمار النضال الجنوبي المستمر منذ 6 سنوات , والموسوم بالدماء الجنوبي الطاهرة هي عدم وجود قيادة جنوبية كفئة وموحدة تستند الى شرعية التوافق بين مختلف فصائل العمل الجنوبي , ومسنودة بشرعية شعبية تدعم هذا التوافق وتقره , ان القيادة القادرة والمؤهلة لأي ثورة او حركة هي بمثابة الرأس من الجسد , ولم يسجل لنا التاريخ نصراً لأمة او حركة دونما قيادة كفؤة ومخلصة ومقتدرة , بينما التاريخ مليء بانتصارات كان للقادة الفضل الاكبر في انجازها .
هذه امور لا اعتقد ان هناك مجالاً للاختلاف عليها , كما ان مسألة إيجاد قيادة جنوبية واحدة تشكل حامل فاعل للقضية الجنوبية هي محط اجماع كافة الجنوبيين .
لكن وعطفاً على ما تفضل به العميد السعدي حول وجود رؤيتين سيدور الحوار حولهما لتبني احدهما , وحددهما بـــ :
- رؤية الاستقلال الناجز والتام .
- رؤية الفيدرالية المزمنة المنتهي باستفتاء جنوبي على استمرارها من عدمه .
حول هذا الأمر وبصرف النظر عن تشدد المتشددين الذين قد يعتبرون إبداء اي نوع من المرونة التي تخدم الهدف وتمهد الطريق اليه ( خيانة تاريخية ) , وبعيداً كذلك عن استخدام البعض للرؤية الأخرى كسبيل لتجاوز الوضع الراهن وتصفية القضية الجنوبين نهائياً , فمحدثكم يرى إن كلا الرؤيتين - في حال افترضنا بمتبنينهما البراءة والإخلاص - فكلاهما سيؤديان في النهاية الى انجاز الهدف الجنوبي في استعادة الدولة وتحقيق الاستقلال , ولكن هناك مسالة فنية في غاية الأهمية تفرض على الجنوبيين الذاهبين الى جلسات الحوار الجنوبي التي يراد لها ان تفضي الى طرح رؤية موحدة للجنوب ان يأخذوا في الحسبان الأتي :
- هناك طرف ثاني في هذه العملية , وهو طرف أثبتت التجارب انه ماكر ومخادع ,ولا يتوانى عن استخدام كافة الوسائل المشروعة وغير المشروعة لتحقيق أهدافه , و يعتبر الوحدة بالنسبة اليه مسألة حياة او موت .
- هناك وسيط سيرعى أي مفاوضات في المستقبل , وهو بحكم الواقع لن يكون مجرد وسيط , بل سيشارك في صياغة النتائج , وسيضغط على الأطراف للحصول على تنازلات , مع الأخذ بالحسبان ان هذا الوسيط قد لا يكون محايداً .
إذا ما أخذنا في الاعتبار الحقيقتين السابقتين فستقوداننا بالنتيجة الى الحقائق التالية :
- لن يأتي الطرف الأخر إلى أية مفاوضات معصوب العينين ومكبل اليدين , لا نطلق يديه الا حين نأذن له بالتوقيع على مطالبنا .
- سيأتي هذا الطرف وفي جعبته الكثير من الأسلحة , والكثير الكثير من الأعيب والخدع .
- سيأتي هذا الطرف بحل متدني جداً لحل القضية لن يتعدى الوحدة الاندماجية مع بعض الإصلاحات والتعويضات .
- لن يأتي الوسيط ليقف شاهداً على توقيع الطرف الأخر مذعنا لكافة طلباتنا .
- سيكون لدى الوسيط مشاريع حلول هي مزيج من رؤية أطراف القضية لحلها , ولن يؤخذ رؤية طرف كاملة وإلغاء رؤية الطرف الاخر , مع الأخذ بالاعتبار الأجندة الإقليمية والدولية في المنطقة .
اذا ما سلمنا بما سبق من نقاط فأن تبني مشروع الفيدرالية المزمنة قد يتنهي الى حكم لا مركزي , اوالى فيدرالية باقاليم متعددة في أحسن الأحوال , ولن يفضي ( مطلقاً وبتاتاً ) الى الفيدرالية التي تبناه ابناء الجنوب .
تبني مشروع الاستقلال الناجز قد يفضي إلى فيدرالية بإقليمين وان كان الطرف الأخر لن يقبل تزمينها الا مكرهاً تحت عصا فقد ( البقرة الحلوب ) نهائياً .
,ختام الحديث ومقصودة إن هناك مبدأ أساسي للدخول في أي مفاوضات حول أي امر , وهو مبدأ تجنب طرح الحد الأعلى الذي يقبل به الطرف المفاوض ,ناهيك عن طرح الحد الأدنى للمطالب والذي هو هنا متمثل بالفيدرالية المزمنة التي قد يتبناه بعض ابناء الجنوب , بل ان عرف التفاوض وما درج عليه هو ان يتم طرح سقف أعلى بكثير من الحد الأعلى للمطالب ليكون مجال المناورة والاخذ والعطاء واسعاً , وحتى لا تصل التنازلات الى الحد الذي يقضي على الهدف الأساسي للجنوبيين وهو ما قدموا تضحياتهم الجسيمة لأجله .
ان الطرح الحد الأدنى للمطالب في اللحظة الاولى للتفاوض – وليس قبل حتى ان يقبل الطرف الاخر بالتفاوض كما هو حاصل اليوم مع بعض الجنوبيين _ سيؤدي بالضرورة الى نتيجتين لا ثالث لهما :
- اما ان يؤدي الى ضياع مطالب الجنوبيين التي ستنال منها عملية التفاوض وما يصاحبها من تنازلات ومعها ضياع بلدهم ومستقبلهم .
- واما ان يؤدي الى فشل التفاوض حينما تصطدم عملية التفاوض بتصلب الطرف الذي طرح ورقته الأخيرة وليس لديه ما يلعب علية او يقدمه من تنازلات , وبالتالي سيكون امام الوسيط ومن بعده الرأي العام المراقب السبب في فشل المفاوضات بتصلبه في مواقفه .
لست خبيراً بأعراف التفاوض ونواميسه اكثر من السادة قادة الجنوب ذوي الخبرة والتجربة , غيران كشف البعض لأوراقهم بهذه الطريقة المجانية , يجعلنا في حيرة من الامر وغير قادرين على سبر اغواره .
في الأخير سؤال الى الإخوة قادة الجنوب هل سمعتم احد قادة الشمال يتحدث عن حل للقضية الجنوبية يصل حتى الى الحد الأدنى الذي تطرحونه ؟؟!!
لم نسمعهم نحن إلا متحدثين عن رئيس جنوبي ورئيس وزراء جنوبي وعودة المسرحين وبعض التعويضات هنا وهناك , مع انهم مستعدين لما هو أكثر من ذلك بكثير , لكنهم لا يبيعون بضاعتهم مجانا ً .
تحياتي للوالد المحترم والمخلص العميد علي محمد السعدي .
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق