الاثنين، 11 يونيو 2012

لهذه الأسباب يجب مقاطعة مايسمى ب" الحوار الوطني " !

أحمد عمر بن فريد\عدن الغد
مقدمة ، للتذكير فقط :
/ قال السيد الدكتور / عبدالكريم الارياني , بعد لقاء مسقط الأخير قبل حرب الاحتلال 1994 م : لقد كان لي شرف افشال ذلك اللقاء ! ثم قال بعد الحرب واجتياح الجنوب : اليوم ابتلعنا الجنوب وبقي علينا ان نهضمه ! .. واليوم يأتي الى عدن مترأسا ما يسمى ب " لجنة الاتصال " ...في محاولة يائسة لهضم الجنوب ! ...فهلا رددناه خاسرا وافشلنا مهمته ولنا الشرف في ذلك .
تقوم العديد من الأطراف المعنية بانجاح " المبادارة الخليجية " بجهود جبارة جهة انجاح واحدة من أهم محطات هذه المبادرة وهي محطة مايسمى ب " الحوار الوطني " , ويبدو جليا ان الحصول على طرف جنوبي " مقنع " لدى هذه الأطراف بشكل عام بات مسألة عصية وغير مقدور عليها بالصورة التي ترضي الطموحات السياسية لرعاة الحوار اليمني !.
ومن داخل المعكسر الجنوبي الكبير , استمعنا مؤخرا الى دعوات من قبل البعض تحث الجنوبيين على الانخراط في مؤتمر الحوار هذا والمزمع عقده في صنعاء خلال المرحلة القصيرة القادمة , وكان لهذه الأطراف بعض المبررات " غير المقنعة " التي وصفتها بالمفيدة تارة وبالفرصة الذهبية لطرح " قضية الجنوب " امام العالم تارة أخرى . وفي حقيقة الأمر يمكنني القول ان مشاركة اي اطراف جنوبية " رسمية " في هذا الحوار يعتبر " كارثة كبيرة " و " خطأ استراتيجي " فادح بجميع الحسابات السياسية المحضة التي يمكن التمحيص في مدى منطقيتها وجديتها من حيث تأثيرها " سلبا " على مسار قضية الجنوب . ولا ادري على وجه التحديد ماهي الحسابات السياسية التي يملكها اصحاب الدعوة للمشاركة , وعلى ماذا يستندون في حساباتهم خاصة اذا ما استعرضنا جملة من الخسائر الجمة التي سوف يقع فيها الجنوبيون بمجرد ان يجلسوا على طاولة الحوار " المستديره " في صنعاء والتي يمكن تلخيصها بما يلي !
أولا : ان القبول بالمشاركة يعني " عمليا " وليس " ضمنيا " , الاعتراف بالمبادرة الخليجية رسميا والقبول بجميع ماجاء فيها من حلول من قبل الطرف الجنوبي , والأدهى والأمر من ذلك هو التسليم والقبول " برؤية المبادرة " لحل قضية الجنوب والتي حددتها بعبارات واضحة وصريحة معتبرة اياها " قضية يمنية وطنية " يجب الحوار حولها بين مختلف الأطراف " اليمنية " بلا استثناء , وايجاد حلا عادلا لها في " اطار الوحدة " ... اي ان الوحدة اليمنية شرط ضروري تم الاتفاق عليه " مسبقا " مابين الاطراف اليمنية المتصارعة على السلطة في صنعاء والتي احتلت الجنوب صيف عام 1994م من جهة والرعاة الاقليميين والدوليين للمبادرة من جهة حينما تم " هندسة " هذه المبادرة . فشرط حل " قضية الجنوب " أو " القضية الجنوبية " كما يصفونها يتلخص في انها " قضية وطنية " للجمهورية اليمنية شأنها شأن قضية صعدة مثلا وحلها تبعا لذلك يجب ان يكون في اطار الوحدة اليمنية .
ثانيا : ان القبول بالمشاركة يعني ان الطرف الجنوبي – وبمحض ارادته - سوف يسقط حقه فيما عبرت عنه دول مجلس التعاون الخليجي من موقف صريح ابان حرب صيف 1994م , من حيث ان الوحدة التي تمت بتراضي الطرفين لا يمكن لها ان تستمر الا بتراضيهما ايضا , ومن حيث ان الوحدة لا يمكن ان يتم فرضها من قبل طرف على طرف بالقوة العسكرية , على اعتبار ان نصوص بيان " ابها " التاريخي يعتبر " مستمسك والتزام " اخلاقي من قبل دول المجلس الخليجي تجاه الطرف الجنوبي من شأن التمسك به وضع الأخوة في الخليج في موقف يتوجب عليهم " الالتزام " بموقفهم السابق الذي اعلنوه في بيان رسمي .
ثالثا : ان المشاركة في الحوار يعني اسقاط حق الجنوب بالكامل باعتباره طرف يقابله طرف شمالي آخر سعيا الى حل " قضية وحدة " تمت بين دولتين عربيتين, خاصة وان الحوار المزعوم سيكون على " طاولة مستديرة " سيجلس عليها عدة اطراف يمنية وليس طرف جنوبي يقابله طرف شمالي على " طاولة مستطيلة " وتحت رعاية طرف ثالث لحل قضية الوحدة التي انتهت وفقا لحق الجنوب في فك الارتباط .
رابعا : ان المشاركة في الحوار تمنح " المعتدي – المحتل " ذات الحق الذي يملكه " المعدتى عليه – المحتلة ارضه " بحيث يكون لحميد الأحمر على سبيل المثال أو علي محسن الأحمر او علي عبدالله صالح نفس الحق في " قضية الجنوب " من حيث رؤيتهم للحل , ما يعني انهم يتساوون مع اي طرف جنوبي آخر او زعيم جنوبي مهما كانت مكانته وقيمته.. !... فهل وقوع الأطراف الجنوبية في مثل هذه الوضعية التي تنتهي بهم الى هذه المعادلة المختلة شيئا من الحكمة او الذكاء ؟!!
خامسا : ان المشاركة ستعني ايضا ان جميع الأطراف الجنوبية المتواجدة على طاولة الحوار المستديرة تملك ايضا " الحق المتساوي " في تمثيل " قضية الجنوب " اي انه وفقا لهذه المعادلة المجحفة سيكون لأحمد عبيد بن دغر ذات القدر من الحق في تمثيل " قضية الجنوب " مقارنة بأي قيادي جنوبي مخلص ! .. في حين اننا نعلم – كما يعلم الجميع – ان جماهير شعب الجنوب الممثل الحقيقي لقضية الجنوب لا يمكنها ان تمنح بن دغر رقما يتجاوز ال ( صفر % ) من حيث تمثيله لها ولارادتها في اي حوار من هذا النوع , وهنا يكمن دهاء وشيطنة السياسة ومغالطاتها غير المنظورة للوهلة الأولى . مع ضرورة اننا لا ننكر على اي طرف جنوبي " جنوبيته " او حقه في طرح رأيه تجاه قضية الجنوب , ولكننا نتحدث بشكل واضح حول من يمثل " قضية الجنوب " ومن لا يمثلها باعتبارها قضية شعب لازال حتى اللحظة يدفع الثمن باهضا من اجل حريته واستقلاله الوطني .
سادسا : ان المشاركة سوف يحقق للمحتل والأطراف الدولية هدف سياسي يجري الحديث عنه بشكل دائم , وهو ان هناك " عدة اطراف " جنوبية متباينة في رؤاها لحل قضية الجنوب , حيث يمكن لجمال بن عمر اثناء الحوار ان يقول / يبدو امامي خمسة اطراف جنوبية تختلف فيما بينها تجاه رؤيتها لحل قضية الجنوب , مع العلم ان بن عمر يدرك ان هناك طرف واحد او اثنين هو الذي " يعكس " بصورة حقيقية مطالب شعب الجنوب ويعبر عن " ارادتها " بينما لا تعبر بقية الأطراف الا عن رؤيتها فقط لحل قضية الجنوب خاصة تلك الأطراف التي تعتبر جزء من منظومة السلطة , اي الشخصيات الجنوبية صاحبة العضوية في " احزاب اللقاء المشترك " او حزب " المؤتمر الشعبي العام " ...
سابعا : ان المشاركة يمكن ان تقود الى المرحلة الأخطر والتي يخطط لها , وهو ان يتم الاتفاق على " رؤية ناقصة " لحل قضية الجنوب , تقبل بها بعض الأطراف الجنوبية " المتواطئة " مع هدف المبادرة , والتي لا علاقة لها بقضية الجنوب , ويتم اقرار ذلك باعتباره تمثيل " لأغلبية جنوبية مزعومة " مقابل طرف واحد رافض على سبيل المثال !
هذه سبعة اخطاء كبيرة يمكن ان تقع فيها مختلف الأطراف الجنوبية بمجرد جلوسها على طاولة الحوار المستديرة , ونحن نعلم تماما ان اي " عملية حوار " يتم اطلاقها لحل قضايا كبيرة كقضية الجنوب وفق رعاية اقليمية ودولية , هي محددة سلفا ولا يمكن ان تقود الا الى نفس النتيجة التي تم الاتفاق حولها , كما ان مباردات من هذا النوع تقدم لنا – مع الأسف الشديد – مثالا حيا لسقوط السياسية في مستنقعات المصالح الضيقة على حساب حق شعب الجنوب في حريته ودولته واستقلاله , والمؤسف في الأمر بشكله العام هو وجود واستعداد طابور جنوبي طويل من الشخصيات التي يمكنها ان تكون " خادما – خدوما " لمصالحها الخاصة ولمصالح اسيادها ايضا مهما كلفها الأمر من اثمان كبيرة او صغيرة , وفي هذا السياق كم كانت صدمتي كبيرة وانا ارى شخصية جنوبية كحسين عرب يتنقل من " غصن " الى آخر بسرعة قياسية تتجاوز سرعة الفراشة على حساب قضية اهله وشعبه وترابه الوطني ... وحتى لا يكون بن عرب وحده في مرمى القلم , فهناك قائمة اخرى كبيرة من سوف تتكشف لنا حقيقتها واقنعتها الزائفة على طاولة الحوار المستديره .
هل أعجبك الموضوع:

ليست هناك تعليقات :