الخميس، 5 أبريل 2012

يمن ما بعد صالح.. إلى أين؟ (1)مجلة « المجلة»: سيظل حلم الانفصال يراود الجنوبيين طالما بقي صالح وأفراد أسرته في السلطة

عدن الغد
مجلة المجلة-بقلم برنارد هيكل-ترجمة مهدي الحسني
قال تقرير اخباري اعده استاذ دراسات الشرق الادنى في جامعة برينستون، و المتخصص في دراسة السياسة و الحركات السياسية الاسلامية و القانون التاريخ في الشرق الأوسط ان حلم الانفصال سيظل يراود الجنوبيين طالما بقي صالح و أفراد أسرته في السلطةموضحا ان هذا الشعور الذي يعم الجنوبيين سببه احساسهم انه قد تم تجريدهم (من حقوقهم) و إساءة حكم صالح لهم، هو ما سمح للقاعدة و المجموعات التي على شاكلتها مثل أنصار الشريعة، ان يجدوا الملاذ الأمن و الدعم في تلك المناطق.

وأشار تقرير كتبه البروفيسور برنارد هيكل، ونشرته مجلة ذا ماجالا اليوم الخميس ان الصراع السياسي في اليمن سيستمر طالما ظلت أسرة ال الأحمر ممسكة بزمام الحكم في اليمن وان صالح ما زال يشكل قوة رئيسية في السياسة اليمنية، فهو رئيس حزب المؤتمر الشعبي العام، و لا يزال أفراد من أسرته يشغلون مناصب قيادية في الجيش و الأمن. مثال على ذلك نجله احمد الذي يقود الحرس الجمهوري، و ابن شقيقه يحيى الذي يقود قوات الأمن المركزي.
وقال التقرير ان الرئيس علي عبدالله صالح على التخلي عن منصبه في نوفمبر 2011، و تنحى عن السلطة بشكل رسمي في فبراير 2012 ليحل مكانه نائبه سابقا، عبدربه منصور هادي الذي أصبح الان رئيسا للبلاد لكن صالح ما زال يشكل قوة رئيسية في السياسة اليمنية، فهو رئيس حزب المؤتمر الشعبي العام، و لا يزال أفراد من أسرته يشغلون مناصب قيادية في الجيش و الأمن. مثال على ذلك نجله احمد الذي يقود الحرس الجمهوري، و ابن شقيقه يحيى الذي يقود قوات الأمن المركزي.
واضاف التقرير :"ان جميع المؤشرات حتى الان لا توحي برغبة صالح في التخلي عن نفوذه طالما ظل منافسوه السياسيون يسعون جاهدين للهيمنة على الحكم في اليمن.
إحدى المجموعات المنافسة هم الإخوة الأحمر، أسرة مشايخ تنتمي لقبيلة حاشد، التي لا يحتشد أفرادها خلف زعيم واحد، و هي قبيلة منقسمة على نفسها بشكل ميؤس منه.
أما المنافس الأخر فهو احد أقرباء صالح و حلفاءه السابقين، اللواء علي محسن قائد الفرقة الأولى في الجيش اليمني. يعتقد كل جزء من هذا الثلاثي التنافسي انه الأجدر بحكم اليمن، و لن يتخلى أي منهم عن السعي للحكم الا إذا خرجوا جميعا من اللعبة السياسية بشكل متزامن. ان حضورهم المستمر يمثل تهديدا على الاستقرار السياسي في البلاد.
هناك سؤال جوهري ينبغي على صناع القرار في منطقة الخليج و الغرب ايضا، ان يسالوا أنفسهم هل من الممكن ان يعم الاستقرار و التنمية في اليمن في ظل وجود النفوذ و الحضور الذي يتمتع به هؤلاء المتنافسين، أم ان رحيلهم أصبح ضروريا من اجل استقرار اليمن على المدى البعيد؟.
في الوقت الحاضر فان اليمن أشبه ما يكون بعلبة البارود و قد تصبح بكل سهولة جحيم عنف يقود إلى حرب أهلية و يؤدي إلى انقسام البلاد. ان حكم علي عبدالله صالح الذي استمر منذ 1978، أدى بفعالية إلى تجريد البلاد من المؤسسات.
لقد شخصن صالح حكم البلاد بدرجة عالية، و احتفظ بالحكومة في حالة فوضوية بشكل متعمد و ربط كل اللاعبين مباشرة بشخص الرئيس. فأصحبت المؤسسات لا تعني شئ، و ما يهم في الأمر هو ان كان المرء من المقربين و المستفيدين من نظام المحسوبية الذي وضعه الرئيس.
و على سبيل المثال، بعد الوحدة التي تمت في 1990، قام صالح بإعادة نظام القبيلة إلى مناطق اليمن الجنوبي سابقا (جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية).
و كان الغرض من ذلك هو تفكيك مؤسسات الدولة و خلق علاقات شخصية مع زعماء القبائل الجدد، الذين تورط بعضهم في أعمال نهب من خلال مصادرة الأراضي و الموارد الاقتصادية في الجنوب.
و يعد ذلك احد الأسباب التي جعلت الكثير من الجنوبيين يشعرون بان حكم صالح مثل احتلال للجزء الخاص بهم من البلاد، و لذلك سعوا للانفصال.
سيظل حلم الانفصال يراود الجنوبيين طالما بقي صالح و أفراد أسرته في السلطة. ذلك الشعور الذي يعم الجنوبيين انه تم تجريدهم (من حقوقهم) و إساءة حكم صالح لهم، هو ما سمح للقاعدة و المجموعات التي على شاكلتها مثل أنصار الشريعة، ان يجدوا الملاذ الأمن و الدعم في تلك المناطق.


 
هل أعجبك الموضوع:

ليست هناك تعليقات :