فتحي بن لزرق
عدن الغد
في حياتي لم أود قط او أتمنى ان أعقب على شخص ما أحبه واعتز به كثيراً كالزميل العزيز " عبدالرقيب الهدياني " لكن شاءت الظروف والأحداث ان أمد قلمي لكي أخط بضع كلمات أرد بها ليس دفاعاً عن " فتحي بن لزرق " ولكن إيضاحا لحقيقة يريد البعض تغييبها وإلغائها وتجاوزها .
قبل دقائق إنتهيت فقط من قراءة مقال العزيز " عبدالرقيب الهدياني " ويشهد الله أيضاً إنني لا أكن للهدياني ولا غيره من نشطاء حزب الإصلاح أي ضغينة أو عداء مسبق ولكننا فقط لازلنا وسنظل نختلف معهم ومع غيرهم من أبناء الجنوب ممن يصرون على ان تكون أياديهم هي الأيادي التي تواصل ذبح الجنوب وإذكاء نار عذاباته وألمه وشقائه الذي دشنه الظالمون في 1994 وحتى اليوم .
في مقاله الموسوم بعنوان " ملايين حميد الأحمر" يتحدث محاولاً تزييف حقائق كثيرة ونسي أو تناسى أشياء كثيرة أولها إنني كشخص من هذا الوطن الكبير المجروح الدامي " الجنوب " لم نتعلم في حياتنا ان نختلف مع الأشخاص لذواتهم ولكننا نختلف مع الناس لمواقفهم وأعمالهم .
وعلمتنا الحياة فيما علمتنا ان ننتصر لوطن نحبه وقضية نؤمن بها، ان نصرخ في وجوه كل الشخوص التي تريد " ذبح الجنوب مرة أخرى" لكل هؤلاء سنقول لا وحينما وقفنا في "عدن الغد " في وجه مشروع " حميد الأحمر" الإعلامي الجديد فلأننا أصحاب قضية وقضية ليست ككل القضايا أنها قضية الوطن الذي ينام على هدير القصف ويصحو على بكاء الثكالى والأيتام والسبب في كل ذلك المشاريع التي تأتينا من خلف جدران " صنعاء " العتيقة .
حينما نقف في وجه هذه المشاريع فإننا نقف ضدها لا لشيء إلا لأنها مشاريع لن ينال الجنوب منها إلا كل سوء فحينما تتدفق الأموال من الشمال إلى قلب الجنوب وكل محافظاته فإن كل من سيصرف "فلس" واحد لن يريد به خيراً لا للجنوب ولا لأهله بقدر مايريد ان يحافظ على مصالحه وموارده في الجنوب لا أكثر ولا أقل .
يتحدث الزميل "الهدياني" في مقاله بلغة عفى عليها الزمن وتجاوزها الجنوب، حينما يقول في مقاله: ((لكنني أستغرب هذا التحامل من أبن أبين فتحي بن لزرق على زميل له من الضالع )) ، لم يصدمني شيء في مقاله الهدياني مثلما صدمتني هذه الجملة ..
بئس ماكتبت ياهدياني فوالله خالق السماء والأرض ان الضالع وأهلها أحب الناس إلي وإنهم موطن البطولة والفداء لأجل الجنوب ومن لايعرف الضالع عليه ان يزور منازل شهدائها وشوارعها وسيجد بكل شبر عنوان كبير للتضحية والفداء لأجل الجنوب وحينما اختلف معك ياهدياني فاني اختلف مع مواقفك وما الحديث بهذه اللغة إلا محاولة يائسة تجاوزها الجنوب وطواها إلى الأبد .
هي الضالع البطلة يا"هدياني" أول أرض الله التي أدارت ظهرها لعلي صالح ولم تغن لمحسن ولم ترقص لـ" حميد " ولكنها غنت موال الوطن الجنوبي وأنشودة الشهداء الذين سالت دمائهم على أرضها منذ سنوات.
نختلف مع المشاريع القادمة من صنعاء .. نعم نختلف كل الاختلاف فلا نرضى ولا نقبل ان يكون الجنوب ساحة لصراعات زعماء صنعاء وسادتها ولن نرضى ان يعذب هذا الشعب بأمواله فرفضنا لهذه المشاريع هو رفض جزئي من رفض كامل لما يحدث في الجنوب .
دمر الجنوب ودمرت مدنه وكل هذا الدمار الذي نال الجنوب اليوم كان مصدره مليارات الريالات التي دأب سادة الحرب والدمار في الشمال على ضخها إلى الجنوب لا لشيء إلا لأجل دماره .
أقف هنا واتساءل عن أي عمل إعلامي يتحدث عنه الزميل الهدياني" هل يقصد ملفات الهجوم الساخنة التي دشنها حينما كان رئيسا لتحرير صحيفة " أخبار عدن " المملوكة لرأس النظام الحاكم في اليمن على الحراك الجنوبي ؟ عن أي حياد ونزاهة يتحدث عن الوسيلة الإعلامية التي يرأسها اليوم والتي تتهم نضال الملايين من أبناء الجنوب السلمي اليوم بأنه (( قاعدة )).
هل هذا هو العمل الإعلامي الذي يعدنا به " الهدياني " عبر صحيفة " خليج عدن " وهل هذا هو الإعلام الحر الذي يخدم الجنوب وقضيته العادلة .
للجنوب قضية عادلة نعم ولا شك في ذلك ولا يوجد عاقل في الوجود ينكر عدالة هذه القضية لكن أيضاً لايمكن الإنكار ان أطراف كثيرة في الشمال اليوم تحاول تدمير الجنوب بأمواله المنهوبة .
لسنا ضدكم ياهدياني ولا ضد شخوصكم لكننا ضد ان يساق الجنوب إلى مذابح الألم مرة أخرى ضد كل من دمر الجنوب ونهب ثرواته وأضاع أحلام شبابه وأمانيهم ضد كل هؤلاء نحن ضد كل من خطط ذات يوم لتدمير أبين وشبوة وكل بقاع الجنوب .
هنالك وطن كبير ياهدياني إسمه " الجنوب " وأمامه تصغر الصغائر وتذهب الهبات أدراج الرياح وان كنت ترى في نفسك مواطنا يحب هذا الوطن فانتصر له وانتصر لقضيته لا ان تساهم بقصد أو دونما قصد بذبح الجنوب مرة أخرى .
لسنا ضدك يا " هدياني " ويشهد الله على ذلك ولكننا نجاهد لأجل وطن حر ، وطن لاتنتظر فيه لا أنت " آخرين " المرتب القادم من دهاليز صنعاء العالق نهاية كل شهر وسط شبابيك بنك " سبأ الإسلامي " اننا والله على مانقول شهيد " نسعى لاجل هذا الوطن الذي سيتسع للجميع ليس فيه " شيخ " ولا قبيلي" ولا " سيد " فيه كل الناس متساوية حرة عزيزة كريمة.
نريد وطن حر ياهدياني ليس فيه سادة ولاعبيد ولا أموال ولا شراء ذمم ، هاتوا لنا وطن حر وأعملوا بنا ماشئتم لكن لاتذبحونا مرة أخرى وتسوقونا إلى حظائر الاستعباد والإذلال فكل هذه الأموال التي يتصارع المتصارعون اليوم من شمال اليمن لم يجلبوها من باب اليمن وإنما هي أموال وطن تم نهبه طوال 18 عاماً.
أتريد مني ان أحدثك ماذا يعمل اليوم سادة صنعاء بأموالهم التي نهبوها من الجنوب ، أنهم يعملون أشياء كثيرة للغاية لاتعد ولاتحصى ، دمرت أبين منزلاً منزلاً بسبب هذه الأموال وحينما سيق نازحوها إلى محافظات أخرى يجرون الذل والمهانة طاردتهم هذه الأموال وحشرتهم لأيام وليالي في حافلات نقل عامة وأجبروهم على الهتاف لأجل "الثورة المنهوبة " .
حينما يتحدث " الهدياني " عن مؤسسة إعلامية تصدر صحيفة يومية وأخرى شهرية وتملك مركزاً إعلامياً ضخما لتدريب الصحفيين وهو الشخص المنهك الفقير المعذب مثلي يصبح الأمر مثاراً للسخرية ، هل يعقل ان يتمكن العامل بمكتب التربية والتعليم ان يخلق مشروع بهذه الضخامة بين يوم وليلة ..
احترام عقول الناس واجب وهذا أبسط الأشياء التي كان يجب على " الهدياني " التقيد بها والالتزام وعدم المخالفة لا الحديث بأحاديث لاتتصل إلى الواقع بشيء .
كل هذه الأموال التي يضخها اليوم سادة الحرب في الشمال لأجل تدمير " الجنوب " ياهدياني هي أموالنا لا أموالهم فإن كنتم تحبون هذا الوطن فالأولى ان تسعون لأجل استعادة أموال الناس لا الانكفاء على مايتكرم به من "فتات" أنها أموالنا لا أموالهم ياسادة .
كلمتي الأخيرة هي ان الشعب في الجنوب يملك قضية عادلة عدالة السماء ولن يضرها لو اجتمع من في السماء والأرض لأجل ان ينالوا منها فالقضايا العادلة تنتصر ولو بعد حين ..
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق