الدكتور عبدالله الشعيبي
التغيير نت
حتى الحيوانات لها حق تقرير مصيرها في العيش والطيران حيث ما تحب وأينما يكون فما بالنا بالبشر الذي ميزها الله عن بقية المخلوقات .
حق المصير حق طبيعي لكل شعب يشعر بالظلم والغُبن والتهميش والأقصاء .
حق المصير معترف به في كل المواثيق والقوانين الدولية والشرائع السماوية .
ومن يقف تجاه حق المصير لاي شعب أو فئة فلا يجوز له أن يتحدث عن الحرية والديمقراطية والعدالة السياسية وحقوق الانسان بل ولا يجوز له أن يدعي مناصرة المظلومين والمضطهدين بل ايضاً لايجوز له أن يتقدم صفوف النضال بكل أشكاله والوانه .ونستغرب من بعض الناس عندما تناقشهم في مسائل وقضايا سياسية أساسها حق تقرير المصير كما هو الحال مع شعب الجنوب تراءهم مستفزون ومستنفرون ويرفضون الأعتراف بفكرة تقرير المصير وتراه أيضاً مدافعاً شرساً لو تعلق الأمر بشعب أخر وفي بلد أخر وكأن اليمن خالية من المشاكل المعقدة .
وعندما تناقشهم في فتوى حرب 1994م التي أعلنها الشيخ الديلمي وصاغها مع الشيخين الزنداني والمؤيد فينكرون صحتها رغم وجودها بالصوت والصورة في الشبكة العنكبوتية وفي أرشيف الصحف والمجلات والكتب والروايات المكتوبة والمنشورة ، كما أن الحديث والكتابة عنها لازال مستمر والسبب إستمرار تفاعل تلك الفتوى والعمل بها في الجنوب أرضاً وشعباً وثرواتاً وتاريخاً ،وهو بلا شك تفاعل ممنهج وفظ لايعبر إلا عن عدوانية تلك الفتوى ومنفذيها .
هولاء الذين لايفرقون بين الحق والباطل كلما تناقشوا في قضايا اليمن الحيوية والرئيسية مثل القضية الجنوبية لايرون في القضية غير حقوق وظيفية ليس إلا وسنجدهم مدافعين عن حق المصير في بلد ومجتمع أخر ولو كان في قطر عربي غير اليمن وهذا يعني إزدواجية في التعامل مع المعايير المحلية والخارجية ... ونجدهم يقولون أن الثورة الشبابية اليمنية تجب ماقبلها أي أن القضية الجنوبية منتهية منذُ قيام الثورة ولكنهم يتناسون عمداً أن الثورة لم تحقق أهم أهدافها وهو أسقاط النظام وبالتالي فلا يجوز القول أن الثورة نجحت ومن ثم فالثورة جبت ماقبلها وهنا نقول لهم : حققوا هدف الثورة المتمثل في أسقاط النظام الذي يجدد روحه الان بفعل التأمر الداخلي والاقليمي والدولي عبر تغيير واحد من الألف في المئة من رموز النظام الصالحي .
القضية الجنوبية لايمكن تجاوزها أو عدم الأعتراف بها سواء أنتصرت الثورة أو لم تنتصر وهي قضية لها إمتدادات محلية ودولية وأهمها قراري مجلس الأمن الدولي رقمي 324 و331 الصادرة أثناء حرب 1994م وهما قرارين يتحدثان عن جنوب وشمال وضرورة وقف الحرب واللجوء الى الحوار بين جنوب وشمال وليس بين حكومة ومجموعة متمردة للذين لايريدوا أن يفهموا حقيقة القضية الجنوبية ، فالجنوب لم يكن متمرداً على الشمال بل كان دولة ذات سيادة وعضوية في كل المؤسسات الدولية والأقليمية وحاضنة للقوى السياسية الشمالية المعارضة لنظام الشمال حينها وللأسف أن تلك القوى اليوم تتنكر لشعب الجنوب وقضيتة الطبيعية والشرعية .
لكي نحل القضية الجنوبية ينبغي على الجميع الأعتراف بها ونقصد أخواننا في الشمال وعلى رأسهم النخب الحاكمة والمثقفة ومن ثم يتم الحوار حول الحلول وإعتبار قراري مجلس الامن الدولي ( 324 و331 ) المرجعية الوحيدة للحوار الوطني المرتقب حول القضايا الوطنية وأهمها القضية الجنوبية وغير ذلك فنحن نعتبر الحوار المرتقب مجرد لعبة سياسية بهلوانية تهدف الى تأجيل انفجار الوضع اليمني بشكل عام والقضية الجنوبية بشكل خاص وبالتالي تعليق أي حلول أو مبادرات قد تتوفر في المرحلة الراهنة ... ومن يرفض ذلك فعلى الجميع أن يتجاوزوه بل ونتمنى أن تتوافق أطراف الحوار المرتقب على كل القضايا وقبول كل الأفكار والأراء التي قد تتعارض مع توجهات أجندة الحوار ... ونريد من الأطراف المشاركة أن تضع في إعتبارها أن القضية الجنوبية هي قضية سياسية وتاريخية وقانونية واجتماعية وأقتصادية بأمتياز وهي قضية شعب ذهب طواعيةً للوحدة ووجدها ضارة وطاردة له ولدورة فأصبح من الطبيعي أن يفكر بتقرير مصيره وعلى الجميع الأعتراف بذلك وقد فشل النظام الصالحي في معالجاتة السياسية القائمة على الأنتقائية وكثيراً ماكانت تلك المعالجات تواجه برفض من رموز النظام وأولهم النخبة المتعلمة والمثقفة التي كان يؤمل عليها الكثير في التغيير والأصلاح وشخصياً أنا عانيت منها الكثير حتى في الحوار وأدعوا الله أن لايسامحهم ولايغفر لهم ، وإذا أراد شعب تهامة أن يقرر مصيره فلن نكون ضدهم ولايحق لنا أن نعترض على مطالبهم .
أمام الشعب في الجنوب ومكونات الحراك أن يلملموا شتاتهم في مؤتمر خاص يعقد في عدن يحدد خياراتة وتوجهاتة السياسية والقيادية والتاريخية ...أمام شعب الجنوب تحديات كبيرة وأهمها الحوار الوطني المرتقب وهو حوار بأشراف أقليمي ودولي وعلى الشعب الجنوبي أن يضع أستراتيجيتة الخاصة بالحوار وكيف لو تم مقاطعة الحوار ؟ وماهي الفوائد والخسائر التي ستعود على القضية الجنوبية في حالة المقاطعة ؟ وفي حالة المشاركة فماهي الفوائد والخسائر التي ستعود على القضية الجنوبية ؟ وغيرها من التساؤلات التي ينبغي على شعب الجنوب ومكونات الحراك ونخبة السياسية والاجتماعية والقانونية وغيرهم .
برقيات خفيفة :
الاولى الى وزير الخارجية : أسمع كلامك فأفرح ولكن الواقع يخالف مانسمعة ، والكل يعرف كيف تدار الخارجية وإذا ظلت كما هي فلا أمل في إصلاحها كونها قد شاخت على حساب التشبيب ومن سيجيبنا يامعالي الوزير فقط عن صرف مليون ومئتان الف ريال مقابل رحلة خارجية لمدة ثلاث ساعات .
الثانية الى وزير التعليم العالي والبحث العلمي : نتأمل أن تبدأ جهودكم في معالجة سياسة البعثات ووقف المغالطات والمخالفات التي تتم في مجال البعثات ،كما نتمنى أن تعطوا من جهودكم النسبة الكبيرة تجاه البحث العلمي .
الثالثة الى وزير الخدمة المدنية : يبدو إنكم منشغلون بالوظائف الجديدة وتتناسوا إن مايبنى على باطل فهو الباطل بكله ،أليس من الأولوية أن تعالجوا حالات وظيفية سابقة وبالذات من نتائج حرب 1994م وعليكم أن تعلموا إنكم لن تتوفقون إلا متى ماتعاملتم مع قضايا الناس بروح واحدة وقلب واحد ومنفتح وليس تنفيذاً للاوامر الشفوية .....
وهناك برقيات أخرى في مناسبات أخرى أيضاً
مارس 2012م
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق