الأربعاء، 21 مارس 2012

الخبجي يكتب عن ضم والحاق ثورة الجنوب ، ويؤكد : ( كل الشمال ضد الجنوب )..!

صدى عدن / مشعل الخبجي
بالنسبه لمعظم الجنوبيين ان لم يكونوا كلهم فالحملة الممنهجة من قبل الشمال ضد الجنوب هي امر مفروغ منه، إذ يعتبرون أن القوى السياسية ومؤخراً المدنية وغيرها وعلى الرغم من تنوعها واختلافها إلا أن الجميع سيتفقون ضد الجنوب اوعلى اقل تقدير وبشكل حتمي ضد كل جنوبي سيطالب بحل قضية الجنوب او يدافع عنها. وذلك ليس نتاج عقلية جنوبية سلبية اونزعات كراهية تروّج لها قوى متطرفة في الحراك كما تروّج وسائل اعلام وكتّاب ومثقفي الشمال بقدر ماهو نتاج لأسباب عديدة مصدرها قوى الشمال و أولها حشد الشمال بمجمله ضد الجنوب بخطاب ديني تكفيري متطرف في 94م لازمت قوى الشمال امامه صمت كبير وحتى يومنا هذا.
وقد يأتي سكوت او رضا الشمال بكل فئاته ونخبه لما يعتمل في الجنوب ويعانيه الجنوبيين طوال سنوات عجاف بعد 94م كأحد الأسباب المهمة التي يطرحها كثيرمن الجنوبيين.
مؤخراً وكإستمرار لأسباب خذل الشمال للجنوب فعندما قرر شبان في الشمال صناعة ثورتهم لتغييرالحكم باتت القوى السياسيه والأخرى بكاملها تعترف بقضية الجنوب، لدرجة اصبح أي حديث لأي شمالي لايخلوا من ذكر قضية الجنوب ولكن ليس كقناعات سياسية، او إعتراف صريح بالحق الجنوبي بقدر ماهي محاولات احتواء لثورة الجنوب التي انطلقت قبل خمس سنوات. ويمكن وصف ذلك بمحاولات ضم والحاق (ثانية) وهذه المرة للثورة الجنوبية بعد محاولات الضم الأولى للجنوب بأرضه وشعبه طوال السنوات التي اعقبت حرب 94م.
وتتجلى الثانية من خلال إعتراف مُبهم ومطاطي بقضية الجنوب تتفق عليه جميع القوى بالشمال وخصوصاً تلك القوى التي هربت من شراكتها مع (صالح) عن طريق الالتحاق بالثورة، وباشرت ذلك بتكريس خطاب منظم يُمهد لإعتبار قضية الجنوب وثورته بحكم المنتهية لإرتباطها (بحكم صالح) فحسب، وانطلاق ثورة التغيير الساعية لإسقاطه تعد تتويج ونصر لثورة الجنوب وبالتالي انتهاء قضيته. وخلال فترة ثورة الشباب ظلت القوى السياسية في الشمال تراوح مابين ذلك الخطاب والمداهنة من جهة والهجوم على الحراك الرافض لذلك من جهة أخرى في تخبط واضح تعتريه مخاوف إنهيار الوضع العام في البلد ما قد يؤدي لسقوط مناطق الجنوب في قبضة الحراك، وفيما ابدت بعض القوى مخاوف صريحة من ذلك جنحت أخرى لإفتعال صراعات ومواجهات مسلحة في مناطق الجنوب مستقلة تساهل واشتراك النظام في تنفيذ الإنفلات الأمني لتشارك من جهتها في إفتعال صراعات مقابلة وايضاً في مناطق الجنوب، وتحويلها لمناطق غير مستقرة ما قد يصعب السيطرة عليها اوإسقاطها من قبل قوى الحراك التي يمكن الجزم ان تفكيرها لم يذهب نحو ذلك بقدر ما اعتقدت وذهبت إليه العقلية التآمرية لمراكز القوى والنفوذ في الشمال وخصوصاً الشركاء المنسلخين خلال الثورة او الشركاء القداماء المنسلخين قبلها ومن وآلاهم.
ويعترف عدد من القادة والضباط الجنوبيين المحسوبين على مراكز القوى تلك بوجود مخطط لفتح بؤر صراع في مناطق ابين ولحج والضالع تحت عناوين صراع مع القاعدة اومواجهة عناصر الحراك المسلح و ما الى ذلك، مؤكدين تكليف عدد من الضباط الجنوبيين لتنفيذ المهمة بعضهم يحسب على الحراك وآخرين اعلنوا انضماهم لتوفير غطاء ومساحة لتحركاتهم جنوبا وفي اوساط الحراك.
ويؤكد ناشطين جنوبيين قيام ضباط محسوبين على مراكز قوى في الشمال توزيع اموال طائلة وتحريض شباب مؤيدين للحراك على العنف ضد وحدات تابعة للجيش في تلك المناطق والترويج لفكرة "اسقاطها بيد الحراك" كبداية للسيطرة على عموم مناطق الجنوب إلا ان تلك المساعي باءت بالفشل دون ان ينكرالنشطاء احداث تاثير طفيف ومحدود على شبان جنوبيين غرر بهم وبشكل فردي.
وبينما كانت مراكزالقوى التي أفرزتها الثورة الى طرفين رئيسيين يسعى كل منها الى ذلك الفعل ضد الآخر من جهة وباستخدام مضلة الحراك لضربه او تشويهه وتحريض ثوار الشمال ضده كمكسب سياسي من جهة اخرى، ولاينسى احد كيف بدأت وسائل اعلامهم حينها الترويج لفكرة جدا سخيفة بكون من قبيل ارتباط الحراك الجنوبي بنظام صالح كآداة تخريبيه ضد الثوره بينما اعلام (صالح) الذي هو الآخر يسعى جاهدا نحو انفلات الوضع يحرض ضد الآخر ويحمله مسؤولية تردي الوضع لدرجه ادى الى تمرد مسلح لقوى الحراك ومن نتائج ذلك الصراع بين قوى الشمال (الوضع في ابين اليوم) وضحاياه مدنيين جنوبيين بكل تأكيد اما بالنسبة للجنود فهم بأغلبية ساحقة جنوبيين ايضا، فقط على حكومة الوفاق نشر اسماء ضحايا آخر مجزرة بحق الجنود المغدور بهم لتتأكد الصوره للجميع.
فتح النارعلى تيارالفيدراليه
وبين خطاب التهدئه من جهه ومخططات خفيه حولت الجنوب لساحة صراع من جهه اخرى جاءت بعدها المرحله التي اصبح فيها (تنحي صالح) امراً مؤكداً وهي مسألة وقت فقط تفصل عن ذلك ففتحت اقطاب الصراع السياسي في الشمال اضافه الى جميع نخبه واعلامييه بدرجه اساسيه النارعلى القضيه الجنوبيه وقوى الحراك عبر حمله اعلاميه منسقه بشكل منظبط استمرت ترتفع بالتدريج ضد المتظاهرين الجنوبيين الذين تحولوا من مناضلين الى مجاميع تخريبيه حاقده في الخطاب السياسي والاعلامي لقوى الشمال. ومن جهه اخرى اعلنوا حربا ضروس ضد تيارات في الحراك توصف (بالمعتدله) فتحولت الاشاده بها من قبل قوى الشمال الى هجوم كاسح ومباغت ضدها، فتلك القوى المعتدله بقدرما ابدت مرونه كبيره قد تمكنها من المشاركه والعمل السياسي مع اي قوى سياسيه الا انه اتضح انه لايمكن احتواءها مايجعلها ستشكل خطوره او عائق امام مخططات مراكز القرار والقوى التقليديه في الشمال، وابرز ملامح تلك المرحله اعلان(المجلس الانتقالي) بقرار ومزاج وتنفيذ شمالي انسحبت قيادات جنوبيه من قوامه فباشرت قوى الشمال بمختلف توجهاتها وادواتها هجوما شاملا ضدهم وصل حد الاساءه الشخصيه والتجريح بسبب عدم رفضهم للوصايه الشماليه استمرت الحمله العدائيه ضدالحراك وقياداته ومختلف تكويناته بصوره تخطت اساليب(نظام صالح) قبل الثوره ووصلت ذروتها في اسبوع الانتخابات الرئاسيه تجسدت فيها انتهازيه شماليه بأبهى صورها عندما هب الجميع بمختلف توجهاتهم ومشاربهم شمالا حتى القوه المدنيه والمستقله لشن حربا عدوانيه بارده وشامله ضد قوى الحراك الجنوبي بمجمله وبمعناه الواسع غير آبهين لنضالاته السلميه خلال مايزيد عن خمس سنوات قدم خلالها الآف الشهداء والجرحى والمعاقين.
كل الشمال ضد الجنوب
الواقع ان توجه كذلك الذي ظهر ليلة ماسمي انتخابات الرئاسه هو امرا طبيعي ومتوقع بالنسبه لكثير من الجنوبيين لكن ان يشترك فيها قوى مدنيه وكتاب وصحفيين وناشطين مستقلين وناشطي منظمات المجتمع المدني وقد كان صادما للغايه على الاقل بالنسبه لمن لم يحسموا امرهم في مسألة ان(كل الشمال ضد الجنوب) اويرفضونها برمتها فكان يوما وليله فاصلين.
خلال سنوات ماضيه اعتقد كثير من ناشطي الجنوب ان ان تلك الفئات من الشمال تفصلها مسافات بعيده وتناقضات كبيره مع القوى السياسيه الواقعه في اطار دائره القوى ومراكزالنفوذ التي ينظرلها الجنوبيين بانها احتلت الجنوب واضطهدت شعبه،وتشمل المعارضه ايضا وخصوصا كثير من الكتاب وصحفيين وناشطين مستقلين من الذين اظهرواتعاطف سياسي اواخلاقي على اقل تقدير تجاه مطالب الجنوبيين وحراكهم ليتضح ليلتها عكس ذلك تماما عندما اخذوا على عاتقهم مهمة الهجوم على حراك الجنوب والاساءه له.
ويعلق صحفي وناشط حقوقي حراكي ارتبط بعلاقات مع الناشطين الحقوقيين وثوار الساحات في الشمال اكثر من علاقاته بالوسط السياسي في الجنوب بالقول: (اتضح انهم جميعا مجرد شماليين لايختلفون عن الذين شاركوا بشكل مباشر في احتلال الجنوب) حسب تعليقه ليس من المنطقي ان يؤيد أي شمالي مطالب فك ارتباط الجنوب وذلك امر بديهي ويدعو لاحترام راي اكثرهم سوءا (منير الماوري)الذي اعترف صراحه بذلك وقال ان تعاطفه وغيره من كتاب وناشطي الشمال وخص بالذكر (توكل كرمان) مع الحراك الجنوبي لايتعدى التعاطف الاخلاقي.
بالتاكيد هوغباء مطلق ان يظن اي جنوبي او يأمل باكثر من ذلك من اي شمالي حتى ممن تقمص منهم دورالانتماء لـ(فئة الفضيله) والمقرين بالحق الجنوبيولايريد مؤيدي الحراك الجنوبي منهم تاييد مطالب فك الارتباط
ولكن هناك الكثير من السوء عندما يتحول التعاطف الاخلاقي الى كارثه اخلاقيه وما اضهره الشماليين خلال ماسمي بالانتخابات الرئاسيه ان حتى التعاطف الاخلاقي المزعوم تجاة تضحيات ودماء الجنوبيين التي تراق منذو سنوات لم يتعدى كونه انتهازيه بحته تنظر(لتضحيات ودماء الجنوبيين) كورقه سياسيه ضد نظام اذلهم وقادهم كالمواشي اكثر من ثلاثه عقود، الامرمحبط للغايه بالنسبه لمعظم الناشطين الجنوبيين فقد رفض كثير منهم مفهوم (كل الشمال عدوللجنوب) واجتهد كثير من ساسة الجنوب ومثقفيه وقيادات معتدله منذو انطلاق الحراك في 2007م للتصدي لذلك المفهوم او الحد منه الان اصبح كثير منهم على قناعه تامه بانه من الصعوبه بمكان اقناع كثير من الجنوبيين عكس ذلك.
يقول الناشط الشاب في عدن (واعد عبدالملك) "في الوقت الذي ضل الناشطين والكتاب الشماليون يزايدون على الحراك بمطالبهم في تصحيح اي دعوات تظهر في الجنوب بشكل فردي ضد الشمال بمجمله نجدهم اليوم سبب رئيس في تعميق هذا الشعور لدى الجنوبيين ويمارسون نفس الدورالذي يتهمون به الحراك ببث الكراهيه بين الشمال والجنوب".
توريث الاقصاء
ان توجيه خطاب تحريضي ومسيئ ضد الحراك نتيجة اي احداث عرضيه ابدى الحراك رفضه لها يهدف بلا شك لضرب الحراك الجنوبي السلمي
فليس من المنطق مطالبة الحراك الجنوبي ان يتصدى لمسلحين في الشوارع عشية الانتخابات والا(فالحراك مسلح) ، ولايفترض ان يقوم الحراك بمهام اجهزة الدوله والحراك ليس حزب تنظيمي يمكن تحديد منتسبيه اوحصر اعضاءه وحتى ان كان كذلك فاقصى مايستطيعه اي حزب في العالم اسقاط عضوية الذين لم يلتزموا للوائحه اوقراراته من الاعضاء، وربما وحده حزب الاصلاح يستطيع اكثر من ذلك من خلال امتلاكه سجونه الخاصه خارج اطار الدوله يقوم بادارتها عبر القياداته العسكريه النافذه التي تنتمي له حسب احاديث وشكاوي موثقه في وسائل اعلاميه لكثير من الناشطين غير المنتمين للاصلاح في ساحة التغيير بصنعاء تعرضوا لاعتداءات متكرره وذلك ما لايفعله اويقوى عليه حراك شعبي سلمي في الجنوب وما لاتفعله اي قوى اوتنظيمات سياسيه معارضه في العالم اجمع.
يرى ناشطين جنوبيين ان ذلك تكريس لمرحله جديده موجهه ضد حراك الجنوب بشكل لايختلف عن سابقاتها مايرون انه يقلص اي تفاءل بمرحلة وقوى مابعد الثوره فلافرق بين الأمس واليوم وربما الغد سيكون اسوأ على الاقل فيما يتعلق بالتعامل مع حراك وقضية الجنوب.
ضغط وتفريخ للحراك
وتظهر القوى الجديدة القديمه وقبل اتمام مخطط استحواذها التام دستوريا على مقاليد الحكم نفس سياسي قصير للغاية تجاه قضية الجنوب وحراكها على عكس المتوقع في ظل المتغيرات الجارية في البلد والمنطقة عموما وربما اقصر من السلف رغم الاستحقاقات الماثله امامها وعلى راس الاستحقاقات (الحوار الوطني الشامل) بوصايه دوليه ملزمه لجميع الموقعين على المبادره الخليجيه الا ان خطابها واداءها السياسي على الأرض تجاه حراك الجنوب لايخدم ابداً التطلعات المزعومه بل ويؤدي الى العكس من ذلك تماما في ظل الحمله التحريضيه والعدائيه المحمومه ضد قوى الحراك.
يجب ان لايظن منفذي الحمله ومروجيها انها ستدفع قوى الحراك الى التصدي لاي جماعات مسلحه اوتستخدم العنف المضاد لوقفها وهو امربعيد عن التحقق وبعيد عن المنطق، و ربما تهدف للدفع باطراف حراكيه معتدله نتيجة الضغط الاعلامي والسياسي الذي يمارس للاساءه للنضال الجنوبي لتثور ضد اطراف اخرى داخل الحراك مقابل رضا الشمال وكفه عن حملات التشويه عن طريق الاعلام المحلي والعربي والدبلوماسي فذلك يعد ابتزازغيراخلاقي على الاطلاق، ولن تبتعد الحمله الاعلاميه والسياسيه عن اهداف تضليل القوى اوالفئات المناصره للحراك وخصوصا غير الفاعله في الساحة، فضلا عن الترويج (لعلاقة الحراك بالقاعده) و(دور ايراني) داخل الحراك في محاولة واضحه تهدف للتشويش على الدول الراعيه للمبادره التي باتت تتقاسم مستقبل البلد وسيادته من خلال تلك الخزعبلات، وكنتاج لكل ذلك تبرز مؤخرا دعوات لناشطين وقيادات في الحراك تحذر من سيناريو شمالي يهدف لتفريخ قوى جنوبيه جديده مدجنه تحت مسميات قوى (الحراك السلمي) وتنصيبها لتمثيل الجنوب بدلا عن قوى الحراك الاخرى والحقيقيه باعتبارها قوى (حراك مسلح ،اوجماعات تخريبيه وارهابيه) كما درج كمبرر لاقصائها اولتجاوزعدم مشاركتها شبه المؤكده في استحقاقات (الحوار الوطني) الذي تؤكد الوصايه الدوليه ضرورة وجود جميع الاطراف السياسيه في الساحه لاكتماله وعلى راسها الحراك الجنوبي مايفسر الحمله المضاده للحراك في وقت يفترض تبني خطاب هادئ ومرن تجاهه تمهيدا للمشاركه فيما يسمى (الحوار الوطني).وفيما يظل ذلك في حال حدث تضليلا سطحيا مكشوفا الا انه قد يؤدي الى تداعيات سلبيه جنوبا بين الحراك الحقيقي والمفرخ ويؤدي لزيادة مستوى الشحن النفسي لدى قوى الحراك وانصاره تجاه الشمال الذي اشترك بجميع قواه وفئاته ضد الحراك حسب النظره الحراكيه الاخيره التي تعمقت خلال وبعد الانتخابات الرئاسيه جراء الحمله الشامله شمالا ضده.
اعلام ممنهج ضد الجنوب وليس العكس
وكنتاج لخطاب معادي تجاه قوى الحراك بمجمله ويعمل على بث الاساءه والتشويه بشكل ممنهج كما نراه اليوم ويتطابق منهجيا لدى كل القوى الشماليه بتنوعها وعلى اختلافها فمن الطبيعي انها لن تؤدي الا لتعاضم الشعور بالكراهيه تجاه الشمال وليس العكس كما يروج له عدد من كتابهم بكون الحراك يعمل على بث الكراهيه تجاه الشمال، فليس من المنطق القول ان (الخطاب الذي يسيطرعلى غالبية الوسائل الإعلامية للحراك ليصل إلى مستوى القواعد الشبابية هو مايؤدي الى بث الكراهيه بين الشمال والجنوب) كما كتب وبشكل معكوس احد كتابهم الذي يمكن نسبه لفئه يعد خطابها هو ارقئ الآراء الشماليه تجاه الحراك ، ومن السخريه الحديث عن (وسائل اعلام الحراك الجنوبي) وباعتبارها تعمل على بث الكراهيه بينما الحراك بكل مكوناته لايملك اي وسيله اعلاميه على الاطلاق وكل مايوجد عدد من المواقع الاخباريه الالكترونيه يديرها اشخاص كاجتهادات فرديه وبامكانيات متواضعه ولايمكن ان تكون ملزمه للحراك وكذلك حال القناة الفضائيه اليتيمه والمتواضعه(عدن لايف) التي لايرضي خطابها حتى بعض الاطراف المحسوبه عليها في الحراك وعلى العكس من ذلك تماما تمتلك القوى السياسيه وغير السياسيه في الشمال اله اعلاميه ضخمه جميعها تبث نفس الخطاب السياسي والاعلامي تجاه الحراك بما يتظمنه من عدائيه واساءه ربما تزيد مستوى الشحن النفسي لدى الجنوبيين ككل وليس الحراك وحده تجاه الشمال فضلا عن سقوط الخطاب الشمالي خلال الانتخابات الذي ولد سخط جنوبي واسع لايمكن تجاوزه بسهوله.
في حديث للدكتور ياسين سعيد نعمان لقناة سهيل التابعه لحزب لاصلاح اكد ان هناك من يحاول تصدير العنف إلى الجنوب ومحاولة إلصاق التهمه بالحراك بهدف تشويهه، وفي الوقت الذي يصر فيه المحاورالشمالي الاصلاحي تكرار لفظ ( الحراك المسلح ) كنهج منظم يرفض أمين عام الاشتراكي المنتمي للجنوب بشده هذه التهمة قائلا بانفعال:"لايوجد هناك حراك مسلح بقدر مايوجد هناك قوى تريد الصاق تلك التهمه بالحراك" ، وباعتبارياسين من اكبر الشخصيات السياسيه في البلد وهامه وطنيه عملاقه يتغنى بسماته الشماليين قبل الجنوبيين من الذين ينتمون لبعض اطراف الحراك التي تنظر للمنظومه السياسيه في البلد وبشكل عام وشامل بانها تعمل جميعها ضد الحراك وتحاول النيل منه او احتواءه وبالتالي فامين عام الاشتراكي ياسين نعمان هو جزء من تلك المنظومه حسب نظرة اطراف في الحراك الا ورغم ذلك فهو الوحيد تقريبا الذي رفض بشده محاولات الصاق تهمة التسلح بالحراك الجنوبي وهومالم نسمع اي شمالي يقوله على الاطلاق اويتوازى رايه بأدنى نسبه مع راي ياسين مايكشف ويؤكد نزعات عدائيه شماليه واضحه موجهه ضد الحراك ويشارك فيها الجميع وتلك النزعات العدائيه التي مصدرها الشمال هي مايبث الاساءه والكراهيه وليس مصدرها الجنوب.
نتيجه عكسيه فادحه
وعلى اثر ذلك تحشد تيارات الحراك التي تعرف(تيار الاستقلال)بوتيره اكبر نحو تصعيد احتجاجاتها ورفضها لاي حوار لايقوم اساسا بين طرفي الشمال والجنوب وتنظم اليها اطراف اخرى كانت تبدي مرونه سياسيه اكبر جراء الحمله الممنهجه شمالا ضد الحراك الجنوبي بمجمله ماقوض تفائل تلك الاطراف وناشطيها وخصوصا الشباب بامكانية فتح قنوات التواصل والحوار، وقد تدفع الحمله الموجهه ضد الحراك ومناصبته العداء اضافه لشعورقواعد شبابيه في اوساط الحراك بعدم تحقيق اي تقدم عملي على صعيد مطالبهم السياسيه في ضل مرحله جوهريه يمر بها العالم العربي بمجمله فتحت آمال واسعه للجميع نحو تحولات سياسيه كبيره
ماقد يدفع اطراف او جماعات او افراد محبطين الى خيارات اخرى ليس من المنطقي حينها تحميل الحراك الذي نتائجها فلاتوجد ظوابط تنظيميه داخل الحراك تحدد اعضاءه او سبل تنظيمهم والى ذلك، وكما يروق توصيف الحراك المسلح لقوى الشمال حسب مانراه لاهداف مضاده للحراك قد يروق لعناصر اوجماعات ترى انه حقق صدى اعلامي وسياسي واسع وخلال فتره وجيزه فتلجأ اليه فليس من المنطقي حينها تحميل قوى الحراك منحى مازرعت بذرته وروج له في الشمال ومن زاويه مختلفه ترصد اراء جنوبيه تأويل مختلف عن ذلك، اذ لاتستبعد ان تكون الحمله العدائيه ضد الحراك هادفه لايجاد مبررات لاستمرار القمع والتنكيل ضد الحراك وناشطيه او اكثر من ذلك تحت دواعي مواجهة العنف والتخريب اوالحراك المسلح، وبالتالي فان نتائج اي من ذلك والتي هي بمجملها تعد من تداعيات الهجمه السياسيه والاعلاميه الممنهجه ضد الحراك ستكون في كل حال من الاحوال سلبيه على الجميع مهما كان التخطيط لها لاستهداف الحراك منفردا، ومايجب ان تستوعبه قوى الشمال التي عليها التفكيرجيدا في اساليب اومخططات تعاملها مع قضية اوحراك الجنوب قبل الجنوح نحو سيناريوهات سلبيه اوممارسات تآمريه ان اي من ذلك لن يغيرحقيقة القضيه الجنوبيه وبقاءها واستمرارها بقدرما قد تختلف فداحة الثمن في الامر بين تفكيرانتهازي اوتآمري وآخرعقلاني .

هل أعجبك الموضوع:

ليست هناك تعليقات :