شبكة الطيف
( كتب/ إياد الشعيبي )
أعتقد أنها بدأت تتجلى خيوط اللعبة القذرة لوسائل إعلام الاحتلال ، ومجموعة "زنادقة" مراسلي بعض القنوات والوسائل الإعلامية يواكبه خطاب رسمي مكثف يتبناه بدرجة أساسية حزب الإصلاح المتطرف يهدف بكل الوسائل "غير الأخلاقية" لإلصاق مصطلح "الحراك المسلح" بالحراك السلمي الجنوبي ، كما حاولت قناة الجزيرة القطرية جاهدة - بكل أسف - تصوير ذلك المشهد المسلح أثناء الانتخابات الفائتة من خلال مسرحية الاشتباكات التي قالت أنها جرت في خورمكسر ، بين مسلحي الحراك ووحدات الجيش ، ولم تسأل نفسها : كيف يمكن لمسلحين أن يتقطعوا لطاقمها وعشرات الجند من حولهم مدججون بمختلف أنواع السلاح ؟.
( كتب/ إياد الشعيبي )
أعتقد أنها بدأت تتجلى خيوط اللعبة القذرة لوسائل إعلام الاحتلال ، ومجموعة "زنادقة" مراسلي بعض القنوات والوسائل الإعلامية يواكبه خطاب رسمي مكثف يتبناه بدرجة أساسية حزب الإصلاح المتطرف يهدف بكل الوسائل "غير الأخلاقية" لإلصاق مصطلح "الحراك المسلح" بالحراك السلمي الجنوبي ، كما حاولت قناة الجزيرة القطرية جاهدة - بكل أسف - تصوير ذلك المشهد المسلح أثناء الانتخابات الفائتة من خلال مسرحية الاشتباكات التي قالت أنها جرت في خورمكسر ، بين مسلحي الحراك ووحدات الجيش ، ولم تسأل نفسها : كيف يمكن لمسلحين أن يتقطعوا لطاقمها وعشرات الجند من حولهم مدججون بمختلف أنواع السلاح ؟.
لم يكن من قبيل الصدفة أن تأخذ الأمور مأخذا تصاعديا يصور الحراك السلمي الجنوبي على أنه قد خرج عن نطاق السلمية التي لا يزال يؤكد عليها ويلتزم بها حتى هذه اللحظة ، في حين يصر بائعو الضمائر والمهنة الإعلامية على قلب الحقائق وتسويقها وفقا لأجندة حزب الإصلاح المتطرف ومخططات الاحتلال اليمني تدعمها قوى إقليمية ودولية لتشويه صورة الحراك السلمي الجنوبي ، كل ذلك ليس بهدف التشويه فحسب ، ولكن بهدف تبرير بدء شن حملة حرب منظمة ، تتمثل في اعتقالات واختطاف واغتيالات ومواجهات عسكرية مباشرة واقتحام ساحات الحراك الثورية في الجنوب ، بعد فشل الانتخابات الذريع في كل محافظات الجنوب.
وعلى اعتبار أن الثورة في الشمال قد انتهت ، بعد أن شارك ثوارها في إعادة إنتاج منظومة الاستبداد الحاكمة من جديد بحلة "ثورية" وإن كان بدون أن يكون علي صالح "رئيسا" .. يضل الوضع الثوري المتصاعد في الجنوب يمثل قلقا حقيقيا لقوى الاحتلال وأطراف التآمر العربي والدولي التي تتقاطع لديها مصالح معينة بعد تدخلها السافر في إدارة أمور اليمن ، في ضل إصرار الشعب الجنوبي وغالبية قواه السياسية والشعبية على التمسك باهداف ثورة الجنوب في التحرر والاستقلال من الاحتلال اليمني الشمالي ، وعدم استطاعة كل هذه القوى مجتمعة في تجيير إرادة الشعب الجنوبي أو حرف مسار الثورة الجنوبية التحررية عن أهدافها ، رغم ما تمتلكه مجتمعة من إمكانات ووسائل.
الاعتداء الإجرامي الآثم اليوم على ساحة شباب ثورة السادس عشر من فبراير بمدينة المنصورة ، تزامن بذات الوقت مع الهجوم "الإرهابي" على القصر الرئاسي في مدينة المكلا ، والذي أخذا بعدا إعلاميا واسعا كان من أهدافه الرئيسية التظليل على الهجوم الذي نفذته وحدات من جيش الاحتلال اليمني على ساحة الشهداء بالمنصورة مخلفا على إثره جرحى من الشباب والنساء بعد عبث واسع طال الساحة وأثاثها .
لم يتوقف الأمر عند هذا الحد ، بل ذهبت وسائل الإعلام الرخيص ومراسلوها إلى تصوير ما جرى على أنه هجوم من قبل ما يزعموه بـ "الحراك لمسلح" على قوات الأمن الباسلة التي حاولت كما يدعون "كذبا" فتح طريق عام بمدينة المنصورة أغلقه "الانفصاليون" منذ عام.
مع العلم أن الطريق العام التي تحدث عنه "بائعوا شرف المهنة" مفتوحا ولم يغلق ، ولكن جاء ما ادعوه بهدف التبرير الإعلامي الرخيص للهجوم الآثم والإرهابي على ساحة الشهداء ، والذي عكس روحا انتقامية حاقدة تسعى بكل خبث وصلافة إلى وأد الحرك السلمي وكبح هيجان ساحات ثورته التحررية المستمر في الجنوب منذ 2007 ، بعد أن لقنهم الشعب الجنوبي درسا جيدا في الأيام الماضية.
ويجمع هذين الحادثيين الإرهابيين هدفٌ واحد يسعى لتحويل ساحات عدن والمكلا بدرجة أساسية لساحات صراع لتصفية الحراك السلمي الجنوبي تحت "مبرر القاعدة ، والحراك المسلح" .
تكشف كل هذه المعطيات حقيقة النوايا الإجرامية التي تضمرها قوى الجمهورية العربية اليمنية الحاكمة وأحزابها المتطرفة وإعلامها "الشاذ" توجها حقيقيا للحوار مع الجنوبيين ولكن بلغة السلاح والعنف والإرهاب ، حتى تتمكن من القضاء على "الحراك السلمي الجنوبي" ، على أن تحاور من تبقى بعد ذلك ولكن على طريقة "اختيار المشير عبدربه هادي" رئيسا .. وبُعداً عليهم أن ينالوا ما يصبون إليه .!
الأسوأ من ذلك أن كل هذا يدور وفق منطلقات وسياسات دولية تجمعها مصالح استراتيجية ترعاها قوى إقليمية ودولية ، وجدت لها في الوضع الجديد في اليمن ساحة خصبة للعبث بأمن واستقرار المنطقة ، تحت مبررات حماية أمن واستقرار المنطقة.
قلنا لأزلام الاحتلال مرارا أن الجنوب شعب حر وذو إرادة غير قابلة للكسر والإذلال والتركيع ، وأن المناورة على ذلك هو ضرب من عبث سيكلفهم الكثير ، وسيكشف كل لحظة لتلك العقليات "الدموية" أن سياسة التظليل والخداع وخلط الأوراق وقلب الحقائق لن يضع أبدا غربالا على عين الشمس ، فحرارة ما في قلوب الجنوبيين من حميم قادر على أن يحرق ألف غربال وغربال ولو كانت من نار.
اليوم "حراك مسلح " ، وامس متشيعون ، وقبلها قاعديون ، وقلتم إرهابيين ، وفي الماضي شيوعيون .. فكم مصطلح سيشبع رغبات الدم ونزوة التسلط "البغيضة" في قلوبكم ، حتى تدركوا أننا شعب أبي سيدفع حياته رخيصة ثمنا لحريته وكرامته وأرضه .؟؟
فاتّقوا شرَّ الحليم إذا غَضب !!
* صحفي ومذيع في قناة عدن لايف
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق