الخميس، 23 فبراير 2012

في معنى تشويه سلمية الحراك الجنوبي

لينا الحسني
عدن الغد

لوهلة أصابني الذهول لما حدث في عدن يوم 21/2/2010 م اليوم المقرر للانتخابات المزعومة التي ستعطي لبقايا نظام فاسد ومن شارك في سفك دمائنا شرعيه تبيح له التغاضي عن كل ماحدث سابقا، لم أفق من هول الصدمة حتى صدمت بشيء أخر أصابني في مقتل .
كنت انتظر بعض التعاطف والإنصاف من الصحافة والإعلام الذي لطالما اتهم بأنه مغرر به وانه في أيدي النظام ، بعض الإنصاف لا يضر من الحقوقيين والإعلاميين في الشمال إلا فئة قليلة تغلبت على تلك العقلية المستفزة ..
لم يراعي من دعي للانتخابات وارد إجبار الجنوبيين على التصويت خصوصية الجنوب وشعبه وعدالة قضيته التي لم يلتفت لها احد ممن يدعون أنهم معها و يدعون مساندتهم لنا في قضيتنا.
جل همهم كان ينصب في غمس أصابعهم في دماء الشهداء لتزهو صورة الرئيس الجديد وتنكس صور الشهداء ببصمة أصبع وتزهر في عهده الدولة المدنية التي يسعون إليها .
لم يراعوا رفضنا القاطع لها طوال هذه الفترة وصوّر لهم خيالهم بأننا سنظل تابعين خاضعين لما تمليه علينا إرادتهم.
كثير من العنف المقصود لتصبح عدن يومها ساحة للحرب ومعتركا للقتل والتخريب المخطط له بدهاء ليتباكوا عما يفعله الحراك الجنوبي في عدن ولم تذرف لهم دمعه لمن سقط شهيد منّا.فقط بضعة أخبار هنا وهناك عن عنف دائر في الجنوب وقتلى في صفوف الحراك وكأنهم يعطون صكوك الشهادة لمن أرادوا فقط .
كالعادة تشير أصابع الاتهام الى الحراك في الجنوب كأنه شمّاعة تعلق عليها خيبتهم حين تفاجئوا بذلك الرفض القاطع للمهزلة المسامة انتخاب.
يتسارع الإعلام الذي ظلم الجنوب من خلاله 21 عاما ليقدم شرحا مفصلا عن مساوئ الحراك وإجباره الجنوبيين على رفض الانتخابات بالعنف واستخدام الأسلحة التي خدشت عذرية سلميتهم.
أين هم من 6 حروب دارت في صعده استخدم فيها الحوثيين كافة أنواع الأسلحة وأين مسلحين تعز من السلمية ؟ترى حين يقوم شخص ما (جنوبي بالتحديد ) بالدفاع عن نفسه يصيح عدواني ومخرب!
لا يخفى علي الجميع بان أطرافا أخرى من مصلحتها تشويه صورة الحراك وتمييع القضية وان هذا الحراك المتهم الوحيد ظل طيلة هذه السنوات كان سلميا بكل معنى الكلمة.
تناسوا أن الحراك (السلمي ) واكرر هنا السلمي هو بذرة الثورات العربية منذ 2007 ولم نرى خلالها هذا العنف المشار إليه ولكن إخواننا سارعوا الى البكاء والندب وتوجيه اللوم بان ما حدث في عدن شوه القضية الجنوبية وخسرت من كان في صفها من مدافعين .
7شهداء في عدن فقط ناهيك عن المحافظات الجنوبية الأخرى،عدد كبير من الجرحى تعتيم أعلامي ,انتقاد واتهام واسع للحراك ,تغاضي والمدافعين عن حقوق الإنسان.
تلك هي حصيلة يوم واحد ,يوم كان مقرر فيه أحياء اليمن من جديد بعد عام من الثورة ومئات الشهداء ..
بالمقابل إصرار كبير وصمود عظيم من شعب الجنوب على رفض الانتخابات وبالفعل كان فشلا ذريعا منيت به الانتخابات برغم التزوير والكذب الإعلامي الذي شاهدناه .
لا انتمي للحراك ولست متحاملة على احد هنا ولكن ماحدث موجع بالفعل والأمانة تستدعي أن أقول كلمة حق وان كانت لن تعجب الكثيرين.
أصدقائي المدافعين عنا: شاكرة لكم تعاطفكم مع قضيتنا المشوهة حاليا ،على حسب تعبيركم لكن اسمحوا لي أن أقول لكم :نحن لسنا بحاجة لوصي جديد يملي علينا تعاليم الدفاع عن قضية شعب.
هل أعجبك الموضوع:

ليست هناك تعليقات :