الخميس، 8 ديسمبر 2011

العطاس : حكومة الوفاق الوطني لا تعنينا في شيء.. والمبادرة الخليجية أغفلت قضية الجنوب

العطاس : حكومة الوفاق الوطني لا تعنينا في شيء.. والمبادرة الخليجية أغفلت قضية الجنوب
المصدر صدى عدن عن  : صحيفة " المسائية " المصرية  حاوره في القاهرة ماهر السيسي
ابو بكر العطاس الرئيس اليمنى السابق، من رموز الجنوب الذين يسعون الآن لإنفصاله عن الشمال فى وسط انفجار الاوضاع فى اليمن شمالا وجنوباً ووقوع آلاف القتلى وعشرات الآلاف من المصابين والمشردين واحتمال دخول اليمن فى حرب أهلية بعد تعثر المفاوضات الخليجية فى ابعاد الرئيس علي عبدالله صالح عن الحكم، ووضع اليمن غير معظم الدول العربية حيث الصراعات القبلية التى رسخها نظام صالح على مدى 20 عاماً. ومازال وجه نظر الجنوب ان الشمال سيطر بالقوة على ثرواته ومقدراته.. وهنا الحوار مع الرئيس السابق فى كل الاتجاهات:
ما خلفيات الأزمة التى تدور فى اليمن فى الوقت الراهن؟
ـ الأزمة الراهنة بدأت منذ عام 1994 فإذا نظرنا للخلفيات فهى بسبب الأنظمة التى نشأت فى اليمن شمالا وجنوباً، ففى الشمال قامت ثورة 26 سبتمبر 1992 وتعثرت هذه الثورة فى تحقيق أهدافها لعدة أسباب منها محلية وأخرى اقليمية ودولية ولكن العنصر المحلى كان هو الدور البارز نتيجة للتركيبة القبلية التى ظلت مهيمنة فترة حكم الأئمة لليمن فى مرحلة ما بعد ثورة سبتمبر 1962 وتحديداً فترة الرئيس ابراهيم الحمدى الذى استشهد فى 11 أكتوبر 1977 وكانت هناك محاولات من رئيس الجمهورية ابراهيم الحمدى لبناء دولة مدنية فى شمال اليمن.
* لماذا تم اغتيال الرئيس الحمدى؟
ـ أعتقد ان سبب اغتياله هو اتجاهه لبناء دولة مدنية وكان متأثراً بالنظام الجمهورى الموجود فى الجنوب بعد الاستقلال من الاحتلال البريطانى وقد تم اغتياله قبل يوم واحد من زيارة كان سوف يقوم بها للجنوب لإرساء علاقات شراكة جديدة بين الجمهورية العربية اليمنية وجمهورية اليمن الديمقراطية وهذا أيضاً كان سبباً آخر من دوافع اغتياله حتى لا تتم هذه الزيارة.
* ومن تولى خلفه الرئاسة؟
ـ تولى الرئاسة خلفه الرئيس أحمد الغاشمى ولم يدم طويلا وكانت فترة حكمه أقل من عام حتى تم اغتياله هو الآخر ويبدو ان اغتياله جاء رداً على اغتيال الرئيس الحمدى.
* وماذا حدث بعد اغتيال الحمدى والغاشمى؟
ـ جاء الرئيس على عبدالله صالح فى غفلة من الزمن أو فى غفلة من الشعب بكل طوائفه وقياداته وانتزع السلطة فى وقت كانت فيه مرشحة لأن تذهب لأشخاص مدنية وعمل على النقيض من سياسة الرئيس ابراهيم الحمدى فكرس الوضع القبلى وزاده تعقيداً بذرع الفتن والحروب بين القبائل مستنداً على مبدأ فرق تحكم وظل هذا المبدأ متحكماً فى نهج الرئيس على عبدالله صالح حتى بلغ السيل الزباه وكانت الضحية الأولى هي الدولة المدنية وما يترتب عليها من حقوق مدنية للمواطنين كما كرست النهج البوليسى وشجع الفساد وساهم فى القضاء على روح الديمقراطية والحرية.
* وماذا حدث فى الجنوب بعد الاستقلال؟
بعد انتصار ثورة 14 أكتوبر 1963 وتحقق الاستقلال الوطنى من الاحتلال البريطانى وأعلنت دولة مدنية باسم جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية. وكان هناك نظام إدارى موروث من الإدارة البريطانية ساعد على ترسيخ الحكم المدنى والنظام والقانون ولكن نشأت هناك صراعات فى إطار الحزب الحاكم وهو الجبهة القومية التى تحولت الى الحزب الاشتراكى اليمنى، وكانت الأنظمة شمولية ودخلت اليمن بشطريها شمالا وجنوباً فى الحرب الباردة حيث انقسمت الى معسكرين الشمال مع المعسكر الغربى والجنوب مع المعسكر الشرقى هذا بالاضافة الى بعض الانتهاجات التى انتهجت فى الجنوب خاصة فيما يخص النهج الاشتراكى وأيضاً القضية اليمنية كانت منقسمة الى عنصرين للتوتر المستمر فى إطار القيادة السياسية قاده الى صراعاتعبرمراحل مختلفةولكنرغم ذلك ترسخت فى الجنوب دولة مدنية وتحولت الى جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية فى إطار هذه الصراعات الى جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية وتم تعديل الدستور بها لينص على ان الحزب الاشتراكى هو القائد الموجه للدولة وبسبب هذا الوضع دخلت جمهورية اليمن الديمقراطية فى الجنوب والجمهورية العربية اليمنية فى الشمال فى صراعات نتجت عنها قيام حربين الأولى عام 1972 والثانية عام 1979 وتدخلت الجامعة العربية وبعض الأطراف العربية وبعد كل نزاع مسلح بين الدولتين كان يؤدى فى النهاية الى حوار حول الوحدة اليمنية.
* ومتى بدأت محاولات الوحدة بين الدولتين؟
ـ كانت البداية فى عام 1972 فى طرابلس بعد اندلاع الحرب والتى سمىت ببيان طرابلس حيث كان هناك لقاء بينى وبين الرئيس على عبد الله صالح والعقيد معمر القذافى وتم بيان الكويت بعد حرب 1979 وسمى باتفاقية الكويت وكلها كانت تتحدث عن الوحدة اليمنية بأجندات مختلفة وغير واضحة للشعب بل والقيادات نفسها، وفى مرحلة الرئيس الجنوبى على ناصر محمد استطاع ان يرسخ منهجاً مع الشمال فى اقامة شكل من أشكال الشراكة بين الشمال والجنوب وأنشأ المجلس اليمنى الأعلى وتم التوجه لتنظيم المصالح الاقتصادية والسياسية والثقافية بين الدولتين وبعد عام 1986 أجهض على عبدالله صالح كل الاتفاقيات التى وقعت بين الجانبين وجمد المجلس اليمنى الأعلى وانتقلوا مباشرة الى الدعوة للوحدة بين الشمال والجنوب وبرر ذلك فى أول لقاء اشتركت فيه مع الرئيس على عبدالله صالح فى طرابلس حيث توسط العقيد القذافى بهدف حل الاشكالات التى نشأت بعد يناير 1986 بين الشمال والجنوب ، وأمام طرح الرئيس صالح للوحدة فى هذا اللقاء والذى كان يهدف الى شق العصى بيننا وبين القذافى أو انتزاع الموافقة بالوحدة حيث تذكرت حينها مشروعاً للعقيد القذافى طرح فى منتصف عام 1986 باقامة الاتحاد العربى فاقترحت ان نبدأ بهذا المشروع على ان تكون ليبيا والجمهورية العربية اليمنية وجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية نواه لهذا المشروع ورحب القذافى بينما غضب صالح لأن هدفه كان احتواء دولة الجنوب وفشل هذا اللقاء وانتهى دون التوصل الى شيء وعدت الى عدن وأخطرت المكتب السياسى لأن نظام على عبدالله صالح سيقوم بحملة يجر فيها الجنوب لوحدة غير متكافئة واقترحت فى فبراير عام 1987 مشروع إصلاح سياسى واقتصادى فى الجنوب والنقطة المحورية فى هذا المشروع هى فصل الحزب فى الشمال عن الجنوب لأنه كان هناك توحيد للحزب فى ابريل عام 1979 حيث تم توحيد حزب الوحدة الشعبية فى الشمال مع الحزب الاشتراكى فى الجنوب ليصبح حزباً واحداً كان حينها عبدالفتاح اسماعيل أمين عام الحزب ورئيس هيئة رئاسة مجلس الشعب الأعلى وفى ابريل عام1980 بسبب هذا الاقترح الذى مرره على اللجنة المركزية ارسل الى المنفى وتم نفيه الى موسكو واستلم الرئيس على ناصر محمد الأمانة العامة للحزب ورئيس رئاسة المجلس الشعبى الأعلى إلى رئيس الجمهورية مع احتفاظه بمنصب رئيس الوزراء الذى كان يشغله ، وفى ابريل عام 1985 تم اعادة ترتيب الأوضاع وعينت أنا رئيساً للوزراء، وهذا البرنامج الذى تقدمت به فى فبراير عام 1987 لم يحظ بالجدية اللازمة بل آثار غضب الأخوة الذين رأوا فى الدعوة بفصل الحزب فى الجنوب عن الشمال وسندى وقتها كان سنداً دستورياً وقانونياً بالاضافة الى أن ساحات العمل تختلف ففى الشمال حزب الوحدة الشعبية وهو حزب معارض وفى الجنوب الحزب الاشتراكى وهو الحزب الحاكم فهذا الأمر لا يستقيم من الناحية السياسية ناهيك عن الناحية الدستورية والقانونية.
وتلاحقت الأحداث ووجد الجنوب نفسه فى مصيدة نظام صنعاء بتوقيع اتفاق 30 نوفمبر عام 1989 بالذهاب للوحدة الاندماجية بينما كان الحوار بين الدولتين صباح يوم 30 نوفمبر من نفس العام وفشلت بسبب تمسك كل طرف بمشروعه فالجنوب تقدم بالكنفدرالية والشمال تقدم بالفيدرالية بينما ذهب اتفاق 30 نوفمبر للاندماجية وهى الوحدة غير المتكافئة بين الشمال والجنوب.
* ولماذا عدم التكافؤ من وجهة نظركم؟
ـ الشمال يوجد به كثافة سكانية مرتفعة وسوف يشكل الأغلبية وسوف يصبح الجنوب أقلية رغم ان الجنوب يمتلك الأراضى الشاسعة وأيضاً الثروة ولهذا السبب وبعد توقيع اتفاق نوفمبر 1989 اقترحت فتح الدستور واضافة غرفة فى مجلس النواب تسمى المجلس الاتحادى أو أى تسمية أخرى بحيث تقوم بالمناصفة بين الشمال والجنوب وتكون صلاحية هذه الغرفة النظر فى كل ما يتعلق بشئون الوحدة بين الدولتين لأن الجنوب فى مجلس النواب الذى سوف يتكون بموجب العدد السكانى ستكون الأقلية فيه للجنوب وللأسف لم يأخذ طلب التعديل هذا بالجدية الكافية من قبل المكتب السياسى وكان هذا الطلب بمثابة المحاولة الأخيرة لحماية حقوق شعب الجنوب فى الوحدة الاندماجية وأعلنت الوحدة فى 22 مايو عام 1990.
* وإلى أين اتجهت الوحدة منذ بدايتها؟
صدى عدن / المسائية :حاوره في القاهرة ماهر السيسي
ـ اتضح منذ العام الأول للوحدة ان نظام على عبدالله صالح لديه أجندة أخرى غير أجندة الوحدة بما تعنى شراكة متكافئة بين الشمال والجنوب وسرعان ما كشفت الممارسات والنوايا المبيتة وإلحاق الجنوب للجمهورية العربية اليمنية وليس لاتحاد معه ، وسرعان ما تكشفت هذه النوايا وبدأت فى شكل أزمة سياسية وكانت هناك فرصة لنجاح مشروع الوحدة إذا صححت المسارات فكانت المرحلة الأولى متمثلة فى برنامج البناء الوطنى والاصلاح السياسيى والاقتصادى والذى أقر فى 15 ديسمبر عام 1991 ولكنه سرعان ما تحركت القوى المنفذة فى الشمال القبلية والعسكرية لإجهاض هذا البرنامج وبدأت سلسلة من الاغتيالات للكوادر الجنوبية تعرض فى إحداها منزلى للتفجير مرتين كما تعرض منزل الدكتور ياسين سعيد نعمان رئيس مجلس النواب لهجمات بأسلحة الأر بى جى استهدفت غرفة نومه، وزاد الوضع السياسى تعقيداً فى عامى 1992 و 1993 وجرت محاولة أخرى لإصلاح الوضع وتصحيح المسار عبر حوار وطنى شامل أخرج وثيقة العهد والاتفاق التى وقعت بالأردن فى فبراير عام 1994 وبرغم توقيع الرئيس على عبدالله صالح عليها والقادة الشماليين شرعوا فى التحضير لشن الحرب على الجنوب بهدف ضمه وإلحاقه بالشمال بالقوة وهكذا أعلنت الحرب من قبل الرئيس على عبد الله صالح فى ميدان السبعين بصنعاء يوم 27 ابريل عام 1994 واجتاحت القوات الشمالية الجنوب ودولت الأزمة بانتقالها إلى مجلس الأمن الدولى الذى اتخذ بصددها قرارين هما القرار 924 و 931 لسنة 1994 وطالب القرارين بإيقاف الحرب والعودة للحوار وأكدت رفضها لحل أزمة الخلافات السياسية بالقوة ورغم تعهد على عبدالله صالح أمام مجلس الأمن إلا أنه فى 7 يوليو عام 1994 فرض الأمر الواقع على الجنوب واعتقد أنه استكمل حلقات ضم الجنوب وإلحاقه بالشمال.
* وماذا عن رد فعل الشعب فى الجنوب؟
ـ الشعب فى الجنوب رفض الحرب ونتائجها منذ اليوم الأول لكن على صالح ونظامه تجاهلوا الشعب الجنوبى وواصلوا عبثهم بالجنوب لدرجة أنه سبق بريمر فى العراق فى حل الدولة الجنوبية بمختلف مؤسساتها المدنية والأمنية والعسكرية وأطلق أيادى منفذيه من قادة الحرب فى العبث بالجنوب بالأرض والثروة والإنسان حتى أصبح الجنوب غرباء فى أرضهم وتم عزل وتسريح كل قيادات وكوادر دولة الجنوب فالعبث طال كل المجالات فتم بيع مؤسسات القطاع العام الاقتصادية والتجارية لمنفذيه من دائرة الرئيس وتم استقطاع مساحات شاسعة من أراضى الدولة لبيعها لأبنائها لدرجة أنه تم الاستيلاء على مخططات سكنية موزعة على المواطنين بالاسم تم الاستيلاء عليها بالقوة ولم يسلم أيضاً مجال النفط من العبث حيث تم منح قادة عسكريين ومشايخ من الشمال حقول بترول منتجة وشكلوا شركات وهمية لسرقة الثروة النفطية ومن شدة جشعهم فى هذا المجال لم ينتظروا استكمال عمليات الحفر العلمية وتمديد شبكات النقل من أنابيب وخزانات وغيرها بل يضخ مباشرة من البير إلى الشاحنات تنقلها للميناء مباشرة وهذه الطريقة تلحق الضرر بالتركيب الجيولوجى للآبار منهم لا يهمهم ذلك وهمهم الأول هو سحب أكبر قدر من النفط فى أقصر فترة زمنية لتحقيق مكاسب وثروات طائلة وهى ملك لكل الشعب.
* وكيف ترون فترة حكم الرئيس على عبدالله صالح؟
ـ بعد عام 1994 وقد تملك الغرور من على صالح فلم يقم وزناً للشعب فى الجنوب أو الشمال واعتقد أن الوحدة ضخمته شخصياً وأعطته قوة شخصية وليس للدولة معتقد أنه استملك كل شيء وأصبح يتصرف من منطق الاستهلاك يمنح للبعض ويحجب المنح عن الآخرين بل ذهب إلى تعميق سياسة فرق تسد فنقل الفتن القبلية وغيرها للجنوب الذى رأى شعبه أن أهم ما فقده بعد عام 1994 هو الدولة والنظام والقانون والأمن والاستقرار فدولة الجنوب لا مجال فيها للفساد والمفسدين ولا مجال فيها للقبلية والأسرية والأمن فيها للجميع فشعر شعب الجنوب أنه فقد كل ذلك فهب فى نضال سلمى منذ عام 2007 مطالباً باستعادة دولته وسيادته وهويته التى عبث بها نظام على صالح وشركاؤه وواجه النظام أبناء الجنوب بهجمة عسكرية قمعية وحشية فسقط أكثر من ألف شهيد وأكثر من خمسة آلاف مصاب وعشرات الآلاف من المعتقلين والمشردين، لكن ذلك لم يفت فى عضل شعب الجنوب بل زاد حراكه اشتعالا اما فى الشمال فقد قضى على صالح على الهامش الديمقراطى كما هو الحال فى عموم البلاد كما كرس الهيمنة القبلية والأسرية وإتجه نحو توريث الحكم وهذه الأمور أغضبت كل القوى الوطنية فى الشارع وزاد من قلقها إضافة إلى ما يشاهده من قمع وحشى للحراك السلمى الجنوبى وتوصلت إلى أن سياسة على عبد الله صالح ستقود إلى تمزيق البلاد وإثارة الفتن والحروب القبلية ففى الشمال شجع النظام الحروب القبلية وخاض 6 حروب فى منطقة صعدة وهذا زاد من قلق اليمنيين وبدأت المعارضة الممثلة فى أحزاب اللقاء المشترك تحذر من سياسة ونهج على صالح الذى سيؤدى بمنهجه المفسد إلى تعميق الفساد والذى سيؤدى إلى إفقار الشعب فى حين تتراكم ملايين الدولارات التى وصلت إلى أرقام فلكية فى حساب الأسرة الحاكمة ودائرة المتنفذين من حولها بينما الشعب مازال جائعاً ويعانى من الفقر ومشرد بين دول العالم طالباً الحياة الكريمة بينما صالح يعبث بمقدرات بلادهم، وأيضاً عبث على صالح بالأمن والاستقرار فشجع عناصر القاعدة فى أكثر من منطقة وكان يلعب معهم لعبة القط والفأر وأصبح يستخدمهم كفزاعة محلية وإقليمية ودولية.
وبتعاظم الحراك الجنوبى فى ظل انطلاق ثورات الربيع العربى هب شباب اليمن شمالا وجنوباً مطالبين برحيل النظام وواجه النظام هذه الثورات بوحشية فضرب ساحات التغيير السلمية بكل ما يملكه من وسائل القمع لكن الساحات صامدة والشعب صامد حتى تحقق الثورة أهدافها برحيل النظام.
* وما رأيكم فى المبادرة الخليجية؟
ـ المبادرة الخليجية جاءت لتخرج الرئيس على عبدالله صالح من عنق الزجاجة التى وضع نفسه بها والشعب فى اليمن ولكن كما يبدو أنه يبحث عن مخرج آخر ربما لم يقوده الاكتفاء بأثر من سبقوه من الرؤساء العرب أطاحت بهم ثورات الربيع العربى ولم يتعظ مما حدث ، فأمامه ثلاثة نماذج ممن سبقوه ويبدو أنه لن يخرج عن أحد هذه النماذج وعليه الاختيار لأن يأخذ بنموذج بن على أو مبارك أو القذافى.
ونحن فى الجنوب نعتبر أن جوهر الأزمة الراهنة يتمثل فى حرب 1994 ونتائجها التى قضت على الوحدة السلمية والتى حملت على عبدالله إلى أن يوغل فى الاستهانة بقدرات الشعب شمالا وجنوباً والإصرار على تكريس نهجه فى ضم وإلحاق الجنوب وكذا تكريس الحكم الأسرى والقبلى الفاسد ولهذا فإسقاط نظامه ورحيله أصبح واجباً مقدس يتحمل مسؤليته كل الشرفاء ولكن على كل القوى التى تناضل لإسقاط نظام علي عبدالله صالح وهى محقة فى مسعاها عليها أن تثق تماماً بأن إزاحة على صالح هى الخطوة الأولى أمام إعادة ترتيب الوضع فى البلاد والاعتراف بحق شعب الجنوب فى تقرير مصيره مع الاحتفاظ بوشائج الآخاء والتعاون بين الشعب فى الشمال والجنوب بضمان انسياب مصالح الشعب شمالا وجنوباً المتمثلة فى الأمن والاستقرار والنماء والحرية والكرامة.
* هل جاءت المبادرة الخليجية فى صالح الشعبين خاصة الشعب الجنوبى؟
ـ نرى أن المبادرة الخليجية أغفلت القضية الجنوبية وحتى الفقرة التى وردت فى الآليات بشأن القضية الجنوبية لا ترقى إلى جوهر القضية ولذا فهى ناقصة من هذا الجانب وما لم تعالج بما يستوعب مطالب شعب الجنوب فإنها فى تقديرى لن تتنهي الأزمة كما أن بقاء على صالح ونظامه بأى صورة من الصور فى البلاد يشكل الصغرة التى قد تقود لإفشال المبادرة وانزلاق البلاد فى حروب أهلية طاحنة قد تبدأ لكن لا أحد يستطيع أن يتنبأ متى ستنتهي، ونحن نعتقد أن المبادرة برمتها لم تقدم حلا للأزمة طالما أنها أبقت على بقاء على صالح كجزء من النظام حيث أنه الفتيل الذى سوف يفجر الوضع ونلاحظ فى الوقت الذى تم تشكيل حكومة الوفاق الوطنى مازالت قوات صالح تقتل الشباب فى ساحة الحرية فى تعز ووقوع عدد كبير من الشهداء والمصابين يومى الخميس والجمعة ومازال قوات صالح تواصل النهج فى ساحة الحرية فى تعز وغيرها من الساحات الأخرى، ولا نرضى للاشقاء والأصدقاء أن يتقدم على صالح بالمبادرة ليواصل قمعه للثورة الشبابية فهو لن يزيدها إلا اشتعالا وصموداً وإذا استمر فى هذه السياسة عليه أن يبحث عن حل خارج المبادرة ولن يجد إلا أحد الحلول التى فرضتها ثورات تونس ومصر وليبيا.
أما القضية الأخرى فهى القضية الجنوبية فالمبادرة الخليجية لم تتطرق إليها والآلية لمستها بخجل شديد فالمبادرة وتشكيل حكومة الوفاق الوطنى لا يعنى شعب الجنوب فى شىء والقضية الجنوبية مطروحة لمن أراد التعاون فى حلها فى وثائق المؤتمر الجنوبى الأول بالقاهرة.
* وما أسباب انعقاد المؤتمر الجنوبى الأول بالقاهرة؟
ـ لقد عقد أبناء الجنوب المؤتمر الأول بالقاهرة خلال الفترة من 20 إلى 22 نوفمبر الماضى وقد سبقه لقا ً ء تشاورى جنوبى بالقاهرة فى مايو الماضى والهدف من هذا المؤتمر هو طرح القضية الجنوبية بمختلف أبعادها مع رؤية أبناء الجنوب لاستراتيجية حلها أمام أطراف ثلاثة وهى الثورة الشبابية والشعبية وفى اليمن والمحيط الإقليمى والعربى والمجتمع الدولى. ونحن نثق فى أن هذه الأطراف لابد أن تستوعب جوهر القضية الجنوبية وتسعى مع الجنوبيين لحلها لأن زوال نظام على عبدالله صالح بشكل كلى أو جزئى يحل الأوضاع فى اليمن ولكن لن تستقر الأؤضاع فى اليمن إلا بحل عادل للقضية الجنوبية وسوف نتناول فى اللقاء القادم مستقبل دولة الجنوب ما بعد حكم على عبدالله صالح والرؤية المستقبلية التى طرحها المؤتمر الجنوبى الأول بالقاهرة.
هل أعجبك الموضوع:

ليست هناك تعليقات :