الأربعاء، 9 نوفمبر 2011

في حضرموت الجنوب.. شاهدت حقول النفط المنهوب(1-3)

المكلا اليوم / كتب د. حسين العاقل

توطئة لزيارة وصفية:
عند بزوغ فجر يوم الأربعاء الموافق 6 يوليو 2011م كان الشوق المتدفق بخلجات الروح يسابق موجات الأثير، ويرسم بخيال الوعي المتحفز لزيارة مدينة المكلا وعواصم بعض مديريات محافظة حضرموت صور ولوحات من الإبداع الطبيعي التي وهبها الله الخالق العظيم لمعالم الأرض المترامية وما تحتويه من تنوع وتميز في تكويناتها البيئية.
وفي نفس الوقت ما لحضرموت المجد والتاريخ من وقعا في النفس والضمير من قيم الفخر والاعتزاز التي تأصلت في وجدان كل جنوبي حظه القدر أن ينتمي إلى خارطة مساحة الوطن الممتد من حبروت شرقا إلى باب المندب غربا، ومن جنوب الربع الخالي عند دائرة العرض 20 درجة شمال خط الاستواء وحتى دائرة العرض 12,5 درجة جنوب أرخبيل سقطرى في المحيط الهندي.



كان صباح ذلك اليوم في مدينة عدن مشحون بحالة التوجس والحيرة.. وتسوده مشاعر نفسية قلقة ومترقبة بحذر شديد مظاهر الركود والشلل التام للنشاط الاجتماعي والاقتصادي في شوارع مدينة الشيخ عثمان ومحطة النقل الجماعي (الفرزة) الواقعة بجوار جولة القاهرة، وكنتُ ورفيقي المناضل السفير قاسم عسكر، نراقب حالة اليأس والإحباط لدى عامة المشتغلين بالنقل البري بين المحافظات وخصوصا مع تصاعد الأزمة المفتعلة للتموينات النفطية ومشتقاتها. وبرغم من المشاكل والصعوبات التي يعاني منها الركاب المسافرون إلى مناطقهم في المحافظات الجنوبية البعيدة كحضرموت، إلا أننا قد حشرنا عنوة مع عدد من الركاب يتجاوز العدد المسموح به تحت مبرر ارتفاع أسعار البترول وانعدامه، وبالتالي فما على الراكب إلا أن يدفع مبلغ مضاعف لأجرة النقل ويقبل بوضعه المتعب وعوارضه المؤلمة.
الطريق إلى المكلا:
يقدر طول مسافة الطريق بين عاصمة الجنوب السياسية (عدن) وعاصمته الاقتصادية (المكلا) حوالي 620 كيلو مترا تقريبا، وتسير بمحاذاة الشريط الساحلي لمياه خليج عدن والبحر العربي، تقترب من سيف البحر وأمواجه المتكسرة حينا، وتبتعد بين سلاسل التلال الهضبية والرؤوس الصخرية حينا آخر. وعلى طول الطريق المرهق تنتشر نقاط التفتيش العسكرية المستفزة لمشاعر المسافرين، والتي لا تبتعد عن بعضها البعض سوى مسافة قصيرة تتراوح ما بين (2-3 كيلو متر) وتتخذ من المنعطفات الخطيرة والمضايق الجبلية مواقع للتفتيش العبثي والتهديد القمعي إلى درجة أن المواطن الجنوبي المسالم يعيش لحظات عصيبة من الرعب داخل وطنه ويتوقع كلما توقفت سيارة (البيجو) أمام نقطة التفتيش ونظرات الجنود المتوحشة والمتفحصة وجوه الركاب وجيوبهم !؟ أن يتم اعتقاله والقبض عليه بتهمة ما يشأ ذلك الجندي أن يلقيها جزافا من التهم الكيدية بما فيها وانسبها تهمة الإرهاب والانتماء لعناصر القاعدة !؟ وبالذات في النقاط المستحدثة في المنطقة التي تمر فيها أنابيب نقل النفط المنهوب من محافظة شبوة، وأيضا في النقاط المتعددة والمحيطة بميناء (بلحاف) لتصدير النفط الخام والمحصن بمتاريس عسكرية تتخذ منها الدبابات وراجمات الصواريخ وأنواع كثيرة من الأسلحة الثقيلة مواقع دفاعية لحماية أكبر وأضخم مشروع اقتصادي لنهب ثروة الغاز الطبيعي (المسال) من حقول شبوة قطاع 5 جنة/هنت، والذي منه يصدر يوميا حوالي 9.3 مليون طن متري من الغاز إلى الأسواق العالمية، حيث تشاهد الترسانة العسكرية وهي في حالة استعداد قتالي عالي مصوبة فوهات مدافعها باتجاه الطريق الإسفلتي وكأنها ستلقي بحمم نيران قذائفها إلى صدور الركاب المسافرين، أن هم حاولوا التأمل واستطلاع ما وراء تلك التحصينات القتالية!؟.
استغرقت الرحلة أكثر من عشر ساعات هي المدة الزمنية التي تكون فيها مشاعر الخوف والهلع مسيطرة على نفوس الركاب، وجميعهم في حالة مواجهة مع القهر والاستبداد تسمع أصواتهم الهامسة والمتمتمة وهم يرتلون سور الآيات القرآنية وكأنهم ذاهبون إلى المجهول الذي ينتظرهم فيه الموت والهلاك، حتى رمال الكثبان الرملية المتحركة على جانبي الطريق في بعض المناطق الجافة تهاجم الوجوه والعيون تحديدا وكأنها تعبر عن غضبها واستنكارها لما يحدث من ممارسات إجرامية يتجاهلها أبنا تلك المناطق، بل ويغضون الطرف عن اتخاذ موقف وطني وإنساني لحماية أنفسهم وأبنائهم من عمليات التهريب والتي تمارس من قبل شخصيات متنفذة في سلطة نظام صنعاء، ويمكن معرفة ما يمارسوه عبر منافذهم الخاصة والسرية من محرمات من خلال اللوحات الاستعراضية الكاذبة المنصوبة على جانبي الطريق في منطقة (فوة) وعند مدخل مدينة المكلا ومناطق أخرى ومنها (لا للإرهاب.. لا لتهريب الأطفال.. لا لتهريب المخدرات و..؟ بينما واقع الحال حسب تأكيدات المناضلين الشرفاء من أبناء حضرموت تشير إلى أن هناك العديد من الحصون المشيدة والمجهزة بوسائل الرصد والمراقبة تنتشر على امتداد السواحل الجنوبية وعلى طول الطرق والمنافذ البرية يمكن مشاهدتها ومعرفة نشاطها أثناء ساعات الليل عندما تدب فيها حيوية الحركة والتواصل في عمليات التهريب والتجارة الخسيسة، في حين تتوقف وتنعدم فيها الحياة أثناء ساعات النهار!؟. وبفعل ذلك تجد الكثير من الشخصيات السياسية والدينية والاجتماعية في المجتمع الحضرمي يعبرون بكل وضوح عن سخطهم ورفضهم القاطع لتلك الأعمال الدنيئة، والتي يدركون مخاطرها وأبعادها المستقبلية على حياة وصحة الأجيال القادمة، أن هم تمادوا في تجاهل عواقبها المأساوية.
حضرموت أرض الخير والعطاء:
تعد محافظة حضرموت أكبر المحافظات الجنوبية مساحتا وأكثرها سكانا، حيت تقدر مساحة حضرموت نحو 193.032 كم2، وهي بذلك تمثل نسبة 36% من مساحة الجمهورية اليمنية ونسبة 57.1% من مساحة محافظات الجنوب البالغة حوالي 338.000 كم2 كما يقدر عدد سكانها عام 2005 بحوالي 2.028.556 نسمة وهي بذلك تتألف من 30 مديرية ولحضرموت تاريخا مجيدا في الحضارة الإنسانية، فقد كان سكانها منذ مهد البشرية قبل الآلاف السنين وما زالوا حتى العصر الحديث من أكثر السكان على مستوى مناطق دول العالم رغبة للهجرة الخارجية وهواية في الترحال والاغتراب، ولهم مميزات خاصة في سرعة التكيف والاندماج مع مختلف المجتمعات البشرية ولهم أيضا صفات نادرة من البساطة والتواضع والأخلاق الحميدة، التي مكنتهم من سهولة الاستيطان وممارسة النشاط الاقتصادي وعلى وجه الخصوص امتهان حرفة التجارة في معظم عواصم ومواني دول العالم، حيث تشير بعض المراجع ومنها الموسوعة الحرة ويكيبيديا إلى أن هناك أكثر من 14 مليون نسمة من أبناء حضرموت مغتربين في دول الخليج العربي وشرق آسيا ومناطق أخرى من العالم وبحكم الشهرة المكتسبة والمتوارثة للحضارم في الأمانة والعفة والكسب الحلال وأعمال البَر والإحسان، فقد كان حظهم الصدق والقناعة والثقة في النشاط التجاري بدليل أن معظم رجال المال والأعمال والمستثمرين في دول شرق آسيا وشرق أفريقيا وفي دول الخليج العربي هم من أصول حضرمية، منهم في المملكة العربية السعودية نحو مليون وربع المليون مشهورين بالنشاط التجاري الواسع ولهم رأسمال مشارك في التنمية الاقتصادية والنهضة المعمارية في دول مجلس الخليج العربي.
وعلى الرغم من هذه الصفات والمميزات المذكورة والمشهودة لرجال المال والأعمال الحضارم ودورهم الكبير في تنمية بلدان العالم المهاجرين فيها، إلا أن السؤال المطروح عليهم والمطلوب منهم الإجابة عليه هو: أين دوركم أيها الطيبون في تنمية وطنكم الجنوبي بصورة عامة وفي موطنكم الأصلي حضرموت بصورة خاصة ؟ ولماذا تتجاهلون حقوقكم وواجباتكم تجاه أرضكم وشعبكم وانتم تدركون وتتابعون عمليات التسابق للسماسرة والمتطفلين من غزاة النصب والاحتيال وهم يعبثون بخيرات وثروات النفط والذهب والثروة السمكية، فيشيدون المدن الصناعية والتجارية في مدنهم المزدهرة ؟ بينما واحدا منكم فقط يمكنه أن يدك تحصينات اللصوص والعصابات الماصة لحوالي 572.000 برميل من النفط الخام يوميا من حقول حضرموت، ويهربون كميات كبيرة من الذهب المنتج من وادي مدن والمحمدين والمقدر حجم الاحتياطي من الذهب بحوالي 3 مليون طن.
المكلا.. عروسة البحر العربي.. بين حالتي الرعب وانتظار الأمل !؟:
قبل أن يتوارى وجه الشمس في مسقط غروبها وتحجب أشعتها سلاسل جبال القارة الملتفة كسياجا بديعا من التلال المتراصة تحتضن بتجاويف صدرها الحنون مدينة السحر والجمال، فتبدو من خلال ضياء الأصيل كأنها لؤلؤة تداعبها الأمواج الهادئة، وتتولى كتل التلال والكهوف والنتوءات الصخرية شديدة الانحدار حمايتها وصيانتها من نوايب الدهر وزلات البشر.. لكنها كما راءيتها لأول مرة في ذلك اليوم تبدو حزينة وفي حالة توجس واكتأب. فبرغم من حفاوة الترحيب والاستقبال لبعض قيادة الحراك السلمي الجنوبي وعلى رأسهم الشيخ المناضل (أحمد با معلم) وكل من المناضلين فؤاد راشد وسالم السيباني (أبو أحمد) عند مدخل المدينة بمنطقة (الفوة) إلا أن الأجواء العامة التي تعيشه المدينة وسكانها الطيبون، تعصف بمشاعر الشوق ولواعج الهيام إليها، فهي لا تختلف عن العاصمة (عدن) أو غيرها من مدن الجنوب الأخرى محاصرة ومحاطة بجيوش الغزاة، حيث توحي لك من ملامحها المشوهة بأن هناك شيئا غريبا قد حل بها، أو أنها فتاة مرعوبة تطاردها الوحوش والسباع، فتتوسل بالقادمين لمحاولة إنقاذها من محنتها التي من جورها فاض صبرها وطال عنها وشقيقاتها موعد الخلاص واستعادة حريتها وكرامتها.
دموع الفرح في اليوم المشئوم:
في اليوم المشئوم لذكرى الاحتلال واستباحة أرض الجنوب (7/7/94م) كان صباح المكلا يزهو ويتراقص مع هتافات الشباب وهم يحملون الإعلام وشعارات دولة الجنوب (جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية)، كانت الجماهير تتدفق بأفواجها من بين شوارع المدينة الفرعية، لتحتشد بحماسها وبسالة استعدادها للتضحية على ضفاف كورنيش المكلا، حيث تجمع الحراكيون ليشكلوا قوة هائلة تتماوج كالطوفان وهم يهتفون بصوت واحد (علي سالم عدن في انتظارك – أنت قائدنا ورمز الحراك) وشعارات أخرى تحيي تضحيات الشهداء وتمجد بطولات المناضل الجسور حسن أحمد باعوم. وتعاهد الله على النضال السلمي لطرد المحتلين. نعم لقد جعلوا من يوم احتلال أرضهم المشئوم، يوما يعبرون فيه عن عزيمتهم وإصرارهم القاطع على التحرير والاستقلال واستعادة الدولة الجنوبية، وبرغم ضخامة الجيوش وكثافة المواقع العسكرية التي اتخذت من الجبال المحيطة بمدينة المكلا متاريسها وتحصيناتها الدفاعية والهجومية، إلا أن زحف الجماهير أرعدت مفاصلهم فأنطوا على أنفسهم في مخابئهم، فتظهر معالم المدينة وكأنها قد تطهرت من مظاهر انتشار جنود الاحتلال، لتبدوا في نهار ذلك اليوم وكأنها نفضت ثوب الحزن والحداد، ولبست ثوبها القشيب وعاد لها وجهها الضاحك.. ولكن بخجل مع تنهدات مصحوبة بزفرات من الغبن والضيم والندم.
في شارع السيلة حيث نصبت خيمة الحرية والكرامة بمدينة المكلا، ترقرقت عيون الجماهير بدموع الفرح، حينما اشرأبت أعناقهم رجالا ونساء شيوخا وأطفال وهم يحملقون بنظراتهم المتفائلة في تلك اللحظة المهيبة، عندما تقدم المناضل قاسم عسكر جبران الأمين العام للمجلس الأعلى للحراك السلمي بصحبة الطفل (عبدالله محمد بامثقال) ليرفعا علم الجنوب على سارية المهرجان بحركات رائعة تصحبها موسيقى السلام الوطني للحراك السلمي الجنوبي فلكم كان الموقف مؤثرا حينما تفاعلت الحناجر بهتافاتها الصاخبة، وزغردت النساء بأصواتهن الرقيقة زغاريد الابتهال لتباشير اليقين بحتمية قدوم ذلك اليوم الآتي والموعد الجميل برفع العلم الجنوبي على سارية دار الرئاسة في مدينة التواهي بالعاصمة عدن قريبا بمشيئة الله تعالى.
الحقائق المثيرة.. كشفت عورة النظام اليمني:
لم تخلف الجماهير وعدها، لتتدفق مرة أخرى بعد صلاة العشاء من مساء ذاكرة اليوم المشئوم، لتشاهد عرضا من اللقطات (الشرائح الضوئية) تتضمن بيانات مثيرة مدعمة بجداول الأرقام والخرائط والصور، والتي تكشف مدى فداحة الإبادة الجماعية لحقوق ومكتسبات الشعب الجنوبي، وتفضح بشاعة الجريمة التي ارتكبها نظام سلطة صنعاء القبلية وجيوشها الغازية، من عمليات النهب والتدمير والتخريب التي طالت حوالي 26 من مباني الوزارات وحوالي 48 من المرافق والمنشاءات الحكومية والممتلكات القطاع العام، وتدمير أكثر من 46 شركة ومؤسسة إنتاجية وخدماتية، واقتلاع معدات وتجهيزات وأصول ثابتة ومتحركة لحوالي 34 مصنعا منتجا للصناعات التحويلية والغذائية مملوكة لدولة الجنوب، وحوالي 18 مصنعا إنتاجيا للقطاعين الخاص والمختلط. كما بينت الحقائق المعروضة الأساليب الهمجية والانتقامية لعمليات البسط والاستحواذ على حوالي 33 مزرعة دولة تقدر مساحتها الإجمالية بأكثر من 27,550 فدانا وتعادل حوالي 160 كيلو مترا مربعا. كما تطرق العرض إلى كثير من الحقائق التي لم يكن يعرف معظم أبناء الجنوب، بأن نظام الاحتلال اليمني قد ارتكب كل تلك الجرائم بحق شعب الجنوبي، ومن أكثرها إجراما وأبادتا هي عمليات فصل وطرد وإقصاء لحوالي 566.616 عاملا وموظفا من أعمالهم وحرمانهم من مستحقاتهم المكتسبة والمكفولة دستوريا، حيث فرض نظام صنعاء القبلي سياسة التقاعد الإجباري على الكوادر والكفاءات المؤهلة علميا وثقافيا.. وبرغم الوضع الأمني المنفلت في مدينة المكلا وخصوصا خلال ساعات الليل، إلا أن الجماهير المحتشدة والمنصتة كانت تتابع باهتمام واندهاش فقرات العرض وهم يفترشوا الأرض وتحت نجوم السماء لمدة ثلاث ساعات، الكثير منهم أصيبوا بحالة الذهول والاستغراب لحجم النهب والتدمير الذي مارسه النظام اليمني، في عدن وفي المكلا للممتلكات العامة والاستيلاء بالقوة على مساحات شاسعة من الأراضي السكنية والتجارية والزراعية والصناعية، وتحديد في استقطاع مساحة أكثر من 424 كيلو مترا مربعا من محافظات عدن ولحج وأبين بسط عليها حوالي 308 متنفذا من القادة العسكريين ومشايخ القبائل ورموز السلطة الفاسدة. فكيف هو الحال في عاصمة حضرموت ؟ سؤال مطروح لمن يستطيع الجواب !؟
الظهور الشنيع للرئيس المحترق:
بعد مغادرة الجماهير وقيادة الحراك خيمة الحرية والكرامة بسيلة المكلا الساعة الحادية عشر والنصف ليلا من مساء اليوم المشئوم، كانت الصورة المحترقة للرئيس المخلوع وهو في تلك الحالة المزرية في انتظارهم على شاشات القنوات الفضائية، وهذه المصادفة العجيبة كانت بمثابة العبرة لمن لا يخشى غضب الله سبحانه وتعالى، فظهور رئيس النظام بتلك الصورة الشنيعة وفي تلك المناسبة الإجرامية، فقد كان الموقف معبر عن حكمة القول المأثور (بأن الله يَمهل ولا يُهمل) وهذه الحقيقة مهما تناساها المجرمون وتجاهلها الطغاة الباغون، فإن مصيرهم لن يختلف عن ذلك المظهر الشنيع في عقاب الله على الدنيا وفضحه أمام الرأي المحلي والعالمي، وهنا تكمن الشماتة ودرجة السخرية والاستهتار من قبل الذين دفعتهم مأربهم الحمقاء ليعرضوا محبتهم له وهو بتلك الصورة المحترقة، وكأن لسان حالهم يقول هذا المصير المحتوم لرئيسنا العائد من جهنم بعد ما ذاق من سعير لفحاتها (الجرعة الأولى)، أو كما قلق عليها الأتقياء بأن حجم الذنوب وضخامة المعاصي وهول الجرائم التي ارتكبها بحق الأبرياء قد كانت نيران الكارثة في مسجد النهدين غير كافية لالتهام إثقالها وأوزار أفعالها !؟ (فهل للمتقين وعباد الله الصالحين العبرة والاعتبار).
في حضرموت الجنوب.. شاهدت حقول النفط المنهوب !؟
هل أعجبك الموضوع: