الثلاثاء، 10 يوليو 2012

(في ذكرى احتلال الجنوب ) كلمات مرة للذين لا يخجلون من انفسهم ولا يخشون ربهم !

 
أحمد عمر بن فريد
صدى عدن
الاهداء / الى كل الذين اجتمعوا على طاولة وحيد رشيد في عدن ليتآمروا على ابناء الجنوب الأحرار .. وللجنوبيين منهم نقول : ليس لدينا ما نجلدكم به سوى هذه الكلمات المرة ان هي صادفت في طريقها بقايا من ضمير حي لديكم .. وبسم الله نبدأ

على ابناء الجمهورية العربية اليمنية من ساسة ومثقفين وعسكريين وأمنيين ورجال دين وقبائل ان يعلموا جيدا ان في داخل كل واحد منهم تسكن عقلية " فاشية – ديكتاتورية – تسلطية " .. وان هذه العقلية تتجلى مساؤها في ابشع صورها واكثرها قتامة حينما يتعلق الأمر بمواجهة الحق الجنوبي العادل ,
ومن يريد منهم ان يتأكد من وجود هذه العقلية في داخله فماهي عليه الا ان يسأل نفسه عن موقفه الشخصي من حق الجنوبيين في استعادة دولتهم المستقلة التي اتحدت معهم طوعيا في عام 1990 م .. تماما كما انفضحت هذه العلقية لدى حميد الأحمر على قناة " الميادين " امام اسئلة سامي كليب ! وهي بالمناسبة عقلية لا تختلف نهائيا في خصائصها ونزعاتها وهمجيتها ووحشيتها عن عقلية رئيسهم السابق علي عبدالله صالح ان لم تكن اسؤ منها ! والا ماذا يعني ان تسمتر آلة القتل في ممارسة جرائمها البشعة كل يوم ضد الأبرياء العزل من ابناء الجنوب في مختلف محافظاتنا بشكل عام وفي مدينة عدن على وجه الخصوص .
ان دماء الجنوبيين لازالت تنهمر مدرارة على ارضهم في مختلف المناسابات الوطنية التي يخرجون فيها للتظاهر سلميا منذ صيف عام 1994م حتى يومنا هذا , فلا تغير في هذه الخصوصية يمكن القول انه قد طرأ مابين مرحلة بطش حكومة الأغلبية المريحة للمؤتمر الشعبي العام سابقا , وهذه الجرائم التي تتحمل مسئوليتها كاملة ما تسمى بحكومة الوفاق التي يرأسها محمد سالم باسندوة حاليا , اذ لا زالت آلة القتل " الشمالية الهوية " تصر على ممارسة جرائمها على نفس الوتيرة وذات النهج " الفاشي " كما كان في السابق تماما .. كما ان الدماء التي تسفك هنا وهناك والارواح التي تزهق بدم بارد على اراضينا المحتلة لازالت " جنوبية الهوية " ! ولازالت الأسباب والأيادي التي مارست القتل يوم 7 / 7 / 1994م هي نفسها التي تمارسه اليوم ضدنا حتى وان كان الذي يتربع على كرسي " سلطتها المزيفة " شخصية جنوبية تسمى عبدربه منصور هادي المارمي " الجنوبي " ! ... انه لأمر مؤسف حقا.
لكن الأمر الذي يبعث على الأسف والأسى وربما الغثيان حتى هو ان يتحفنا الحزب الاشتراكي اليمني ببيانه الهام العظيم الأخير !! الذي يعرب فيه عن اسفه وقلقه لعدم ظهور " بوادر تحسن في النويا " لدى زملائه في المشترك .. كما ان من مصادر الاسف والحسرة التي عبر عنها حزبنا العظيم , استمرار ما اسماه ب " تنامي العنف " في عدن !! بينما كان يتفرض عليه القول ان هناك " تنامي " وتمادي مفرط في قتل ابناء الجنوب من قبل المحتلين ! والغريب ان من مصادر انزعاجه وغضبه الكبير ايضا ما يتعلق بأن " غنائم " ثورة التغيير يجري توزيعها وتقاسمها بصورة غير عادلة !! على اعتبار ان حزب الفكر الاسلامي الكبير " التجمع اليمني للاصلاح " انفرد لنفسه بجميع المناصب الادارية التي اقتلع منها عناصر حزب الرئيس المخلوع ولم ينتبه " الأذكياء منهم " الى ان فعلا كهذا سوف يثير حفيضة قيادات الحزب الاشتراكي (( اليمني )) .
وفي سياق آخر من ذات المرارة .. لازالت الكثير من القوى الشمالية تتحدث عن ضرورة محاسبة القتلة الذين سفكوا دماء " الثوار " .. ثوار ثورة التغيير طبعا , وغالبا ما يشار في هذه الجزئية الى جمعة الكرامة كرمزية لحجم التضحية الجسيمة التي دفع ثمنها شباب اليمن من اجل الاطاحة بصالح , حتى ان هذا الثمن " الباهض جدا " بحسابتهم ادى الى تدخلات فورية وسريعة لدول كبرى و اخرى اقليمية شقيقة لكي تبذل " مساعيها الحميدة " بين المتقاتلين في صنعاء لتنتج ما اسمته بعد ذلك ب" قانون الحصانة " حماية لصالح واعوانه من المحاسبة والمحاكمة , وهو ما دفع دموع باسندوة للانهمار في المرة الأولى في البرلمان لتقول ان دماء الثوار غالية علينا لكن اليمن اغلى ... في الوقت الذي لم تتكرم فيه مآقيه بدمعة حزن واحدة على دمائنا التي تسفك كل يوم من قبل قوات عسكرية تقع تحت سلطته ولو حتى من الناحية النظرية , ناهيك عن القول ان باسندوة وجميع وزراء حكومته لم يتساءلوا نهائيا ان كانوا مسئولين عن قتل ابناء الجنوب اليوم ام لا ! ... او ماهو الفرق مابين قتل الأبرياء في جمعة كرامتهم وقتل البرياء العزل في عدن يوم امس على سبيل المثال ! ولماذا " يجب " ان يحاسب القتلة هناك ولا " يجب " ان يحاسبوا هنا ؟؟ .. ترى هل يشعر باسندوة بقليلا من الخجل حينما يواجه مثل هذه المقارنة و مثل هذه التساؤلات ؟.. لا اعتقد .
لكن المؤلم لنا ايضا في الجنوب ان يبلغ تدخل بعض الدول مداه من اجل حقن الدماء في الشمال , في حين ان " دماء الجنوبيين " التي لم ينقطع تدفقها وسفكها من قبل الشماليين انفسهم منذ الحرب على الجنوب لم تثر اهتمام او حتى شفقة احد منهم ! .. واذا كانت دمائنا التي تسفك كل يوم وهي تدافع عن حقها المقدس في السيادة الكاملة على ارضها لم تحترم من قبل مختلف القوى السياسية الشمالية ناهيك عن الدول صاحبة المبادرة الخليجية وهو ما يمكن تفهمه وفقا لمعطيات الواقع السياسي المر , فان السؤال الذي يطرح نفسه حاليا يقول ولماذا لم نشاهد اي وزير جنوبي من وزراء حكومة الوفاق هذه يحتج على تواصل واستمرار هذه الهمجية والوحشية ضد الجنوبيين بهذه الكيفية المقيتة ولو حتى من باب المزايدة أو من قبيل ذر الرماد في العيون ؟ .. ولماذا – على سبيل المثال – لا يغتنم الوزير الجنوبي / واعد باذيب هذه الفرصة التاريخية ليقدم استقالته احتجاجا على سفك دماء اخوانه في عدن وحضرموت, خاصة وصديقنا العزيز يعلم ان الكرسي الذي يجلس عليه حاليا انما ناله بفضل تضحيات الشهدء من ابناء جلدته ! حتى وان كنت شخصيا اعتبر مثل هذه المقاعد الوزارية التي تمنح على حين غرة ومن اجل تطييب الخواطر على حساب قضايا وطنية كبيرة تمثل في حقيقتها معنى " الانتهازية " في ابشع صورها ... ويؤسفني هنا يادكتورنا العزيز ان اهمس في اذنك ان عليك مواجهة هذه الحقية في كل مرة تلامس فيها اصابع يديك جلد كرسيك الوزاري الوثير ! ثم عليك بعد ذلك ان تنظر الى اصابعك لتشاهد دماء الشهداء من اخوانك وقد علقت بها ورسمت عليها معاني مريرة وكلمات امر.. وهل هناك ما يمكن ان يضاهي هذا التصور وهذا الألم من كوابيس حية أخرى ؟... ايضا لا اعتقد .. انها هدية مستنسخة ابعثها على عجل الى جميع حراس كراسي الخزي والعار من الجنوبيين في سلطة الاحتلال اينما كانوا .
في عدن .. ومنذ ان كان عبدالكريم شايف سلطانا في منصبه , كان محافظ عدن الحالي وحيد رشيد " الاصلاحي " منبوذا .. وعديم الصلاحية والصلاحيات كنائبا فخريا لجميع المحافظين السابقين .. لكنه يريد اليوم أن " يستأسد " على الجنوبيين في عدن بممارسة القتل والتكيل والقمع مستلهما كل هذه الفجاجة والوحشية ممن سبقه في مناصب القتل امثال طريق وقيران ومقوله وقرر وغيرهم من اصحاب " الاسماء الجميلة " ! ولذلك عمد الى تحييد صادق حيد من منصبه .. لكن عليك ان تعلم يا وحيد ان الوضع في هذه المرحلة يختلف كلية عن جميع المراحل السابقة , وأن الجنوب كدولة مستقلة بات قاب قوسين او ادنى من عودته الى حضن ابناءه وحراسه وطلابه ورهبانه الحقيقيين . وحينها لا اعتقد ان " قانونا للحصانة " يمكن يكون له وجود على طاولة اي حوار جنوبي – جنوبي قادم ...
هذه الكلمات المرة اهديها لمن يستحقها .. لكنني ارغب ان انهيها بهذه الرسالة المرة ايضا الى " بعض " اخواننا من ابناء تعز الحالمة والتي عليها ان تحلم بدروها في مناطقها هي بعيدا عن حلم السيطرة على الجنوب .. اخواننا الذين كانوا ولازالوا حتى اليوم مع الاسف الشديد يلعبون بارادتهم وبمحض اختيارهم دور " رأس الحربة المسموم " الذي تصر قوى الظلام المحتلة للجنوب في صنعاء على غرسه كل يوم في الجسد الجنوبي المثخن بالجراح الخطيرة , ان على ابناء تعز " المتورطين منهم " - حتى لايقول احد اننا عممنا - عليهم ان يدركوا ان لدينا في الجنوب ذكريات مريرة مع ارثهم السياسي المليئ بالكيد والخديعة حتى النخاع , وبذات القدرعليهم ان يعترفوا انه وبالقدر الذي كان فيه الجنوب كريما معهم في مختلف المراحل , الا انهم في المقابل لم يكونوا الا " صناع مهرة " للمطبات والخدع القاتلة للجنوبيين على مختلف المراحل قبل ان يتحولوا الى جزء رئيسي – كما يحدث اليوم في المنصورة – من آلة القتل الشمالية .

ان صنعاء وحكامها لازالوا حتى اليوم يستخدومنهم في نحر الجنوبيين في مختلف الساحات دون ان يورطوا انفسهم بجرائم يعلمون جيدا كم هي مخجلة وكم هي بشعة وكم هي وضيعة ! .. فلماذا يقبلون على انفسهم القيام بهذا الدور المخجل ضدنا ؟
ايها السادة من ابناء تعز العزيزة علينا ... لتعلموا اننا لسنا قوما فاشيين ولا يمكن ان نكون او نقبل في اي مرحلة ان تتولد لدينا في الجنوب قوى سياسية ذات نزعات فاشية تجاهكم تحديدا , على الرغم من كم المرارة الكبير المتولد لدى قطاعات كبيره من اخواننا تجاه مختلف الأحداث وصناعها من قبل قياداتكم , وعلى الرغم من معاركنا ( الجنوبية – الجنوبية ) في الحوارات الساخنة في هذه القضية تحديدا ضدا لما يعبرون عنه من رؤى متطرفه تجاه ابناء تعز , الا اننا نخشى ان تترسخ لديهم قناعات يصعب انتزاعها على شاكلة انهم كانوا ولازالوا يمثلون دورا مماثلا لدور اليهود في المانيا اثناء الحرب العالمية الأولى ! .. فهلا تنبهتم لما تفعلونه بنا من بلاء ؟ .. وهلا فهمتم ان نضالاتكم وتضحياتكم ينبغي لها ان تسير في اتجاهاتها الطبيعية وفقا لما تقتضيه مصالحكم في مناطقكم المضطهدة تاريخيا من صنعاء ! .
وفي ختام المرارة / بجوار جثمان الشهيد البطل / عادل هيثم جابر... والى جانبه صف آخر من الشهداء والجرحى .. والدماء تنزف فوق اسرة العذاب والمعاناة في يوم العذاب والسواد .. يوم 7 / 7 , والموت يحلق مابين الجثث الملقاه هنا وهناك ليختطف من يشاء من خيرة شباب الجنوب. كتب زميلي عبدالحكيم الجهوري هذه الخاطرة الشعرية السريعة التي وددت ان اختتم بها كل هذه المرارة :يا أمي .. ان انا نلت الشهادة .فزغردي في فم الدمع ابتسامة !ان انا نلت الشهادة .فاستمدي من خنسائنا فن الارادة .. واجعلي يا طاهرة من نار احزانك عبادة .
هل أعجبك الموضوع:

ليست هناك تعليقات :