عدن الغد
هناك عددا من المستجدات الجديدة ظهرت على الساحة , وهي المستجدات التي فرضت علينا طرح هذا التساؤل الهام , لأننا بلا شك نمر بمرحلة ” نكون او لا نكون ” فالمرحلة الراهنة يجب ان لا تكون للمناكفات والمماحكة السياسية كما لاحظنا طيلة الخمس السنوات الماضية والتي لولا تضحيات الشباب وصمودهم لأصبحت القضية الجنوبية في خبر كان ..
ولعل من اهم تلك المستجدات هو ما يجري بصنعاء وهو نجاح القوى العظماء في افشال وشرخ ثورة الشباب بالشمال وتنصيب نظام حكم توافقي ” سلطة ومعارضة ” نظام يكون خاضعا لأجندتها ولا يخرج عن عباءتها السياسية , ولان المبادرة الخليجية يتم تنفيذها على قدم وساق ودون ان تواجهه أي معوقات او اعتراضات من كلا الطرفين , فهذه اشارة الى ان الازمة قد انتهت بالشمال كما ارادت لها تلك القوى , ولان الازمة انتهت بالشمال فبدون شك ان انظار تلك القوى بذاتها سوف تتجه صوب الجنوب , وقد تستخدم نفوذها الخارجي والداخلي ” أي داخل الجنوب ” وسؤالي هنا , هل الجنوبيين قادرون على ردع وصد هذا التدخل ام انهم سيهيئون له الارضية كما حدث بالشمال ؟؟ هل سيسمح شباب الجنوب لتلك القوى بشق الثورة الجنوبية وتمزيق وحدة الصف الجنوبي ؟ ربما تمزيق الصف ما بين مطالب بالاستقلال ومطالب بالفدرالية , وبالتالي ربما نرى تلك القوى تستخدم نفوذها بالمحافل الدولية وتوجد لنا حل وسطي يقضي بتمكين الجنوبيين من المشاركة بالسلطة والثورة بالتساوي , وبعدها لن نكسب لا فدرالية ولا استقلال . وهذا حل برأي تلك القوى مناسبا انما منظور الحفاظ على مصالحها , وهذا ما حصل بثورة الشمال حينما تم استبعاد شباب الثورة واتت بالسلطة والمعارضة الخاضعتين لسياسياتها واملاءاتها لإدارة امور البلاد ..
وهناك اللقاء الذي تم بين الزعيم باعوم ووزير خارجية اليمن ابوبكر القربي بالسعودية والذي اكد فيه الاول للأخير ان لا تفاوض ولا حوار إلا على قاعدة فك الارتباط , وبغض النظر عن ما دار بين الرجلين إلا ان هذا اللقاء يعتبر على هذا المستوى العالي هو بمثابة بداية اعتراف نظام الشمال بوجود قضية جنوبية ولا يستعبد ان يكون الرئيس هادي التقاء بباعوم اثناء زيارته للمملكة ,,.. وكما لا يستبعد ان نشاهد فيما بعد مفاوضات او حوار بين طرفين الشمال والجنوب ..
وهناك تطورات جديدة على الساحة الجنوبية , مثل عودة القيادي محمد علي احمد من المنفى القسري الذي دام 18 عام , فالرجل منذ ان وطأت قدماه مطار عدن صار حديث الشارع الجنوبي , ورئينا زيارات الوفود والمشايخ القبلية وغيرها من الشخصيات السياسية والاجتماعية والاعتبارية الجنوبية , تتوافد من كل شبر جنوبية لتهنئة الرجل بعودته للوطن , حتى اعتبر الكثيرين ان تلك الحشود بمثابة التفاف حول شخص القيادي محمد علي , لقيادة ومواصلة مسيرة الحراك الجنوبي خاصة بعد اخفاق قيادات الداخل في توحيد صفها ورؤيتها , محمد علي يحظى بسمعة طيبة وعرف عنة بأنة رجل لا يحب المساومة وصلب وقوي في مواقفه , ولا يزال الناس ينتظرون من الرجل بيانا او تصريحا , وقد اعتبر البعض ان عودة القيادي محمد علي قد تكسر الحاجز امام الفئة الصامتة التي ضلت صامته رغم ايمانها بالقضية الجنوبية إلا انها ربما لم تجد القائد الملهم الذي يمكنه ان يحقق للجنوبيين مبتغاهم . كما ان هناك كثيرين يعولون كثيرا على القيادي محمد علي بان يساهم في توحيد قيادات الحراك الجنوبي المتنافرة بين مكونات وفصائل .. وربما نتفاجئ خلال الايام القادمة عودة من تبقى من القيادات بالخارج .. لكن يا ترى هل ذالك يصب في صالح القضية الجنوبية ام يضرها ؟؟؟
كما لوحظ بالأسابيع الاخيرة ازدياد اعداد المصلين في جمعة المعلا وهذا ما شهدناه خلال الجمعتيين الاخيرتين حيث ازداد اعداد المصلين بشكل مضاعف , ولا ننسى ايضا مشاركة المرأة الجنوبية لأخيها الرجل سوى بمسيرة او مهرجان جماهيري بإعداد كبيرة وهي الاعداد التي لم نكن نشاهدها من قبل , وهذا نقطتان تحسبان لصالح امواج التيار المطالب بفك الارتباط ..
اسئلة هامة جدا :
ان القضية الجنوبية تعيش مرحلة مخاض عسير وعسير جدا , فهل لدى الجنوبيين استراتيجية لتجاوز هذا المرحلة ؟؟ هل الجنوبيين قادرون على مجابهه أي قوى اجنبية تتدخل لحل القضية الجنوبية ؟؟ هل الجنوبيون قادرون على حمل ملف القضية الجنوبية الى المحافل الدولية ؟؟ هل يمتلك الجنوبيين اوراق ضغط وقوة على تلك القوى حتى لا تساوم على مستقبل القضية الجنوبية ؟؟ هل وصلت القناعة لدى الجنوبيين ان مرحلة اليوم تتطلب من الجميع التوحد صفا واحدا ؟؟ هل ” القيادات الجديدة القديمة ” تدرك ان المرحلة القادمة يجب ان تكون لشباب اليوم المتحرر من صراعات الماضي ؟؟ اسئلة نود نشاهد اجاباتها تتحقق على ارض الواقع تعرفوا ماذا يعني ارض الواقع ؟؟ أي نريد افعال نشاهدها بأم اعيننا تتحقق … وليست بيانات ودعوات وكلام فارغ لأننا هرمنا وكللنا ومللنا من كل هذا العمل … فنحن داخلون على مرحلة نكون او لا نكون وهي مرحلة تتطلب من الجميع قيادة وجماهير الجد والجدية والإخلاص الوطني …
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق