عدن (( عدن الغد )) سالم بامدوخ:
كشفت مصادر في الحراك الجنوبي المطالب بفك الإرتباط عن صنعاء وإعادة الوضع بين الدولتين إلى ماقبل العام 1990م عن مشاورات تجري بين قيادات في الحراك لمناقشة متطلبات المرحلة الراهنة والتي وصفت بمرحلة الحسم الثوري الجنوبي وصنفت على أنها أهم مرحلة في تاريخ المسيرة النضالية للحراك .
وتطرقت مصادر (( عدن الغد )) إلى جانب من هذه المشاورات الجنوبية وبالذات التي جرت بين القياديين البارزين في الحراك الجنوبي / علي محمد السعدي وعلي هيثم الغريب ولمعرفة تفاصيل المشاورات بينهما تواصلنا مع القيادي البارز في الحراك الجنوبي العميد / علي السعدي والذي بدوره رد على استفساراتنا قائلا :
لقد أقتربت مسيرة الحراك الجنوبي من نهاية العام الخامس من عمرها وكنا أنا والمحامي الغريب مدركين أهمية هذه المرحلة والتي أسميها من وجهة نظري مرحلة الحسم لقضية شعبنا الجنوبي المحتل على حد تعبيره .
وأضح السعدي الأسباب التي دفعته لتصنيف المرحلة الراهنة بمرحلة الحسم الثوري حيث قال ان هناك استحقاقات سياسيه قادمة تتطلب منا ان نستفيد منها وانه يجب ان نوحد الصفوف ولو على شكل تحالف جبهوي جنوبي بين كل أطياف العمل السياسي الجنوبي .
وأشار السعدي إلى ان الحديث كان طويلا في مشاوراته مع الغريب لكنه قال بأنهما قد توصلا إلى حقيقة مفادها ان لامشكلة في الحراك الجنوبي ولكن المشكلة تكمن في الأنصار للحراك ؟ والذين قال بأنهم جعلوا من الحراك ممر عبور إلى بعض المفاهيم المغلوطة التي ان تم التسليم بها قد تفقد الحراك مبادئه العظيمة التي خرج على هداها.
وقال السعدي ان المحامي الغريب شبه ماسبق الإشارة إليه حول المشكلة التي يعاني منها الحراك بنفس المشكلة التي تعاني منها تفسيرات خاطئة للشريعة الإسلامية والتي تعد مقام مقدس وقال لا جدال حولها ولكن المشكلة تكمن في أنصار الشريعة وليست في الشريعة الإسلامية السمحى وهناك وجه شبه رهيب بين أنصار الشريعة وأنصار الحراك .
وقال العميد السعدي ان الأسباب التي دفعتهم إلى هذه المشاورات الجنوبية هي أسباب الخلل واللقط الخاطئ لمفاهيم الاجتهاد المغلوطة وكيفية العمل على إصلاح تلك المفاهيم في الحراك ليحافظون على ماهو مقدس ويعتبر من الثوابت التي لا تحتاج الانحراف لان الانحراف فيها سيؤدي إلى انتكاسه خطيرة وقد تفرغ تلك الثوابت من أهميتها وتتحول إلى عرضه قابله بان تختلط فيها المفاهيم الخطرة والمميتة لتلك المسلمات السامية.
وتحدث العميد السعدي عن بعض النقاط المتعلقة بالأهداف الأخلاقية التي قال بأنها وعلى هداها أنبثقت ثورة شعبنا الجنوبي التحررية الثانية بقيادة الحراك السلمي الجنوبي على حد تعبيره وقال من أهمها قاعدة (( الجنوب ملكا لكل أبناءه مهما اختلفت الآراء )) . مؤكدا على ان هذه القاعدة هي ذات أهمية كبيره جدا في نجاح ثورة الشعب الجنوبي لأنها تجعل كل أبناء الشعب الجنوبي أمام مسؤولية جماعية تجاه ما يعانيه شعبنا من قهر وسلب وقتل وانتهاك لكل القيم والأخلاق الإنسانية من نظام الاحتلال اليمني على حد وصفه .
وأكد العميد السعدي بأن الحراك ومن هذا المبدأ العظيم بدأ بنقل العمل الميداني من واقع التنظير إلى الواقع العملي وقال بأنهم يعملون مع كل الخيرين في الحراك على اتساع رقعة المشاركة في تحمل المسؤولية التاريخية من خلال الحوار الجاد والهادئ بين كل أطياف وشرائح المجتمع الجنوبي للخروج بتوافق فيما بين تلك الأطياف ضمن تحالف جبهوي ينتج عنه قياده مشتركه متفقه على الهدف وفقا لميثاق شرف جنوبي يتم الإعداد له من ذوي الخبرة والكفاءة ويلتزم به الجميع .
وأشار السعدي إلى أنه وبعد ان يتم بالتوافق بين كل تلك الشرائح الجنوبية عبر ممثليها في هذا الحوار والاتفاق على اختيار قياده جنوبيه توافقيه من كل ألوان الطيف الجنوبي ومن ذوي الخبرات في مجال العمل السياسي والقانوني ومن ذوي الخبرة في عمق العمل السياسي والبعد الاستراتيجي للسياسة المجتمعية .
بعد ذلك سيتم تكليف هذه النخبة الجنوبية المنتخبة للقيام بدورهم والاستفادة من خبراتهم لإيصال جماهير الشعب الجنوبي التواقة إلى الحرية والاستقلال إلى هدفها على حد قوله .
وقال العميد السعدي في ختام حديثه ان الشعوب لا يوصلها إلى غايتها إلا النخب السياسية التي تكون مؤمنه إيمان قاطع بقضية شعبها . وتسائل قائلا هل ياترى الأنصار – في إشارة واضحة من السعدي إلى من يسميهم بأنصار الحراك - سيباركون ذلك العمل ام أنهم المشكلة نفسها وربنا يهدي إلى سوى السبيل انه هو الهادي والمعين .
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق