الاثنين، 24 أكتوبر 2011

قبل ان تدخل الشياطين

د..محمد حيدرة مسدوس
قبل ان تدخل الشياطين في لقاء القاهره و ترفضه بالكامل او تقبله بالكامل و ترجعنا خطوات الى الخلف ، كان لا بد من توجيه هذه الرساله السريعه الى جميع الجنوبيين في الداخل و الخارج ، و اوجزها في التالي أولا: ان عقد اللقاء في حد ذاته يعد مكسبا لقضية الجنوب ، و هو ما ظللنا نطالب به منذ حرب 1994م ، و يعرف ذلك رؤساء الجنوب الاربعه : علي سالم البيض و علي ناصر و الجفري و العطاس . و الان و قد تحقق في القاهره بعد حوالي عشرين سنه من حرب 1994م ، فانه يعد مكسبا لا يجوز ضياعه حتى و ان كان متأخرا كل هذا الزمن ، و لابد ان يكون الجميع معه من حيث المبدأ ، و ليس من حيث رؤية الاخ حيدر و بيانه الختامي اللذان صدرا بأسم اللقاء . و لذلك فانني أدعو جميع الجنوبيين في الداخل و الخارج الى اعتماد ما هو ايجابي في لقاء القاهره ، و اسقاط ما هو سلبي فيه و اعتباره لم يكن .
ثانيا: ان ما هو ايجابي في لقاء القاهره ، هو اولا : اللقاء في حد ذاته ، و هو ثانيا : الدعوه الى عقد مؤتمر وطني للجنوبيين ، و هو ثالثا : تكليف الرئيس علي ناصر و الرئيس العطاس بتشكيل لجنة تواصل ، و التي يجب ان تكون لجنه تحضيريه للمؤتمر الوطني المقترح ، سواء سقط النظام ام بقى . امَّا ما هو سلبي فيه ، فهو رؤية الاخ حيدر التي اصدرها بأسم اللقاء و بيانه الختامي ، لانهما تبرعا بالتنازل عن قراري مجلس الامن الدولي ، و عن الهويه الوطنيه الجنوبيه التي قدم الحراك الوطني السلمي الجنوبي الآف الشهداء و الجرحى و المعتقلين و المشردين من اجلها . فرؤية الاخ حيدر و بيانه الختامي اللذان صدرا بأسم اللقاء لم يعكسان ما جاءت به ورقة الداخل التي ألقاها الاخ محمد باشراحيل و الموجوده لديّ ، و لم يعكسان ما جاءت به ورقة الخارج التي ألقاها الشيخ علي فضل بن هرهره و الموجوده لديّ ايضا ، و انما عكسا الرؤيه الشخصيه للاخ حيدر . حيث أكدت ورقة الداخل و ورقة الخارج المشار اليهما اعلاه على نهج الحراك و شعاراته ، بينما الرؤيه و البيان على خلاف ذلك تماما . فلو كانت رؤية الاخ حيدر التي تم اخراجها بأسم اللقاء ، هي نتاج لحوار رسمي مع الاخوه في الشمال او نتاج لحوار مع طرف دولي وسيط ، لكانت معقوله و قابله للنقاش و للاستفتاء من قِبل شعب الجنوب . اما ان تكون نتاج لحوار الاخ حيدر مع نفسه او حتى نتاج للقاء القاهره كما صدرت بأسمه ، فانها في منتهى اللامعقول . كما انها صيغت بأسلوب الاستجداء و ليست بأسلوب طرف سياسي له قضيه وطنيه مع طرف سياسي آخر مازال ينكرها حتى الآن . صيحيح ان هذا قد يكون متفقا عليه مع طرف شمالي ، و لكن مثل ذلك إستهبالا واضحا لاصحاب هذه الرؤيه من قبل الاخوه في الشمال .
ثالثا: انه من حق اي جنوبي ان يقول رأيه بحريه كامله حتى و لو كان مخالفا لرأي الشعب . و لكنه ليس من حقه ان يتكلم بأسم الشعب او يحدد مصيره دون العوده إليه . و يسمح القاده التاريخيون ان أقول لهم بأننا و أياهم لسنا نهاية التاريخ . فما لم نحقق لشعب الجنوب حق تقرير مصيره الذي صادرناه في الماضي و أوصلناه الى هذه المأساه ، فأن الاجيال القادمه هي الكفيله بذلك . و عليهم ان يدركوا بانه لم يصادر حق اي شعب في العالم على تقرير مصيره كما فعلنا بشعب الجنوب ، و لم تستهبل قوى سياسيه في العالم كما أستهبلنا أخواننا الشماليين حتى الأن . و المشكله الاكثر ألماً ان القاده التاريخيين لم يدركون ذلك ، و لم يدركوا بأن كل أخواننا الشماليين بمن فيهم مشايخ القبائل يستهبلونهم حتى الأن ، و انا مقتنع بأنهم اكثر ذكاء و اكثر مكر منهم بكثير ، و اتمنى ان يدرك القاده التاريخيون بأنه كلما أشاد بهم اخواننا الشماليين أكثر كلما استهبلوهم اكثر . فعلى سبيل المثال اعلن اخواننا الشماليين جمعة وفاء الشعب للجنوب ، و استطاعوا بذلك ان ينتزعوا رضاء و اعجاب قادتنا التاريخيين ، و جعلوهم يشيدون بهذا الموقف لثورة الشباب في الشمال . و لو تأملوا في ذلك لوجدوا بأنه تكريس لعدم الاعتراف بالجنوب كشعب ، و الا لماذا لم يقولوا جمعة الوفاء لشعب الجنوب ؟؟؟ . و بالتالي ألم يكن ذلك أستهبالا واضحا لهم ؟؟؟ .
رابعا : لقد علمتنا الثقافه الاشتراكيه بان نقول ما في رؤوسنا و ليس ما في الواقع . و هذه الثقافه مازالت مؤثره علينا . فلم تأت ثوره الشباب في الشمال إمتدادا للحراك الوطني الوطني السلمي الجنوب كما يقول الاخ حيدر ، و انما جاءت تقليدا لثورات الشباب العربيه ، و جاءت في الواقع نافيه للحراك ، و هذا ما يقوله قادتهم السياسيين علنا في الاعلام . و مع ذلك فاننا نؤيد إسقاط النظام و لكننا لا نرفع شعاره و لا نتبناه ، لان رفعه او تبنيه من قبل الجنوبيين هو بالضروره جزءا من دفن قضيتهم . كما ان قضية الجنوب لم يوجدها التصالح و التسامح كما جاء في الكلمه الختاميه للاخ علي ناصر ، و انما اوجدتها الحرب التي اسقطت الوحده و حولتها الى احتلال إستيطاني اسواء من الاحتلال البريطاني و جعلت كل الجنوبيين بلا وطن ، و بالتالي بلا مستقبل بدون الوطن . و لذلك فأن التصالح و التسامح ليس في الكلام العاطفي بين الناس ، و انما هو في وحدة المصير المشترك لابناء الجنوب ، وهو لذلك موضوعي لا خوف عليه كما يعتقد القاده التاريخيين الذين شغلوا انفسهم به .
خامسا : ان ماهو مطلوب من الجنوبيين الان هو السير نحو المؤتمر الوطني الذي أقره لقاء القاهره ، و لابد من الاتفاق على برنامج سياسي من اربع نقاط ، اولها : ان الوضع القائم في الجنوب منذ حرب 1994م ليس وحده و انما هو اسواء من احتلال البريطاني ، و ثانيها : انه من حق شعب الجنوب ان يرفض هذا الوضع ويطالب بحق تقرير مصيره ، و ثالثها : النضال السلمي بكافة اشكاله لتحقيق هذا الهدف ، و رابعها : ان تكون الاداه السياسيه لتحقيق هذا الهدف ، هي كافة القوى السياسيه الجنوبيه المؤمنه بهذه النقاط في إطار جبهه وطنيه تسمى بجبهة الحراك الوطني السلمي الجنوبي بصرف النظر عن انحداراتها الاجتماعيه و الحزبيه ، و بحيث يكون هذا المؤتمر في الخارج و لا يرتبط بسقوط او بقاء النظام . اما مفردات هذه النقاط الاربع ، فكما قلنا سابقا في صحيفة الوسط ، يمكن تقديمها للرأي العام الداخلي و الخارجي في وثيقه تكون مقنعه للعالم و محرجه لصنعاء و تسمح بالمرون السياسيه المطلوبه
هل أعجبك الموضوع:

ليست هناك تعليقات :