الخميس، 27 أكتوبر 2011

دولة الجنوب ضرورة حتمية اليوم قبل غدا

بقلم .. أحمد سالم بلفقيه
بسم الله الرحمن الرحيم
المعلوم لكل قارئ مثقف ينتمي للنخبة اليمنية أو جنوبي حضرمي ينتمي لأرض الجنوب العربي لابد أن يستوعب من خلال الأحداث الجارية في الساحة اليمنية وكذا بالساحة الجنوبية أن بوادر تأسيس وتشكيل الدولة الجنوبية الحضرمية من باب المندب حتى الحدود العمانية قد صار قد حقيقة ماثلة للعيان وقد صار ذلك مطلب جنوبي عام لكل فئات الشعب الجنوبي بعد أن نشر النظام اليمني من مولاة ومن معارضة ومؤسسة عسكرية تفاصيل الصراع التاريخي بين بيوت الأحمر الثلاثة المتمثلة بمشايخها كطرف أول وجيش علي محسن كطرف ثاني وكذلك من قبل رأس النظام كطرف ثالث فقد صار كل طرف يفضح وينشر خوافي وبواطن ما كان متفق عليه في غابر الأيام حتى صار الجنوبيين على قناعة تامة أنهم قد استدرجوا إلى كمين بين تلك المجموعات يتقاسموهم أثلاث كغنيمة وكان ذلك بذور تدمير أنفسهم بأنفسهم وهو ما هو يجري اليوم باليمن بين هولاء الأطراف الثلاثة فاليمن والجنوب أرضا وشعب هما الضحية .
ومن خلال ما تقدم فقد صار مصلحة دولية وإقليمية فصل الجنوب عن اليمن وضرورة محلية كذلك لكلى الشعبين .. الشعب الجنوبي والشعب اليمني .. وصارت مسألة استعادة الدولة الجنوبية تحتاج ليس إلا إلى وقت وكذا ترتيب أوضاع اليمن من جديد والعودة للماضي هو مسالة جادة وملحة .
وذلك من خلال التالي ..
1- لقد وصل التناقض بين شعبي الجنوب واليمن إلى مرحلة من التأزم بحيث وصل إلى درجة الصدام والصراع وقد وصل إلى نقطة اللا عودة وبعد هذا التأزم وما وصل له نجد أنه من الممكن بعد هذا أن يؤثر على مستقبل بناء العلاقات وفق مبدأ حسن الجوار .
2- أن الصراع الذي أساسه هو الحالة الوحدوية التي لم تستوعب المؤسسة القبلية اليمنية معنى صيغ التوحد ومبدأ قبول الشراكات كما أن الوقت الذي دخل فيه الجنوبيين الوحدة كان توقيت خاطئ فقد كان المجتمع الجنوبي يعاني من أختلالات بنيوية وهيكلية نتيجة لخروجه من النظام الاشتراكي إلى نظام السوق ولم يعطى له الفرصة لاستعادة توازنه فلا تجار جملة به ولا صناعة ولا مؤسسات توجد به خاصة أو عامة قادرة على المنافسة ولا توجد به عمالة ماهرة أو متخصصة بكل ميادين العمل لذا كان الفشل والصراع هو المستقبل الحتمي وكانت النتيجة القفز على العملية الوحدوية باكتساح الجنوب وما تلى حرب 1994م من نتائج هم اليوم يعيشون حالات تناقضها ليس بين اليمن والجنوب بل بين اليمنيين أنفسهم .
3- نحن نعلم علم اليقين من خلال القراءة والمتابعة المستمرة لتفاصيل الصراع اليمني أن الصراع الذي يعيشه اليمن مختلف عن جوهر المشكلة بالجنوب ففي اليمن هناك صراع بين الثلاثة الأطراف من بيوت الأحمر (واحد ضد أثنين) والثوار وبقية الشعب هم أدوات بين هذا وذاك .. وجوهرها الجنوب فالجميع يتصارعوا على غنائم الحرب منذ العام 1994م وبحسم خروج وأبعاد الجنوب أرضا وثروة عن حلبة الصراع ينتهي الصراع باليمن نهائيا ومن ثم يعودون إلى رشدهم والى صراع آخر ومن نوع آخر أقل شدة ووطأة فيما بينهم .
4- أن الجنوب لا محالة لن يستطيع المؤتمر الشعبي اليمني حكم الجنوب وشعبه وكذلك صار حقيقة مدى الرفض من قبل شعب الجنوب لحكم حزب الإصلاح اليمني وكذا أحزاب اللقاء المشترك اليمنية والتي لا يوجد في الجنوب سوى الحزب الاشتراكي أو بقاياه .. وبهذا نرى أنه قد حسمت تلك القوى وأخرجت خارج اللعبة السياسية من داخل الجنوب وصار الحراك الجنوبي واقع يجب التعامل معه من باب الحرص والمصلحة بالمنطقة .
5- لقد تجلى مبكرا بعد ثورة التغيير اليمنية من خلال رد فعل مجموعة السبعمائة شخصية جنوبية في لقائها بصنعاء والذين تقدمهم الوزير باصرة وآخرين من ناحية ومن ناحية أخرى نرى أن الساحات الجنوبية للتغيير تنحسر بتسارع مستمر لمصلحة الحراك الجنوبي السلمي وهي حالة بديهية فالجميع يعرف أين مصلحته كأفراد ومصلحة شعبهم كنخب .
6- كما يعلم كل الجنوبيين أن التغيير آت باليمن ولن يكون للجنوبيين بشكل عام أي مصلحة في التواجد باليمن وفق صيغ الحرب والصراع الآني والمقبل فلا ناقة لهم ولا جمل ولا يطمح أيا من الجنوبيين في حكم اليمنيين وهم يعلمون علم اليقين أنهم لا يستطيعون ذلك وفق الواقع المعقد وفي ظل وجود مؤسسات بني حشيش وبني مطر وأرحب وخولان وحاشد وتعز وتهامة والحوثي والكثير من العقد المركبة .
7- أن هزيمة النظام من مولاة ومعارضة متمثل في نخبها ورموزها هي الخروج من الساحة اليمنية إلى الشتات وقد يعود التاريخ من جديد فقد قال حكيم بيت الأحمر الشيخ عبدالله بن حسين لقد كان في فكرنا اكتساح الجنوب عسكريا بعيد الاستقلال ولكن خوفا من انتصار الإمام وهزيمة الثورة فقد كان الجنوب مصلحة لنا ومأوى مضمون .. ونحن كجنوبيين لازلنا نقول بذلك وعليهم باستباق الفرصة والزمن قبل أن يرث الجنوبيين مستجدات تغيرهم من قبول هذا المنطق فالأوراق تخلط ويعاد فرزها بأشكال متعددة ومتسارعة فما هو اليوم مقبولا قد لا يكون كذلك غدا .
هل أعجبك الموضوع:

ليست هناك تعليقات :