الجمعة، 16 أغسطس 2013

مطلب ممثلي الحراك بالتفاوض بين الجنوب والشمال يهدد بالعودة الى نقطة الصفر

طالب ممثلو الحراك الجنوبي المشاركون في مؤتمر الحوار الوطني اليمني بالعاصمة صنعاء، بالتحول للتفاوض الندي بين الشمال والجنوب وفي دولة محايدة تختار من قبل رعاة المبادرة الخليجية، كاشتراط لمواصلة مشاركتهم في المؤتمر، الذي امتنعوا عن حضور جلساته منذ أول أمس، الأمر الذي يهدد الحوار بالتوقف، والعودة الى نقطة الصفر فيما يتعلق بالقضية الجنوبية .

الخليج الأماراتية\صنعاء - عبدالرحمن أحمد عبده:

وجاءت رسالة رئيس فريق القضية الجنوبية في مؤتمر الحوار محمد علي احمد، المرفوعة الى الرئيس عبدربه منصور هادي لتضع حداً لقراءات ملتبسة حول موقف الجنوبيين المشاركين في مؤتمر الحوار بصنعاء . فقد رفع الأول سقف موقفه الى حد يضع الرئاسة اليمنية ورئاسة مؤتمر الحوار في موضع بالغ الحرج والحساسية، نظراً لأن القضية الجنوبية باتت من دون شك المعيار الأساس لنجاح أو فشل مؤتمر الحوار الوطني الشامل الذي يحظى برعاية اممية واقليمية .

وطالب محمد علي احمد، الذي يرأس تكتل المؤتمر الوطني لشعب الجنوب، في رسالته الى “التحول للتفاوض الندي بين الشمال والجنوب وفي دولة محايدة تختار من قبل رعاة المبادرة الخليجية” و”البدء الفوري بتنفيذ النقاط ال(20 + 11)” الخاصة برفع المظالم التي لحقت الجنوبيين منذ حرب ،1990 و”تحديد برنامج زمني وآلية لعملية التفاوض وخارطة طريق لتنفيذ المخرجات”، و”أن تضمن الدول الراعية للمبادرة الخليجية ومجلس الأمن تنفيذ الحلول المتفق عليها للقضية الجنوبية” .

وبررت الرسالة هذا الموقف بالإشارة الى انه “لمسنا بشكل واضح حجم التحجيم والإبهات للقضية الجنوبية كقضية شعب، دولة، هوية، انتماء، ثروة وأرض، معتبرة أن “كافة الجهود المبذولة من قبل الحراك الجنوبي السلمي بمكوناته المتعددة المشاركة في الحوار الوطني، وتلك الرافضة لقناعاته المسبقة من أن نتائج الحوار لن تؤدي إلى نتائج إيجابية لنصرة القضية الجنوبية” .

واتهمت رسالة ممثلي الحوار الى رئيس الجمهورية القوى الرئيسة في مؤتمر الحوار بعدم الجدية وعدم وجود قناعات صادقة في معالجة القضية الجنوبية معالجة عادلة ترضي الشعب الجنوبي، وقالت ان هذه هي “الحقيقة الواضحة عند تقييم مسارات مؤتمر الحوار” .

واعتبر محمد علي احمد أن آلية مؤتمر الحوار التي قبل فيها الحراك المشاركة في ضوئها كان له بشأنها ملاحظات جوهرية حيث لم يشارك الحوار في صياغتها وقد وجدها في هذه اللحظة عائقاً رئيساً يحول دون الوصول إلى حلول عادلة ومنصفة للقضية الجنوبية، على حد تعبير الرسالة .

واتهم المكونات الرئيسة للمؤتمر باستخدام مسار حل القضية الجنوبية “كوسيلة لحل تناقضاتها على حساب القضية، كان المنتظر اقلها، الاعتراف بخوض حرب صيف 1994 ضد الجنوب والاعتذار الذي لم يحدث، فكيف نأمل بالخروج إلى نتائج مرضية والمكونات الرئيسة تفتقر إلى الصدق والاعتراف بالأخطاء؟” .

من جهة ثانية، علمت “الخليج” أن ثمة اتصالات اجريت خلال الساعات الماضية بين الرئاسة اليمنية وقيادات في الحراك الجنوبي لاحتواء انتكاسة وشيكة للمؤتمر عقب تعليق فريق القضية الجنوبية مشاركته في أعمال الحوار وامتناعه عن استئناف عقد جلسات أعماله منذ الثلاثاء لاعتبارات تتعلق باحتجاجه على البطء في تنفيذ تعهدا ت الرئيس هادي بمعالجة القضية الجنوبية .

واستبعدت المصادر أن يتم استبدال نمط الحوار القائم في اروقة مؤتمر الحوار بصنعاء الى جلسات تفاوضية بين ممثلين للشمال والجنوب تعقد في دولة محايدة وهو ما طلبه رئيس فريق القضية الجنوبية معتبرة أن تسوية القضية الجنوبية عبر مخرجات توافقية تصدر عن مؤتمر الحوار هو الخيار الوحيد والذي يحظى بدعم اقليمي ودولي وأن أية اشتراطات تتجاوز هذا الخيار لن يتم التعاطي معها من قبل الرئاسة اليمنية  .


وأثار تخلف أعضاء فريق القضية الجنوبية المكون من أربعين عضواً عن المشاركة في مؤتمر الحوار عقب استئنافه لأعماله بعد إجازة عيد الفطر مخاوف من طبيعة التداعيات التي يمكن ان تترتب عن استمرار غياب الفريق الذي يعول عليه في التوصل الى مخرجات توافقية للقضية الجنوبية التي توصف بكونها المفتاح لحل بقية القضايا الشائكة .
هل أعجبك الموضوع:

ليست هناك تعليقات :