السبت، 15 ديسمبر 2012

تقريرإبقاء لـ"سيطرة الأحمر".. صنعاء في مهمة تمزيق الحراك الجنوبي


يتساءل الشارع الجنوبي: كيف ستحل قضيته؟ 
المنتصف نت - كتب: ماجد الشعيبي
تتفق صنعاء على حل عادل للقضية الجنوبية بدون شروط مسبقة أو خطوط حمر ويسبق ذلك تعبئة جماهيرية ضد الحراك الجنوبي وضد أي نظام آخر غير نظام الوحدة وحتى الفيدرالية التي تبنتها قوى جنوبية في الخارج تلقى اليوم رفضاً كبيراً.. وهنا يتساءل الشارع الجنوبي: كيف ستحل قضيته؟!

  "الحراك الجنوبي" هو الحامل الشرعي للقضية الجنوبية ومن يحاول صنع ممثل آخر للجنوب فإنه يغالط نفسه وسينتفض الشارع عن بكرة أبيه كما فعلها في مليونية 30 نوفمبر التي جاءت تأكيداً لرفض حوار صنعاء الذي تسعى بعض الأطراف ان تكون هي صاحبة السبق في تمثل وجع الجنوب.
يشترط الحراك الجنوبي حواراً "ندياً" ومتكافئاً وبإشراف دولي يضمن تنفيذ مخرجات الحوار ولا يرفض الحوار كمبدأ، بيد أن قوى النظام القديمة/ الجديدة لا تريد أن يبدو الأمر كما لو أنه إشراك طرف ثالث في الحكم.
يسخر الجنوبيون من مؤتمر الحوار ويتساءلون عن قيمة قضيتهم المدرجة ضمن قضايا كثيرة منها "قضية زواج الصغيرات" ويرون أن قضيتهم أكبر بكثير من أن تحل ضمن قضايا كثيرة يعيشها الشمال ، وفي مسيراتهم واحتفالاتهم الشعبية يطغى شعار "الاستقلال أو الموت" على غيره من الشعارات المعتادة للحراك وهنا ايضاً تعبئة قد تتحول في قادم الأيام إلى عقيدة لا يمكن التراجع عنها.
مكونات وهمية
يسعى حزب الإصلاح بمسمياته المختلفة الثورية والمجتمعة والمدنية لأن يكون صاحب النصيب الأكبر من حصة القضية الجنوبية التي تظهر فارغة حتى اللحظة .
ويعمل الإصلاح بوتيرة عالية لشق الحراك الجنوبي وتشكيل مكونات أخرى بديلة بمسميات جنوبية ثورية، رغبة جامحة يبديها حميد الأحمر عبر مندوبين له في عدن لكسب تمثيل الجنوب ومؤخراً ظهرت العديد من المكونات الجنوبية "الإصلاحية "التي تتحدث عن القضية الجنوبية كقضية عادلة يجب حلها.
إلى جوار "تحالف أبناء الجنوب بصنعاء" الذي تترأسه الناشطة جهاد الجفري وهو تكتل يضم العشرات من أبناء الجنوب المنظمين حزبياً، يأتي "مجلس تنسيق القوى الثورية الجنوبية ويترأسه خالد المنصوب وكلاهما عضوان في التجمع اليمني للإصلاح، وفي عدن جاء نبيل غانم بمكون جديد "تكتل القوى الثورية الجنوبية " وهو التكتل الذي ادعى الأخير أنه يضم الكثير من المكونات الجنوبية ولكن سرعان ما نفت الكثير من المنظمات والكيانات الجنوبية التي تنشط بمدينة عدن صلتها بالمكون، الذي يأتي ككيان جنوبي وهمي سيكون بديلاً عن الحراك الجنوبي في مؤتمر الحوار الوطني ويقف وراءه الشيخ حميد الأحمر .
بالإضافة للمكونات المذكورة سابقاً يحضر اسم "التكتل المدني الجنوبي"، وهو التكتل الذي أعلن تبنيه لتقسيم الجنوب إلى خمسة أقاليم تضم عدداً منها إلى الشمال ، وكان التكتل قد ضم اسماء قيادات جنوبية بالخارج بيد أنها نفت لاحقاً علاقتها بالتكتل وبمشروعه الذي يسعى لتقسيم الجنوب. كل هذه المكونات تتخذ من اسم الجنوب مرجعية لها، وفي حالة اليأس من مشاركة الحراك فإن هذه المكونات هي من ستجلس على طاولة الحوار في الكراسي المخصصة للقضية الجنوبية .
التمثيل الصوري
 
نظام """""""""الاحتلال"كما يحب ان يسميه العميد السعدي، وهو قيادي بارز في الحركة الاحتجاجية الجنوبية عندما طرحنا عليه مسألة سعي بعض القوى لتمثيل الجنوب قال: الحراك موجود على الأرض.
والعالم كما يقول السعدي يعلم انه بالإمكان البحث عن مرتهنين بثمن بخس واحضارهم باسم الجنوب.ويؤكد لـ"المنتصف" ان هكذا تصرف لن يحل المشكلة فالعالم يريد حلولاً لا يريد تعقيداً ولهذا لن يقبل بان يستنسخ للحوار حراك جنوبي آخر كتمثيل صوري فقط. كي ينجح الحوار يشترط العميد السعدي أن يكون بين طرفين وتحت إشراف دولي وشرط آخر يطرحه بأن يكون الحوار خارج العاصمة صنعاء .
شركاء حرب في مهمة البحث عن حل
"الوحدة خط أحمر" وهنا ترجماتها الواضحة "الوحدة من أجل بقاء عائلة الاحمر " شعار يسمعه الكثير ويقرأ على جدران شوارع صنعاء وغيرها من المحافظات ولا يفهمه الكثيرون، حماسة جاهزة من قبل البسطاء للدفاع عن الوحدة مهما كان الثمن، تعبئة سلوكية ودينية -قذرة- كلها ليست من أجل هذا الشعب ولكن من أجل الحفاظ على بقاء عائلة الاحمر التي تفرض سيطرتها على كل خيرات الجنوب بالقوة منذ اجتياح عدن في صيف 94 .
الأطراف المشاركة في الحرب ضد الجنوب يبحثون حالياً عن حل وحدوي ومهما بلغ تقاتلهم في صنعاء فإنهم لا يختلفون على تقاسم خيرات عدن فيما بينهم. لأجل هذا ولبقاء الجنوب ضعيفاً شرع نظام الرجل الأول "علي محسن الأحمر" إلى الدفع بالشيخ عبدالمجيد الزنداني كرئيس لهيئة العلماء المسلمين، حد وصفه. لتقديم فتاوى داعمة لقرارات متخذة من قبل الحاكم، وقبل أي مظهر العالم الجليل بفتوى جديدة مضمونها تحريم "الفيدرالية" واعتبارها نواة للانفصال ويتحدث كُثر أن هذه الفتاوى الجديدة التي يطرحها صاحب اللحية الحمراء تأتي لإجهاض العملية السياسية احتجاجاً من هيئته لعدم تمثيلها ضمن قوام فنية مؤتمر الحوار.
التقاسم الحاصل في صنعاء مستمر، وما قد يجهض هذا التقاسم هو الجنوب وقضيته بل إن مراكز قوى كثيرة ستخسر الكثير إذا ما مثل الجنوب بقيادته الفعلية، كما سيقلب الجنوب كافة الموازين وهذا ما لا تريده القبيلة الحمراء وباقي ألوانها في شمال اليمن.
 تيار "فك الارتباط"
ليس الإصلاح وحده من يسعى لتمثيل القضية الجنوبية، حتى الرئيس هادي الذي يجد نفسه عاجزاً عن حل مشاكل هيكلة الجيش ومن جهة أخرى يسعى بجهد أكبر من جهد الإصلاح لتكوين تكتل جنوبي قوي يشارك في الحوار ويتزعم هذا التكتل شخصيات قادمة من الخارج.
على طريق حوار جنوبي جنوبي وتحت شعار "فك الارتباط واستعادة الدولة يقف منصور هادي على رأس تكتل يتشكل بعقلية الماضي "الزمرة" ويبذل هادي طاقة اكبر بحكم الإمكانات التي يتمتع بها كرئيس للجمهورية ويشق طريقه صوب خطف لقب ممثل للقضية وحراكها الجنوبي .
ويحضر في الجنوب حالياً لمؤتمر "جنوبي جنوبي" سيتمخض عنه رؤية وموقف من حوار صنعاء ومن الوحدة اليمنية، الحوار الجنوبي الذي يعد له منذ أشهر يتهم بأنه مدعوم من قبل صنعاء ويضع الشارع الجنوبي استفهامات كثيرة عن المؤتمر القادم الذي سيعقد في عدن وقد يقرر مستقبل حراك الداخل .
جميع القوى في صنعاء تتفق على أهمية تمزيق الحراك الجنوبي وتشتيت خطابه وجميعها تسير صوب القضاء عليه بما في ذلك قوى الثورة التي بدت منذ انطلاقتها متعاطفة مع الجنوب وكانت قضيته من أهم القضايا المطلبية التي وضعتها كأهداف لثورتها، بيد أن سيطرة الإخوان على ساحاتها جعل من القضية الجنوبية قضية " انفصالية " بحتة مثلها مثل قضية صعدة.
هل أعجبك الموضوع: