الثلاثاء، 31 يوليو 2012

معاناة اسر شهداء الجنوب بين الحلم المنحسر والامل المفقود

خليج عدن/الضالع/ رائد الجحافيكان الوقت قبيل غروب شمس أول أيام الشهر المبارك (رمضان) اليوم الجمعة حملت المبلغ الذي بعث به بعض الأخوة الجنوبيين للطفلة عائشة بنت الشهيد سيف علي غالب، وفي قرية السلقة بجبل جحاف بعتلي هضبة القرية منزل قديم شبه متهالك أشار علينا بعض من وجدناهم على أطراف القرية إلى ذلك المنزل بعد سؤالنا عن منزل الشهيد
، بالقرب من المنزل امرأة في العقد السادس تجلس بمفردها تنظر في الأفق وتفرك في احدى يديها حبات مسبحة، أنها أم الشهيد سيف اقتربت منها وسلمت عليها وجلست لمحادثتها، امرأة يملؤها الأمل والايمان لكن بين ملامحها تخفي حزن عميق، لم تكن متاففة من استشهاد ولدها الوحيد الذي برحيله يطوى صفحة أسرة انقطع نسلها برحيل الشاب سيف، فوالده الذي رحل باكرا لم يكن له من الأولاد سوى طفل وحيد من الذكور إلى جانب خمس فتيات وكان على الصغير سيف ان يغادر مدرسته باكرا ليعيل شقيقاته الخمس وامه وجدته، التحق في سلك الأمن كجندي لكن والدته لم تكن قد اقتنعت واستقر قلبها على صغيرها واضحت عليه ان يترك عمله خوفا عليه وكان المحتل هو الأسرع فعمل على مضايقته ما دفعه إلى ترك عمله بعد اسقاط اسمه وفصله عاد للعمل العضلي ومثل غيره من شباب الجنوب كان يشعر بمدى الظلم الواقع على الجنوب وحرص على المشاركة في الفعاليات السلمية التي يدعو لها الحراك الجنوبي، وسجل في كشوف الاحتلال مطلوب رقم واحد، وفي اليوم الذي سبق يوم عيد الأضحى كان الشاب سيف في طريق العودة إلى منزله ليشارك أفراد أسرته شيئ من سعادة مفقودة أراد شراء ثوب العيد لصغيرته من سوق مدينة الضالع ولم يكن يعلم ما ينتظره من قدر فالمحتل كان يرصد ويتابع تحركات الشاب سيف الذي حاول الخروج في ساعات المساء وفجأة وجد نفسه تحاصره سيارة على متنها اكثر من خمسة مسلحين وفي الواجهة الأخرى دراجة أخرى يستقلها تعرضت لضربة شديدة من قبل السيارة التي استقلت مسلحين اتضح فيما بعد انهم كانوا يلاحقون الشاب سيف، وبينما انقلبت الدراجة وسقط الشاب سيف بجانبها شرع المسلحين بافراغ الرصاص في رأسه ثم وصل طقم عسكري وقام بمحاصرة المكان لمنع اسعاف الشاب سيف الذي ضل دمه ينزف حتى فارق الحياة، استشهد الشاب سيف علي غالب، وكانت جريمة استهدافه قد هزت المنطقة واثارت غضب الجميع الذين حشدوا موكب جنائزي كبير في تشييع جثمان الشهيد، اليوم تبقى عائشة وحيدة بلا أب ولا شقيق أو شقيقة أن سألتها انت أبنت من؟ ترد: أنا بنت الجنوب.
الكارثة أن هناك من يتشدقون بانهم يدعمون أسر الشهداء ولكن مع الأسف اخبرتنا أسرة الشهيد سيف بانه لم يقدم لهم اي مساعدة باستثناء ما سلمناها لهم هذه المرة، بالاضافة إلى دعم وصلهم في العام الماضي وقبله من مغتربين في امريكا، وفي الاخير تتقدم الأسرة بالشكر للشاب باسل الراعي الحريري وكل الشباب في المملكة الذين قدموا المساعدة.
بدورنا نلتزم بتوثيق كل ما يصل من مساعدات ونشرها في كشف وبكل وضوح، أبناء جحاف يتقدمون بالشكر للناشط الشاب باسل الحريري.
هل أعجبك الموضوع:

ليست هناك تعليقات :