عدن – الشرقحذرت فصائل الحراك الجنوبي في اليمن من أن الضغوط الدولية التي تمارس ضد قيادات الحراك والقيادات الجنوبية للمشاركة في الحوار الوطني قد تدفع الجنوبيين إلى التسريع بتبني خيار الكفاح المسلح لتحرير أرضهم.
واعتبرت فصائل الحراك في بيانات متعددة الضغط الذي تمارسه دول أوروبا عبر سفرائها في اليمن غير واقعي ويتجاوز حقوق الجنوبيين في استعادة دولتهم المنهوبة بغطاء دولي.
وقال القيادي البارز في الحراك الجنوبي الدكتور ناصر الخبجي أن الدفع بقوى الحراك إلى مؤتمر الحوار الوطني بقوة الضغط الدولي استهداف واضح لقضية الجنوب من قبل حكومة الوفاق الوطني وأحزاب المشترك إضافة إلى أطماع إقليمية تبحث لها عن موطئ قدم في الجنوب.
خيار الجنوبيين استعادة دولتهم
أكد الخبجي في تصريح صحفي وصل «الشرق» نسخة منه أن الحراك لن يسمح باستمرار العبث بقضية الجنوب وسيعمل بكل الإمكانيات لمواجهة الضغوط الدولية والداخلية.وقال الخبجي إن الحوار قيمة إنسانية ويجب أن تكون له أسس ومبادئ وأن الخطأ الكبير هو عدم التعاطي مع القضية الجنوبية وشعب الجنوب.
وشدد الخبجي على أن القضية الجنوبية غير قابلة للمساومة وللصفقات وهي قضية شعب ومصير وليس هناك أي خيار أمام الجنوبيين غير استعادة دولتهم والعمل بكل الوسائل لتحرير أرضهم.
من جهته أكد السياسي اليمني الجنوبي البارز الشيخ محسن محمد أبوبكر بن فريد أمين عام حزب رابطة أبناء اليمن «رأي» أن الحوار الوطني سيكون بمثابة فرصة تاريخية تفتح فيها منصة عالية ليستمع الداخل والإقليم والعالم لحيثيات القضية الجنوبية العادلة.
وقال بن فريد في تصريحات صحفية أن مسألة المشاركة أو عدم المشاركة في الحوار الوطني هي مسألة تخص كل أبناء الجنوب وأطيافهم السياسية والاجتماعية المختلفة. وينبغي أن يتم بحثها واتخاذ القرار بشأنها في مؤتمر جنوبي عام.»
وقال إن امتناع الحراك الجنوبي عن المشاركة في الحوار الوطني سيكون بمثابة خطأ سياسي من جانب ودليل على عدم الإدراك السياسي من جانب آخر. ولكنني أعتقد أن قيادات الحراك لن تقع في هذا الخطأ.
المجتمع الدولي مع يمن موحد
ويبذل سفراء الاتحاد الأوروبي وروسيا وأمريكا جهودا حثيثة لدفع الحراك الجنوبي إلى المشاركة في الحوار الوطني حيث التقى السفراء بعدد كبير من قيادات فصائل الحراك في عدن ودعوهم إلى ضرورة المشاركة في مؤتمر الحوار الوطني لبحث حل عادل للقضية الجنوبية.وأوصل السفراء رسالة واضحة لفصائل وقوى الحراك الجنوبي مفادها أن المجتمع الدولي مع يمن موحد ومستقر وليس هناك أي مجال لبحث خيارات تشطيرية مهما كانت المبررات التي تطرحها قيادات الحراك وفصائله المتعددة.
وكان مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن جمال بن عمر أكد أمس الأول أن حل القضية الجنوبية هو المدخل الأساس للاستقرار في اليمن وما لم تحل القضية الجنوبية حلا عادلا لن يكتب الاستقرار لليمن.
بدوره أكد السفير الروسي في صنعاء سيرجي كوزولوف إن روسيا التي تعد راعية أساسية إلى جانب الدول العشر الراعية لتنفيذ المبادرة الخليجية تتولى عملية الإشراف على جهود التهيئة والتنسيق لإنجاح مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وتحرص على مشاركة كافة القوى الوطنية والأطياف السياسية بما في ذلك الحراك الجنوبي والحوثيين.
وقال السفير «كرزولوف» إن المجتمع الدولي ممثلاً بمجلس الأمن والدول الخمس الدائمة العضوية واليابان والاتحاد الأوروبي ودول مجلس التعاون الخليجي؛ كلهم يضمنون بمواقفهم الداعمة للمبادرة الخليجية لكل أبناء الجنوب بأن أخطاء النظام السابق لن تتكرر، وأن قضيتهم على رأس أولويات الإشكاليات التي سيحدد مؤتمر الحوار الوطني والدستور الجديد حلّها مع معالجة كافة القضايا التي تهم الشأن اليمني وبضمانة دولية قوية وراسخة.
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق