الجمعة، 25 مايو 2012

رؤية وتحليل التجمع اليمني للإصلاح والمؤتمر الشعبي العام وتأثيرهما على القضية الجنوبية

الشيخ / عقيل السنيدي
يافع نيوز
نحاول أن نقرأ دور الأعضاء المنتسبين للإصلاح والمؤتمر من أبناء الجنوب فقط , أما الأعضاء الشماليين من الحزبين فموقفهم واضح وصريح ولا يحتاج إلى مناقشة واجتهادات وهو بصريح العبارة الحفاظ على الوحدة اليمنية باعتبارها خطوط حمراء يمنع تجاوزها شانهم شأن بقية الأحزاب الأخرى,
يصنفون القضية الجنوبية قضية حقوقية فقط ومن وجهة نظرهم هي إرجاع الحقوق المسلوبة لأبناء الجنوب والعمل على جعل المواطنة المتساوية من أهم أولوياتهم المستقبلية , ولذلك فقد جعلوا رئيس الدولة والوزراء والدفاع ومعظم الوزراء من الجنوب , وكذا تعيين قادة بعض الألوية والكتائب والمستشارين من أبناء الجنوب أيضا لكسب ود الجنوبيين , وقد أعلنوها مرارا وتكرارا أنهم مستعدين أن يكون الجنوبيين هم من يسير أمور البلاد ليحكمونها ولو لعشرين سنة قادمة , كل هذا من أجل أن لا تعود الأمور إلى ما قبل عام 90 قبل توحيد الشطرين أما الأعضاء الجنوبيين بهذه الأحزاب ونبدأ بأعضاء الإصلاح الذين دخلوا هذا التنظيم بسبب توجهه الإسلامي عند ما كان الجنوب يسيطر عليه أصدقاء الدب الروسي الذين أهملوا الدين , وذلك من أجل إعادة وسن القوانين الإسلامية باليمن قاطبة, لانه الوسيلة الوحيدة للتغيير آنذاك وتشكل نسبتهم قليلة جدا , حيث يحتلون المرتبة الثالثة بعد الاشتراكي والمؤتمر على أرض الجنوب وهم من كان شريكا أساسيا في مقارعة نظام صنعاء السابق هو والاشتراكي (اللقاء المشترك) حيث كان الاصطلاحيون يدعمون جمعية المتقاعدين الجنوبيين ويشاركون في مهرجاناتها في كل مكان وكان لهم حضور طيب في تنظيم هذه المهرجانات في الجنوب بالتعاون مع الاشتراكي , وبعد أن تقيرة مطالب الجنوبيين من مطالبة العسكريين الجنوبيين بحقوقهم العسكرية شانهم شأن زملائهم الشماليين إلى حراك شعبي واسع يطالب بفك الارتباط واستعادة دولة الجنوب , أستمر الإصلاحيين الجنوبيين مع زملائهم من الأحزاب الأخرى وبعض منظمات المجتمع المدني وعامة الناس في الحراك الجنوبي ولكن على خجل , إلى أن جاء مؤتمر الضالع الذي طلب منهم والاشتراكي الاستقالة من أحزابهم كي يسمحون لهم باعتلاء المنصات والمشاركة في قيادة الحراك , أنزعج البعض منهم بسبب إقصائهم من المشاركة المشروطة بتحديد ترك انتسابهم من أحزابهم , أصابتهم الدهشة والحيرة أيهما يختارون , ترك الانتساب للإصلاح يعني ضياع كل أهدافهم الإسلامية التي يريدون أن يطبقونها على واقع الأرض اليمنية والمصالح التي يحصلون عليها من التنظيم , مثل الحصول على المناصب العليا بالتنظيم والدولة , أو الانضمام إلى ثورة الجنوب التي كانت غير منظمة ويغلب عليها الحماس الثوري الغير مدروس آنذاك , وكذلك خوفا من الإقصاء والتهميش لقلة عددهم , أملهم أن يأكلون من لحم غنمهم , ويريدون غنمهم تمشي إمامهم على أرجلها , عيونهم على صنعاء حيث الأهداف والمصالح وقلوبهم على الجنوب مسقط الرأس والوطن المسلوب , أستقر الرأي أخيرا على رفض الطلب ولم يستقيلون , استمروا في نضالهم ولكن على مستوى اليمن ينتهجون نهج حزبهم مع ثورة الشباب للمطالبة بالتغيير حيث أسسوا الساحات في نصف عدد المحافظات الجنوبية وأصبحوا رقم لا يستهان فيه على مستوى ساحات الشباب في عموم اليمن , ووضعوا القضية الجنوبية على الرفوف وعدم الخوض فيها حاليا وعدم مناقشتها إلا بعد سقوط النظام , ويكون ذلك من خلال مؤتمر الحوار الوطني العام الذي تناقش فيه كل قضايا اليمن وعلى رأسها القضية الجنوبية , وهم غالبا يؤيدون النظام الفيدرالي واقصد فيدرالية الأقاليم المتعددة أو نظام الحكم المحلي كامل الصلاحية الذي يضمن لأبناء الجنوب استعادة كل حقوقهم المسلوبة .وجعل المواطنة المتساوية هيا أساس الحكم بين اليمنيين كافة تحت علم الجمهورية اليمنية حتى الآن , أما فيدرالية الشطرين شمالي وأخر جنوبي , ربما يؤيدون ذلك في نفوسهم ولكن لحد الآن لم يجرئ احدهم على التصريح بذلك على مستوى الإعلام إلا على استحياء وجعلوه المناص الأخير إذا لم تصلح البلاد بفيدرالية الاقالم المتعددة كذلك توجد شريحة أخرى من أعضاء الإصلاح والمناصرين والمستقيلين من عضويته لأي سبب كان وهم الأكثر ولكن كانت نفوذهم بسيطة وقد تكون معدومة بداخل تكوينات الإصلاح , هذه الفئة كانت مع الشارع الجنوبي الذي خرج يطالب بتقرير المصير لشعب الجنوب , ولكن كانت غير مقتنعة بأسلوب النضال وطرق تنفيذه وبالقيادات التي كانت تسيطر على مجريات الحراك , من خلال تصرفاتها الغوغائية وأتباع الهمجية في نضالها وجعل الخارجين عن القانون والمجاهرين بارتكاب المعاصي الشرعية بأنواعها المختلفة جزء من قادتها , وبث روح الكراهية حتى بين البسطاء من الشعبين حيث ارتكبت بعض المخالفات ضد بسطاء شماليين لا ناقة لهم ولا جمل في ما يعانيه شعب الجنوب من ظلم واضطهاد الحكام , وكذلك الماضي الأسود لهذه القيادات والتي كانت إلى قبل عام 90 وبعده تنتهج نهج الدب الروسي في عقله وتفكيره ولم تتغير عقول هؤلاء , من خلال أسلوب نضالهم ومهرجاناتهم , وعدم اتضاح رؤيتهم للمستقبل , وكذلك الخلاف الحاد بين تكويناتهم الحراكية , حيث كانت العشوائية والتسرع والارتجال والانفراد في اتخاذ القرارات سمة من سماتهم , ناهيك عن عدم قبولهم الآخرين الذين يخالفونهم الرأي والفكر وطريقة النضال , وكانت هذه الشريحة الإصلاحية أكثر تخوفا من أن يسيطر هؤلاء على الجنوب والعودة إلى الحكم الشمولي السابق , ولذلك فضلت هذه الشريحة أن تراقب الوضع عن كثب حتى يحكم الله من عنده فيما تم الخلاف عليه , وبعد أن تغير النظام باليمن خرج كثيرا من هؤلاء عن الصمت وأعلنوها صراحة بأنه من حق الشعب الجنوبي أن يقرر مصيره بنفسه مع نبذ العبارة التي تقول الوحدة خطوط حمراء وذلك بعد أن توفرت عوامل النضوج الثوري والفكري لكثير من الحراكيين الجنوبيين من عموم التيارات , ولكن نظرتهم ليست بالطريقة التي يطالب بها بعض الصقور بالحراك الجنوبي ,ومعظمهم يفضلون الرؤية التالية :-
1- أن يتم انعقاد مؤتمر جنوبي + جنوبي لمناقشة القضية الجنوبية من جميع جوانبها تطرح فيه كل الخيارات على الطاولة والرؤية المستقبلية لدولة الجنوب , واحترام الجميع لكل القرارات والتوصيات التي يخرج بها هذا المؤتمر وتنفيذها وفقا وما خطط لها
2- كثيرا من الإصلاحيين يؤيدون الدخول بالحوار الوطني الغير مشروط وتحت رعاية دولية وعربية وإسلامية
3- لمعرفة الإصلاحيين بإخوانهم الشماليين ودول الجوار والمجتمع الدولي بعدم تسليمنا الجنوب حاليا كي نقرر مصيرنا بأنفسنا في ظل الظروف الصعبة التي تعصف باليمن شمالا وجنوبا وبالفراغات الأمنية المتعمدة بالجنوب وسيطرة أنصار الشريعة على 3 محافظات جنوبية وهي الآن تهدد العاصمة المنشودة لدولتنا المستقبلية عدن , وكذلك تواجد العصابات المسلحة والبلاطجة والفوضى الأمنية حتى وأن كانت هذه الظواهر من صناعة النظام لذلك يفضل إصلاحيين الجنوب النظام الفيدرالي بين شطرين شمالي يضم كل أراضي الجمهورية العربية اليمنية , وأخر جنوبي يضم كل أراضي جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية فقط , أو نظام الأقاليم المتعددة وأن يكون الجنوب إقليم واحد من ضمن الأقاليم
4- في حالة عدم تحقيق ما يصبو أليه شعب الجنوب , يؤكدون على استمرارية النضال السلمي بكافة أنواعه المشروعة ونبذ العنف حتى تتحقق كل المطالب المشروعة لشعب الجنوب ,
ثانيا المؤتمر الشعبي العام
أما أعضاء المؤتمر من الجنوبيين سوف نوجز في تحليلنا لموقفهم الواضح تجاه القضية الجنوبية , فقد كان معظمهم يعملون ضد الحراك الجنوبي سرا وعلنا , ومن باب الإنصاف توجد فئة قليلة من بينهم تعمل مع الحراك وتتفاعل معه , بس كانت غير مؤثرة في تكوينات المؤتمر وكانت موضع استفهام وشك من قبل الحراكيين , أما الغالبية العظمى كانت لهم مصالح كبيرة مع نظام صنعاء حيث كان المؤتمر هو من يحكم اليمن , وكان البعض من المشايخ واعيان القبائل ومن لهم الجاه والسلطان هم أكثر تشددا ضد الحراك خوفا على ضياع مصالحهم والاستئثار بالجاه والسلطان ولذلك فقد استمروا في التمسك بالنظام وكانوا يفضلون أن تكون القضية الجنوبية حقوقية فقط , وبرد الحقوق لأصحابها الجنوبيين تكون الوحدة اليمنية هي الأساس وهم مع بقاء اليمن موحد وبمواطنة متساوية , لكن بعد سقوط نظام على عبد الله صالح تغيرت الأفكار والأقوال وحتى الأفعال من بعض المؤتمريين الجنوبيين حيث أصبحوا أكثر تشددا من الأستاذ على سالم البيض والأخ حسن باعوم الذين يطالبون بفك الارتباط مباشرة , تجد كثير من المؤتمريين يرفضون الفيدرالية والحوار الوطني ويحملون الإصلاح والاشتراكي تعثر القضية الجنوبية وضياعها , الم يكونوا هم الأقرب من مطبخ القرار السياسي سابقا ؟, والآن يمتلكون نصف مقاعد الحكومة والرئيس منهم ؟ لماذا تغيرت الموازين مائة وثمانون درجة ؟ ولماذا ارتفعت حرارة نضال البعض منهم بعد سقوط صالح ؟ أترك الإجابة للقراء الأعزاء , تعرفون أن معظم هؤلاء كانوا أعضاء بارزين بالاشتراكي سابقا وانخرطوا بصفوف المؤتمر بعد حرب صيف 94 , وهذا من حقهم أن يدخلون أي حزب يريدون , والآن إلى أين يا خبره يكون التوجه ؟ لاتخدعكم عبارة ياسر اليماني الذي قال أذا خرج على عبد الله صالح من الحكم سوف انظم للحراك الجنوبي , وكأن الانضمام للحراك الجنوبي ليس الإيمان بعدالة القضية الجنوبية , وإنما الهروب إليه بقصد الانتقام وتحقيق المأرب من خلاله , نقول لكل المؤتمريين الشرفاء الجنوب يتسعنا كلنا فقط كونوا ضمن من يركب سفينة الجنوب والإبحار بها إلى بر الأمان ,لا مع الذي يريد إغراقها بمجرد إبحارها من على الشاطئ وما أكثرهم ياخبره, ,لكن وبنفس الوقت يوجد من بين أعضاء المؤتمر من يبذل الغالي والنفيس من أجل الجنوب شانهم شان إخوانهم الجنوبيين الأحرار العقلاء الذين يضعون مصلحة الجنوب فوق كل المصالح أرجو أن أكون قد وفقت في رؤيتي التي تحتمل الخطأ والصواب لهذه الأحزاب ما استطعت
والله من وراء القصد
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ملاحظة – تعرضت للنقد والشتم من أناس لم يعجبهم الكلام عبر الاتصال بي شخصيا وعبر الموقع حول رؤيتي لدور الاشتراكي بالجنوب , أنا أرحب بأي نقد بناء أو تصحيح أي مفاهيم خاطئة في الرؤية والتحليل , لان الهدف من التحليل إصلاح الأخطاء وبالتالي هذا مجرد رأي فقط , لكنني استغرب الكلام السيئ الذي قيل وكتب ضدي والذي يعود إلى ثقافة وسلوك قائله , كنت أتمنى من تلاميذ آل الأحمر بالجنوب أن يفهمون لغة العصر الحديث وينهجون أدبيات وثقافة الحوار البناء وقبول الرأي الأخر , لكني أقول لهم درب النضال شاق وطويل يارفاق , وسعوا صدوركم عهد تكميم الأفواه ولى واندثر , إذا أصابتكم الشيخوخة والتعب والإرهاق في نضالكم من الأفضل لكم أن تريحوا أنفسكم واتركوا الفرصة للشباب المتسلح بالدين والعلم والتخطيط وثقافة الحوار وقبول الرأي الأخر , لأنه سوف يعطي ويأخذ ويبدع ويناور ويتحمل أكثر مننا كبار السن ومنكم ومن سار على نهجكم , وأخيرا أقول شكرا لكل من شتمني , لان ثقتي بالله الواحد الأحد , ثم ثقتي بنفسي وبالناس الخيرين تجعلني لا انتبه لمثل هذه الخزعبلات الغير بنائه لأنها ليست من ثقافتي وأخلاقي وكنت متوقع ذلك من بعضهم , وما يصح إلا الصحيح وفعلا حسب قولة الأخ السعدي في تعليقه على المقال , كل واحد يرى الناس بعين طبعه , أخيرا أقول حسبنا الله ونعم الوكيل ,
هل أعجبك الموضوع:

ليست هناك تعليقات :