أرسلان السقاف
عدن الغد
بعد خمس سنوات من النضال والتضحيات الذي قدمها شعب الجنوب هاهي اليوم قضية شعب الجنوب تصل إلى منعطف تاريخي هام قد لمسنا ذلك من خلال التحرك الدولي العربي والأوروبي لحل القضية الجنوبية وهذا التحرك لم يأتي إلا عندما عرف العالم بأن شعب الجنوب قد أنتفض بأكمله وأن أرض الجنوب من عدن إلى المهرة قد أصبحت تطلق شرارة بركان الغضب لرفض الاحتلال, ولكن للأسف هذا التحرك الدولي قد طرح مشروع حل القضية الجنوبية تحت سقف الوحدة وهذا المشروع قد رفضه شعب الجنوب بأكمله وبرفضنا لهذا المشروع اضطرت بعض الدول بشكل غير مباشر وبدون ضمانات دولية بطرح مشروع الفدرالية المشروطة باستفتاء ولكن الغالبية العظمى من شعب الجنوب قد رفض هذا المشروع مطالبين بالتحرير والاستقلال واستعادة الدولة ,
وهذا الأمر قد جعل شعب الجنوب أمام مشروعين هو مشروع التحرير والاستقلال ومشروع الفدرالية المشروطة باستفتاء, ولكن الذي يجب على شعب الجنوب أ ن يعرفه أي من المشروعين هو الأخطر على قضيتهم وأيهما هو الحل الصحيح للقضية الجنوبية الذي يتوافق مع مبادئ القانون الدولي والقرارات الدولية الصادر من مجلس الأمن بشأن قضيتنا, ولمعرفة هذا يجب علينا أن نتطرق لكل مشروع لمعرفة ايجابيات وأضرار كلا منهما على قضيتنا.*مشروع الفدرالية المشروط باستفتاء:
إن من ايجابيات هذا المشروع مثل ما يراه البعض وهم قلة من أبناء الجنوب بأنه يعتبر الحل المؤقت للقضية الجنوبية الذي سوف يسهل لنا بعد فترة محددة استعادة دولتنا دون تضحيات كبرى, ولكن أضرار هذا المشروع كثيرة جدا بل قد تؤدي الى طمس القضية الجنوبية لسنوات عديدة وذلك من حيث أن هذا المشروع اذا طالب به شعب الجنوب سوف يعطي شرعية للاحتلال منذ حرب 94 الى الآن وسوف يلغي قراري924-931 اللذين صدرا من مجلس الأمن الدولي بعد إعلان الحرب على الجنوب وذلك لأن هذه القرارات تشير على أنه لاوحدة بالقوة ويجب وقف الحرب وعلى طرفي النزاع أن يجلسا على طاولة الحوار لفض النزاع بينهما بالطرق السلمية وبالتالي فإنه اذا طالبنا بمشروع الفدرالية معنى هذا ان شعب الجنوب قد تفاوض وقد خرج بحل للنزاع الذي بينه وبين الجمهورية العربية اليمنية وهو مشروع الفدرالية بالرغم أن هذه القرارات تعطي لنا شرعية بالحق في استعادة دولتنا وبموافقتنا على هذا المشروع قد يترتب على ذلك إغلاق ملف قضيتنا الموجود في محكمة العدل الدولية باعتبار انه قدتم حل المشكلة بين هذه الدولتين وديا عن طريق مشروع الفدرالية وبمجرد إغلاق ملف قضيتنا فإنه سوف يضيع حق الشهداء والجرحى والمعتقلين وحق الشعب الجنوبي بالقصاص ومحاكمة من ظلمهم واستباح أرضهم وعرضهم بالرغم من أنهم قد ضحوا بأنفسهم من أجل مطلب التحرير والاستقلال واستعادة الدولة ,كذلك من أضرار هذا المشروع أنه لاتوجد له ضمانات دولية ولم تقدمه اي دولة بشكل مباشر وعلني لشعب الجنوب كحل لقضيتهم وإنما تم طرحة بشكل غير مباشر من بعض الدول التي لها مصالح في فرض هذا المشروع على شعب الجنوب من أجل شق الصف الجنوبي وهذا إن دل فإنه يدل على أنهم يريدون إخماد الثورة الشعبية الجنوبية المطالبة بالتحرير والاستقلال لمدة ثلاث أو خمس سنوات بعد أن كادت أن تصل إلى هدفها وهو التحرير والاستقلال واستعادة الدولة, بالإضافة الى ذلك فإنه حتى إن تم تنفيذ مشروع الفدرالية فإنه سينتهي بالفشل وذلك لأنه من المعروف أن النظام الفدرالي لايطبق الا على الشعوب التي يكون نظام دولتها نظام مدني تحتكم للقانون وليس نظام قبلي تحتكم لشيخ القبيلة ولهذا فإن ماهو متعارف عليه لدى كل الناس انه لايوجد في الشمال نظام مدني وانما ماهو موجود هو حكم القبيلة يخضع فيها الرئيس لشيخ القبيلة وهذا عكس شعب الجنوب الذي قد تعود على النظام المدني قبل الوحدة وهذا يعني أن مشروع الفدرالية مع دولة الجمهورية العربية اليمنية مشروع فاشل وسيواجه فيها صعوبات كبيرة مع مشايخ القبائل الذي كلا منهم يرى بنفسه بأنه هو النظام والقانون فكيف اذن نقبل بمشروع ستكون نتيجته بالنهاية هي الفشل الذريع.
*أما مشروع التحرير والاستقلال فإن كان تحقيقه صعب لكنه ليس بمستحيل لأنه مطلب شرعي وعادل يتوافق مع مبادئ القانون الدولي بأنة من حق الشعوب المحتلة بأن تتحرر وتستقل ولهذا فأنني أدعو إخواني من أبناء الجنوب وهم قلة الذين يفكرون بمشروع الفدرالية كحل للقضية للجنوبية أن يعيدوا النظر في حساباتهم وأن يكونوا مع شعبهم ومع مطلبهم الشرعي وهو التحرير والاستقلال واستعادة الدولة.
*محامي وناشط سياسي.
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق