الثلاثاء، 31 يناير 2012

الحراك وجيشه الالكتروني قلب القضية الجنوبية !!

الكاتب اليمني جاد نصر شاجرة


لا زالت القضية الجنوبية الشغل الشاغل لأكثر الكتّاب والسياسيين من جميع الأطراف والسبب يعود إلى أنها أصبحت مادة دسمة لأكثرهم ومادة إعلامية للاستغلال السياسي ..
فمن يلاحظ الكتّاب والمحسوبين على الثورة وقبل التوقيع على المبادرة يرى اختلاف كبير من خلال تناولهم للقضية الجنوبية فخلال الثورة كان الحراك هو الممثل الشرعي لأبناء الجنوب وكان الكثير منهم يخطب ود الحراك وظهر ذلك من خلال اختيار أعضاء المجلس الوطني للثورة ولم يخلوا أسماء لبعض ممثلي الحراك منه وهو اعتراف واضح بقوة الحراك ومدى تأثيرهم على الشارع الجنوبي .
ولم تخلو أيضا الخطابات في تلك الفترة من ذكر القضية الجنوبية وأنها ستكون من أولويات المرحلة المقبلة وان الخيار لأبناء الجنوب في تقرير مصيرهم .

الان وبعد التوقيع نرى ان نفس الكتّاب أصبحوا يستثنون الحراك من القضية الجنوبية بل يصفونهم بأنهم مجموعة انفصالية لا تعبر عن رأي أبناء الجنوب في محاولة منهم للتقليل من هذه القضية ومن أصحابها وموجهة نصائحها نحو الحراك الجنوبي في محاولة لإظهار ان الانفصال مشروع فقط يحمله الحراك ومربوط به فقط لا غير بل وصل بالبعض إلى القول أنّ الحراك لم يعد مؤثر على أبناء الجنوب ,
العجيب في الوقت الذي يتم تسمية الحراك على أنهم مجموعة نشطاء في الفضاء الالكتروني وبما يسمى بالجيش الالكتروني ..
في محاولة لإظهار انّ تواجد الحراك مقتصر فقط في النت ويقتصر سلاحه على الكلمة والرد على من يفترون على القضية الجنوبية وأيضا دعم القضية الجنوبية عن طريق هذا الفضاء ..
أجد أنّ من يطلقون هذه الحملات على الحراك الجنوبي لا يزالون مصدومين من هول المفاجأة التي أحدثها الحراك بتنظيمه مسيرة في عدن وخلال الاحتفال بذكرى 30 نوفمبر فهذه المسيرة غيّرت الكثير من الواقع وجعلت الكثيرين يخرجون عن السيطرة ويصفون تلك المظاهرة وأصحابها بالسكارى وللأسف خرجت من لسان احد المحسوبين على أحد أحزاب الثورة في مواصلة لمسلسل الأخطاء التي اقترفها هذا الحزب وشركاءه في كل ما يختص بالجنوب وأبناءه .
هذه المسيرة ما هي الا نتيجة نضال سنيين عديدة من اجل القضية الجنوبية وعبر الحراك الجنوبي والذي أصبح بالفعل ورقة رابحة للقضية الجنوبية كيف لا وهو من قدم المئات من الشهداء والآلاف من الجرحى ,,
الملفت للنظر ان طريقة وأسلوب النقاش مع المنطوين تحت لواء الحراك يجد ان هناك تحسّن كبير في الخطاب الموجه نحو الطرف الاخر المعني بتحقيق مطالب الجنوبيين ,
فقد كان لنا في بريطانيا العديد من الجلسات مع بعض الشخصيات والتي تعتبر داعم رئيسي للحراك ورأينا كيف هي التغيرات الكبيرة التي انوجدت في خطاب هذا الحراك ..
وهذا يظهر ان الحراك أصبح يدرك تماما معنى التخفيف من حدة الخطاب الموجه نحو الطرف الاخر والتعامل مع الواقع بأكثر واقعية وعقلانية لان الخطاب المتشنج لا يؤدي إلى نتائج طيبة بل نتائجه عكسية ,,
لذلك سيظل الحراك رقما صعبا أمام كل المستغلين للقضية الجنوبية وسيكون اي حل للقضية الجنوبية عبر هذا الحراك لأنه جزء لا يتجزأ من كيان ووجدان أبناء الجنوب ,,
وما اجتماع بن عمرو المبعوث الاممي مع بعض قادة الحراك الا اعتراف واضح بأنه الممثل الوحيد لأبناء الجنوب .
وسيضل الجيش الالكتروني للحراك وفيا لقضيته فمثلما كان الفضاء الالكتروني عاملا لإسقاط الكثير من الأنظمة العربية ,,
سيكون جيش الحراك الالكتروني أيضا في مواقعه وحتى الوصول إلى تحقيق جميع مطالب وحقوق أبناء الجنوب ,,
والأفضل من الان ان نبدأ بتوعية الجميع بالقضية الجنوبية وتعريف أبناء الشمال ان القضية الجنوبية ليست قضية وليدة اللحظة بل هي تراكمات وصل بها الحال إلى ما هي عليه الان من جدل وخصومة .
هل أعجبك الموضوع:

ليست هناك تعليقات :