الجنوب حضرمي وحضرموت جنوبية
بقلم / أحمد سالم بلفقيه
- المكلا برس التاريخ: 26/12/2008
لقد لفت انتباهي سائح أسترالي تكررت زيارته لجزر الملايو وقد أستغرب من الكم من المسلمين الغالبية بجزر الهند الشرقية ومنها ( الأرخبيل الاندنوسي ) فقد أثار ذلك لديه تساؤلات كثيرة ، من أين أتى هذا الدين الإسلامي ومن عمل على نشره ومن هؤلاء الدعاة الذين وردوا هذا الأرخبيل وبماذا تميزوا حتى تم لهم الغلبة وفازوا بالاكتساح، فتعرف على حضرموت من خلال اندونيسيا وماليزيا وجزر الهند الشرقية ، وتعرف على مدرسة حضرموت وأحد مكوناتها الأساسية التجار الحضارم الذين لا يحركهم حافز الربح والكسب المادي الدنيوي بل يأتي بعد المحرك الأول لها ولهم والأهم وهي تجارة يوم لا ينفع لا مال ولا بنون إلا هي ،وهم الدعاة التجار وليس العكس، حيث المدرسة المرجحة، فكانت زيارته لليمن ومنها لحضرموت ، ومن خلال المقارنة بين ما شاهده في شرق آسيا فلم يجد شبيه له في المناطق اليمنية كافة إلا حضرموت حيث ما شاهده فيها وفي المناطق الجنوبية شبيها بتلك أو نفسها البصمة الثقافية وما رآه سلفا في سياحته لأراضي وجزر شرقي آسيا ونحاول من خلال تلك الفكرة المستلهمة المدخل لتحليلنا والحالة المحلية .
حضرموت رؤية من الخارج :
أن المشاهد لحضرموت من الخارج يظهر مدى عبقريتها ومدى ما أوصلوها الأسلاف من ماضي غني ملهم وحاضر مبني صروحه الشامخة القوية المستمدة قوتها من ماضي راسخ الجذور من قوة المدرسة الدعوية الإسلامية المعتدلة والمتوافقة والنزعة الشرقية المائلة إلى السلم والسكينة المأخوذة من حكمة وسكون هضبة حضرموت الراسخة الممتدة من جوف الربع الخالي بصحرائه المترامية إلى بحره العربي وعروبته المتداخلة مع المحيط الهندي بتنوع ثقافته التي أثرت وتأثرت حضرموت بها ومنها ، فالمشاهد لحضرموت المهجر يراها في حضرموت الجنوب وفي كل الجنوب ، لا فرق بين تريم ولحج ولودر أوعدن وعتق وكذا مودية والمكلا أو الغيضة والغرفة وسيئون ،فكلها بعض من بعض ،وكلها من الوهلة الأولى منتمية لمدرسة ولثقافة واحدة ممتدة من جزر الهند الشرقية مرورا بالهند وصولا إلى حضرموت عابرة إلى البر الأفريقي حتى أدغاله (فهي حضرموت الثقافة ،حضرموت الجنوب ،والجنوب الحضرمي ) وبكل فخر والكل يقول هذا دون دونية أو عقدة ( فحضرموت ليست قبيلة وهي كانت كذلك فهي سائدة ولم تكن يوما بائدة، وحضرموت ليست أرض أو بقعة محدودة ومحددة بل هي مدرسة دعوية أسلامية منتمية لثقافة عابرة للقارات، هي حضرموت الثقافة والمنهج ) فالغريب أن الزوار الرسميين الذين يدعون تمثيل الجالية في الأرخبيل الاندونيسي وكذا الممثلين الرسميين في أطار الفعاليات الدورية الاعتيادية نجدهم يستميتوا من أجل فرض غرائب وألاعيب قد تكون منهاج مركزي موجه أو حالات فردية تنم عن بغض وحقد دفين كأن يفرضوا الشعارات وعلى سبيل المثال (الهجرة اليمنية في ماليزيا أو الهجرة اليمنية في اندونيسيا ) لماذا ؟ وهل هناك هجرة يمنية ؟ ومن أين ؟ وكذا نجد كبار المسئولين في زياراتهم لشرق آسيا حين يلتقون الجالية الحضرمية يتضايقوا من أسألتهم عن حضرموت فيصححوا لهم التسمية باليمن وأنها حضرموت حاليا ضمن اليمن، أليس تسمية الأشياء بمسمياتها الحقيقية قد تعكس حالة من الدونية للمركز لا وألف لا فالمركز يشمل الكل بثقافاته المتنوعة ، فقد سمعنا قبل الوحدة أصوات ناشزة ولكن خافتة ورأيناها باهتة في بعض ممن عرفناهم ينتمون ل حوشي ( حزب الوحدة الشعبية اليمني ) وهل هذا استمرار لحالة من النهج لعقدهم وخوفهم من حضرموت الفزاعة في الماضي والحاضر، أنها حضرموت فسيظلون المهاجرون الحضارم طالما بقوا يقولون هذا دون جدوى وفائدة، وسيظل الطرق مستمر بمسمى واسم حضرموت يصم الآذان ومن ما عجبه يشرب البحر ماء البحر الأحمر فقط فالبحر العربي حضرمي ، فما توارثوه مهاجرينا كابر عن كابر طيلة وجودهم بالمهجر الذي يطول أكثر من خمسة قرون، أنهم جاءوا من حضرموت ، فالهجرة كلها من حضرموت ومن ثغر الشحر فقط فمن غير الحضارم ؟ ولماذا هذا التحسس من ذكر حضرموت ؟ ألا تؤمنوا بالخصوصية ؟ فحضرموت ستظل حضرموت وارتضت الوحدة بخصوصيتها وبانتمائها لموروثها المدرسي الذي هو جزء من ثقافتها ،وسيظل الانتماء والولاء لحضرموت كل الولاء لها ومن ثم للكيان الحالي وبعده للحالة العربية والإسلامية والعالمية .. وإلا فلا وألف لا ، فثقافة حضرموت المختلفة كل الاختلاف عن مدرسة زبيد التهامية ومدرسة تعز بطرقها المختلفة وعن المدرسة الزيدية بكل تبايناتها الذمارية والصعدية عن صنعاء ، فحين كانت كل المدارس اليمنية تعيش حالة الانغلاق والتي مازالت كذلك ، فحضرموت عكس ذلك فقد كانوا الأسلاف وكل الأجيال تجاهد وتجوب البحار والفيافي حاملة رسالتها الموروثة بأمانة وصدق ما عاهدوا الأسلاف ،فحضرموت والحضارم لا يريدوا التهام ماضي الجيران من الأشقاء أو غيرهم ولا ينسبوا أعمال غيرهم إليهم فصنعاء ستظل صنعاء وزبيد كذلك وحضرموت ، فافخروا بماضيكم وحاضركم كما يحق لنا ذلك فماضي الأمة الإسلامية والعربية ماضيكم وماضينا فما في بغداد لأهلها وكذا دمشق ولكن موروث العباسيون والأمويون للجميع، فلنفتخر بذلك سوية ،فلا نريد أن نشاركم امتداداتكم ودعوا لنا أمتدادتنا فنحن أحق وأعرف بأهلنا وبأنفسنا منكم ، فخصوصياتكم لكم وخصوصياتنا لنا ، فماضينا وموروثنا من عادات وتقاليد تختلف وموروثكم ،فدعوا حضرموت مع تراثها الغني فهي قادرة على انتشال حالها بنفسها واتركوها حينها ستعين نفسها وستعينكم ، فخيرها سيصلكم برغبتها وعندها سيكون قوة لكم ( فطفرة السبعينات النفطية عم المنطقة كلها وبلوى الصومال عم المنطقة كلها ) وإلا فالصراع الحضاري سينتقل لحالة الصدام ،فالمجتمع المنفتح على كل بقاع وأصقاع الدنيا الذي تقبل حاضرا من الوافدين آخرهم الصومال الوافدين فقد تعامل وروح المشكلة وشاركهم المصيبة ، ولكن لم يتقبل المثل والعادات من الوطن الجديد الكبير والوافد من المركز الجديد ، فالرفض بلغ مبلغ ، فاستبقوا الحل أن كنتم مسئولين ،ولبوا طموحات من تضرر فسياساتكم خطأ في خطأ ، وتعاملكم أيضا خطأ ليس في حضرموت بل وامتداداتها ،التي تمدها القوة لنفسها فلم تمدكم بشيء فمن ظلم حضرموت من سيعينه ؟ فأي ثقافة قادرة على تملك ذلك الموروث ونسبه لها ،عليها أن تنتمي لثقافتنا ومن ثم لها مالنا وعليها ما علينا ، فمتى ستكون مننا ؟ لن ولم ! فالخصوصية الحل الشافي لنا ولهم وليتركونا ومشاكلنا ونتركهم لمشاكلهم الأكثر تعقيد والأصعب وسنكون لهم خير المعين قبل أن تفقدونا .
لقد كانت حضرموت ومنذ عام 1967م ضمن دولة جمهورية اليمن الديمقراطي ولم نستشعر تلك الحالة من التحسس المرضي من الآخرين تجاهنا ، ربنا يشفيهم ويقينا مرضهم إلا في أيام دولة الوحدة المباركة.
ولكننا وبعد تسعة عشر سنة لازلنا في انتظار بركتها فربما وربما بعد لكن ربنا يبعدنا عنهم في لطف ويلطف بنا .
لقد كانت حضرموت اليمن الديمقراطي سلبية في أغلب تلك المرحلة لكنها حاسمة مرجحة كفة ما تراه مناسبا والمصلحة العامة تجلى بكل المنعطفات التاريخية في مسار تلك المرحلة.
لكننا اليوم في الهامش منحدرين بسرعة انحدار عملتنا من (6.5شلن مقابل 1$ ) وبقية القطاعات الإنتاجية والخدمية قاطبة.
لقد نهب تراث السلطنة القعيطية والسلطنة الكثيرية وبقية السلطنات وكذا تراث جمهورية اليمن الديمقراطية ليس من متاحفها بل وطمس ودفن من مناهج التعليم المدرسية بل لأنه تراث مرتبط بعادات وتقاليد ذو امتدادات لا تمت للمركز بشيء ومسحتم كل الوثائق بما فيها الصور.
ولكننا سننبشه من مدافنه وسنستعيده من مكامنه وسنعلمه أولادنا وأحفادنا بالتواتر ولن نعدم وسيلة فتاريخنا مليء بمثل هذه الحالات في الماضي القريب وبالنورانيات التي تنير دروبنا .
لقد علمتمونا وأولادنا تاريخكم وكل العبر من العهد الأمامي والتركي والمصري من خلال مناهج التعليم المدرسية وكذا الأعلام الرسمي وشبه الرسمي المرئي والمسموع والمقري . ولكن حصانة الموروث المدني والحضاري أكسبنا وأولادنا القوة والإلهام والصبر مستمدين البصيرة من ماضينا .
لقد كانت حضرموت كل الجنوب وهي اليوم كذلك فكل الجنوب حضرموت تتحمل الضرر وتداوي جراحها والخيرون الكثيرون في كل مكان أصدقائها وعون لها حيثما وجد لها امتداد فبلوى المولى هينة وبلوى الإدارة الماحقة الساحقة التي لا تبقي ولا تذر والتي وصلت إلى الذات الحضرمية لتنال من الكينونة والصيرورة الحضرمية . ولكن إذا كان ذلك عن قصد وسبق إصرار فلن تصبر حضرموت كثيرا والفرج والخلاص منها آت في القريب العاجل فالمضطر المظلوم ثورته ماحقة ساحقة حاسمة بقدر الفعل ستكون ردة الفعل فالماسخ الماسح له البتر والفصل .
بقلم / أحمد سالم بلفقيه
- المكلا برس التاريخ: 26/12/2008
لقد لفت انتباهي سائح أسترالي تكررت زيارته لجزر الملايو وقد أستغرب من الكم من المسلمين الغالبية بجزر الهند الشرقية ومنها ( الأرخبيل الاندنوسي ) فقد أثار ذلك لديه تساؤلات كثيرة ، من أين أتى هذا الدين الإسلامي ومن عمل على نشره ومن هؤلاء الدعاة الذين وردوا هذا الأرخبيل وبماذا تميزوا حتى تم لهم الغلبة وفازوا بالاكتساح، فتعرف على حضرموت من خلال اندونيسيا وماليزيا وجزر الهند الشرقية ، وتعرف على مدرسة حضرموت وأحد مكوناتها الأساسية التجار الحضارم الذين لا يحركهم حافز الربح والكسب المادي الدنيوي بل يأتي بعد المحرك الأول لها ولهم والأهم وهي تجارة يوم لا ينفع لا مال ولا بنون إلا هي ،وهم الدعاة التجار وليس العكس، حيث المدرسة المرجحة، فكانت زيارته لليمن ومنها لحضرموت ، ومن خلال المقارنة بين ما شاهده في شرق آسيا فلم يجد شبيه له في المناطق اليمنية كافة إلا حضرموت حيث ما شاهده فيها وفي المناطق الجنوبية شبيها بتلك أو نفسها البصمة الثقافية وما رآه سلفا في سياحته لأراضي وجزر شرقي آسيا ونحاول من خلال تلك الفكرة المستلهمة المدخل لتحليلنا والحالة المحلية .
حضرموت رؤية من الخارج :
أن المشاهد لحضرموت من الخارج يظهر مدى عبقريتها ومدى ما أوصلوها الأسلاف من ماضي غني ملهم وحاضر مبني صروحه الشامخة القوية المستمدة قوتها من ماضي راسخ الجذور من قوة المدرسة الدعوية الإسلامية المعتدلة والمتوافقة والنزعة الشرقية المائلة إلى السلم والسكينة المأخوذة من حكمة وسكون هضبة حضرموت الراسخة الممتدة من جوف الربع الخالي بصحرائه المترامية إلى بحره العربي وعروبته المتداخلة مع المحيط الهندي بتنوع ثقافته التي أثرت وتأثرت حضرموت بها ومنها ، فالمشاهد لحضرموت المهجر يراها في حضرموت الجنوب وفي كل الجنوب ، لا فرق بين تريم ولحج ولودر أوعدن وعتق وكذا مودية والمكلا أو الغيضة والغرفة وسيئون ،فكلها بعض من بعض ،وكلها من الوهلة الأولى منتمية لمدرسة ولثقافة واحدة ممتدة من جزر الهند الشرقية مرورا بالهند وصولا إلى حضرموت عابرة إلى البر الأفريقي حتى أدغاله (فهي حضرموت الثقافة ،حضرموت الجنوب ،والجنوب الحضرمي ) وبكل فخر والكل يقول هذا دون دونية أو عقدة ( فحضرموت ليست قبيلة وهي كانت كذلك فهي سائدة ولم تكن يوما بائدة، وحضرموت ليست أرض أو بقعة محدودة ومحددة بل هي مدرسة دعوية أسلامية منتمية لثقافة عابرة للقارات، هي حضرموت الثقافة والمنهج ) فالغريب أن الزوار الرسميين الذين يدعون تمثيل الجالية في الأرخبيل الاندونيسي وكذا الممثلين الرسميين في أطار الفعاليات الدورية الاعتيادية نجدهم يستميتوا من أجل فرض غرائب وألاعيب قد تكون منهاج مركزي موجه أو حالات فردية تنم عن بغض وحقد دفين كأن يفرضوا الشعارات وعلى سبيل المثال (الهجرة اليمنية في ماليزيا أو الهجرة اليمنية في اندونيسيا ) لماذا ؟ وهل هناك هجرة يمنية ؟ ومن أين ؟ وكذا نجد كبار المسئولين في زياراتهم لشرق آسيا حين يلتقون الجالية الحضرمية يتضايقوا من أسألتهم عن حضرموت فيصححوا لهم التسمية باليمن وأنها حضرموت حاليا ضمن اليمن، أليس تسمية الأشياء بمسمياتها الحقيقية قد تعكس حالة من الدونية للمركز لا وألف لا فالمركز يشمل الكل بثقافاته المتنوعة ، فقد سمعنا قبل الوحدة أصوات ناشزة ولكن خافتة ورأيناها باهتة في بعض ممن عرفناهم ينتمون ل حوشي ( حزب الوحدة الشعبية اليمني ) وهل هذا استمرار لحالة من النهج لعقدهم وخوفهم من حضرموت الفزاعة في الماضي والحاضر، أنها حضرموت فسيظلون المهاجرون الحضارم طالما بقوا يقولون هذا دون جدوى وفائدة، وسيظل الطرق مستمر بمسمى واسم حضرموت يصم الآذان ومن ما عجبه يشرب البحر ماء البحر الأحمر فقط فالبحر العربي حضرمي ، فما توارثوه مهاجرينا كابر عن كابر طيلة وجودهم بالمهجر الذي يطول أكثر من خمسة قرون، أنهم جاءوا من حضرموت ، فالهجرة كلها من حضرموت ومن ثغر الشحر فقط فمن غير الحضارم ؟ ولماذا هذا التحسس من ذكر حضرموت ؟ ألا تؤمنوا بالخصوصية ؟ فحضرموت ستظل حضرموت وارتضت الوحدة بخصوصيتها وبانتمائها لموروثها المدرسي الذي هو جزء من ثقافتها ،وسيظل الانتماء والولاء لحضرموت كل الولاء لها ومن ثم للكيان الحالي وبعده للحالة العربية والإسلامية والعالمية .. وإلا فلا وألف لا ، فثقافة حضرموت المختلفة كل الاختلاف عن مدرسة زبيد التهامية ومدرسة تعز بطرقها المختلفة وعن المدرسة الزيدية بكل تبايناتها الذمارية والصعدية عن صنعاء ، فحين كانت كل المدارس اليمنية تعيش حالة الانغلاق والتي مازالت كذلك ، فحضرموت عكس ذلك فقد كانوا الأسلاف وكل الأجيال تجاهد وتجوب البحار والفيافي حاملة رسالتها الموروثة بأمانة وصدق ما عاهدوا الأسلاف ،فحضرموت والحضارم لا يريدوا التهام ماضي الجيران من الأشقاء أو غيرهم ولا ينسبوا أعمال غيرهم إليهم فصنعاء ستظل صنعاء وزبيد كذلك وحضرموت ، فافخروا بماضيكم وحاضركم كما يحق لنا ذلك فماضي الأمة الإسلامية والعربية ماضيكم وماضينا فما في بغداد لأهلها وكذا دمشق ولكن موروث العباسيون والأمويون للجميع، فلنفتخر بذلك سوية ،فلا نريد أن نشاركم امتداداتكم ودعوا لنا أمتدادتنا فنحن أحق وأعرف بأهلنا وبأنفسنا منكم ، فخصوصياتكم لكم وخصوصياتنا لنا ، فماضينا وموروثنا من عادات وتقاليد تختلف وموروثكم ،فدعوا حضرموت مع تراثها الغني فهي قادرة على انتشال حالها بنفسها واتركوها حينها ستعين نفسها وستعينكم ، فخيرها سيصلكم برغبتها وعندها سيكون قوة لكم ( فطفرة السبعينات النفطية عم المنطقة كلها وبلوى الصومال عم المنطقة كلها ) وإلا فالصراع الحضاري سينتقل لحالة الصدام ،فالمجتمع المنفتح على كل بقاع وأصقاع الدنيا الذي تقبل حاضرا من الوافدين آخرهم الصومال الوافدين فقد تعامل وروح المشكلة وشاركهم المصيبة ، ولكن لم يتقبل المثل والعادات من الوطن الجديد الكبير والوافد من المركز الجديد ، فالرفض بلغ مبلغ ، فاستبقوا الحل أن كنتم مسئولين ،ولبوا طموحات من تضرر فسياساتكم خطأ في خطأ ، وتعاملكم أيضا خطأ ليس في حضرموت بل وامتداداتها ،التي تمدها القوة لنفسها فلم تمدكم بشيء فمن ظلم حضرموت من سيعينه ؟ فأي ثقافة قادرة على تملك ذلك الموروث ونسبه لها ،عليها أن تنتمي لثقافتنا ومن ثم لها مالنا وعليها ما علينا ، فمتى ستكون مننا ؟ لن ولم ! فالخصوصية الحل الشافي لنا ولهم وليتركونا ومشاكلنا ونتركهم لمشاكلهم الأكثر تعقيد والأصعب وسنكون لهم خير المعين قبل أن تفقدونا .
لقد كانت حضرموت ومنذ عام 1967م ضمن دولة جمهورية اليمن الديمقراطي ولم نستشعر تلك الحالة من التحسس المرضي من الآخرين تجاهنا ، ربنا يشفيهم ويقينا مرضهم إلا في أيام دولة الوحدة المباركة.
ولكننا وبعد تسعة عشر سنة لازلنا في انتظار بركتها فربما وربما بعد لكن ربنا يبعدنا عنهم في لطف ويلطف بنا .
لقد كانت حضرموت اليمن الديمقراطي سلبية في أغلب تلك المرحلة لكنها حاسمة مرجحة كفة ما تراه مناسبا والمصلحة العامة تجلى بكل المنعطفات التاريخية في مسار تلك المرحلة.
لكننا اليوم في الهامش منحدرين بسرعة انحدار عملتنا من (6.5شلن مقابل 1$ ) وبقية القطاعات الإنتاجية والخدمية قاطبة.
لقد نهب تراث السلطنة القعيطية والسلطنة الكثيرية وبقية السلطنات وكذا تراث جمهورية اليمن الديمقراطية ليس من متاحفها بل وطمس ودفن من مناهج التعليم المدرسية بل لأنه تراث مرتبط بعادات وتقاليد ذو امتدادات لا تمت للمركز بشيء ومسحتم كل الوثائق بما فيها الصور.
ولكننا سننبشه من مدافنه وسنستعيده من مكامنه وسنعلمه أولادنا وأحفادنا بالتواتر ولن نعدم وسيلة فتاريخنا مليء بمثل هذه الحالات في الماضي القريب وبالنورانيات التي تنير دروبنا .
لقد علمتمونا وأولادنا تاريخكم وكل العبر من العهد الأمامي والتركي والمصري من خلال مناهج التعليم المدرسية وكذا الأعلام الرسمي وشبه الرسمي المرئي والمسموع والمقري . ولكن حصانة الموروث المدني والحضاري أكسبنا وأولادنا القوة والإلهام والصبر مستمدين البصيرة من ماضينا .
لقد كانت حضرموت كل الجنوب وهي اليوم كذلك فكل الجنوب حضرموت تتحمل الضرر وتداوي جراحها والخيرون الكثيرون في كل مكان أصدقائها وعون لها حيثما وجد لها امتداد فبلوى المولى هينة وبلوى الإدارة الماحقة الساحقة التي لا تبقي ولا تذر والتي وصلت إلى الذات الحضرمية لتنال من الكينونة والصيرورة الحضرمية . ولكن إذا كان ذلك عن قصد وسبق إصرار فلن تصبر حضرموت كثيرا والفرج والخلاص منها آت في القريب العاجل فالمضطر المظلوم ثورته ماحقة ساحقة حاسمة بقدر الفعل ستكون ردة الفعل فالماسخ الماسح له البتر والفصل .
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق