بقلم/ سامية الأغبري كاتبة يمنية
صباح الثلاثاء.. صباح جنوب اليمن المشتعل ..صباح عدن ثغر اليمن الباسم الذي لم يعد كذلك منذ أن عاثت فيه قوى الشرعية فسادا- صباح الثلاثاء7-7 ليس ككل صباحات عدن, انه مختلف ففي مثل هذا اليوم منذ خمسة عشر عاما اجتاحت من سمت نفسها قوى الشرعية لتدافع عن الوحدة ممن أسمتهم قوى الردة والانفصال – اجتاحت محافظات الجنوب باسم الوحدة ومن حينها حتى اليوم عاثت ولا زالت فيها فسادا ومارست كل أنواع البطش والظلم والقهر ضد أبناءها وتحت شعار الوحدة وباسم الوحدة نهب الشرعيين وسلب أصحاب الحق حقهم !
إن الانفصاليين ليسوا من أعلنوا الانفصال في لحظة غدر بهم الشريك, الانفصاليين هم قوى سلبت ونهبت وقتلت ونكثت بالوعود والعهود , هي قوى شيطانية عدوة للشعب والوطن وللوحدة يجب محاربتها واجتثاثها.
ماذا تعني السبعتين للجنوبيين وماذا تعني لكم؟ تعني لكم الانتصار الساحق على من؟ لاندري! لكن ذلك التاريخ يعني لأبناء المحافظات الجنوبية ولمحبي الوطن يوم مشئوم لايجب الإحتفال به – بل يجب أن نسقطه من التاريخ.. والاحتفال به نوع من الاستفزاز لمشاعر إخوتنا.
في ذلك اليوم سحق الجنوب تحت الدبابات والمدافع والطائرات بحجة الدفاع عن الوحدة, يوم السلب والنهب يوم تفيدته سلطة 7يوليو ونهبته وجعلته جزءا من أملاكها, وإخوتنا في تلك المحافظات يقولون أن ذلك اليوم هو يوم سقوط الوحدة وليس يوم عمدت بالدماء.. والسلطة بعنجهيتها وغرورها وجبروتها كرست هذا الاعتقاد , سقطت وحدة 22 مايو التوافقية يوم 7 يوليو 1994م هكذا ينظر أبناء تلك المحافظات لهذا اليوم الذي تحتفل فيه السلطة رغم علمها أن ذلك استفزاز لهم ولمشاعرهم ,وعلمها أنها لم تنتصر بعد فالوحدة مهددة وان كابر النظام وعاند , تنتصر فقط حين تعمد الوحدة بالعدل والمساواه والشراكة, حين تعيدون للناس حقوقهم وتحاسبون كل من تلاعب وانتهك كرامتهم وإنسانيتهم حين تفعلون ذلك تعمدونها فعلا ,ومحاولات أخرى فاشلة لتعميدها بدماء من أصبح يطالب بعودة الأوضاع على ماكانت عليه قبل الوحدة.
هل سألتم أنفسكم لما وصلت الأمور لهذا الحد من التأزم؟ومالذي جعل شباب الوحدة لايريدونها ويخرجون مضحين بحياتهم لأجل إسقاطها؟ شهداء وجرحى ومعتقلين لماذا ومن اجل ماذا ومالذي أوصلهم لهذا؟ أليست السلطة الظالمة سلطة 7-7 هي السبب؟ أليس الحراك جاء نتيجة طبيعية للظلم والتهميش والإقصاء الذي عانت منه كل محافظات اليمن بشماله وجنوبه وشرقه وغربه؟ لكن الثورة ضد الظلم والطغيان جاءت جنوبية!
سلطة السبعتين التي لاتخجل استفردت بالحكم واستحوذت على كل شي وأقصت الشركاء هي سلطة قمعية بامتياز وأصبح شغلها الشاغل كيفية ضمان بقاءها واستمرارها ولومضت على أشلاء ودماء ضحاياها من أبناء الشعب, ولو أبيد كل اليمنيين- لايهم المهم بقاءها.
ماذنب وليد اليافعي وما كانت جريمته؟ فقط أتى أعزلاً إلى عدن للمشاركة في مظاهرة للحراك ليعبر من خلالها عن رفضه لهذه السلطة لكن الأشاوس سيحاسبهم أردوه بارد وثقة أن لا أحد سيحاسبهم أردوه قتيلا.. مات وليد متأثراً بجراحه بذكرى يوم النصر العظيم -هاهي محافظات الجنوب تقدم ضحية أخرى من ضحايا هذا اليوم المشؤم – كان أعزلاً سوى من كلمات نطقت بها لسانه ربما كانت بالنسبة لقاتليه أقوى من رصاصاتهم وكانوا مدججين بأسلحتهم كلمات أردته قتيلا وأضافت إلى رصيد سبعة يوليو جريمة أخرى.
فكفاكم ياتجار الحروب وصناع الدمار كفاكم مافعلتموه بالوطن. كفى قتلا, كفى إراقة للدماء.
الثورة السلمية ضد الظلم كما قلنا جاءت جنوبية, ولكن عتبي عليكم ياابناء مدينتي الحالمة إلى متى ستظل تحلم؟ حتى محافظة الحديدة التي عانت ماعانته من ظلم وجبروت وبطش النظام الهادئة المسالمة نفذ صبر أبناءها. ملوا صمتهم, وانتم كما انتم صمت مخيف, صمت القبور هو صمتكم على ما يحدث!
عتبي عليكم يا أبناء تعز إنكم تموتون عطشأ .. فقرا.. وجوعا ولكن لاتحركون ساكنا ! ماذا أصابكم؟ إنها تعز مديننكم منارة العلم والثقافة , صانعة وحاضنة الثوار, أصبحت مأوى ومرتعا للفساد بكل أنواعه فماذا انتم فاعلون؟ ومتى تغضبون ؟ متى تثأرون لكرامتكم بثورة سلمية؟ متى تعيدون لتعز ألقها ومجدها. متى يامدينة الثوار وصانعة الأحرار تتحررين من عبوديتك؟ هبي فقد حان وقت الإعلان عن حراك سلمي ينطلق من تعز ويعم كل أرجاء اليمن. حان الوقت لطرد الفاسدين والمتسلطين والمتجبرين, وكفى خوفا و صمتا وذلا.
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق