الثلاثاء، 15 نوفمبر 2011

مشروع الفدرالية أكثر خطرا على الجنوب من وحدة 1990م

صدى عدن / بقلم الدكتور :محمد علي السقاف
أن لقاء القاهرة القادم في أواخر هذا الشهر من نوفمبر لجماعة المنادين بالمشروع الفدرالي بين الجنوب والشمال يستدعى منا وقفه جادة أمام هذا المشروع المدمر للقضية الجنوبية وحراكها السلمي.
سأستعرض أولا الموقف السابق لدولة حيدر العطاس الذي طرحه في مشروع البرنامج السياسي للحراك ا...لجنوبي الذي أطلقه في أغسطس ونوفمبر 2010م وأعادت نشره شبكة صدى عدن في 2/1/ 2011م تمى سأتناول بإختصار لماذا كنت ولازلت متمسكا بموضوع إستعادة دولة الجنوب إستقلالها وسيادتها عبر فك الإرتباط مع دولة الشمال.

أولا:- مقاطع من مشروع العطاس في البرنامج السياسي للحراك الجنوبي
حيث قال (أن الإنقلاب على إتفاقات الوحدة إنما يندرج تحديدا في إطار أزمة الوحدة لا أزمة السلطة إنما إجبار الجنوب على العيش تحت سقف وخيمة ما يسمى " بالثوابت" والتهديد والوعيد والإستخدام الفعلي للقوة المنطلق من أوهام وأحدية الثورة اليمنية وعودة الفرع للأصل وتململ بل وإنكفاء موقف القوى الوطنية المعارضة في ج.ع.ي إزاء القضية الجنوبية وتمترسها خلف ذات الشعارات أسوة بالنظام الحاكم كل ذلك هو الذي أدى إلى تعمق وإزياد مشاعر الرفض الشعبي العارم للوحدة في الجنوب والقطع نهائيا مع أية أمال سابقة بإمكانية إصلاح ومعالجة الأزمة المتأصلةالجدور للوحدة ) وتحت ثانيا بعنوان أسس بناء الدولة وإعداد دستورها أشار المشروع ( أن النظام جمهوري، فدرالي برلماني وعاصمة الدولة مدينة عدن وتقسم الجمهورية إلى ست مقاطعات فدرالية:- عدن، لحج ، أبين شبوة، حضرموت ، والمهرة.... مشرا في الخاتمة أن الدولة المنشودة هي الدولة المستقلة التي يستعيد فيها شعب الجنوب هويتة وكرامتة وحقوقة).
سيلاحظ هنا الأتي:-
1- قول العطاس موقف القوى الوطنية المعارضة في الجمهورية العربية اليمنية إزاء القضية الجنوبية وتمترسها خلف ذات الشعارات أسوة بالنظام الحاكم مع من إذن سيتم تحقيق مشروع الفدارلية المنادي به إذا كانت المعارضة ( اللقاء المشترك والسلطة يقفون نفس الموقف إزاء القضية الجنوبية ؟.
2- القول بإزياد مشاعر الرفض الشعبي العارم للوحدة في الجنوب وإستعماله تعبير( بالقطع نهائيا مع أية أمال سابقة بإمكانية إصلاح ومعالجة الأزمة المتاصلة الجدور للوحدة) فكيف يمكن إقامة فدرالية في إطار مشاعر الرفض الشعبي العارم للوحدة في الجنوب فهل هذا تغير في موقف شعب الجنوب وهل هذا يفسر أن الإستفتاء
سيجرى بعد 5 سنوات من قيام الفدرالية لمعرفة أصحاب المشروع الفدرالية بوجود رفض شعبي عام للوحدة في الجنوب؟
3- إشارة مشروع البرنامج السياسي للحراك الجنوبي بأقامة نظام جمهوري فدرالي في الجنوب وهو ما ناديت به شخصيا في السابق وتحديد البرنامج تقسيم الجمهورية الجنوبية إلى 6 مقاطعات فدرالية عاصمتها عدن هل يدرك العطاس الفارق بين فدارلية في إطار الجنوب وفي إطار إتحاد مع الشمال وهو لا شك يدرك ذلك فلماذا هذا التحول والتغير في موقفه ومن دفعه إلى التحول الخطير؟
ثانيا :- أسباب رفض مشروع الفدرالية مع الشمال
1- عدم إستفتاء شعب الجنوب في الوحدة الإندماجية كتب ذلك في مايو2000م في صحيفة الأيام الغراء
وتبنى المبدأ نفسه دولة حيدر العطاس في تصريحاته لاحقا وفي البرنامج السياسي المذكور بقوله
" أن التاريخ سيسجل إقدام الحزب الإشتراكي على إرتكاب أخطاء تاريخية جسيمة أهمها ما أقترفه الحزب بحق شعب الجنوب ودولته المستقله في دخوله في 1990م ...... في وحدة إندماجية إرتجالية.
مزاجية دون إستفتاء وتفويض شعبيين.... وكان لهذا الخطأ أثار سلبية ألحقت بالغ الأثر على حاضر شعب الجنوب وتهدد حاضر ومستقبل أجياله...."
أليس المشروع الفدرالي الآن يشكل خطر جسيم على شعب الجنوب وهل أصحاب المشروع الآن حصلوا على تفويض شعبي وهل تم إستفتاء الشعب عليه وليس أتمام الإستفتاء بعد 5 سنوات بعد أنجاز المشروع ؟
2- في عام 1990م لم يتم إستفتاء الشعب بسبب شمولية التظامين في عدن وصنعاء ونحن الآن في إطار الديمقراطية والربيع الجنوبي والعربي فلماذا يتم تغييب إرادة شعب الجنوب ؟
3- في عام 1990م من وقعوا على إتفاقية الوحدة في 22/ أبريل /1990م والإتفاقيات الوحدوية السابقة
كانوا يمثلوا دولة مستقلة والآن ما الصفة القانونية لمن يدعون تمثيل شعب الجنوب؟ وقد يقال أيضا ما هي صفة من ينادوا بفط الإرتباط ؟ وهنا يتوجب الإشارة أن الرئيس / علي سالم البيض حين أعلن في 21/ مايو/ 1994م ردا على إشعال الحرب رفض مجلس الأمن في قراريه إدانة ما سمته صنعاء بقرار الإنفصال مما أطفى شرعية دولية على قرار 21 مايو بإستعادة دولة الجنوب بفك الإرتباط إضافة إلى
قيام مظاهرات شعبية عارمة عمت عدة مناطق مؤدية للقرار في شبة إستفتاء شعبي له.
4- مشروع الفدرالي إذا تم تمريره لا سمح الله سيتم التوقيع عليه من الجانب الجنوبي من قبل أشخاص فقدوا أهليتهم القانونية كممثلين للجنوب في مقابل أشخاص من الشمال ممثلين لدولة قائمة وستتحول علاقتنا بالشمال من علاقة يحكمها القانون الدولي وفق إتفاقيات الوحدة إلى علاقة يحكمها القانون الوطني (المحلي) بتعديل الدستور من دولة بسيطة إلى دولة فيدراليهز
  5- قراري مجلس الأمن 924، 931 لعام 1994م الداعي لحل الأزمة بين الجنوب والشمال عبر الحوار السياسي قد يتأثر سلبا لفترة ويثير نوعا من الضبابية سيتحمل مسئوليتها التاريخية دعاة الفيدرالية مثل مسئولية قرار الوحدة الإرتجالية في عام 1990مز
6- العنصر القبلي والعسكري المهيمناني على نخبة وقيادة الشمال في السلطة والمعارضة كيف سيمكن مواجهتما بجانب إختلاف الهوية بين الشعبين في الجنوب والشمال كيف سيتم تقويض مخاطرهما على الجنوب؟
7- التقسيمات الإدارية خاصة ربط باب المندب بمحافظة تعز بدل من عدن والتوطين الشمالي لمساحات الجنوب هل سيتم في إطار إقليمي الدولة الفدرالية إلغاء جميع التقسيمات الإدارية التي تم إستحداتها
وكيف يمكن في إطار دولة القانون الوقوف أمام إمتلاك القبائل في الشمال لجميع أنواع الإسلحة الثقيلة
كالدولة بإسثتناء الطيران والبحرية هل يمكن إشتراط نزع ومنع السلاح عنهم.
8- كيف يمكن التعامل مع غالبية النخب وزعماء القبائل في الشمال الذين تعودوا على إستلام مبالغ مالية ضخمة منذ أكثر من نصف قرن من دول الجوار أن يقروا بوجود سياسة خارجية لدولة الفيدرالية بشكل مستقل عن سياسة دول الجوار.
9- في جميع الدول التي أستعادت إستقلالها بعد سقوط جدار برلين تم فيها إجراء مقاصة بينهما أعيدت لكل طرف حقه ونصيبه في الثروة التي أستخدمت أثناء الدولة الواحدة كيف سيتم معالجة هذا الآمر لثروة الجنوب التي أستخمت لتموين مشاريع في الشمال وذلك في إطار الدولة الفيدارالية، وبدءاً هل سيعيد
قادة المشترك والسلطة الأراضي والأموال والإمتيازات التي حصلوا عليها كمكرمة من النظام أو أستولوا عليها من خيرات الجنوب أليس هذا من حق أجيال الجنوب إستعادته؟
في الخلاصة:-
أن طرح مشروع الفيدرالية مع الشمال هو أخطر من قرار الوحدة في عام 1990م وسيتحمل القائمون عليه مسئولية تاريخية بالإستمرار فيه وهذا هو الجانب المظلم فيه ولحسن الحظ الجانب المشرق فيه التوقيت طرح المشروع هو مؤشر أكيد على نجاح الحراك الجنوبي وبداية تفهم المجتمه الدولي
لقضيته العادلة مما دفع قوى أخرى لخلط الأوراق وشل قضيته لمدة خمس سنوات قادمة ولكن
بإرادة الله وعزيمة أبناء وشباب الجنوب لن ينجح مشروعهم في تحقيق المشروع الفيدرالي .
هل أعجبك الموضوع:

ليست هناك تعليقات :