الاثنين، 9 فبراير 2015

اليمن الجنوبي دولة خليجية

 السياسة الكويتية/زيد الجلوي

العديد من الخيارات يمكن اللجوء إليها خليجيا, إذا ما عمد الحوثيون الى تجاوز الخطوط المرسومة لهم, والتطلع الى السيطرة على مضيق باب المندب. فهؤلاء عليهم تقويض النفوذ “الإخوانجي” اليمني, والمساهمة في الحرب على “القاعدة”, وإن أي طموح أكبر من ذلك. يعني فتح أبواب لا عد لها ولا حصر عليهم. فاليمن جزء لا يتجزأ من المنظومة الخليجية, إلا أن تركيبة شماله وشمال شماله ذات الأغلبية السكانية الزيدية, وقفت ولا تزال عائقا أمام مسألة تقبله في الاتحاد الخليجي, الذي يطغى المذهب السني على مكونه السكاني.

إن الحوثيين وبعد إكتشاف تدبير حليفهم صالح, مسألة إعادة إنتاج نفسه زعيما لليمن, عبر ترشيح وانتخاب ابنه أحمد, بعدما تقدم عبد ربه منصور هادي باستقالته, تاركا ً للبرلمان اليمني المحسوب على المؤتمر الشعبي العام, إدارة شؤون الدولة ثم إجراء انتخابات على النحو المفضي, لما يصبو اليه علي صالح, سوف يضعف قوة نفوذهم, المتزايد بعد سيطرتهم على صنعاء, بالإتفاق مع أعوان صالح, الذين سخروا لهم جميع إمكانياتهم, لبلوغ ما بلغوه من سطوة.
فالشمال اليمني وشمال الشمال الحوثي, لم يسره تولي الجنوبيين زمام سلطة اليمن, ولا فكرة الأقاليم الستة عليهم, ترى ربما زيديتهم المذهبية, رفض شافعية الجنوب السنية, والتي تغطى بها التجمع الإصلاحي اليمني “الإخونجي”, لتحقيق مآربه وهو ما ألحق الضرر بالجنوبيين وحدة اليمن.
لقد تحقق الغرض من استعمال الحوثيين, بإزالة حميد الأحمر المحسوب على اخوان اليمن, وعلي محسن الأحمر الذراع العسكري لهم. ومن ثم لا مانع من تولي ابن صالح حكم اليمن, وتقاسمها مع الجنوبيين, وهو ما آدى إلى جنون الحوثيين. لأنهم باتوا يشاهدون طموحاتهم تتلاشى أمامهم, وقد كانوا تواقين إلى مآرب وتعز. كما تبين من تزايد التظاهرات وأعداد المتظاهرين, والصدامات الشعبية مع سكان الشمال اليمني.
بينما إذا لم يقبل الشماليون والحوثيون, المضي قدما في قبول المبادرة الخليجية. فإن الأمور سوف تنتهي, إلى إستقلال حتمي للجنوب, الذي يمكن من خلال ما يتمتع به من موقع جغرافي, وثروات وتناسب مذهبي أن يكون عضوا خليجيا سابعا. إلا إذا كان لدى الجنوبيين رغبة في استمرار تحالفهم مع “الإخوان”, ومن ثم الاستقلال بالجنوب لتهديد قناة السويس, عبر السيطرة على مضيق باب المندب, بدعم تركي وما شابهه. فإن أحمد علي صالح أو غيره من أعضاء المؤتمر الشعبي العام, سوف يعودون إلى حكم اليمن, لكونه المعالجة الناجعة لمشكلات اليمن, التي يعاني منها شعبه منذ ثورته الخالعة لعلي صالح.

com.Alwatani2002@yahoo


هل أعجبك الموضوع:

ليست هناك تعليقات :