الجمعة، 24 يناير 2014

ماذا بعد حديث العطاس ؟

 رمزي الشعبي 
تابعت كغيري من الجنوبيين مقابلة السيد أبوبكر العطاس على قناة عدن لايف والتي جاءت قُبيل اختتام مؤتمر الحوار اليمني الممتد لأكثر من عشرة اشهر على جُثث و أشلاء الجنوبيين, السيد العطاس تحدث في مواضيع عدة واسهب في الحديث ولكن ما شدني في حديثة نقطة واحدة تعتبر بمثابة عمود ارتكاز وسنام الثورة الجنوبية.
هذا العمود أو السنام والذي سبقني الية كثير من الكتاب الجنوبيين ومن قبلهم الشارع الجنوبي الذي طالب ومازال يطالب به في كل مسيرة ومظاهرة مليونيه دون كلل أو ملل حتى بحت اصواتهم يعتبر من احد اهم الأسباب لتأخر ثوره الجنوب التحررية والتي كانت بدايتها العام 2007م وبالرغم من أن هذه الثورة العظيمة قامت بمجهودات فردية وبسيطة الا انها كانت منظمة وصحيحة وتحت قيادة موحدة زرعت الهلع في نفوس حكام صنعاء واجبرتهم على الوقوف والنظر نظرة خوف واحترام اليهم ,وسُميت آنذاك بجمعية المتقاعدين العسكريين قبل ظهور الحراك الجنوبي السلمي رسميا الى العلن.

السيد العطاس كان على عادته صريحا وشفافا وقد ذكر أثناء المقابلة بانة على تواصل دائم مع نخب حاكمة و سياسيين كُثر وكلهم يسألون ويتساءلون عن السبب الحقيقي لعدم توحد قادة الجنوب العظام مع بعضهم البعض واعلان قيادة موحدة تكفل للمجتمع الدولي التعاطي معا قضيتهم , فالمشكلة أذا تكمن في القادة وليس الشعب, فالشعب في الجنوب من اقصاه الى أقصاه موحد تحت راية التحرير والاستقلال وهذا ما عبر عنة في أكثر من مناسبة سياسية شهدتها مدن وقرى الجنوب.

السيد العطاس ذكر ايضا أن قادتنا العظام والذي يُعد هو أحد رموزها باتوا يرسلون العديد من الرسائل الى المنظمات الدولية ولكنها لا تجد أي صدى يذكر ويُرجع ذلك الى انها أيّ الرسائل ليست من قيادة سياسية موحدة ومسئولة ,وهذا منطق يٌقّر بهِ كلّ رجل سياسة حكيم, أمّا قادتنا الكرام فاصبحوا كمن يغني على ليلاه ولأندري الى متى سيستمر هذا العويل .

سبع سنوات مرّت على ثورة الجنوب التحررية وما زال أبناءها يكابدون قهر وبطش الاحتلال اليمني, فلا يكاد يوم يمر الا وشيع الجنوبيون شهيدا على طريق الاستقلال, بلامس دُكت ضالع الصمود وما زالت رحى تلك الحرب تدور هناك ومازالت دماء الجنوبيين تسفك وما زال الجنوبيون يشيعون الشهداء تلو الشهداء ومازالوا يتسابقون لنيل شرف تلك الشهادة, وقادتنا العظام يتسابقون لإصدار بيانات الشجب والاستنكار تارة والاستعطاف تارة اخرى!!

الآ يخجل هؤلاء القادة من انفسهم؟ الآ توجد لديهم ضمائر حية تؤنبهم وهم يشاهدون جثث الثوار واشلاء النساء والاطفال في كل زاوية مبعثرة؟!!. الا يستطيعون الخروج من عباءة الماضي الى عباءة الحاضر؟!! الا يستطيعون ان يجعلوا مصلحة الوطن فوق الجميع؟!! أن لم يكن لديهم ذلك ولا يستطيعون فعل ذلك ! فعليهم التنحي جانبا وإفساح المجال لمن هو أجدر منهم, فكفانا تشرذم وكفانا تفكك وكفانا تقوقع معا أنفسنا .

تشرذم القيادات الجنوبية وتصريحاتهم المتكررة بأنهم مجمعون على الاستقلال واستعادة الدولة لا يجتمعان معا أبدا و لم يعد الشارع الجنوبي يستسيغها أو تستهويه خاصة مع موعد انتهاء حوار صنعاء وتقديمة حلول هزلية جاهزة لفرضها على شعب الجنوب المرابط في ميادين النضال. على القيادات الجنوبية أن يقوموا بمهامهم التي وكلهم بها الشعب أو ان يرحلوا عنا بسلام, فشعب الجنوب قادر على أن يخرج قادة جدد من أبناءه لمؤازرته في تحقيق هدفة المنشود.
هل أعجبك الموضوع:

ليست هناك تعليقات :