الخميس، 19 ديسمبر 2013

من ثلوج عمان الى حرارة حضرموت .. الجنوب يستعد لاستعادة دولته

فرسان التغيير - عمان

الكاتب الأردني\ وحيد الطوالبة

رغم مغادرتي اليمن في 26 - 11 1999 لم انقطع عن متابعة اخباره شمالا وجنوبا ورغم ان عمان العاصمة الاردنية لا تزال مشغولة بالتخلص من ثوبها الابيض الذي اعاق فيها كل شئ الا ان كل ذلك لم ولن يمنعني ان اكتب عن كل ما يجري في الجنوب العربي وليس الجنوب اليمني .


بالامس تابعت مقابلة للرئيس المخلوع علي عبدالله صالح بثتها قناة آزال اليمنية وللاسف ان ابو احمد لا يزال يعتقد انه سيعود الى كرسي الرئاسة وان الجماهير ستطالب به سعيا منها لتحقيق الامن الذي افتقده اليمن بعد الثورة عليه .. وان لا يزال متشبث بعناصر حزبه - المؤتمر الشعبي العام - وهذه خزعبلات على صالح ان يقلع عنها بعد ان منحه التاريخ ومنحه اليمن والشعب اليمني ثلاثة عقود كاملة لتحقيق رؤى وتطلعات اليمنيين في كل بقاعه .. لكنه للاسف اخته العزة بالاثم وهاجم الجنوب محتلا بعد جاءه الرئيس علي سالم البيض طائعا راغبا بالوحدة واخفقت الدولة التي قادها علي عبدالله صالح محتكرا السلطو والثروة ساعيا الى توريث ابنه رئاسة الجمهورية لكنه ما تحقق له الا ان يكون سفيرا للدولة في الامارات العربية المتحدة وهي مرحلة مؤقته ريثما يتم التخلص من قوى الشر التي زرعها ووالده في كل اليمن .

اليوم الجمعة 20 - 12 - 2013 وبعد صلاة الجمعة المباركة يدشن اهالي الجنوب انطلاقة ثورة سلمية لاستعادة دولتهم وحريتهم التي سلبتها دولة الوحدة التي قادها علي عبدالله صالح وجاء على لسان رئيس المجلس الاعلى للثورة السلمية في مدينة الضالع الجنوبية شلال علي شايع : اننا سنقدم الغالي والنفيس من اجل استعادة دولتنا وحريتنا .

الثورة السلمية التي ستدشن اليوم من الملا عاصمة حضرموت ستدفع بمئات الالوف من اهل الجنوب الى الشوارع مطالبين بحريتهم ودولتهم واستقلال قرارهم وقد اجمعت قبائل الجنوب في حضرموت قبل اسبوعين متعاضدة على تحقيق الهدف والقبائل عندما تعلن "النكف" يعني انها تعاهدت ان دمها واحد ومصيرها واحد .

ورغم فشل اللجنة الرئاسية التي تولت تهدئة الامور في حضرموت حاول الرئيس اليمني الحالي عبد ربه منصور هادي السفر الى حضرموت ليلة الخميس الا ان اللواء علي محسن الاحمر حاصر مطار صنعاء ومنع الرئيس من المغادرة والاحمر هو الاخ غير الشقيق لعلي عبدالله صالح لكنه على خلاف معه ويتمتع بعلاقات قوية مع تنظيم القاعدة والتنظيمات الاسلامية باليمن وهو الحاكم الفعلي لصنعاء حاليا .

حضرموت لن تنام الليلة ورجالاتها يدركون ان الدبابات العسكرية انتشرت من ساعات مساء الخميس على التلال المحيطة بمدينة المكلا وان سيارات عسكرية ستتولى من منتصف الليلة قطع الطرقات وتكديس الرمال فيها للتقليل من حجم الحشود المتوقعة بعد صلاة الجمعة والعمل على تقطيع اوصال شبكة الطرقات بالحواجز وجرف الطرق .

حضرموت مدينة عريقة واهلها ما جنحوا يوما الا للسلم وبالسلمية سيحققون مبتغاهم ويطلقون على ثورتهم السلمية الهبة السلمية لكن معاناتهم تنحصر فقط في ان المجتمع الدولي غير مكترث بكل ما يجري باليمن وان الاعلام العربي لا يغطي ثورتهم لكنهم واثقون ان الله معهم وقد صبروا على الظلم ربع قرن وهاهم ينتفضون .
هل أعجبك الموضوع:

ليست هناك تعليقات :